رسالة إلى الشباب.. اجمع ثروتك
محمد السيد عبد الرازق
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
بعد لقاء عائلي جميل، تجمعت فيه العائلة، والتقى
الأقارب بعضهم بعضًا، جلس الأستاذ ياسر (خال) أحمد (طالب الصف الأول
الجامعي)، وسأله ـ وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة ـ ماذا تقرأ يا أحمد؟
أحمد: ماذا أقرأ؟! ماذا تقصد يا خالي؟
ياسر: (يضحك) هل السؤال غريب إلى هذا الحد؟ أنا أقصد
يا أحمد ما هي الكتب التي تقرؤها وما هي المواضيع التي تهتم بالبحث
والقراءة فيها؟
أحمد: (يبتسم)، يا خالي... ننتهي من كتب الدراسة أولًا.
ياسر: وما علاقة الثقافة والقراءة، بكتب المدرسة،
القراءة في ذاتها متعة وإضافة للعمر، وهل يعقل أن يكون هناك إنسان يريد
النجاح ويتطلع إلى أن يكون له دور في الحياة، وهو غير مثقف؟
أحمد: إذًا لقد اكتشفت السر.
ياسر: أي سر تقصد؟!
أحمد: لقد كنت أتعجب من ثقافتك الواسعة، ومن معرفتك
بتفاصيل أشياء كثيرة، ومن قدرتك على الإقناع، وما من سؤال في مجال من
المجالات لا أجد له إجابة، إلا وأجد أمي تقول لي: اتصل بخالك ياسر.
وأكثر من ذلك، كنت أتعجب من ارتقائك المستمر في مجال
عملك ككاتب، ومحبة الناس لك، وحرصهم على التواصل معك... يكفي أن لديك أكثر
من ستين ألف متابع على تويتر.
ياسر: نعم، نعم ... ألا أخبرك بسر يا أحمد؟
أحمد: بالتأكيد.
ياسر: إن كل ما ذكرته، كان العامل الرئيسي فيه بعد توفيق الله عز وجل، هو تلك الثروة التي جمعتها على مدار عشر سنوات.
أحمد: ياااااه، وبكم تقدر يا خالي؟
ياسر: لا تقدر بثمن يا أحمد، إن ثروتي هي قراءتي لأكثر من أربعمائة كتاب في شتى مجالات المعرفة خلال أربع سنوات.
أحمد: خالي!! سأبدأ من الغد وضع خطة لقراءة المئة كتاب الأولى خلال مرحلة الجامعة.
ياسر: (مبتسمًا) وأنا سأساعدك وسأدعمك وأشجعك... فتوكل على الله وابدأ في تكوين ثروتك.
القراءة حياة:
هذه القصة تذكرنا بالمثل الغربي الذي يقول: (إذا أردت
أن تسعد إنسانًا فحبب إليه القراءة)، وهذه حقيقة فعلًا، فالقراءة متعة
والغوص في أعماق المعرفة لذة، وأي لذة.. لذة لا يعرفها إلا من أمسك بزمام
الكتب واعتاد رفقتها في حله وترحاله وصباحه ومسائه.. فأين أنت من هذه اللذة
وكيف حصلت من هذه المتعة؟
إن حياة الإنسان لا تقاس بالأيام والشهور، وإنما تقاس
بقدر ما امتلكه الإنسان من ثروة المعرفة وبرصيد هذه المعرفة في حياته
وعمله، فعلى سبيل المثال، حينما يقرأ إنسان كتابًا يكون بذلك قد حصل خلاصة
فكر من قرأ له، وقد يكون هذا الشخص قد أمضى فترات طويلة في كتابته... ومن
ثم كانت القراءة إضافة أعمار إلى عمرك الأصلي.
