بسم الله الرحمن الرحيم
بعض الأعمال اليسيرة التي أجورها كبيرة
هناك العديد من الأعمال التي أرشدنا إليها المولى عزوجل في القرآن الكريم ورسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام في السنة النبوية الشريفة يمكن للمسلم القيام بها بسهولة ويسر ودون عناء أو مشقة, سواء كانت قولية أو فعلية يجازي بها الله صاحبها يوم القيامة بأجور عظيمة بشرط قيامه بأداء الفرائض والأركان الواجبة, وقد بينا لنا الرسول صلى الله عليه وسلم إن الله سبحانه وتعالى يضاعف للإنسان حسناته الحسنة بعشرة أمثالها, عن أبي ذر رضى الله عنه . قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يقول الله عز وجل: من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها وأزيد. ومن جاء بالسيئة، فجزاؤه سيئة مثلها. أو أغفر. ومن تقرب مني شبرا، تقربت منه ذراعا. ومن تقرب مني ذراعا، تقربت منه باعا. ومن أتاني يمشي، أتيته هرولة. ومن لقيني بقراب الأرض خطيئة لا يشرك بي شيئا، لقيته بمثلها مغفرة". رواه مسلم (2687)
وسوف نتطرق في موضوعنا هذا بالدليل الشرعي من الكتاب أو من السنة أو منهما معاً إلى ذكر بعض الاعمال اليسيرة التي يثاب المسلم عليها بأجور عظيمة قولية منها أو فعليه إذا أخلص صاحبها النية لله سبحانه وتعالى وذلك من خلال الآتي:
أولاً: ذكرالله سبحانه وتعالى والتسبيح والتكبير والتهليل والتحميد:
أرشدنا الله سبحانه وتعالى في العديد من الآيات القرآنية إلى الأجر العظيم لذكره سبحانه وتعالى وأنه طريق إلى مغفرة الله عزوجل والأجر العظيم ودخول الجنة, يقول الله تعالى (الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار) سورة آل عمران الآية(191) , وقال تعالى (والذكرين الله كثيراً والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجراَ عظيماً) وقال تعالى ( يا أيها الذين أمنوا اذكروا الله كثيراً وسبحوه بكرة وأصيلا)
وفي الحديث القدسي ( أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني , فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه , وإن أقترب إليَّ ذراعاً أقتربت إليه باعاً وإن أتاني يمشي أتيته هروله) رواه البخاري ومسلم.
كما أرشدنا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى العديد من أنواع الذكر التي يجازي الله عزوجل عليها أجراً عظيما, فعن جويرية رضى الله عنها : أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة فقال (ما زلت على الحال التي فارقتك عليها قالت نعم , قال النبي صلى الله عليه وسلم لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن : سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضاء نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته) رواه مسلم.
ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة بين يديها نوى أو حصى , تسبح الله به, فقال : أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا وأفضل, فقال ( سبحان الله عدد ما خلق في السماء وسبحان الله عدد ما خلق في الأرض, وسبحان الله عدد ما خلق بين ذلك, وسبحان الله عدد ماهو خالق, والله أكبر مثل ذلك, والحمدلله مثل ذلك, ولا إله إلا الله مثل ذلك, ولا حول ولا قوة إلا بالله مثل ذلك) أ رواه أصحاب السنن والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم .
وعن أبي موسى رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره مثل الحي والميت) رواه البخاري.
كما أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن ذكر الله عزوجل, تعتبر من خير الأعمال وأزكاها عند المولى عزوجل وأرفعها درجة وأنها خير من الإنفاق والجهاد في سبيل الله, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً لأصحابه ( ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم أو خير لكم من إنفاق الذهب والورق, وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟ قالوا بلى يا رسول الله . قال : الذكر) رواه الترمذي وأحمد وقال صحيح الإسناد.
وأخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن ذكر الله عزوجل أحدى سبل النجاة من النار يوم القيامة, فعن معاذ رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ما عمل أدمي عملا قط أنجى له من عذاب الله , من ذكر الله عزوجل) رواه أحمد.
كما أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن ذكر الله عزوجل في الخلوة وإنزال الدموع خشية من الله عزوجل تعتبر أحد الأعمال التي تجعل صاحبها من الذين يظلهم الله في ظله يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظله, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله, ورجل قلبه معلق بالمساجد إذا خرج منه حتى يعود إليه, ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه, ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه, ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله , ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه) متفق عليه
وعن جابر رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أفضل الذكر لا إله إلا الله, وأفضل الدعاء الحمدلله) رواه النسائي وابن ماجه والحاكم وقال صحيح الإسناد.
وعن أبي هريرة رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( جددوا أيمانكم , قيل يا رسول الله وكيف نجدد أيماننا ؟ قال أكثروا من قول لا إله إلا الله) أ رواه أحمد بإسناد حسن.
وروى أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إن ما تذكرون من جلال الله عزوجل من التهليل والتكبير والتحميد يتعاطفن حول العرش لهن دويِّ كدوي النحل يذكرون بصاحبهن أفلا يحب أحدكم أن يكون له ما يذكر به؟ )
وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما قال عبد لا إله إلا الله مخلصاً إلا فتحت له أبواب السماء حتي يقضي إلى العرش ما أجتنبت الكبائر) رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب.
