إقليم آقور
هذا ايضاً إقليم نفيس، ثم له فضل لأن به مشاهد الأنبياء ومنازل الأولياء، به استقرت سفينة نوح على الجودي وبه سكن أهلها، وبنوا مدينة ثمانين وبه تاب الله على قوم يونس وأخرج منه العين، ومنه دخل الظلمات ذو القرنين، وبه كانت عجائب جرجيس مع داذيانه، وفيه أنبت الله تعالى ليونس اليقطينة، ومنه خرج نهر الملة المبارك المذكور دجلة، أليس به مسجد يونس بتل توبة يقولون سبع زورات له يعدلن حجةً مع مشاهد كثيرة وفضائل جمة، ثم هو ثغر من ثغور المسلمين ومعقل من معاقلهم لأن آمد اليوم دار جهادهم والموصل من أجل انضادهم. وجزيرة ابن عمر أحد منازههم، ومع ذلك هو واسطة بين العراق والشام ومنازل العرب في الإسلام. ومعدن الخيل العتاق، ومنه ميرة أكثر العراق. رخيص الاسعار جيد الثمار ومعدن الأخيار. أخبرنا الحاكم أبو نصر منصور بن محمد الحربي محتسب بخارا، قال: حدثنا الهيثم بن كليب، قال: حدثنا أبو يعلى الحسن بن اسماعيل وأبوسليمان محمد بن منصور الفقيه، قالا: حدثنا اسماعيل هو ابن أبي أويسٍ، قال: حدثني كثيربن عبد الله عن أبيه عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة أجبل من جبال الجنة وأربعة أنهار من أنهار الجنة وأربعة ملاحم من ملاحم الجنة، قيل ما الأجبل، قال: أحدٌ يحبنا ونحبه، ومجنة جبل من جبال الجنة، والطور جبل من جبال الجنة. والأنهار النيل والفرات وسيحان وجيحان. والملاحم بدر وأحد والخندق وحنين. والفرات يتقوس على هذا الإقليم وله هذا الفضل، ودجلة ينبع منه ولها الذكر. وبه النعم والمشاهد والثغور والمساجد، إلا أنه بيت الذعار والطريق فيه صعبة، وقد خربت الروم ثغوره. وهذا مثاله وشكله. وقد قسمنا هذا الاقليم على بطون العرب لتعرف ديارهم وتميزها وجعلناه ثلاث كور على على عدة بطونهم، أولها من قبل العراق ديار ربيعة ثم ديار مضر ثم ديار بكر وبه أربع نواحٍ. وأما ديار ربيعة فقصبتها الموصل ومن مدنها: الحديثة، معلثاى، الحسنية، تلعفر، سنجار، الجبال، بلد، أذرمة، برقعيد، نصيبين، دارا، كفرتوثا، رأس العين، ثمانين، وأما ناحيتها فجزيرة آبن غمر ومدنها: فيشابور، باعيناثا، المغيثة، الزوزان. وأما ديار مضر فقصبتها الرقة ومن مدنها: المحترقة، الرافقة، خانوقة، الحريش، تل محرى، باجروان، حصن مسلمة، ترعوز، حران، الرها. والناحية سروج، كفرزاب، كفرسيرين. وأما ديار بكر فقصبتها آمد ومن مدنها: ميافارقين، تل فافان، حصن كيفا، الفار، حاذية، وغيرهن. ومدن الفراتية أكبرهن رحبة ابن طوق، قرقيسيا، عانة، الدالية، الحديثة. ومدن الخابور قصبتها عرايان ومن مدنها: الحصين، الشمسينية، ميكسين، سكير العباس، الخيشة، السكينية، التنانير.
