علم الإنشاء والكتابة(المبحث الثاني خواص الإنشاء أي محاسنه)
المبحث الثاني
الأصل الثاني/خواص الإنشاء (محاسنه)
إذا أردنا أن نتكلم عن خواص الإنشاء (محاسنه) فعلينا أن نتكلم بالمقابل عن معايب الإنشاء حتى تتكتمل الفائدة,فقد جاء في كتاب (جواهر الأدب) موضوعاً بعنوان محاسن الإنشاء ومعايبه نقلاً(عن كتاب (( آداب المنشئ )) ببعض تصرف) جاء فيه بقوله إن للنثر محاسن ومعايب يجب على المنشئ أن يفرق بينهما محترزاً أستعمال الألفاظ الغريبة ولا يخل بفهم المراد ويوجب صعوبته-ولابد من أن يجعل الألفاظ تابعةً للمعاني دون العكس,لأن المعاني إذا تركت على سَجيَّتها طلبت لأنفسها ألفاظاً تليقُ بها فيحسنُ اللفظُ والمعنى جميعاً وأما جعلُ الألفاظ متكلفة والمعاني تابعةً لها, فهو شأن من لهم شغفٌ بإيراد شئ من المحسِّنات اللفظية فيصرفون العناية إليها, ويجعلون الكلام كأنه غير مسبوقٍ لإفادة المعني فلا يبالون بخفاء الدلالات وركاكة المعنى.
ومن أعظم مايليق بمن يتعاطى الإنشاء أن يكتب مايُراد لا مايُريد, كما قيل في الصَّاحب والصَّابىءِ:إن الصابىءِ يكتب مايُراد والصاحب يكتب مايُريد.
وتجنباً منا للتكرار في المواضيع الذي وقع فيه صاحب كتاب جواهر الأدب فأننا سوف نتطرق إلى خواص الإنشاء(محاسنه)وعيوبه في مبطلبين هما المطلب الأول: خواص الإنشاء(محاسنه)
المطلب الثاني:عيوب الأنشاء.
المطلب الأول
خواص الإنشاء(محاسنه)
محاسن الإنشاء هي أساليب وطرائق معلومة وضعت لتزيين الكلام وتنميقه لغرض أن يتمكن البليغ من ذهن السامع بما يورده من أساليب الكلام المستحسنة فيحرك أهواء النفس ويثير كامن حركاتها والغرض أن يكون قوله أشد اتصالاً بالعقل وأقرب للإدراك بتصرفه في فنون البلاغة .
وملخص القول أن خواص الانشاء هي محاسنه السبعة وهي:
أولاً:الوضوح.
وذلك بأن يختار المفردات البينة الدالة على المقصود وأن يعدل عن كثرة العوامل في الجملة الواحدة وأن يتحاشى الالتباس في استعمال الضمائر وأن يسبك الجمل سبكاً جلياً بدون تعقيد والتباس وأن يتحاشى كثرة الجمل الاعتراضية.
كقول الشاعر:
ليس الجمال بأثواب تزيننا إن الجمال جمال العلم والأدب
ليس اليتيم الذي قد مات والده بل اليتيم يتيم العلم والحسب
ثانياً:الصراحة.
بأن يكون الإنشاء سالماً من ضعف التأليف وغرابة التعبير بحيث يكون الكلام حراً مهذباً تناسب ألفاظه المعاني المقصوده كما قيل:
تزين معانيه ألفاظه وألفاظه زائنات المعاني
ويكون الكلام صريحاً بانتقاء الألفاظ الفصيحة والمفردات الحرة الكريمة وكذا أصابة المعاني وتنقيح العبارات مع جودة مقاطع الكلام وحسن صوغه وتأليفه وكذا بمراعاة الفصل والوصل وهو العلم بمواضع العطف والاستئناف والاهتداء إلى كيفية إيقاف حروف العطف في مواقعها.
ثالثاً:الضبط.
وهو حذف فضول الكلام وإسقاط مشتركات الألفاظ كقول قيس بن الخطيم المتوفي سنة 612م:
أرى الموت لا يرعى على ذى قرابةٍ وإن كان في الدنيا عزيزاً بمقعدِ
لعمرك ما الأيام إلا معــــــارة فما أستطعت من معروفها فتزود
رابعاً: الطبيعة .