يقول أحد الأدباء: (لست أهوى القراءة لأكتب، ولا أهوى
القراءة لأزداد عمرًا في تقدير الحساب، وإنما أهوى القراءة لأن عندي حياة
واحدة، وحياة واحدة لا تكفيني، والقراءة هي التي تعطيني أكثر من حياة؛
لأنها تزيد هذه الحياة من ناحية العمق).
مشكلتنا مع القراءة:
ومع الأسف، فإن الناس عامة والشباب خاصة في مجتمعاتنا
العربية قد انصرفوا بصورة كبيرة عن القراءة، واستبدلوها بمشاهدة التلفاز
وقراءة الجرائد ومتابعة الأخبار عبر شبكات التواصل الاجتماعي (فيس بوك،
وتويتر).
فعل الشباب ذلك للحصول على ثقافة عامة سريعة، تنفض
عنهم غبار الجهل بالواقع، وتساعدهم على فهم ما يدور حولهم في عالم يعج
بالأحداث فائقة السرعة.
ومع إيجابية الحرص على الإلمام بالواقع ومحاولة فهمه
عبر هذه الوسائل، إلا أن لا تكفي أبدًا لبناء رصيد من المعرفة يعتبره
الإنسان ثروة حقيقية، هذا من ناحية.
من ناحية أخرى، إن هذه المعرفة السريعة التي حصلها
الشباب من على شبكات الإنترنت وعبر مشاهدة البرامج التلفزيونية، تكون في
أحيان كثيرة معرفة موجهة، تحاول
توجيه الجماهير إلى فكرة معينة أو تبني قضية معينة مستخدمة في ذلك كل
وسيلة، ولو كانت الطريق إلى ذلك هو تشويه الحقائق وتزييف التاريخ، ومن ثم
يتلق الإناء الفارغ من المعرفة هذه المعلومات البعيدة كل البعد عن الصحة
وعن الصواب.
فما الحل إذًا؟ الحل أن نبني لأنفسنا بناء معرفيًا
صحيحًا ونكتسب ثقافة واسعة تؤهلنا لفهم الواقع من حولنا، ومتابعة ما يدور
حولنا بدراية وفهم، وتمكننا من اكتشاف خطأ والتضليل.
لكن تبقى مشكلة هامة..
وهي أن كثيرًا من الشباب، يقول: ولكني لا أحب القراءة؟ فماذا أفعل؟
من أجل قراءة ممتعة:
ليس هناك من وسيلة سحرية تجعل الشخص يحب القراءة
ويستمتع بمتابعة الكتب، ولكن هناك مجموعة من النصائح الأساسية إن امتلك
الشخص الإرادة الكافية واتبعها بقوة، فحري به أن يصبح من القراءة الدائمين،
وهذه النصائح تتلخص في:
1. القراءة متعة:
لا يمكن أن يصل الشخص إلى مرحلة الشغف بالقراءة
والتلذذ بها إلا إذا كانت القراءة في ذاتها متعة بالنسبة له، ولهذا لا يمكن
أن يحصل الانسان تلك المتعة وما تورثه من فائدة إذا أجبر نفسه على القراءة
لأنها ستقترن عنده بحالة من الملل.. لذا عليك أن تقرأ وأن تريد ذلك لا
وأنت مجبر عليه.
2. أحسن الاختيار واحرص على التنوع:
(القراء
المختلفون من حولنا يستمتعون بقراءة كتب مختلفة، في مجالات مختلفة ولكتاب
مختلفين، حتى في داخل كل مجال على حدة ... وحتى تسهل على نفسك على نفسك
يمكنك أن تسأل القراء من حولك عن الكتب التي ينصحون بها، أو حتى أن تتصفح
الإنترنت وتزور المواقع والشبكات التي تختص بالحديث عن الكتب، وذلك للحصول
على التوصيات والإرشادات حول الكتب الجميلة والممتعة) [كيف تجعل القراء جزءًا من حياتك، ساجد العبدلي، ص (20)].