الموصل: هومصرهذا الإقليم بلد جليل حسن البناء طيب الهواء صحيح الماء، كبير الاسم قديم الرسم، حسن الأسواق والفنادق، كثير الملوك والمشايخ لا يخلو من أسناد عالٍ وفقيه مذكور. منها ميرة بغداد وإليه قوافل الرحاب، وله منازه خصائص وثمار حسنة وحمامات سرية ودور بهية ولحوم جيدة وأمور جامعة، غير أن البساتين بعيدة وريح الجنوب مؤذية وماء النهر بعيد المستقى. والبلد شبه طيلسان مثل البصرة ليس بالكبير، في ثلثه شبه حصن يسمى المربعة على نهر زبيدة ويعرف بسوق الأربعاء داخله فضاء واسع به يجتمع الأكرة والحواصيد، على كل ركن فندق وبين الجامع والشط رمية سهم على نشزة يصعد إليه بدرج من نحو الشط ودرجه من قبل الأسواق أقل، كله آزاجات من حجارة باناط، ووجه المغطى بلا أبواب وأكثر الأسواق مغطاة، والآبار مالحة وشربهم من دجلة ومن نهر زبيدة. من دروبه درب دير الأعلى باصلوت درب الجصاصين درب بني ميدة درب الجصاصة درب رحى أمير المؤمنين درب الدباغين درب جميل. والبلد على الشط، وقصر الخليفة على نصف فرسخ من الجانب الآخر عند نونوى القديمة.
وكان اسم الموصل خولان فلما وصل العرب بها عمارتهم ومصروها سميت الموصل. ونونوى: بقرب الموصل وهي مدينة يونس بن متى، عليها حصن قد أقلبه الريح، وهي الآن مزارع على جانب منها نهر الخوصر. مر جهينة: على دجلة من نحو الموصل ومن نحو العراق، كثيره أبراج الحمام، والحصن من جص وحجر، والجامع وسط البلد. الحديثة: على دجلة أيضاً عند جرف يصعد إليها بدرج والجامع قرب الشط طيلسان بنيانهم طين والجامع وهي شرقية. معلثايا: من نحو آمد صغيرة كثيرة البساتين على نهر بنيانهم طين والجامع على تل. الحسنية: على نهر يقبل من أرمية وهو الذي عليه قنطرة سنجة، والجامع وسط البلد والنهر على جانب. ثمانين: مدينة على نهر غزير يقبل من أرمينية تحت الجودي، وحدثنا أبو سعيد بن حمدان، قال: حدثنا أبو حامد الجلودي، قال: حدثنا أبو هانئ، قال: قرأ أبي علي عبد المنعم بن ادريس عن أبيه عن وهب بن منبه، قال: لما خرج نوح من السفينة بنى قرية وسماها ثمانين وكانت أول قرية بعد الطوفان بناها نوح بعددهم لكل رجل ممن معه بيتاً، فهي أول مدينة بنيت بالجزيرة، جزيرة ابن عمر: بلد كبير، يدور عليه الماء من ثلاثة جوانب ودجلة بينها وبين الجبل، وهي طيبة نزيهة بناؤهم حجارة شرقي دجلة وحلة في الشتاء. باعيناثا: نزهة. طيبة، وهي خمس وعشرون محلة يتخللها البساتين والمياه، ليس مثلها بالعراق مع رفق ورخص. بلد: غزير الدخلة كثيرة القصور حسنة البنيان من جص وحجر، فرجة الأشواق والجامع وسط البلد. أذرمة: صغيرة في البرية، شربهم من آبار وبنيانهم قباب، وبرقعيد كذلك إلا إنها أكبر. نصيبين: هي أنزه وأصغر وأرحب من الموصل، كثيرة الفواكه بها حمامات حسنة وقصور منيفة، ولهم يسار ولباقة، سوقها من الباب إلى الباب، عليها حصن من حجر وكلس، والجامع وسط البلد، ونعوذ بالله من عقاربها. دارا: صغيرة طيبة، لهم قناة تعم البلد وتجري فوق السطوح وتقر في الجامع ثم تنحدر إلى وادٍ، بنيانهم حجارة سود وكلس. سنجار: في مفازة بها نخل كثير، كثيرة الأساكفة، الجامع فيهم، شربهم من ضهر عذيبي وعيون كثيرة، رأس العين: في سهلة أسفلها متخرق بالماء يتفجرعيوناً، ولهم بحيرة صغيرة رأس الماء نحو من قامتين، زلال يطرح الدرهم فلا يخفي في أسفله، بنيانهم حجارة وجصٌ، ولهم بساتين ومزارع، ويقع إليها ثلاثمائة وستون عيناً عذبة تمد إلى الرقة.
