الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد ؛ فإن الله تعالى فرض على عباده صيام رمضان، وشرع لهم أن يصوموا أياماً أُخر متفرقة ندبا لاإيجاباً، ورتب على الصيام من الثواب ما تتوق له نفس المؤمن، كما قال صلى الله عليه وسلم:"من صام يوماً في سبيل الله بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً" متفق عليه , وقال صلى الله عليه وسلم :"إن في الجنة باباً يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لايدخل منه أحد غيرهم "متفق عليه .
وقد شرع الله الصيام محدوداً بحدود شرعية، من تجاوزها أفسد صيامه أو نقَّصه، فيجب على المسلم أن يعرف حدود ما أنزل الله على رسوله مما يتعلق بالعبادات التي فُرضت فرض عين على كل مسلم ومنها الصيام.
وقد كتبتُ هذا البحث ليعالج جانباً مهماً من جوانب الصيام، وهو "المفطرات المعاصرة"، فقد ظهر في عصرنا هذا من المفطرات المتعلقة بالجوانب الطبية ما ينبغي النظر فيه، ودراسته، للتوصل إلى القول الذي تدل عليه النصوص والقواعد الشرعية.
وقد كُتب في هذا الموضوع في مناسبات عدة لا سيما ما يتعلق بالفتاوى، فهي كثيرة ومنتشرة، وكذلك تناوله المجمع الفقهي بالبحث في دورته العاشرة، وكُتب عن بعض مباحثه في كتب تناولت أحكام الصيام ، لكني لا أعلم كتاباً أو بحثاً مستقلاً حول هذه الموضوعات، عدا ماأشرت إليه من بحوث المجمع الفقهي، أو كتب الفتاوى المعاصرة، وقد أردتُ أن أشارك في هذا الموضوع بتناول مسائله، ودراستها على ضوء نصوص الكتاب والسنة، محاولاً تأصيل هذه المسائل وإرجاعها إلى قواعدها الشرعية المتعلقة بالصيام قدر المستطاع، مع تخريج ما يمكن تخريجه من هذه المسائل على ما ذكره فقهاؤنا المتقدمون رحمهم الله .
سائلاً المولى ـ عز وجل ـ أن يهديني سواء السبيل.
وقد قسمت البحث إلى بابين في كل باب فصلين، على النحو التالي:
الباب الأول: في التعريفات والمقدمات وفيه فصلان:
الفصل الأول: في التعريفات وفيه مبحثان:
المبحث الأول: تعريف الصيام.
المبحث الثاني: تعريف المفطرات.
المبحث الثالث: تعريف المعاصرة.
الفصل الثاني: المقدمات وفيه مباحث:
المبحث الأول: المفطرات المتفق عليها في الشرع.
المبحث الثاني: حد الجوف الوارد في كلام الفقهاء.
الباب الثاني: في المفطرات المعاصرة وفيه فصلان:
الفصل الأول: المفطرات المعاصرة الداخلة إلى بدن الصائم وفيه مباحث:
المبحث الأول: مايدخل إلى الجسم عبر الفم وفيه مسائل:
المسألة الأولى: بخَّاخُ الربو.
المسألة الثانية: الأقراص التي توضع تحت اللسان.
المسألة الثالثة: المناظير الطبية (منظار المعدة).
المبحث الثاني: ما يدخل إلى الجسم عبر الأنف وفيه مسائل.
المسألة الأولى: القطرة.
المسألة الثانية: غاز الأوكسجين.
المسألة الثالثة: بخَّاخ الأنف.
المسألة الرابعة: غازات التخدير (البنج).
المبحث الثالث: ما يدخل إلى الجسم عبر الأذن وفيه مسائل.
المسألة الأولى: القطرة.
مسألة تابعة: غسول الأذن.
المبحث الرابع: ما يدخل إلى الجسم عبر العين.
المبحث الخامس: ما يدخل إلى الجسم عبر الجلد (إمتصاصاً أو نفوذاً) وفيه مسائل:
المسألة الأولى: الحقن العلاجية (جلدية، عضلية، وريديه).
المسألة الثانية: الدهانات والمراهم واللصقات العلاجية.
المسألة الثالثة: إدخال القثطرة (أنبوب دقيق) في الشرايين للتصوير أو العلاج.
المسألة الرابعة: إدخال منظار البطن أو تنظير البطن.
المسألة الخامسة: الغسيل الكلوي.
المبحث الخامس: ما يدخل إلى الجسم عبر المهبل وفيه مسائل:
المسألة الأولى: الغسول المهبلي.
المسألة الثانية: وتشمل التحاميل (اللبوس)،المنظار المهبلي،أصبع الفحص الطبي.
المبحث السادس: ما يدخل إلى الجسم عبر فتحة الشرج وفيه مسائل:
المسألة الأولى: الحقن الشرجية.
المسألة الثانية: التحاميل.
المسألة الثالثة: المنظار الشرجي وأصبع الفحص الطبي.
المبحث السابع: ما يدخل إلى الجسم عبر مجرى البول: إدخال القثطرة أو المنظار أو إدخال دواء أو محلول لغسل المثانة أو مادة تساعد على وضوح الأشعة.
الفصل الثاني: المفطرات المعاصرة الخارجة من بدن الصائم.
المبحث الأول: التبرع بالدم.
المبحث الثاني: أخذ الدم القليل للتحليل ونحوه.
والله أسأل التوفيق والسداد.
جوال: 055139079
وفيه فصلان :
الفصل الأول: في التعريفات
وفيه مباحث :
المبحث الأول تعريف الصيام:
أولاً: تعريف الصيام لغة:
قال ابن فارس: "الصاد والواو والميم أصل يدل على إمساك وركود في مكان".أهـ.
وفي لسان العرب([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][1]): الصوم الإمساك عن الشيء، والترك له، ولذلك قيل للصائم صائماً لإمساكه عن الشراب والطعام والنكاح، وقيل للصامت صائماً؛ لإمساكه عن الكلام ومنه: ﴿ إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيّاً ﴾([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][2])
وقال أبو عبيدة كل ممسك عن طعام، أو كلام، أو سير، فهو صائم".أهـ.
وقال البيضاوي: الصوم في اللغة الإمساك عما تنزع إليه النفس أهـ([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][3]) .
ثانياً: تعريف الصيام شرعاً:
عند الأحناف: الإمساك عن أشياء مخصوصة، وهي الأكل، والشرب، والجماع، بشرائط مخصوصة([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][4]) . أهـ.
وعند المالكية : الإمساك عن شهوتي الفم، والفرج، وما يقوم مقامهما، مخالفةً للهوى في طاعة المولى، في جميع أجزاء النهار، وبنية قبل الفجر، أو معه إن أمكن([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][5]) .
وعند الشافعية: إمساك مخصوص، في زمن مخصوص، من شخص مخصوص([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][6])
وعند الحنابلة: إمساك عن المفطرات، من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][7]) .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([1]) 12/ 351 .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([2]) سورة مريم ، الآية (26)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([3]) ذكره في مواهب الجليل 2/ 378 .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([4]) بدائع الصناع 2/ 75 ، ونحوه في الدر المختار .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([5]) مواهب الجليل 2/ 378 .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([6]) المجموع 6/ 245 . ونحوه في كفاية الأخيار 1/ 197 .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([7]) المغني 4/ 325 وانظر مطالب أولي النهى 2 / 168 .