3. حدد هدفك من القراءة، فكلما كان
الهدف واضحًا أمام الإنسان، كلما كان أقرب لإنجازه، ولعل القراءة من أجل
الفهم (هي تلك القراءة التي تستهدف امتلاك منهج قويم في التعامل مع
المعرفة، وتكسبنا عادات فكرية جديدة، وتلك التي تزيد في مرونتنا الذنية،
كما تنمي الخيال لدينا، وتجعلنا نرسم صورًا للأحداث والأشياء، هي أقرب إلى
التكامل، على الرغم من من وجود نقص في المعلومات والمعطيات المتاحة .. إن
مكاسبنا من وراء كتب تعطي معلومات كمكاسب شخص امتلك قطعة ذهبية، أما
مكاسبنا من وراء كتب تحسن الوضع الفكري لدينا، فهي مثل مكاسب من أعطى مفتاح
منجم من الذهب). [القراءة المثمرة مفاهيم وآليات، عبد الكريم بكار، ص (33)].
4. لا تستعجل وخذ وقتك:
(خذ
وقتك في القراءة، ولا تعش القلق لأنك بطيء في القراءة، خصوصًا بالمقارنة
مع الآخرين، فهذا الأمر سيتحسن مع الأيام واستمرار القراءة دون أدنى شك..
بل الواجب عليك في الأيام الأولى من دخولك إلى عالم القراءة أن تقرأ على
مهل وبعناية، وإذا شعرت بالملل، فلا تجبر نفسك على الاستمرا، بل ضع الكتاب
جانبًا وافعل شيئًا آخر لبعض الوقت، ثم عد إليه مرة أخرى وهكذا) [كيف تجعل القراءة جزءًا من حياتك، ساجد العبدلي، ص (21)].
يمكنك أن تتوقع أن يشتد عودك
بمداومة الأكل، وأن تزداد حكمة بمداومة القراءة.. فالتفكير وهضم ما تقرأه
هما اللذان يجعلان الكتب نافعة ويمنحان الذهن صحة وحيوية [توماس فوللر].
فابدأ بهذه الخطوات المركزة واعلم.. (أن الذي يدعو
الإنسان إلى مزيد من التعلم، هو العلم، إذ إنه كلما زادت المعرفة، اتسعت
منطقة المجهوة.. والتقدم نفسه يعمل على زيادة حاجة الإنسان الشديدة إلى
المعرفة؛ حيث إن التوغل في حقول المعرفة، يتيح إمكانات ومجالات جديدة،
ويولد دوافع جديدة للتقدم الأوسع نطاقًا) [القراءة المثمرة مفاهيم وآليات، عبد الكريم بكار، ص (8)].
رسالة إلى أمة أقرأ:
في ختام هذه الرسالة، ينبغي أن نعلم أن الأمم الناهضة
اليوم قد اعتمدت على النهوض بالتعليم وتيسير سبل التثقف والمعرفة، أما
الأمم التي توصف اليوم بأنها متخلفة فهي تشترك جميعًا في أنها لا تملك بنية
معرفية صحيحة، وأن أبناءها في جفاء وخصام مع المعرفة عامة ومع القراءة
خاصة.
غير أن الإيجابية والمبادرة، تدفع كل منا لأن يجعل من
نفسه خطوة على طريق النهوض بالعلم والثقافة حينما يجعل من نفسه قارئًا
بارعًا، حتى لو كانت البيئة من حوله لا تساعد على ذلك.
لأنه (سيكون من المؤسف أن تحتاج أمة، أول كلمة نزلت في
كتابها ودستورها الثقافي كلمة (اقرأ) إلى من يحثها على القراءة، ويكشف لها
عن أهميتها في استعادة ذاتها وكيانها!
ومع هذا، فإن علينا أن نواجه مشكلاتنا بواقعية وشجاعة، ونكف عن التغني بأمجاد الآباء والأجداد، والإشادة بانتصارات لم نخض معاركها) [القراءة المثمرة مفاهيم وآليات، عبد الكريم بكار، ص (6)].