آمد: بلد حصين حسن عجيب البناء على عمل إنطاكية، بفصيل شبه كرسي له أبواب وعليه شرف، بينه وبين الحصن فضاءٌ، وهي أصغر من إنطاكية بحجارة سود صلبة وكذلك أساسات الدور، وفيها عيون غربي دجلة رحبة طيبة، ثغر للمسلمين وحصن حصين، الجامع وسط البلد، لها خمسة أبواب باب الماء وباب الجبل وباب الروم وباب التل وباب أنس، صغير يحتاج إليه وقت الحرب، وبعض الحصن على الجبل ولا أعرف للمسلمين اليوم بلداً أحصن ولا ثغراً أجل منها. ميافارقين: بلد طيب حصين له شرف وفصيل بحجارة وخندق، قليلة العلم والبساتين، شربهم من عيون ونهر وحلة في الشتاء بليذة هي كنيف الإقليم. الجبال: حصينة بها قلعة وربض، فيه الجامع على طرفٍ، شربهم من قنى عذيبية، وبناؤهم من حجر وطين وسورهم غير منيع. تل فافان: من ناحية الجبل بين دجلة ورزم، حولها بساتين والأسعار بها رخيصة، وأسواقها مغطاة، بناوهم طين. حصن كيفا: كثيرة الخير، وبها قلعة حصينة وكنائس كثيرة، شربهم من دجلة. والفار وحاذية دونهن. فهذا ما عرفنا من مدن هذه الكورة، وفي بدليس كلام واختلاف نذكره في إقليم الرحاب.
الرقة قصبة ديار مضر على الفرات بحصن عريض يسيرعلى متنه فارسان، غيركبيرة، ولها بابان، غير أنها طيبة نزهة قديمة الخطة حسنة الأسواق كثيرة القرى والبساتين والخيرات ومعدن الصابون الجيد والزيتون، ولها جامع عجيب، وحمامات طيبة، قد ظللت أسواقها وبربقت قصورها وانتشر في الإقليمين ذكرها، فالشام على تخمها والفرات إلى جنبها والعلم كثير بها، إلا أن الأعراب بها محيطة والطرق إليها صعبة. والرقة المحترقة قريبة منها قد خفت وخربت الرافقة هي ربض الرقة، الجامع في الصاغة وجامع الرقة في البزازين فيه شجرتا عناب وشجرة توت، وبالقرب مسجد معلق على عمود. حران: مدينة نزيهة وعليها حصن من حجارة على عمل إيليا في حسن البناء بها قناة لا يعلم من أين تقبل، والجامع متطرفٌ، وسقي مزارعهم من آبار وهي جيدة الأقطان، وبصحة موازينهم تضرب الأمثال. الرها: على عمل الطيب محصنة، والجامع على طرف شعث، وبها كنيسة عجيبة بازاج ملبسة بالفسافساء هي أحد عجائب الدنيا. وأما ناحية الخابور فقصبتها عرابان وهي تل رفيع، حولها بساتين والأسعار بها رخيصة ولهم مزارع كثيرة، وسائر المدن رحبة. وناحية الفرات أجلها الرحبة: مدينة كبيرة من نحو البادية طيلسان، ولها حصن وربض. وبقية المدن من جانب البادية عامرات.