بأن يخلو الكلام من التلف والتصنع كما قال في رثاء ابنه أبو العتاهية المتوفي سنة 211هـ:
بكيتك يابُنَيَّ بدمع عيني فلم يغن البكاء عليك شيا
وكانت في حياتك لي عظات وأنت اليوم أوعظ منك حيَّا
خامساً:السهولة.
بأن يخلص الكلام من التعسف في السبك وأن يختار ما لآن منها كما قال في الأشواق بهاء الدين زهير المتوفي سنة 656هـ:
شوقي إليك شديدٌ كما علمت وأزيد
فكيف تنكر حباًّ به ضميرك يشهد
وأن يهذب الجمل وأن يأتلف اللفظ مع مراعاة النظير كما قال الشاعر في الوداع:
في كنف الله ظاعن ظَعَنَا أودع قلبي ودَاعَه حَزَنَا
لا أبصرت مُقلتي محاسنه إن كنت أبصرت بعده حَسَنَا
قال بعض البلغاء :أحذركم من التقعير والتعمق في القول وعليكم بمحاسن الألفاظ والمعاني المستخفة المستمحلة فإن المعنى المليح إذا كسى لفظاً حسناً وأعاره البليغ مخرجاً سهلاً كان في قلب السامع أحلى ولصدره أملأ- قال السبتي:
إذا أنقاد الكلام فقده عفواً إلى ما تشتهيه من المعاني
ولا تكره بيانك إن تأبَّى فلا إكراه في دين البيان
سادساً:الاتساق.
بمعنى أن تتناسب المعاني مع بعضها البعض فلا تناقض أحداهما الأخرى كقول المتنبي المتوفي سنة 346هـ:
وما زلت حتى قادني الشوق نحو يسايرني في كل ركب له ذكر
وأستكبر الأخبار قبل لقائه فلما التقينا صغّرَ الخبر الُخْبْر
سابعاً:الجزالة.
وهي إبراز المعاني الشريفة في معارض من الألفاظ الأنيقة اللطيفة كقول الصابئ المتوفي سنة 384هـ:
لك في المحافل منطقٌ يشفى الجوى ويسوغُ في أذنُ الأديب سُلاَفَهُ
فكأن لفظــــــكَ لؤلؤٌ متَنَخّلٌ وكَأُنّماَ آذاننـــــــــا أصدافه
المبحث الثاني
الأصل الثاني/خواص الإنشاء (محاسنه)
إذا أردنا أن نتكلم عن خواص الإنشاء (محاسنه) فعلينا أن نتكلم بالمقابل عن معايب الإنشاء حتى تتكتمل الفائدة,فقد جاء في كتاب (جواهر الأدب) موضوعاً بعنوان محاسن الإنشاء ومعايبه نقلاً(عن كتاب (( آداب المنشئ )) ببعض تصرف) جاء فيه بقوله إن للنثر محاسن ومعايب يجب على المنشئ أن يفرق بينهما محترزاً أستعمال الألفاظ الغريبة ولا يخل بفهم المراد ويوجب صعوبته-ولابد من أن يجعل الألفاظ تابعةً للمعاني دون العكس,لأن المعاني إذا تركت على سَجيَّتها طلبت لأنفسها ألفاظاً تليقُ بها فيحسنُ اللفظُ والمعنى جميعاً وأما جعلُ الألفاظ متكلفة والمعاني تابعةً لها, فهو شأن من لهم شغفٌ بإيراد شئ من المحسِّنات اللفظية فيصرفون العناية إليها, ويجعلون الكلام كأنه غير مسبوقٍ لإفادة المعني فلا يبالون بخفاء الدلالات وركاكة المعنى.
ومن أعظم مايليق بمن يتعاطى الإنشاء أن يكتب مايُراد لا مايُريد, كما قيل في الصَّاحب والصَّابىءِ:إن الصابىءِ يكتب مايُراد والصاحب يكتب مايُريد.
وتجنباً منا للتكرار في المواضيع الذي وقع فيه صاحب كتاب جواهر الأدب فأننا سوف نتطرق إلى خواص الإنشاء(محاسنه)وعيوبه في مبطلبين هما المطلب الأول: خواص الإنشاء(محاسنه)
المطلب الثاني:عيوب الأنشاء.
