[rtl]خديجة نجاح[/rtl]
[rtl]يزخر عالمنا بحكايات عديدة لأشخاص قسى عليهم الدهر في لحظات من حياتهم، و تكالبت عليهم الأحزان من كل جانب، حتى ليخالهم البعض ـ إذ تحكي عنهم ـ مجرد أشباح مقتبسة من مسرح الحياة، بطلتنا اليوم امرأة من لحم ودم، وجدت نفسها تغوص في عالم الجن مكرهة، بعد أن ابتليت بأشد بلاءات الدنيا فاختلطت عليها الأمور ، و لم تدر ما طبيعة مرضها، أهو الربو أم المس، أم تراه السحر المأكول الذي تناولته منذ اثنتي و عشرين سنة؟؟، وهذا هو الزمن الذي بدأ فيه أول فصل من فصول الرواية.[/rtl]
[rtl]اسمها فاطمة، ولها من الأولاد ثلاثة و برغم أنها لم تنل حظا وافرا من التعليم إلا أن لها ذكاء ثاقبا تحسد عليه ، كلما رأت شيئا صنعته و أضافت عليه لمستها الخاصة ، فخاطت الجلابيب التقليدية و حاكت الزرابي، وتعلمت السياقة، عدا عن اكتساحها لمضمار السباق وفوزها المتواصل بالمراتب الأولى، اعتبرت الحياة كلها تحدٍّ لابد أن تفوز به، غير أن القدر أحيانا يبحر عكس أحلامنا فيقبرها في قعر المحيط .[/rtl]
[rtl]سنوات طويلة رافقت فيها فاطمة البخّاخ ولم تعد تملك قرار التخلي عنه فهو الذي ينقذها من حالات الاختناق التي تكاد تودي بحياتها، فالأطباء يؤكدون إصابتها بمرض الربو و لا سبيل لها غيره و ليت الأمر يقتصر عند هذا فقد ظهرت عليها أعراض لأمراض أخرى كالمعدة و القولون، إضافة إلى إصابة يدها بالشلل، فلم تجد بدا من مراجعة الطبيب، فكانت صدمتها أكثر مما كانت تتخيل، تقول فاطمة :" بعد إجرائي للفحص بالصدى قال لي الطبيب مجيبا عن أسئلتي "' نصف رئتك توقف عن أداء وظيفته ولا يمكن أن يعود كما كان '" لم أصدق الأمر، طلبت منه أن يصف لي أي دواء مهما كان غاليا، المهم أن تعود صحتي كما كانت، فأجابني '"و هل يعود للحياة من فارقها؟؟ نصف رئتك مات ولا يمكن أن يعود '" غادرت العيادة تخنقني العبرات، لم أدر بحالي إلا و أنا أصدم بسيارتي سيارة أخرى، لحسن حظي تفهم صاحبها وضعي الصحي، و تنازل عن حقه في التعويض عن الضرر، و أكثر من ذلك اصطحبني لطبيبة ثانية، هذه الأخيرة التي طلبت مني الوقوف بعيدا ووصف حالتي بصوت عال ، كنت أخرج الكلمات بصعوبة، فكيف لي أن أرفع صوتي؟، كتبت لي أدوية وطلبت مني العودة بعد فترة.لم أشتر شيئا من أدويتها فسوء معاملتها لي كمريضة افقدني الثقة بها و بعلاجها".[/rtl]
[rtl]و لأنها امرأة تعشق الحياة مهما اشتدت عليها الخطوب فقد أبت فاطمة أن تعود إلى منزلها قبل أن تزور طبيبا آخر، فظلت متشبثة بالأمل لآخر لحظة ورفضت تصديق أي أحد، سوى الصوت المنبعث من أعماقها، الواثق من شفاءها، وفعلا هذه المرة كان التشخيص باعثا على التفاؤل إذ بشرها الطبيب بأن زميله السابق أخطأ في تشخيصه، ورئتها ما تزال سليمة لكنها تضررت من كثرة استعمال البخاخ، الذي أثر عليها و على أوردة القلب، تقول فاطمة: " برغم أنه طمأنني و أعاد إلي الأمل في الشفاء إلا أن أدويته لم تخفف ألمي و الإغماءات المتكررة لازالت تنتابني.[/rtl]
[rtl]كان يغمى علي في أي مكان ،البيت، الشارع، وحتى بالعمل، كانوا يخبرونني بأنني تفوهت بكلمات و قلت أشياء لا أدري عنها شيئا، شعري الطويل الذي كنت أتفاخر به أمام النساء كان يتساقط من جذوره، حتى ميدان السباق الذي كان كل حلمي، ومنتهى أملي منعني المرض منه، وفي يوم ورغم المرض أغراني حب المنافسة ، فقررت المشاركة، و فزت مع فئة الفتيات، ولم يلحظ أحد أني مصابة بالربو أو أني احتفظ بالبخاخ في جيبي، مرضي حرمني من ممارسة هوايتي ومن مجموعة أشياء أخرى، حتى الأكل حرمت من معظمه فلا أنال منه إلا النُّزر القليل، قائمة الممنوعات أكثر بكثير مما سمح لي به . تحطمت معنوياتي، ولازمت الفراش مدة طويلة، بعد أن استنفذت آخر قطرة من الأمل الذي بداخلي، و في يوم، حدث أن زارني رجل يصلح آلات الغسيل، رثى لحالي ونصحني براقٍ مشهود له بالكفاءة، عملت بنصيحته و طلبت من زوجي إحضاره، وما إن بدأ برقيتي حتى شرعت في الصراخ، وغرقت في موجة من البكاء و أخرجت معدتي كل ما بداخلها،أخبرني أن السحر المأكول و المس، هما سبب مرضي بالربو والمعدة و القولون، لا أنكر بأنني تحسنت قليلا على يديه غير أن المبلغ الكبير الذي يطلبه كل أسبوع جعلني أوقف العلاج، ولحسن حظي شاهدت الشيخ محمد الهاشمي على قناة الحقيقة يقرأ الرقية فشعرت بجسمي يهتز بأكمله و بدأت عيناي تذرفان الدمع لوحدهما، أيقنت أنه قادر بعد الله على شفائي، فطلبت من ابني تدوين الرقم، و اتصلت مباشرة بالمركز، وحصلت على المكملات الغذائية، التي واظبت على استعمالها حسب ما هو مكتوب على ظهر كل منتج، ورغم المضاعفات التي شعرت بها في البداية، واصلت العلاج إلى أن تم الشفاء الذي لم تحققه لي أدوية الأطباء، فطبيعة مرضي لا يمكن لطبيب مهما كان أن يعالجها لأن المس لا يعالج إلا بالقرآن الكريم، و الرقية الشرعية حسب سنة نبينا محمد عليه أفضل الصلوات.[/rtl]
[rtl] اليوم عادت لي صحتي و عاد شعري الجميل طويلا كما كان و عاد قلبي يهفو إلى مضمار السباق، من جديد سأبدأ حياة جديدة يحدوني فيها الحلم بالمشي من مدينة المحمدية إلى مدينة أكادير جنوب المغرب، و قطع المسافات الطوال دون الحاجة للبخاخ ، كل هذا بفضل الله الذي لم أمل يوما من دعاءه، والمكملات الغذائية من مركز الشيخ الهاشمي ، فشكرا للشيخ ولموظفات المركز.[/rtl]
[rtl] [/rtl]