جمل شؤون هذا الإقليم
أما الهواء والرسوم فمقاربة للشام مشابهة للعراق، وبه مواضع حارة، وبه نخيل مثل سنجار ومدن الفرات، وكورة آمد باردة لقربها من الجبال واصح بلدانة هواءً الموصل. وأكثر بنيانهم الحجارة ولا أعرف به ماءً ردياً ولا وادياً وبياً ولا طعاماً لا تجده مرياً. وليس به مجوس ومعدن الصابئين بالرها وحران في جميع المملكة. وليس فيه بحيرة ولا يتصل ببحر ولا للمذكرين به صيت ولا للرزق به سوق.
ومذاهبهم سنة وجماعة إلا عانة فإنها كثيرة المعتزلة ولا ترى في الرأي غير مذهب أبي حنيفة والشافعي وفيه حنابلة وجلبة للشيعة، لم تقسم الأهواء قلوبهم ولا يتعاطى الكلام فقهاؤهم يختارون قراءة عبد الله بن عامر. واتفق حرب البجاة مع الحبوش وقت كوني بزبيد، فاستخلفني القاضي اصلي بهم العشائين، فقال لي يوماً القوم لك شاكرون وأنا لك لائم، قلت: على ماذا أيد الله القاضي، قال: أنت رجل تتفقه لأهل الكوفة فلم لا تقرأ بحروفهم وما الذي أمالك إلى قراءة ابن عامر، قلت: خلال أربع، قال: وماهن، قدت: أما الأولى فإن ابن مجاهد روى عن ابن عامر ثلاث روايات إحداهن أنه قرأ على عثمان بن عفان، والثانية أنه سمع القرآن من عثمان وهو صبي، والثالثة أنه قرأ على من قرأ على عثمان وليس هذا لغيره من أئمة القراء، بل بين كل واحد وبين علي وعبد الله وأبى وابن عباس رجلان أو ثلاثة، فمن بينه وبين عثمان الذي قد اجمع المسلمون على مصحفة واتفقوا على جمعه وتداولوه رجل أحق بأن يقرأ له ممن بينه وبين من لا يستعمل جمعه ولا وقع الإتفاق على مصحفه رجلان وثلاثة وايضاً رأيت المصاحف القديمة بالشام ومصر والحجاز المنسوبة إلى عثمان فإذا هي لا تخالف حروف ابن عامر في شيء. والخلة الثانية رأيت قراءة ابن عامر قياسية، إذا استعمل التاء أو التثقيل في موضع أجراه في جميع النظائر، وغيره يقول في سورة كذا بالتاء وفي سورة كذا بالياء وفي موضع سداً وموضع آخر سدًا وخراجاً وخرجاً وكرهاً وكرهاً وأمثال هذا كثير، وكنت رجلاً قد اردت التففه فرايتها علي أهون وإلى طريقة الفقه أقرب. والخلة الثالثة رأيت بقية القراء قد اختلفت عنهم الروايات من ثلاث إلى ثلاثين، وابن عامر لم يرو عنه إلا يحيى حسب وإنما وقع الإختلاف عن يحيى لأن ابن ذكوان وهشام بن عمار قرءا على يحيى، فعلمت أنه كان متقناً على يقين من قراءته. والرابعة إني رجل شامي وقد فارقتهم في المذهب فلم أحب أن أفارقهم في المقرأ بعد ما صح الرجحان عندي. فقال القاضي لله درك يابا عبد الله ما أحسن ما أتيت به، ولقد جلت هذه القراءة عندي بعد ما كنت فيها من الزاهدين. فان قال خصم أوليس قد ناقض ابن عامر في غيرموضع اجبناه لو لم يناقض لزهدنا في قراءته وظننا به الظنون، لأن القراءات لا تؤخذ بالقياس فلما ناقضنا علمنا أنه متبع وناقل إلا أن نقله وافق القياس. فإن قال أوليس قد طعن فيه السلف ولحنوه في حروف اجبناه أن أحداً من أئمة القراء لم يسلم من الطعن، الا ترى أنهم قد طعنوا على عاصم وحمزة في ضعف وعلى أبي عمرو في ننسأها وفي هذين وقد احتج الكبراء للجميع وصوبوا مذاهبهم، ولا يطعن في الأئمة إلا