الملكُ لله لا يأسٌ ولا ضَجَر
عبد الله ضراب الجزائري
***
إلى الملحدين مطايا الجهل والعناد والفساد
إلى المؤمنين الذين يحزنهم طغيان الكفر في هذا الزمان
***
الملكُ للهِ لا يأسٌ ولا ضجرُ ... مهما تنطَّعَ أهلُ الكفرِ أو بَطَرُوا
تَمتدُّ تمتدُّ أمواجُ الجحودِ ولا ... تعلو على الحقِّ ، إنَّ الحقَّ مُنتصرُ
اللهُ يُمهلُ من يطغى ليأخذهُ ... أخذاً عزيزًا فلا يُبقي ولا يَذَرُ
كأنَّ قلبي يرى صرعى العنادِ غدوْا ... غُثاءَ سيلٍ إلى الأغوار يَنحدرُ
لا تجزعنَّ إذا عاث البغاة ُفلا ... يُثني إرادةَ ربِّ الكونِ من كفرُوا
فإنَّ دنيا بني الإنسان مدرسةٌ ... فيها النَّبيهُ وفيها الأحمقُ القَذِرُ
فيها الذَّكيُّ الذي يسمو بِهمَّتهِ ... نحو الفلاح، وفيها البُهْمُ والحُمُرُ
إذا رأيتَ رؤوسَ الكفرِ ناتئة ً... تطغى وتمرحُ فالأيَّامُ تنتظرُ
غدا وحتْمًا يطالُ الحقُّ صولتَها ... فتستبدُّ بها الأرزاءُ والحُفرُ
غداً تَخِرُّ ، فعدلُ الله يحصدُها ... هو القضاءُ يسوسُ النَّاسَ والقدَرُ
فخذْ دروسكَ يا مُرتابُ من أممٍ ... عاثوا عنادا فحقَّ القولُ واندثروا
في الدَّهر ما يجعلُ الألبابَ ثابتةً ... فيه البشائرُ والآمالُ والعِبَرُ
أين الذين عَتَوْا بالكفرِ ؟ قد هلَكُوا ... الأرض تشهدُ والأطلالُ والجُدُرُ
أين الملوكُ الأُلى خرَّت لسطوتهمْ ... جباهُ قومٍ أطاعوا الجهلَ ما نَظَرُوا ؟
الملكُ للهِ في أمسٍ ويوم غدٍ ... والكافرونَ على دربِ العمى خَسِروا
لو فكَّرَ النَّاسُ ما زاغوا وما جَحَدوا ... ففي الحياةِ عقولُ النَّاسِ تُختَبَرُ
في كلِّ شيءٍ براهينٌ تدلُّ على ... صدقِ الكتابِ ، فتبًّا للأُلى نَفَرُوا
يا جاحدَ الحقِّ في أرضٍ مباركةٍ ... من أين جاءك هذا النُّورُ والمطَرُ ؟
وكيف جئتَ إلى هذا الوجود ألا ... تستعمل العقلَ يا من قلبه حَجَرُ
أتّدعي العلمَ في كفرٍ تهونُ به؟ ... أهلُ المعارف بالإيمان قد جَهرُوا
أهلُ العلوم رأوا آيات خالقهمْ ... فخالفوا النَّفس والشّيطانَ وانتصروا
آياتُ ربِّك والآلاءُ صادعةٌ ... بالحقِّ تُنهِضُ من ناموا ومن عثَروا
لكنَّ طائفة الإلحادِ غارقة ٌ... في الغيِّ والبغيِ ، لا وعيٌ ولا حَذَرُ
***
يا أيها الملحدُ المطموسُ من سفَهٍ ... فكِّرْ فإنَّكَ منبوذٌ ومُحتَقَرُ
انظرْ فضجَّة سعداوي قد انقطعتْ ... زالَ العنادُ وسادَ الصَّمتُ والكَدَرُ
كانتْ تُغامرُ ضدَّ اللهِ نافية ً... حقًّا تجلَّى ، غواها الجهلُ و الوَطَرُ
ها قد أُهيلَ عليها الطوبُ وانتبهتْ ... فلتسألوها : وراء الموتِ ما الخَبَرُ ؟
***
هوامش :
سعداوي : هي نوال سعداوي الملحدة المصرية العاتية التي هلكت مؤخرا