رسائل سريعة إلى الشباب
محمد السيد عبد الرازق
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
هل تعرفون من أنتم؟
أنتم في كل جيل عماد نهضته ورافعو رايته، أنتم الأكتاف الفتية التي عليها يشيد المجد ويسطر النصر.
أنتم مترجمو أحلام الأمة وحاضنو أمانيها، وعليكم تعلق الأمة آمالها العظام.
أنتم
من قرَّبهم النبي صلى الله عليه وسلم وأدناهم، وعلى يديه رباهم، فما كان
إلا أن تفجرت ينابيع الطاقة والطموح، وسالت أنهار البذل والتضحية معلنة أن
شباب الإسلام قادمون، ليقدموا للعالم النموذج الذي ينبغي أن يسير عليه كل
شاب حتى ينزع عنه أغلال البعد والحرمان وينعم بسعادة الدنيا والآخرة في رحاب الإسلام العظيم.
أيها الشباب، انتبهوا!!
ترقبكم في كل لحظة المؤشرات والإحصاءات، وتسلط عليكم الضوء الوكالات والمؤسسات المعنية بكم، ولكن لماذا؟!
ترقبكم لتقيس بكم مدى رقي الأمم التي تنتمون إليها، وقابليتها للنهوض والتقدم، فأنتم أهم معيار وأوثق دليل.
لهذا
كله أحمل إليكم رسائل سريعة قليلة الكلمات لكنها عميقة المضمون؛ لأنها
معالم أساسية ينبغي أن يكون عليها شباب الإسلام حتى تشرق شمسه من جديد،
وتضطرب مؤشرات القياس العالمية مؤذنة بقدوم العملاق الجديد (شباب الإسلام).
الرسالة الأولى: دورك في الحياة.
هل تعرف دورك في الحياة؟
وهل وضعت سيناريو واضحًا لتحقيق هذا الدور؟
وهل هذا الدور مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالغاية التي من أجلها خلقت؟
أيها
الشاب، إنني أريد منك أن تبدأ حياة جديدة، يكون أبرز ما يميزها هو وجود
تصور واضح ومحدد في ذهنك لما تريد أن تحققه في هذه الحياة، تضع هذا التصور
وأنت تعلم يقينًا أن هذه الحياة ما هي إلا سويعات وستنقضي وتؤذنك بالرحيل،
كما يقول الحسن البصري رحمه الله: (ابن آدم إنما أنت أيام كلما ذهب يوم ذهب
بعضك).
فكان عليك أن تحياها أفضل حياة وتعمرها غاية التعمير، وتحقق فيها من الإنجازات لإسلامك وأمتك الشيء الكبير.
إن
هذا التصور الذي ستضعه لحياتك ينبغي أن ينبثق من الغاية الكبرى التي أوجدك
الله من أجلها وهي العبادة، ولست أقصد بالعبادة: الصلاة، والصيام، وقراءة
القرآن، فحسب، بل أقصد العبادة بمفهومها الشامل، الذي بيَّنه شيخ الإسلام
ابن تيمية رحمه الله في قوله: (العبادة: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه،
من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة).
فنريد
منك أيها الشباب أن تكون أنت من يكتب سيناريو حياته، ولا يدع للظروف أو
للآخرين أن يكتبوا ويلونوا حياته كيفما يشاءون، فاسأل نفسك: (لماذا يجب أن
أكون فرشاة وألوانًا وبيدي أن أكون أنا الفنان) [قوة الأهداف اقتباسات إدارية للانتقال إلى مستويات أعلى في الحياة، كاثرين كارفيلس، ص (17)].
(فإذا
عرفت من الآن ماذا تريد من حياتك، فإنك تستطيع أن تميز بين ما هو مهم وما
هو عديم أو قليل الأهمية بالنسبة لك على المدى الطويل، ومن ثم فإنك لن تبدد
وقتك وجهدك وحياتك في أعمال مبعثرة لا رابط بينها، ولا هدف يجمعها، ثم
تفاجأ بعد سنوات طويلة أنك لم تحقق شيئًا مذكورًا، رغم كل ما بذلته من جهد،
وما أنفقته من وقت.
إننا
نريد منك أيها المؤمن أن تكتب من الآن أفضل سيناريو ممكن لحياتك
المستقبلية، بحيث تتمكن من استثمارها على أفضل نحو ممكن بما يحقق لك أعلى
درجات النجاح الممكنة في الدنيا والآخرة، وبذلك تتميز عن أكثر الناس الذين
يكتفون فقط بإدارة يوميات الحياة ويفشلون في قيادتها، والفرق كبير جدًّا
بين هاتين الكلمتين: الإدارة والقيادة
فالإدارة تعني: كيف تحقق ما تصبو إليه من أهداف؟
أما القيادة: فهي أن تحدد أولاً ما هي الأهداف التي تصبو لتحقيقها؟
الإدارة: هي أن تصعد السلم بسرعة وكفاءة.