جاهل. فإن قال ابن عامر مجهول وقراءته غيرمشهورة جبناه لو كان ابن عامر بالحجاز أو بالعراق ما جهل ولا شذت قراءته، لكنه لما كان بمصر متطرفاً قل الواردون عليه والناقلون عنه، الا ترى أن الأوزاعي كان من أئمة الفقه وقد بطل مذهبه لهذا المعنى، فلوكانا على سابلة الحاج لنقل مذهبيهما أهل الشرق والغرب. فإن قال الست ممن لقي مشايخ العلم والورع وأكثرهم ينهون عن التجريد ويختارون قراءة العامة اجبناه بلى، لكني لما سافرت وشاهدت أئمة المقرئين أحببت التلاوة عليهم وأخذ الفوائد منهم، فكنت إذا قرأت بالجائز هونوا امري وأحالوني على تلاميذهم فإذا جردت أقبلوا علي. والمياه واسعة أكثرها من دجلة والفرات والخابور وهو نهر من عيون تجتمع وتصب إلى الفرات، وأما أصل دجلة العراق فإنها تخرج من تحت كهف الظلمات ماءً أخضر ثم تلقاها عدة أنهار الى الزاب، وأول مبدأها لا تدير أكثر من رحا واحدة أول مايختلط بها نهر الذيب ثم الرمس ثم المسوليات ثم تبر الكاروخة ثم سربط ثم عين تل فافان ثم نهر الرزب ثم الزاب ثم أنت في العراق، ويقال الفرات مبارك ودجلة ملعونة. وبه تجارات ترتفع من الموصل الحبوب والعسل النمكسود والفحم والشحوم والجبن والمن والسماق وحب الرمان والقير والحديد والأسطال والسكاكين والنشاب والطريخ الفائق والسلاسل. ومن سنجار فرك اللوز وحب رمان والقصب والسماق. ومن نصيبين شاه بلوط وهو شيء أكبر من البندق وأطيب ليس بمدور والفواكه المقددة والموازين والدوايات والكواذين. ومن الرقة الصابون والزيت والأقلام. ومن حران القبيط وعسل النحل في أدنن والقطن والموازين. ومن الجزيرة الجوز واللوز والسمن والخيل الجياد. ومن الحسنية الجبن والقبج والجواجيق والشواريز والفواكه المقددة والزبيب. ومن معلثايا الألبان والفحم والأعناب والفواكه الرطبة والشاهدانق والقنب والنمكسود. ومن بلد اللبأ في القدور في الزواريق القدر بخمس دوانيق امناءٍ. ومن الرحبة السفرجل الفائق الرائق. ومن آمد ثياب الصوف والكتان الرومية على عمل الصقلي وخصائص هذا الإقليم الخيل والصابون والسلاسل والسيور وقبيط حران وقطنها وموازينها. وأما مكاييلهم فلهم المد والمكوك والقفيز والكارة، فالمكوك خمسة عشر رطلاً، والمد ربعه، والكار مائتان وأربعون رطلاً، والقفيز ربعها، والمكوك ربع القفيز، وأرطالهم بغدادية، وفرقهم بغدادي ستة وثلاثون رطلاً.وز والسمن والخيل الجياد. ومن الحسنية الجبن والقبج والجواجيق والشواريز والفواكه المقددة والزبيب. ومن معلثايا الألبان والفحم والأعناب والفواكه الرطبة والشاهدانق والقنب والنمكسود. ومن بلد اللبأ في القدور في الزواريق القدر بخمس دوانيق امناءٍ. ومن الرحبة السفرجل الفائق الرائق. ومن آمد ثياب الصوف والكتان الرومية على عمل الصقلي وخصائص هذا الإقليم الخيل والصابون والسلاسل والسيور وقبيط حران وقطنها وموازينها. وأما مكاييلهم فلهم المد والمكوك والقفيز والكارة، فالمكوك خمسة عشر رطلاً، والمد ربعه، والكار مائتان وأربعون رطلاً، والقفيز ربعها، والمكوك ربع القفيز، وأرطالهم بغدادية، وفرقهم بغدادي ستة وثلاثون رطلاً.
