بسم الله الرحمن الرحيم
صناديق الانتخابات الوسيلة الناجحة لتغيير الأنظمة نحو الأفضل
المحامي :- محمد قايد محمد الصايدي
إن الوسيلة الناجحة لثورة الشعوب في البلدان الديمقراطية لتغيير حكامها وأنظمتها الاستبدادية أو الفاشلة هي صناديق الإقتراع , فهي الوسيلة الوحيدة الناجحة التي تظمن تغيير الأنظمة نحو الأفضل دون أن تلحق بالشعب والوطن أي آثار سلبية او أضرار مادية..
حيث أن بإمكان الشعوب في البلدان الديمقراطية التي يمنح دستورها وقوانينها الوطنية الحق للشعب في حكم نفسه بنفسه وذلك عن طريق إنتخاب ممثلين لهم في السلطة التشريعية (البرلمان) أو إنتخاب رئيس الجمهورية أو إنتخاب أعضاء المجالس المحلية أو ما يسمى البلدية في بعض البلدان بإمكانهم عند الانتخابات الثورة الحقيقية على حكامهم السابقين بإنتخاب الرجل الأصلح والمناسب والكفؤ للمنصب المرشح له سوء من حيث الصلاح والإستقامة والنزاهة أو من حيث مستوى التعليم والكفاءة والخبرة والقدرة على تحقيق طموحات وتطلعات الشعب..
فحينما يقوم الشعب بإنتخاب الرجل المناسب لتولى المنصب المناسب , بعيداً عن المجاملات والوجاهات والوساطات والعصبية الحزبية والطائفية والمذهبية والقبلية والمناطقية , فإنه حينها يستطيع تغيير نظام الحكم في بلده إلى الأفضل بسهولة ويسر ودون أن تزهق روح أو تنزل قطرة دم أو يطلق عياراً نارياً واحداً...
فإرادة الشعوب لا يمكن قهرها ومهما حاول النظام السابق تزوير الانتخاب أو التغيير فيها, فإنه لن يستطيع أن يقهر إرادة الشعب في التغيير إلى الأفضل إذا كان مرشح النظام السابق غير مقبول من الشعب وغير مؤهل لتولي المنصب المرشح له, ولا يوجد لديه قاعدة شعبية, وكان المرشح المنافس له محبوباً من الشعب مؤهلاً للمنصب المرشح له يتمتع بالصفات التي تؤهله للفوز في الانتخابات ويمتلك قاعدة شعبية كبيرة بين أوساط المجتمع وقادراً على تحقيق طموحات الشعب الذي أنتخبه ..
وأما إذا كان المواطن أثناء الانتخابات لا يراعي ذمته ولا يفكر في مصلحة الوطن والمواطن ولا يحسن الاختيار للمرشح المناسب المؤهل الكفؤ , ويبيع صوته للمرشح الفاسد الغير صالح لذلك المنصب المرشح له, والغير مؤهل لخدمة الوطن والشعب سواء بمقابل مادي أو مجاملة له أو بتعصب حزبي أو مذهبي أو طائفي أو قبلي أو مناطقي أو لأي سبب أخر , ولا يقوم بانتخاب المرشح الكفؤ الذي يستحق المنصب المؤهل لخدمة الوطن والمواطن وتحقيق طموحاته , فأنه لن يحدث أي تغيير إلى الأفضل مهما قامت ثورات وأسقطت أنظمة ...
ويجب علينا أثناء الانتخابات أن لا تغرنا المظاهر الكذابة ولا نكتفي بالتظاهر بالطيب والإستقامة والصلاح والتواضع وأن ننظر في باطن ذلك الشخص ومدى توافر بقية الصفات الهامة فيه وقدرته على خدمة أبناء دائرته والقيام بالمهام المخولة له في المنصب المرشح له على أكمل وجه...
فقد تجد شخصاً مرشحاً لأي منصب من المناصب سواء للبرلمان أو المجالس المحلية أو غيرها يبدو من ظاهره الصلاح والاستقامة والتواضع وحسن السلوك ولكن من باطنه الفساد والكبر والعنجهية والجهل والغباء ..
وقد تجد مرشحاً مستقيماً ومتواضعاً وحسن الخلق ولكنه سلبي ضعيف الشخصية وليس لديه أي مؤهلات علمية لتولي المنصب المرشح له , ولا يمتلك أي خبرة في المنصب الذي سوف يرشح له ولا يمكنه تحقيق طموحات أبناء دائرته أو خدمة وطنه ومجتمعه..
وقد تجد مرشحاً ذو وجهين, يكون ملاكاً قبل الانتخابات بفترة قصيرة وأثناء الانتخابات ويكون شيطاناً قبل الانتخابات بفترة طويلة وبعد الانتخابات مباشرة حيث يتظاهر قبل الانتخابات بالصلاح والاستقامة وحسن الخلق والتواضع مع الفقير والغني والصغير والكبير لغرض الحصول على الأصوات فقط وبمجرد ما يفوز يعود مثلما كان قبل الانتخابات عربيد متكبر سفيه لا يخدم أبناء دائرته ولا يشاركهم همومهم وتطلعاتهم ولا يسعى إلى توفير احتياجاتهم وحقوقهم ...
فيجب علينا قبل أن نختار أن نضع جدولاً للمرشحين نقارن فيه بينهم من حيث العديد من الصفات التي يجب أن تتوافر في المرشح الذي يلزم علينا اختياره تبرأة للذمة بعيداً عن العصبية الحزبية أو الطائفية أو المذهبية أو القبلية منها ما يلي :-
1- الاستقامة والصلاح والسلوك والأخلاق الحسنة والسمعة الطيبة.
2- المؤهل التعليمي الجامعي .
3- التواضع والصدق والأمانة.
4- الكفاءة والخبرة والحنكة والذكاء.
5- المهابة وقوة الشخصية .
6- القدرة على تحمل المهام المخولة له لخدمة الوطن وخدمة المرشحين الذين أختاروه للمنصب الذي تم انتخابه له وتحقيق الأهداف التي وضعها في برنامجه الإنتخابي..