أما القيادة: فهي أن تختار أولاً السلم الذي تريد صعوده) [صناعة الهدف، هشام مصطفى عبد العزيز، صويان شايع الهاجري، ص (39-40)].
الرسالة الثانية: بيتك الجديد.
بيتك الجديد داعم أم مانع؟!
فربما
تضع تصورًا بارعًا لحياتك، تصورًا منبثقًا من إسلامك والغاية من حياتك،
وتشرع في تنفيذه، وتبدأ ثمراته تتلألأ أمام عينيك في الدنيا، كما تتلألأ
جناتك الباهرة في الآخرة، ولكن!
بعد
فترة، ستبدأ حياة جديدة ـ إن لم تكن قد بدأتها بالفعل ـ حياة الزواج،
وستشرع في خطواتك الأولى نحو بناء بيتك الجديد ـ الذي يفترض أن يكون جزءًا
من تصورك ـ فهل هذا البيت الجديد سيكون داعمًا لك على طريق الحياة التي
خططت لها فعلى وفق ما خططت تعيش وتحقق الإنجازات تلو الإنجازات، ثم تقف بما
نفذت بين يدي ربك يوم القيامة؟
إن
الإجابة على هذا السؤال تحتاج لمزيد من التفكير، نظرًا لخطورة الأمر، فكم
من زوجات وأدن حياة النجاح والقرب من الله لدى أزواجهن! وكم من زوجات كن
خير رفيقات في درب الحياة قدمن الدعم ودفعن بقوة في طريق الحياة الناجحة
الطيبة التي يحقق الإنسان من خلالها مفهوم العمارة في الأرض، ليس ذلك فحسب،
بل وأنجبن الذرية الطيبة المباركة التي خرجت لتحاط بسياج الأم الطاهر الذي
يلفه الرحمه وتغشاه التربية الحسنة وتشع منه أنوار الطاعة.
هلا وَعَيْنا الآن خطورة الأمر، فما أحوجك إلى الداعمة لا المانعة.
ما
أحوجك إلى الزوجة الصالحة التي ستكون منبت أولادك وموضع حرثك وبركة حياتك
وعملك، فالنبي صلى الله عليه وسلم حثنا على اختيار الزوجة وقال صلى الله
عليه وسلم: (اظفر بذات الدين تربت يداك) [رواه البخاري]، فاشرع على بركة الله في تكوين بيتك وأسرتك الجديدة، ولتجعلهما لبنة في بناء نهضة أمة الإسلام.
(فالتغيير
الحقيقي الذي ننشده لتنهض الأمة من سباتها وتستعيد عزتها وريادتها، هو
التغيير الشامل لبناء المجتمع، والمجتمع ما هو إلا مجموعة من الأُسَر.
فالأسرة
هي نواته وعليها يرتكز، وهي حجر الأساس لبناء الشخصية، وفي ظلال الجو
الأسري يترعرع الشبل وينمو فكريًّا ونفسيًّا وجسديًّا، ومن ثَم يكون البيت
هو منطلق الفرد والمسئول عن صياغة شخصيته) [سنة أولى زواج، هيام محمد يوسف، ص (12)]،
فالأسرة هي (المحضن الطبيعي الذي يتولى حماية الفراخ الناشئة ورعايتها،
وتنمية أجسادها وعقولها وأرواحها، وفي ظله تتلقى مشاعر الحب والرحمة،
وتُطبَّع بالطابع الذي يلازمها مدى الحياة.
والطفل
الإنساني هو أطول الأحياء طفولة، تمتد طفولته أكثر من أي طفل آخر للأحياء
الأخرى؛ ذلك أن مرحلة الطفولة هي فترة إعداد وتهيؤ وتدريب للدور المطلوب من
كل حي بقية حياته، ولما كانت وظيفة الإنسان هي أكبر وظيفة، ودوره في الأرض
هو أضخم دور؛ امتدت طفولته فترة أطول، ليحسن إعداده وتدريبه للمستقبل، ومن
ثَم كانت حاجته لملازمة أبويه أشد من حاجة أي طفل من أي كائن حي آخر،
وكانت الأسرة المستقرة الهادئة ألزم للنظام الإنساني، وألصق بفطرة الإنسان
وتكوينه ودوره في هذه الحياة) [دستور الأسرة في ظلال القرآن، أحمد فائز، ص(54)].