ولغتهم لغة حسنة أصح من لغة الشام لأنهم عرب، أحسنها الموصلية وهم أحسن وجوهاً وهي أصح هواءً من سائر الإقليم وقد جمعت أكثر القبائل أكثرهم حارثيون.
ولهم مشاهد ثم بسواد الموصل مسجد يونس وآثاره عند نونوى القديمة موضع يسمى تل توبة، على رأسه مسجد ودور للمجاورين بنته جميلة ابنة ناصر الدولة، وأوقفت عليه أوقافاً جليلة، يزعمون أن سبع زورات يعدلن حجة، يقصد ليالي الجمع، وهو الموضع الذي خرج إليه قوم يونس لما ايقنوا بالعذاب، وعلى نصف فرسخ منه عين يونس، وبظاهر بلد عين يزعمون أن يونس خرج منها يستشفى بمائها من البرص، وثم له مسجد وموضع شجرة اليقطين. على فرسخ من ميافارقين دير توما فيه جسد قائم يزعمون أنه من الحواريين يابس. رباط ذي القرنين على طريق الرحاب حصين عامر تحته كهف الظلمات التي دخلها ذو القرنين، وحرص مسلمة بن عبد الملك في دخولها واستعد المشاعل والشموع فانطفأت ورجع. ومن العجائب بنصميبين عين ينبع منها كلس أبيض يستعملونه كما يستعمل في الحمامات والدور. بأرض الموصل ديرالكلب يحمل إليه من عضة كلب عقور فيقيم عند رهبانه خمسين يوماً فيبرأ بإذن الله تعالى. وبهذا الرستاق عين من شرب منها مات بعد ثلاثة أيام. على بريد من الموصل قرية باعشيقابها نبت من قلعه وبه بواسير أو خنازير سقطت عنه، فإن بعث من به هاتان العلتان رجلا بدرهم ومسلة إلى قوم ثم يتوارثونها فحملها أحدهم إلى ذلك النبت فقلعه على اسم صاحب العلة بريء، ولو كان بالشاش، ويستنفع الرجل بالدرهم. وكان يقال عجائب الدنيا ثلاث: منارة الاسكندرية، وقنطرة سنجة، وكنيسة الرها. فلما بني المسجد الأقصى جعل بدل الكنيسة، فلما هدمته الزلزلة جعل موضعه جامع دمشق، وهذه القنطرة على خمسة فراسخ من جبل الجودي، كبيرة شاهقة متصلة بالجبل على حجر مخوخ مركبة إذا زاد عليها الماء اهتزت. ويجب أن نذكر أسباب القسطنطينية لأن للمسلمين بها داراً يجتمعون فيها ويظهرون الإسلام بها، وقد كثر الأختلاف والكذب فيها وأمر البلد ومساحته وبنيانه، فرأيت أن أصور ذلك للعيون واوضحه للقلوب وأذكر الطرق إليها لحاجة المسلمين إلى ذلك وقصدهم في شراء الأساري والرسالات والغزو والتجارات. أعلم أن مسلمة بن عبد الملك لما غزا بلد الروم ودخل هذا المصر، شرط على كلب الروم بناء دار بازاء قصره في الميدان ينزلها الوجوه والأشراف إذا أسروا ليكونوا تحت كنفه، وتعاهده فأجابه إلى ذلك وبنى دار البلاط، والبلاط خلف الميدان يصنع به الديباج الملكي. فالقسطنطينية تكون في العظم مثل البصرة أو أصغر، بناؤهم حجر وهي محصنة كسائر البلدان منيعة بحصن واحد لا غير. والبحر من جانب