وعن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم) روه الشيخان والترمذي.
وعن أبي ذر الغفاري رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(على كل نفس في كل يوم طلعت فيه الشمس صدقة منه على نفسه قلت: يارسول الله من أين أتصدق وليس لنا أموال؟ قال: لأن أبواب الصدقة : التكبير,وسبحان الله,والحمدلله, ولا إله إلا الله,وأستغفر الله,وتأمر بالمعروف, وتنهى عن المنكر, وتعزل الشوك عن طريق الناس, والعظم, والحجر, وتهدي الأعمى وتسمع الأصم والأبكم, حتى يفقه, وتدل المستدل على حاجة له قد علمت مكانها, وتسعى بشدة ساقيك إلى اللهفان المستغيث, وترفع بشدة ذراعيك مع الضعيف,كل ذلك من أبواب الصدقة,منك على نفسك ولك في جماع زوجتك أجر)الحديث رواه أحمد واللفظ له ومعناه أيضا في مسلم.
وعند مسلم, قالوا: يارسول الله أياتي أحدنا شهوته,ويكون له فيها أجر؟ قال:(أرايتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر)
وعن أبي ذر رضى الله عنه أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(ليس من نفس ابن آدم إلا عليها صدقة في كل يوم طلعت فيه الشمس. قيل يارسول الله.من أين لنا صدقة نتصدق بها كل يوم؟ فقال:إن أبواب الخير لكثيرة:التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل,والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر,وتميط الأذى عن الطريق وتسمع الأصم, وتهدي الأعمى,وتدل المستدل على حاجته, وتسعى بشدة ساقيك إلى اللهفان المستغيث,وترفع بشدة ذراعيك مع الضعيف,فهذا كله صدقة منك على نفسك)رواه ابن حبان في صحيحه والبيهقي مختصراً وزاد في رواية:(وتبسمك في وجه أخيك صدقة, وأماطتك الحجر,والشوكة والعظم عن طريق الناس صدقة وهديك الرجل في أرض الضالة صدقة)
وعن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(لأن أقول سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر, أحب إليَّ مما طلعت عليه الشمس) رواه مسلم والترمذي.
وعن أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعري رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(الطهور شطر الإيمان والحمدلله تملأ الميزان وسبحان الله والحمدلله تملأ أو تملآن ما بين السماء والأرض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه أو موبقها) رواه مسلم.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من قال سبحان الله وبحمده في يومه مائة مرة حُطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر) رواه البخاري ومسلم.
وعن جابر رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة) رواه الترمذي وحسنه.
وعن أبي سعيد رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(استكثروا من الباقيات الصالحات) قيل وما هن يارسول الله؟ قال (التكبير والتهليل والتسبيح والحمدلله ولا حول ولاقوة إلابالله) رواه النسائي والحاكم وقال صحيح الاسناد.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أحب الكلام إلى الله أربع- لا يضرك بأيهن بدأت: سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر). رواه مسلم
وعن أبى ذر رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(ألا أخبرك بأحب الكلام إلى الله؟ قلت أخبرني يارسول الله. قال: إن أحب الكلام إلى الله سبحان الله وبحمده) رواه مسلم والترمذي. ولفظه أحب الكلام إلى الله عزوجل ما اصطفى الله لملائكته( سبحان ربي وبحمده سبحان ربي وبحمده)
التسبيح دبر كل صلاة وقبل أن ينام :
عن عبد الله بن عمرو؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((خصلتان لا يحصيهما رجل مسلم إلا دخل الجنة. وهما يسير. ومن يعمل بهما قليل. يسبح الله في دبر كل صلاة عشرا. ويكبر عشرا. ويحمد عشرا)) فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقدها بيده ((فذلك خمسون ومائة باللسان. وألف وخمسمائة في الميزان. وإذا أوى إلى فراشه سبح وحمد وكبر مائة. فتلك مائة باللسان، وألف في الميزان. فأيكم يعمل في اليوم ألفين وخمسمائة سيئة)) قالوا: وكيف لا يحصيهما؟ قال ((يأتي أحدكم الشيطان، وهو في الصلاة، فيقول: اذكر كذا وكذا. حتى ينفك العبد لا يعقل. ويأتيه وهو في مضجعه، فلا يزال ينومه حتى ينام)).
وعن أبي ذر رضى الله عنه؛ قال: - قيل للنبي صلى الله عليه وسلم. وربما قال سفيان قلت: يا رسول الله! ذهب أهل الأموال والدثور بالأجر. يقولون كما نقول وينفقون ولا ننفق. قال لي ((ألا أخبركم بأمر إذا فعلتموه أدركتم من قبلكم وفتم من بعدكم. تحمدون الله في دبر كل صلاة وتسبحونه وتكبرونه ثلاثا وثلاثين، وثلاثا وثلاثين، وأربعا وثلاثين)). ابن ماجه
قال سفيان: لا أدري أيتهن أربع.