أبواب الشعر العربي
الباب الثاني في الفخر والحماسة
قال السموءل بن عادياء المتوفى سنة 62 قبل الهجرة
الباب الثاني في الفخر والحماسة
قال السموءل بن عادياء المتوفى سنة 62 قبل الهجرة
إذ المرءُ لمْ يدنسْ من الُّلؤمِ عرضهُ
فكلُّ رداء يرتديهِ جميلٌ
وإن هوَ لمْ يحمل على النَّفسِ ضيمها
فليسَ إلى حسنِ الثناءِ سبيلُ
يعيرنا أنا قليلٌ عديدنا
فقلت لها إنّ الكرامَ قليلُ
وما قلَّ من كانتْ بقاياهُ مثلنا
شابٌ نتسامى للعلا وكهولُ
وما ضرَّنا أنا قليلٌ وجارنا
عزيزٌ وجارُ الأكثرين ذليلُ
لنا جبلٌ يحتلهُ منْ نجيره
منيعٌ يردُّ الطَّرفَ وهو كليلُ
رسا أصلهُ تحتَ الثرى وسما بهِ
إلى النجمِ فرعٌ لا ينالُ طويلُ
هوَ الأبلقُ الفردُ الذي شاعَ ذكره
يعزُّ على منْ رامهُ ويطولُ
وإنا لقومٌ لا نرى القتلَ سبّةٌ
إذا ما رأتهُ عامرٌ وسلولُ
يقربُ حبُّ الموتِ آجالنا لن
وتكرمهُ آجالهمْ فتطولُ
وما ماتَ منّا سيّدُ حتفَ انفهِ
ولا ظلّ منا حيثُ كان قتيلُ
تسيلُ على حدّ الظُّبات نفوسنا
وليستْ على غيرِ الظَّباتِ تسيلُ
صفونا فلم نكدرْ وأخلصَ سّرنا
إناثٌ أطابتْ حملنا وفحولُ
علونا إلى خيرِ الظُّهور وحظنا
لوقت إلى خيرِ البطونِ نزول
فنحن كماءِ المزنِ ما في نصابنا
كهامٌ ولا فينا يعدُّ بخيلُ
وننكر إن شئنا على الناس قولهم
ولا ينكرون القولَ حين نقول
إذا سيدٌ منّا خلا قام سيدٌ
قوولٌ لما قال الكرامُ فعول
وما أخمدتْ نارٌ لنا دون طارقٍ
ولا ذمّنا في النازلينَ نزيلُ
وأيامنا مشهورةٌ في عدّنا
لها غررٌ معلومةٌ وحجول
وأسيافنا في كلَ شرقٍ ومغرب
بها من قراعِ الدَّارعينَ فلول
معوَّدةٌ ألا تسلَّ نصالها
فتغمد حتى يستباحَ قبيلُ
سلي إن جهلتِ النّاس عنّا وعنهم
فليسَ سواءٌ عالمٌ وجهولُ
فإن بنى الدَّيَّانِ قطبٌ لقومهمُ
تدورُ رحاهم حولهمْ وتجولُ
وقال عنترة العبسي
لعمرك إن المجد والفخر والعلاَ
ونيلَ الأماني وارتفاعَ المراتب
لمنْ يلتقي أبطالها وسراتها
بقلبٍ صبور عند وقع المضارب
ويبني بحدّ السَّيف مجداً مشيداً
على فلك العلياء فوق الكواكب
ومنْ لم يرو رمحه من دم العدا
إذا اشتبكتْ سمرُ القنا بالقواضب
ويعطي القنا الخطيّ في الحرب حقَّه
ويبري بحدّ السّيف عرض المناكب
يعيشُ كما عاش الذليل بغصة
وإن مات لا يجري دموع النوادب
فضائلُ عزمٍ لا تباع لضارع
وأسرارُ حزمٍ لا تذاع لعائب
برزت بها دهراً على كل حادث
ولا كحل إلا من غبار الكتائب
إذا كذب البرق اللموعُ لشائمِ
فبرقُ حسامي صادقٌ غيرُ كاذب
وقال أيضاً في الحماسة والفخر
سكت فغرَّ أعدائي السكوتُ
وظنوني لأهلي قد نسيتُ
وكيف أنامُ عن ساداتِ قوم
أنا في فضلِ نعمتهم ربيتُ
وإن دارت بهم خيلُ الأعادي
ونادوني أجبتُ متى دعيت