المطلب الأول
خواص الإنشاء(محاسنه)
محاسن الإنشاء هي أساليب وطرائق معلومة وضعت لتزيين الكلام وتنميقه لغرض أن يتمكن البليغ من ذهن السامع بما يورده من أساليب الكلام المستحسنة فيحرك أهواء النفس ويثير كامن حركاتها والغرض أن يكون قوله أشد اتصالاً بالعقل وأقرب للإدراك بتصرفه في فنون البلاغة .
وملخص القول أن خواص الانشاء هي محاسنه السبعة وهي:
أولاً:الوضوح.
وذلك بأن يختار المفردات البينة الدالة على المقصود وأن يعدل عن كثرة العوامل في الجملة الواحدة وأن يتحاشى الالتباس في استعمال الضمائر وأن يسبك الجمل سبكاً جلياً بدون تعقيد والتباس وأن يتحاشى كثرة الجمل الاعتراضية.
كقول الشاعر:
ليس الجمال بأثواب تزيننا إن الجمال جمال العلم والأدب
ليس اليتيم الذي قد مات والده بل اليتيم يتيم العلم والحسب
ثانياً:الصراحة.
بأن يكون الإنشاء سالماً من ضعف التأليف وغرابة التعبير بحيث يكون الكلام حراً مهذباً تناسب ألفاظه المعاني المقصوده كما قيل:
تزين معانيه ألفاظه وألفاظه زائنات المعاني
ويكون الكلام صريحاً بانتقاء الألفاظ الفصيحة والمفردات الحرة الكريمة وكذا أصابة المعاني وتنقيح العبارات مع جودة مقاطع الكلام وحسن صوغه وتأليفه وكذا بمراعاة الفصل والوصل وهو العلم بمواضع العطف والاستئناف والاهتداء إلى كيفية إيقاف حروف العطف في مواقعها.
ثالثاً:الضبط.
وهو حذف فضول الكلام وإسقاط مشتركات الألفاظ كقول قيس بن الخطيم المتوفي سنة 612م:
أرى الموت لا يرعى على ذى قرابةٍ وإن كان في الدنيا عزيزاً بمقعدِ
لعمرك ما الأيام إلا معــــــارة فما أستطعت من معروفها فتزود
رابعاً: الطبيعة .
بأن يخلو الكلام من التلف والتصنع كما قال في رثاء ابنه أبو العتاهية المتوفي سنة 211هـ:
بكيتك يابُنَيَّ بدمع عيني فلم يغن البكاء عليك شيا
وكانت في حياتك لي عظات وأنت اليوم أوعظ منك حيَّا
خامساً:السهولة.
بأن يخلص الكلام من التعسف في السبك وأن يختار ما لآن منها كما قال في الأشواق بهاء الدين زهير المتوفي سنة 656هـ:
شوقي إليك شديدٌ كما علمت وأزيد
فكيف تنكر حباًّ به ضميرك يشهد
وأن يهذب الجمل وأن يأتلف اللفظ مع مراعاة النظير كما قال الشاعر في الوداع:
في كنف الله ظاعن ظَعَنَا أودع قلبي ودَاعَه حَزَنَا
لا أبصرت مُقلتي محاسنه إن كنت أبصرت بعده حَسَنَا
قال بعض البلغاء :أحذركم من التقعير والتعمق في القول وعليكم بمحاسن الألفاظ والمعاني المستخفة المستمحلة فإن المعنى المليح إذا كسى لفظاً حسناً وأعاره البليغ مخرجاً سهلاً كان في قلب السامع أحلى ولصدره أملأ- قال السبتي:
إذا أنقاد الكلام فقده عفواً إلى ما تشتهيه من المعاني
ولا تكره بيانك إن تأبَّى فلا إكراه في دين البيان
سادساً:الاتساق.
بمعنى أن تتناسب المعاني مع بعضها البعض فلا تناقض أحداهما الأخرى كقول المتنبي المتوفي سنة 346هـ:
وما زلت حتى قادني الشوق نحو يسايرني في كل ركب له ذكر
وأستكبر الأخبار قبل لقائه فلما التقينا صغّرَ الخبر الُخْبْر
سابعاً:الجزالة.
وهي إبراز المعاني الشريفة في معارض من الألفاظ الأنيقة اللطيفة كقول الصابئ المتوفي سنة 384هـ:
لك في المحافل منطقٌ يشفى الجوى ويسوغُ في أذنُ الأديب سُلاَفَهُ
فكأن لفظــــــكَ لؤلؤٌ متَنَخّلٌ وكَأُنّماَ آذاننـــــــــا أصدافه