خطوة على الطريق:
لم
تنفد رسائلي لك أخي الحبيب ولكنه حسن استهلال وفاتحة بريد وسأوافيك برسائل
أخرى كثيرة على أن يبقى الوفاء شرطًا بيننا أن تأخذ هذه الرسائل بقوة
وتسعى في ترجمتها إلى واقع حياة..
وقبيل أن تصلك الثالثة والرابعة..
اجلس وحيدًا في مكان هادئ منعزل لا يشغلك فيه أي شيء، ولا تفكر في أي أمر آخر فيما عدا هاتين الرسالتين.
(والآن
اجلس على أريكة مريحة واسترخ تمامًا، أغمض عينيك، وتخيل نفسك وقد تقدم بك
الزمن وعلا الشيب رأسك وبلغت الستين من عمرك وقد أحاط بك أحفادك يطلبون منك
سرد تاريخك وإنجازاتك سل نفسك: ماذا تحب أن تقول لهم؟ وماذا كان دورك في
الحياة؟ والآن أحضر ورقة وقلمًا، دَوِّن كل كلمة تحب أن تخبرهم بها في جميع
جوانب حياتك، كيف كانت سلوكياتك كابن وأخ وزوج وأب وصديق؟ ما هي المراكز
التي شغلتها في حياتك العملية؟ ما الشهادات العلمية التي حصلت عليها؟ كيف
كانت علاقتك بربك ومدى حرصك على التزام تعاليم إسلامك؟ ما هي المهارات التي
أجدتها؟ كيف اخترت زوجتك وكيف بنيت هذه الأسرة المباركة؟ ماذا قدمت من
إنجازات لتحقيق نهضة أمتك)؟ [صناعة الهدف، هشام مصطفى عبد العزيز، صويان شايع الهاجري، بتصرف].
المراجع:
قوة الأهداف اقتباسات إدارية للانتقال إلى مستويات أعلى في الحياة، كاثرين كارفيلس.
صناعة الهدف، هشام مصطفى عبد العزيز، صويان شايع الهاجري.
دستور الأسرة في ظلال القرآن، أحمد فائز.
سنة أولى زواج، هيام محمد يوسف.
محمد السيد عبد الرازق
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
هل تعرفون من أنتم؟
أنتم في كل جيل عماد نهضته ورافعو رايته، أنتم الأكتاف الفتية التي عليها يشيد المجد ويسطر النصر.
أنتم مترجمو أحلام الأمة وحاضنو أمانيها، وعليكم تعلق الأمة آمالها العظام.
أنتم
من قرَّبهم النبي صلى الله عليه وسلم وأدناهم، وعلى يديه رباهم، فما كان
إلا أن تفجرت ينابيع الطاقة والطموح، وسالت أنهار البذل والتضحية معلنة أن
شباب الإسلام قادمون، ليقدموا للعالم النموذج الذي ينبغي أن يسير عليه كل
شاب حتى ينزع عنه أغلال البعد والحرمان وينعم بسعادة الدنيا والآخرة في رحاب الإسلام العظيم.
أيها الشباب، انتبهوا!!
ترقبكم في كل لحظة المؤشرات والإحصاءات، وتسلط عليكم الضوء الوكالات والمؤسسات المعنية بكم، ولكن لماذا؟!
ترقبكم لتقيس بكم مدى رقي الأمم التي تنتمون إليها، وقابليتها للنهوض والتقدم، فأنتم أهم معيار وأوثق دليل.
لهذا
كله أحمل إليكم رسائل سريعة قليلة الكلمات لكنها عميقة المضمون؛ لأنها
معالم أساسية ينبغي أن يكون عليها شباب الإسلام حتى تشرق شمسه من جديد،
وتضطرب مؤشرات القياس العالمية مؤذنة بقدوم العملاق الجديد (شباب الإسلام).
الرسالة الأولى: دورك في الحياة.
هل تعرف دورك في الحياة؟
وهل وضعت سيناريو واضحًا لتحقيق هذا الدور؟
وهل هذا الدور مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالغاية التي من أجلها خلقت؟
أيها
الشاب، إنني أريد منك أن تبدأ حياة جديدة، يكون أبرز ما يميزها هو وجود
تصور واضح ومحدد في ذهنك لما تريد أن تحققه في هذه الحياة، تضع هذا التصور
وأنت تعلم يقينًا أن هذه الحياة ما هي إلا سويعات وستنقضي وتؤذنك بالرحيل،
كما يقول الحسن البصري رحمه الله: (ابن آدم إنما أنت أيام كلما ذهب يوم ذهب
بعضك).