على حافته الميدان ودار البلاط ودار الملك على صف، والميدان بين الدارين، أبوابها متقابلة في وسط الميدان دكة بدرج، ولا يسكن دار البلاط من المسلمين إلا وجيه في إجراءٍ وتعاهد وتنزه. وسائر الأساري من عامة المسلمين يستعبدون ويستعملون في الصنائع، فالحازم. الذي إذا سئل عن صنعته لم يقر بها وربما اتجر الأساري بينهم وأنتفعوا، ولا يكرهون أحداً على أكل لحم الخنزير ولا يثقبون أنفاً ولا يشقون لساناً. ومن دار الكلب إلى دار البلاط حبل ممدود فيه صورة فرس من نحاس، ولهم أوقات يجتمعون فيها للعب، واسم الملك وينطوا واسم الوزير براسيانا فإذا أرادوا أن يتفاءلوا في لعبهم صاروا حزبين، وأرسلوا الخيل حول الدكة فإن سبقت خيل حزب الكلب قالوا ستكون الغلبة للروم، فصاحوا وينطوا وينطوا، وأن غلبت خيل حزب الوزير قالوا ستكون الغلبة للمسلمين، فصاحوا براسيانا براسيانا، وذهبوا إلى المسلمين فيخلعون عليهم ويصلونهم لكون الغلبة لهم. وللبلد أسواق حسنة والأسعار به رخيصة والفواكه كثيرة. وبمدن التبن مسلمون وكذلك بمعدن النحاس وبأطرابزٌند أيضاً مسلمون. وأقصد الطرق الى القسطنطينية من هذا الإقليم لاجل ذاك وصفناها فيه، وكان ثغر هذا الإقليم ملطية وبلدانها وقد خربها العدو. وأما المسافات فتأخذ من الموصل إلى مرجهينة أو إلى بلد أو إلى المخلبية أو إلى مزارعي مرحلة مرحلة ثم من مرجهينة إلى الحديثة مرحلة ثم إلى البقيعة مرحلة ثم إلى السن مرحلة.، تأخذ من بلد إلى برقعيد مرحلة ثم إلى أذرمة مرحلة ثم الى المونسة مرحلة ثم إلى نصيبين مرحلة ثم إلى دارا مرحلة. وتأخذ من المحلبية الى الشحاجية مرحلة ثم إلى تل أعفر مرحلة ثم إلى سنجار مرحلة. وتأخذ من مزارعي إلما معلثايا مرحلة ثم إلى الحسنية مرحلة ثم الى ثمانين مرحلة ثم إلى جزيرة ابن عمر مرحلة ثم الى تل فافان مرحلة. ومن الموصل إلى شهرزور 60 فرسخاً. وتأخذ من آمد إلى ميافارقين مرحلة ثم إلى أرزن مرحلة ثم إلى مسجد أويس مرحلة ثم إلى المعدن مرحلة ثم إلى بدليس مرحلة. وتأخذ من آمد إلى شمشاط مرحلة ثم إلى تل حوم مرحلة ثم إلى جرنان مرحلة ثم إلى بامقرا مرحلة ثم إلى جلاب مرحلة ثم إلى الرها بريدين ثم إلى حران مثلها ثم إلى باجروان مرحلة ثم إلى الرقة نصف مرحلة. وتأخذ من الرحبة إلى قرقيسيا مرحلة ثم إلى الدالية أو إلى بيرا مرحلة ومن قرقيسيا إلى فدين مرحلة تم إلى السكير مرحلة. وتأخذ من آمد إلى تل حور مرحلة ثم إلى ملطين مرحلة ثم إلى طبوس مرحلة ئم إلى شمشاط مرحلة ثم إلى الفعونية مرحلة ثم إلى حصن زياد مرحلة ثم إلى ملطين مرحلة ثم إلى عرقة مرحلة ثم إلى الصفصاف مرحلة