محمد السيد عبد الرازق
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
بعد لقاء عائلي جميل، تجمعت فيه العائلة، والتقى
الأقارب بعضهم بعضًا، جلس الأستاذ ياسر (خال) أحمد (طالب الصف الأول
الجامعي)، وسأله ـ وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة ـ ماذا تقرأ يا أحمد؟
أحمد: ماذا أقرأ؟! ماذا تقصد يا خالي؟
ياسر: (يضحك) هل السؤال غريب إلى هذا الحد؟ أنا أقصد
يا أحمد ما هي الكتب التي تقرؤها وما هي المواضيع التي تهتم بالبحث
والقراءة فيها؟
أحمد: (يبتسم)، يا خالي... ننتهي من كتب الدراسة أولًا.
ياسر: وما علاقة الثقافة والقراءة، بكتب المدرسة،
القراءة في ذاتها متعة وإضافة للعمر، وهل يعقل أن يكون هناك إنسان يريد
النجاح ويتطلع إلى أن يكون له دور في الحياة، وهو غير مثقف؟
أحمد: إذًا لقد اكتشفت السر.
ياسر: أي سر تقصد؟!
أحمد: لقد كنت أتعجب من ثقافتك الواسعة، ومن معرفتك
بتفاصيل أشياء كثيرة، ومن قدرتك على الإقناع، وما من سؤال في مجال من
المجالات لا أجد له إجابة، إلا وأجد أمي تقول لي: اتصل بخالك ياسر.
وأكثر من ذلك، كنت أتعجب من ارتقائك المستمر في مجال
عملك ككاتب، ومحبة الناس لك، وحرصهم على التواصل معك... يكفي أن لديك أكثر
من ستين ألف متابع على تويتر.
ياسر: نعم، نعم ... ألا أخبرك بسر يا أحمد؟
أحمد: بالتأكيد.
ياسر: إن كل ما ذكرته، كان العامل الرئيسي فيه بعد توفيق الله عز وجل، هو تلك الثروة التي جمعتها على مدار عشر سنوات.
أحمد: ياااااه، وبكم تقدر يا خالي؟
ياسر: لا تقدر بثمن يا أحمد، إن ثروتي هي قراءتي لأكثر من أربعمائة كتاب في شتى مجالات المعرفة خلال أربع سنوات.
أحمد: خالي!! سأبدأ من الغد وضع خطة لقراءة المئة كتاب الأولى خلال مرحلة الجامعة.
ياسر: (مبتسمًا) وأنا سأساعدك وسأدعمك وأشجعك... فتوكل على الله وابدأ في تكوين ثروتك.
القراءة حياة:
هذه القصة تذكرنا بالمثل الغربي الذي يقول: (إذا أردت
أن تسعد إنسانًا فحبب إليه القراءة)، وهذه حقيقة فعلًا، فالقراءة متعة
والغوص في أعماق المعرفة لذة، وأي لذة.. لذة لا يعرفها إلا من أمسك بزمام
الكتب واعتاد رفقتها في حله وترحاله وصباحه ومسائه.. فأين أنت من هذه اللذة
وكيف حصلت من هذه المتعة؟
إن حياة الإنسان لا تقاس بالأيام والشهور، وإنما تقاس
بقدر ما امتلكه الإنسان من ثروة المعرفة وبرصيد هذه المعرفة في حياته
وعمله، فعلى سبيل المثال، حينما يقرأ إنسان كتابًا يكون بذلك قد حصل خلاصة
فكر من قرأ له، وقد يكون هذا الشخص قد أمضى فترات طويلة في كتابته... ومن
ثم كانت القراءة إضافة أعمار إلى عمرك الأصلي.
يقول أحد الأدباء: (لست أهوى القراءة لأكتب، ولا أهوى
القراءة لأزداد عمرًا في تقدير الحساب، وإنما أهوى القراءة لأن عندي حياة
واحدة، وحياة واحدة لا تكفيني، والقراءة هي التي تعطيني أكثر من حياة؛
لأنها تزيد هذه الحياة من ناحية العمق).
