الفصل السادس
الطريق إلى تعلم الكتابة
إن الطريق إلى تعلم الكتابة على ثلاث شُعَبٍ:
الأولى:أن يتصفح الكاتب كتابة المتقدمين ويطلع على أوضاعهم في استعمال الألفاظ والمعاني ثم يحذو حذوهم وهذه أدنى الطبقات.
والثانية:أن يمزج كتابة المتقدمين بما يستجيدهُ لنفسه من زيادة حسنة,إمّا في تحسين ألفاظ,أو في تحسين معانٍ,وهذه هى الطبقة الوُسطى , وهى أعلى من التي قبلها.
والثالثة:أن لا يتصفح كتابة المتقدمين ولا يطلع على شئ منها,بل يتصرف هّمه إلى حفظ القرآن الكريم وَعِدّةٍ من دواوين فُحُولِ الشعراء ممّن غلبَ على شعرِهِ الإجادة في المعاني والألفاظِ, ثم يأخذ في الأقتباس فيقوم ويقع ويخطئ ويصيب ويضل ويهتدى حتى يستقيم على طريقة يفتتحها لنفسه وأخْلِقْ بتلك الطريق أن تكون مبتدَعةً غريبة لا شركة لأحد من المتقدمين فيها,وهذه الطريق هي طريق الاجتهادِ وصاحبُها يُعَدُّ إماماً في فنَّ الكتابةِ,إلا أنها مستوْعَرَةٌ جدًّا, ولا يستطيعها إلا مَنْ رَزَقَهُ اللهُ لساناً هَجاماً وخاطراً رقّاماً. ولا أريد بهذه الطَّريق أن يكون الكاتب مرتبطاً في كتابته بما يستخرجه منَ القرآن الكريم والشِّعر,بحيثُ أنّهُ لا ينشىءُ كتاباً إلا من ذلك,بل أريد أنه إذا حَفِظَ القُرآن وأكثَر من حفظ الأشعار ثمَّ نّقب عنْ ذلك تَنقيبَ مُطّلع على معانيه مفتِّشٍ عن دفائنه وقلبَّهُ ظَهْراً لبطن عرفَ حينئذ من أين تؤكل الكَتفُ فيما ينشئه مِنْ ذَاتِ نفسهِ ,واستعان بالمحفوظ على الغزيرة الطبيعية.
(من كتاب((المثل السائر)) باختصار)
مختارات من كتاب(جواهر الأدب)تأليف المرحوم السيد أحمد الهاشمي أختارها/المحامي محمد قايد محمد الصايدي -اليمن - إب(alsaydilawyer@yahoo.com)
الطريق إلى تعلم الكتابة
إن الطريق إلى تعلم الكتابة على ثلاث شُعَبٍ:
الأولى:أن يتصفح الكاتب كتابة المتقدمين ويطلع على أوضاعهم في استعمال الألفاظ والمعاني ثم يحذو حذوهم وهذه أدنى الطبقات.
والثانية:أن يمزج كتابة المتقدمين بما يستجيدهُ لنفسه من زيادة حسنة,إمّا في تحسين ألفاظ,أو في تحسين معانٍ,وهذه هى الطبقة الوُسطى , وهى أعلى من التي قبلها.
والثالثة:أن لا يتصفح كتابة المتقدمين ولا يطلع على شئ منها,بل يتصرف هّمه إلى حفظ القرآن الكريم وَعِدّةٍ من دواوين فُحُولِ الشعراء ممّن غلبَ على شعرِهِ الإجادة في المعاني والألفاظِ, ثم يأخذ في الأقتباس فيقوم ويقع ويخطئ ويصيب ويضل ويهتدى حتى يستقيم على طريقة يفتتحها لنفسه وأخْلِقْ بتلك الطريق أن تكون مبتدَعةً غريبة لا شركة لأحد من المتقدمين فيها,وهذه الطريق هي طريق الاجتهادِ وصاحبُها يُعَدُّ إماماً في فنَّ الكتابةِ,إلا أنها مستوْعَرَةٌ جدًّا, ولا يستطيعها إلا مَنْ رَزَقَهُ اللهُ لساناً هَجاماً وخاطراً رقّاماً. ولا أريد بهذه الطَّريق أن يكون الكاتب مرتبطاً في كتابته بما يستخرجه منَ القرآن الكريم والشِّعر,بحيثُ أنّهُ لا ينشىءُ كتاباً إلا من ذلك,بل أريد أنه إذا حَفِظَ القُرآن وأكثَر من حفظ الأشعار ثمَّ نّقب عنْ ذلك تَنقيبَ مُطّلع على معانيه مفتِّشٍ عن دفائنه وقلبَّهُ ظَهْراً لبطن عرفَ حينئذ من أين تؤكل الكَتفُ فيما ينشئه مِنْ ذَاتِ نفسهِ ,واستعان بالمحفوظ على الغزيرة الطبيعية.
(من كتاب((المثل السائر)) باختصار)
مختارات من كتاب(جواهر الأدب)تأليف المرحوم السيد أحمد الهاشمي أختارها/المحامي محمد قايد محمد الصايدي -اليمن - إب(alsaydilawyer@yahoo.com)