فكان عليك أن تحياها أفضل حياة وتعمرها غاية التعمير، وتحقق فيها من الإنجازات لإسلامك وأمتك الشيء الكبير.
إن
هذا التصور الذي ستضعه لحياتك ينبغي أن ينبثق من الغاية الكبرى التي أوجدك
الله من أجلها وهي العبادة، ولست أقصد بالعبادة: الصلاة، والصيام، وقراءة
القرآن، فحسب، بل أقصد العبادة بمفهومها الشامل، الذي بيَّنه شيخ الإسلام
ابن تيمية رحمه الله في قوله: (العبادة: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه،
من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة).
فنريد
منك أيها الشباب أن تكون أنت من يكتب سيناريو حياته، ولا يدع للظروف أو
للآخرين أن يكتبوا ويلونوا حياته كيفما يشاءون، فاسأل نفسك: (لماذا يجب أن
أكون فرشاة وألوانًا وبيدي أن أكون أنا الفنان) [قوة الأهداف اقتباسات إدارية للانتقال إلى مستويات أعلى في الحياة، كاثرين كارفيلس، ص (17)].
(فإذا
عرفت من الآن ماذا تريد من حياتك، فإنك تستطيع أن تميز بين ما هو مهم وما
هو عديم أو قليل الأهمية بالنسبة لك على المدى الطويل، ومن ثم فإنك لن تبدد
وقتك وجهدك وحياتك في أعمال مبعثرة لا رابط بينها، ولا هدف يجمعها، ثم
تفاجأ بعد سنوات طويلة أنك لم تحقق شيئًا مذكورًا، رغم كل ما بذلته من جهد،
وما أنفقته من وقت.
إننا
نريد منك أيها المؤمن أن تكتب من الآن أفضل سيناريو ممكن لحياتك
المستقبلية، بحيث تتمكن من استثمارها على أفضل نحو ممكن بما يحقق لك أعلى
درجات النجاح الممكنة في الدنيا والآخرة، وبذلك تتميز عن أكثر الناس الذين
يكتفون فقط بإدارة يوميات الحياة ويفشلون في قيادتها، والفرق كبير جدًّا
بين هاتين الكلمتين: الإدارة والقيادة
فالإدارة تعني: كيف تحقق ما تصبو إليه من أهداف؟
أما القيادة: فهي أن تحدد أولاً ما هي الأهداف التي تصبو لتحقيقها؟
الإدارة: هي أن تصعد السلم بسرعة وكفاءة.
أما القيادة: فهي أن تختار أولاً السلم الذي تريد صعوده) [صناعة الهدف، هشام مصطفى عبد العزيز، صويان شايع الهاجري، ص (39-40)].
الرسالة الثانية: بيتك الجديد.
بيتك الجديد داعم أم مانع؟!
فربما
تضع تصورًا بارعًا لحياتك، تصورًا منبثقًا من إسلامك والغاية من حياتك،
وتشرع في تنفيذه، وتبدأ ثمراته تتلألأ أمام عينيك في الدنيا، كما تتلألأ
جناتك الباهرة في الآخرة، ولكن!
بعد
فترة، ستبدأ حياة جديدة ـ إن لم تكن قد بدأتها بالفعل ـ حياة الزواج،
وستشرع في خطواتك الأولى نحو بناء بيتك الجديد ـ الذي يفترض أن يكون جزءًا
من تصورك ـ فهل هذا البيت الجديد سيكون داعمًا لك على طريق الحياة التي
خططت لها فعلى وفق ما خططت تعيش وتحقق الإنجازات تلو الإنجازات، ثم تقف بما
نفذت بين يدي ربك يوم القيامة؟
إن
الإجابة على هذا السؤال تحتاج لمزيد من التفكير، نظرًا لخطورة الأمر، فكم
من زوجات وأدن حياة النجاح والقرب من الله لدى أزواجهن! وكم من زوجات كن
خير رفيقات في درب الحياة قدمن الدعم ودفعن بقوة في طريق الحياة الناجحة
الطيبة التي يحقق الإنسان من خلالها مفهوم العمارة في الأرض، ليس ذلك فحسب،
بل وأنجبن الذرية الطيبة المباركة التي خرجت لتحاط بسياج الأم الطاهر الذي
يلفه الرحمه وتغشاه التربية الحسنة وتشع منه أنوار الطاعة.
هلا وَعَيْنا الآن خطورة الأمر، فما أحوجك إلى الداعمة لا المانعة.