مشكلتنا مع القراءة:
ومع الأسف، فإن الناس عامة والشباب خاصة في مجتمعاتنا
العربية قد انصرفوا بصورة كبيرة عن القراءة، واستبدلوها بمشاهدة التلفاز
وقراءة الجرائد ومتابعة الأخبار عبر شبكات التواصل الاجتماعي (فيس بوك،
وتويتر).
فعل الشباب ذلك للحصول على ثقافة عامة سريعة، تنفض
عنهم غبار الجهل بالواقع، وتساعدهم على فهم ما يدور حولهم في عالم يعج
بالأحداث فائقة السرعة.
ومع إيجابية الحرص على الإلمام بالواقع ومحاولة فهمه
عبر هذه الوسائل، إلا أن لا تكفي أبدًا لبناء رصيد من المعرفة يعتبره
الإنسان ثروة حقيقية، هذا من ناحية.
من ناحية أخرى، إن هذه المعرفة السريعة التي حصلها
الشباب من على شبكات الإنترنت وعبر مشاهدة البرامج التلفزيونية، تكون في
أحيان كثيرة معرفة موجهة، تحاول
توجيه الجماهير إلى فكرة معينة أو تبني قضية معينة مستخدمة في ذلك كل
وسيلة، ولو كانت الطريق إلى ذلك هو تشويه الحقائق وتزييف التاريخ، ومن ثم
يتلق الإناء الفارغ من المعرفة هذه المعلومات البعيدة كل البعد عن الصحة
وعن الصواب.
فما الحل إذًا؟ الحل أن نبني لأنفسنا بناء معرفيًا
صحيحًا ونكتسب ثقافة واسعة تؤهلنا لفهم الواقع من حولنا، ومتابعة ما يدور
حولنا بدراية وفهم، وتمكننا من اكتشاف خطأ والتضليل.
لكن تبقى مشكلة هامة..
وهي أن كثيرًا من الشباب، يقول: ولكني لا أحب القراءة؟ فماذا أفعل؟
من أجل قراءة ممتعة:
ليس هناك من وسيلة سحرية تجعل الشخص يحب القراءة
ويستمتع بمتابعة الكتب، ولكن هناك مجموعة من النصائح الأساسية إن امتلك
الشخص الإرادة الكافية واتبعها بقوة، فحري به أن يصبح من القراءة الدائمين،
وهذه النصائح تتلخص في:
1. القراءة متعة:
لا يمكن أن يصل الشخص إلى مرحلة الشغف بالقراءة
والتلذذ بها إلا إذا كانت القراءة في ذاتها متعة بالنسبة له، ولهذا لا يمكن
أن يحصل الانسان تلك المتعة وما تورثه من فائدة إذا أجبر نفسه على القراءة
لأنها ستقترن عنده بحالة من الملل.. لذا عليك أن تقرأ وأن تريد ذلك لا
وأنت مجبر عليه.
2. أحسن الاختيار واحرص على التنوع:
(القراء
المختلفون من حولنا يستمتعون بقراءة كتب مختلفة، في مجالات مختلفة ولكتاب
مختلفين، حتى في داخل كل مجال على حدة ... وحتى تسهل على نفسك على نفسك
يمكنك أن تسأل القراء من حولك عن الكتب التي ينصحون بها، أو حتى أن تتصفح
الإنترنت وتزور المواقع والشبكات التي تختص بالحديث عن الكتب، وذلك للحصول
على التوصيات والإرشادات حول الكتب الجميلة والممتعة) [كيف تجعل القراء جزءًا من حياتك، ساجد العبدلي، ص (20)].