ثم إلى الرمانة مرحلة ثم إلى سمندو مرحلتين ثم إلى مرج قيسارية مرحلة نم إلى أنقرة 4 مراحل ثقالاً ثم إلى جسر شاغر في بلد ابن الملاين 3 مراحل ثم إلى النقموذية مرحلة ثم إلى ملعب الملك مرحلة ثم إلى حارفة مرحلة ثم إلى القسطنطينية مرحلة. وان شئت تأخذ من ميافارقين إلى موش 4 مراحل ثم قنب مرحلة ثم إلى سن نحاس مرحلة وهي صليب طريق قاليقلا وطريق ملازكرد وطريق موش وطريق الخالديات مرحلتان ثم إلى سموقموش مثلها ثم إلى قلونية العوفي مرحلتين ثم إلى نفشارية 4 مراحل ثم إلى عقبة الشهداء مرحلة ثم إلى الأفلاغونية مرحلة ثم إلى السونشة مرحلة ثم إلى دوملصة مرحلة ثم إلى بلد ابن لسوانيطي مرحلة ثم إلى دوسنية ثم إلى باحورية مرحلة ثم إلى قطابولى فيها جيش للمسلمين مرحلة ثم إلى بلد ابن الملاين مرحلتين فيه ضيافة للمسلمين ثم إلى البحيرة الحلوة مرحلة ثم إلى حصن صاعس مرحلة.الى تل فافان مرحلة. ومن الموصل إلى شهرزور 60 فرسخاً. وتأخذ من آمد إلى ميافارقين مرحلة ثم إلى أرزن مرحلة ثم إلى مسجد أويس مرحلة ثم إلى المعدن مرحلة ثم إلى بدليس مرحلة. وتأخذ من آمد إلى شمشاط مرحلة ثم إلى تل حوم مرحلة ثم إلى جرنان مرحلة ثم إلى بامقرا مرحلة ثم إلى جلاب مرحلة ثم إلى الرها بريدين ثم إلى حران مثلها ثم إلى باجروان مرحلة ثم إلى الرقة نصف مرحلة. وتأخذ من الرحبة إلى قرقيسيا مرحلة ثم إلى الدالية أو إلى بيرا مرحلة ومن قرقيسيا إلى فدين مرحلة تم إلى السكير مرحلة. وتأخذ من آمد إلى تل حور مرحلة ثم إلى ملطين مرحلة ثم إلى طبوس مرحلة ئم إلى شمشاط مرحلة ثم إلى الفعونية مرحلة ثم إلى حصن زياد مرحلة ثم إلى ملطين مرحلة ثم إلى عرقة مرحلة ثم إلى الصفصاف مرحلة ثم إلى الرمانة مرحلة ثم إلى سمندو مرحلتين ثم إلى مرج قيسارية مرحلة نم إلى أنقرة 4 مراحل ثقالاً ثم إلى جسر شاغر في بلد ابن الملاين 3 مراحل ثم إلى النقموذية مرحلة ثم إلى ملعب الملك مرحلة ثم إلى حارفة مرحلة ثم إلى القسطنطينية مرحلة. وان شئت تأخذ من ميافارقين إلى موش 4 مراحل ثم قنب مرحلة ثم إلى سن نحاس مرحلة وهي صليب طريق قاليقلا وطريق ملازكرد وطريق موش وطريق الخالديات مرحلتان ثم إلى سموقموش مثلها ثم إلى قلونية العوفي مرحلتين ثم إلى نفشارية 4 مراحل ثم إلى عقبة الشهداء مرحلة ثم إلى الأفلاغونية مرحلة ثم إلى السونشة مرحلة ثم إلى دوملصة مرحلة ثم إلى بلد ابن لسوانيطي مرحلة ثم إلى دوسنية ثم إلى باحورية مرحلة ثم إلى قطابولى فيها جيش للمسلمين مرحلة ثم إلى بلد ابن الملاين مرحلتين فيه ضيافة للمسلمين ثم إلى البحيرة الحلوة مرحلة ثم إلى حصن صاعس مرحلة.