ما
أحوجك إلى الزوجة الصالحة التي ستكون منبت أولادك وموضع حرثك وبركة حياتك
وعملك، فالنبي صلى الله عليه وسلم حثنا على اختيار الزوجة وقال صلى الله
عليه وسلم: (اظفر بذات الدين تربت يداك) [رواه البخاري]، فاشرع على بركة الله في تكوين بيتك وأسرتك الجديدة، ولتجعلهما لبنة في بناء نهضة أمة الإسلام.
(فالتغيير
الحقيقي الذي ننشده لتنهض الأمة من سباتها وتستعيد عزتها وريادتها، هو
التغيير الشامل لبناء المجتمع، والمجتمع ما هو إلا مجموعة من الأُسَر.
فالأسرة
هي نواته وعليها يرتكز، وهي حجر الأساس لبناء الشخصية، وفي ظلال الجو
الأسري يترعرع الشبل وينمو فكريًّا ونفسيًّا وجسديًّا، ومن ثَم يكون البيت
هو منطلق الفرد والمسئول عن صياغة شخصيته) [سنة أولى زواج، هيام محمد يوسف، ص (12)]،
فالأسرة هي (المحضن الطبيعي الذي يتولى حماية الفراخ الناشئة ورعايتها،
وتنمية أجسادها وعقولها وأرواحها، وفي ظله تتلقى مشاعر الحب والرحمة،
وتُطبَّع بالطابع الذي يلازمها مدى الحياة.
والطفل
الإنساني هو أطول الأحياء طفولة، تمتد طفولته أكثر من أي طفل آخر للأحياء
الأخرى؛ ذلك أن مرحلة الطفولة هي فترة إعداد وتهيؤ وتدريب للدور المطلوب من
كل حي بقية حياته، ولما كانت وظيفة الإنسان هي أكبر وظيفة، ودوره في الأرض
هو أضخم دور؛ امتدت طفولته فترة أطول، ليحسن إعداده وتدريبه للمستقبل، ومن
ثَم كانت حاجته لملازمة أبويه أشد من حاجة أي طفل من أي كائن حي آخر،
وكانت الأسرة المستقرة الهادئة ألزم للنظام الإنساني، وألصق بفطرة الإنسان
وتكوينه ودوره في هذه الحياة) [دستور الأسرة في ظلال القرآن، أحمد فائز، ص(54)].
خطوة على الطريق:
لم
تنفد رسائلي لك أخي الحبيب ولكنه حسن استهلال وفاتحة بريد وسأوافيك برسائل
أخرى كثيرة على أن يبقى الوفاء شرطًا بيننا أن تأخذ هذه الرسائل بقوة
وتسعى في ترجمتها إلى واقع حياة..
وقبيل أن تصلك الثالثة والرابعة..
اجلس وحيدًا في مكان هادئ منعزل لا يشغلك فيه أي شيء، ولا تفكر في أي أمر آخر فيما عدا هاتين الرسالتين.
(والآن
اجلس على أريكة مريحة واسترخ تمامًا، أغمض عينيك، وتخيل نفسك وقد تقدم بك
الزمن وعلا الشيب رأسك وبلغت الستين من عمرك وقد أحاط بك أحفادك يطلبون منك
سرد تاريخك وإنجازاتك سل نفسك: ماذا تحب أن تقول لهم؟ وماذا كان دورك في
الحياة؟ والآن أحضر ورقة وقلمًا، دَوِّن كل كلمة تحب أن تخبرهم بها في جميع
جوانب حياتك، كيف كانت سلوكياتك كابن وأخ وزوج وأب وصديق؟ ما هي المراكز
التي شغلتها في حياتك العملية؟ ما الشهادات العلمية التي حصلت عليها؟ كيف
كانت علاقتك بربك ومدى حرصك على التزام تعاليم إسلامك؟ ما هي المهارات التي
أجدتها؟ كيف اخترت زوجتك وكيف بنيت هذه الأسرة المباركة؟ ماذا قدمت من
إنجازات لتحقيق نهضة أمتك)؟ [صناعة الهدف، هشام مصطفى عبد العزيز، صويان شايع الهاجري، بتصرف].
المراجع:
قوة الأهداف اقتباسات إدارية للانتقال إلى مستويات أعلى في الحياة، كاثرين كارفيلس.
صناعة الهدف، هشام مصطفى عبد العزيز، صويان شايع الهاجري.
دستور الأسرة في ظلال القرآن، أحمد فائز.
سنة أولى زواج، هيام محمد يوسف.