3. حدد هدفك من القراءة، فكلما كان
الهدف واضحًا أمام الإنسان، كلما كان أقرب لإنجازه، ولعل القراءة من أجل
الفهم (هي تلك القراءة التي تستهدف امتلاك منهج قويم في التعامل مع
المعرفة، وتكسبنا عادات فكرية جديدة، وتلك التي تزيد في مرونتنا الذنية،
كما تنمي الخيال لدينا، وتجعلنا نرسم صورًا للأحداث والأشياء، هي أقرب إلى
التكامل، على الرغم من من وجود نقص في المعلومات والمعطيات المتاحة .. إن
مكاسبنا من وراء كتب تعطي معلومات كمكاسب شخص امتلك قطعة ذهبية، أما
مكاسبنا من وراء كتب تحسن الوضع الفكري لدينا، فهي مثل مكاسب من أعطى مفتاح
منجم من الذهب). [القراءة المثمرة مفاهيم وآليات، عبد الكريم بكار، ص (33)].
4. لا تستعجل وخذ وقتك:
(خذ
وقتك في القراءة، ولا تعش القلق لأنك بطيء في القراءة، خصوصًا بالمقارنة
مع الآخرين، فهذا الأمر سيتحسن مع الأيام واستمرار القراءة دون أدنى شك..
بل الواجب عليك في الأيام الأولى من دخولك إلى عالم القراءة أن تقرأ على
مهل وبعناية، وإذا شعرت بالملل، فلا تجبر نفسك على الاستمرا، بل ضع الكتاب
جانبًا وافعل شيئًا آخر لبعض الوقت، ثم عد إليه مرة أخرى وهكذا) [كيف تجعل القراءة جزءًا من حياتك، ساجد العبدلي، ص (21)].
يمكنك أن تتوقع أن يشتد عودك
بمداومة الأكل، وأن تزداد حكمة بمداومة القراءة.. فالتفكير وهضم ما تقرأه
هما اللذان يجعلان الكتب نافعة ويمنحان الذهن صحة وحيوية [توماس فوللر].
فابدأ بهذه الخطوات المركزة واعلم.. (أن الذي يدعو
الإنسان إلى مزيد من التعلم، هو العلم، إذ إنه كلما زادت المعرفة، اتسعت
منطقة المجهوة.. والتقدم نفسه يعمل على زيادة حاجة الإنسان الشديدة إلى
المعرفة؛ حيث إن التوغل في حقول المعرفة، يتيح إمكانات ومجالات جديدة،
ويولد دوافع جديدة للتقدم الأوسع نطاقًا) [القراءة المثمرة مفاهيم وآليات، عبد الكريم بكار، ص (8)].
رسالة إلى أمة أقرأ:
في ختام هذه الرسالة، ينبغي أن نعلم أن الأمم الناهضة
اليوم قد اعتمدت على النهوض بالتعليم وتيسير سبل التثقف والمعرفة، أما
الأمم التي توصف اليوم بأنها متخلفة فهي تشترك جميعًا في أنها لا تملك بنية
معرفية صحيحة، وأن أبناءها في جفاء وخصام مع المعرفة عامة ومع القراءة
خاصة.
غير أن الإيجابية والمبادرة، تدفع كل منا لأن يجعل من
نفسه خطوة على طريق النهوض بالعلم والثقافة حينما يجعل من نفسه قارئًا
بارعًا، حتى لو كانت البيئة من حوله لا تساعد على ذلك.
لأنه (سيكون من المؤسف أن تحتاج أمة، أول كلمة نزلت في
كتابها ودستورها الثقافي كلمة (اقرأ) إلى من يحثها على القراءة، ويكشف لها
عن أهميتها في استعادة ذاتها وكيانها!
ومع هذا، فإن علينا أن نواجه مشكلاتنا بواقعية وشجاعة، ونكف عن التغني بأمجاد الآباء والأجداد، والإشادة بانتصارات لم نخض معاركها) [القراءة المثمرة مفاهيم وآليات، عبد الكريم بكار، ص (6)].