الصفات التي يجب أن يتحلى بها المعلم وواجباته تجاه طالب العلم
ينبغي على المعلم أن يتخلق بالمحاسن التي ورد الشرع بها والخصال الحميدة والشيم المرضية التي أرشده الله إليها من الزهادة في الدنيا والتقلل منها وعدم المبالات بها وبأهلها والسخاء والجود ومكارم الأخلاق وطلاقة الوجه من غير خروج إلى حد الخلاعة والحلم والصير والتنزه عن دنئ المكاسب وملازمة الورع والخشوع والسكينة والوقار والتواضع والخضوع واجتناب كثرة الضحك والمزاح وملازمة الوظائف الشرعية كالتنظيف بإزالة الأوساخ والشعور التي ورد الشرع بإزالتها كقص الشارب وتقليم الأظافر وتسريح اللحية وإزالة الروائح الكريهة والملابس المكروهة وليحذر كل الحذرمن الحسد والرياء والعجب واحتقار غيره وإن كان دونه.
ويجب عليه أن يرفق بمن يقرأ عليه وأن يرحب به ويحسن إليه بحسب حاله وأن يبذل له النصيحة وأن يرشده إلى مصلحته والرفق به ومساعدته على طلب العلم بما أمكن وتأليف قلبه على حب العلم وأن يكون سمحاً بتعليمه له في رفق متلطفاً به محرضاً له على التعلم وينبغي أن يحب له ما يحب لنفسه من الخير وأن يكره له ما يكره لنفسه من النقص مطلقاً فقد ثبت في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال(لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)
وينبغي على المعلم أن يؤدب المتعلم على التدرج بالآداب السنية والشيم المرضية ورياضة نفسه بالدقائق الخفية ويعوده الصيانة في جميع أموره الباطنة والجلية ويحرضه بأقواله وأفعاله المتكررات على الإخلاص والصدق وحسن النيات ومراقبة الله تعالى في جميع اللحظات.
ويستحب للمعلم أن يكون حريصاَ على تعليم طلابه مؤثراً ذلك على مصالح نفسه الدنيوية التي ليست بضرورية وأن يفرغ قلبه في حال جلوسه لإقرائهم من الأسباب الشاغلة كلها وهي كثيرة معروفة وأن يكون حريصاَ على تفهيمهم وأن يعطي كل إنسان منهم ما يليق به.
ومن أدابه المتأكدة وما يعتنى به أن يصون يديه في حال الإقراء عن العبث وعينيه عن تفريق نظرهما من غير حاجة ويقعد على طهارة مستقبل القبلة ويجلس بوقار وتكون ثيابه نظيفة.
وقد أحسن الشاعر المرحوم أحمد شوقي بك حيث قال:
وإذا المعلمُ لم يكن عــــــدلاً مشى *** روح العدالة في الشباب ضئيلا
وإذا المعلم ساد لحظ بصيـــــــرة *** جاءت على يده البصائر حــولا
وإذا أتى الإرشاد من سبب الهوى*** ومن الغرور فسمـــــه التضليلا
وإذا أصيب القوم في أخلاقـــــهم *** فأقم عليهم مأتمـــــاً وعـــــويلا