بسيف حدُّهُ موجُ المنايا
ورمحِ صدرهُ الحتفُ المميتُ
خلقتُ من الحديد أشدُّ قلباً
وقد بلى الحديدُ وما بليتْ
وإني قد شربتُ دم الأعادي
بأقحاف الرُّؤوس وما رويتُ
وفي الحرب العوان ولدت طفلاً
ومن لبن المعامع قد سقيتُ
فما للرَّمح في جسمي نصيبٌ
ولا للسّيف في أعضاي قوتُ
ولي بيت علا فلك الثُّريَّا
تخر لعظم هيبته البيوت
وقال أيضاً في الحماسة والفخر يوم المصانع
إذا كشف الزّمانُ لك القناعا
ومدّ إليك صرفُ الدّهر باعا
فلا تخش المنية والتقيها
ودافع ما استطعت لها دفاعا
ولا تختر فراشاً من حريرس
ولا تبكِ المنازلَ والبقاعا
وحولك نسوة يندبن حزناً
ويهتكن البراقعَ واللفاعا
يقول لك الطّبيبُ دواك عندي
إذا ما جسَّ كفّك والذّراعا
ولو عرف الطّبيبُ دواء داءٍ
يردَّ الموتَ ما قاسى النّزاعا
وفي يوم المصانع قد تركنا
لنا بفعالنا خبراً مشاعا
أقمنا بالذّوابل سوقَ حرب
وصيرنا النفوس لها متاعا
حصاني كان دلاّل المنايا
فخاضَ غبارها وشرى وباعا
وسيفي كان في الهيجا طبيباً
يداوي رأس من يشكو الصُّداعا
أنا العبدُ الذي خبّرت عنه
وقد عاينتني فدع السماعا
ولو أرسلتُ رمحي مع جبان
لكان بهيبتي يلقى السّباعا
ملأتُ الأرضَ خوفاً من حسامي
وخصمي لم يجدْ فيها اتّساعا
إذا الأبطال فرَّتْ خوفَ بأسي
ترى الأقطار باعاً أو ذراعا
وقال أيضاً في الفخر والحماسة
أعادي صرفَ دهر لا يعادى
وأحتملُ القطيعةَ والبعادا
وأظهرُ نصح قوم ضيعوني
وإن خانت قلوبهم الودادا
أعلّلُ بالمنى قلباً عليلاً
وبالصبر الجميل وإن تمادى
تعيّرني العدا بسواد جلدي
وبيضُ خصائلي تمحو السّوادا
وردت الحربَ والأبطالُ حولي
تهزّ اكفُّها السُّمرَ الصّعادا
وخضتُ بمهجتي بحر المنايا
ونار الحرب تتَّقدُ الصعادا
وعدت مخضّبا بدم الأعادي
وكربُ الرّكض قد خضب الجوادا
وسيفي مرهفُ الحدّين ماض
تقدُّ شفارهُ الصَّحرَ الجمادا
ورمحي ما طعنت به طعيناً
فعاد بعينه نظرَ الرّشادا
ولولا صارمي وسنان رمحي
لما رفعت بنو عبس عمادا
فكلُّ رداء يرتديهِ جميلٌ
وإن هوَ لمْ يحمل على النَّفسِ ضيمها
فليسَ إلى حسنِ الثناءِ سبيلُ
يعيرنا أنا قليلٌ عديدنا
فقلت لها إنّ الكرامَ قليلُ
وما قلَّ من كانتْ بقاياهُ مثلنا
شابٌ نتسامى للعلا وكهولُ
وما ضرَّنا أنا قليلٌ وجارنا
عزيزٌ وجارُ الأكثرين ذليلُ
لنا جبلٌ يحتلهُ منْ نجيره
منيعٌ يردُّ الطَّرفَ وهو كليلُ
رسا أصلهُ تحتَ الثرى وسما بهِ
إلى النجمِ فرعٌ لا ينالُ طويلُ
هوَ الأبلقُ الفردُ الذي شاعَ ذكره
يعزُّ على منْ رامهُ ويطولُ
وإنا لقومٌ لا نرى القتلَ سبّةٌ
إذا ما رأتهُ عامرٌ وسلولُ
يقربُ حبُّ الموتِ آجالنا لن
وتكرمهُ آجالهمْ فتطولُ
وما ماتَ منّا سيّدُ حتفَ انفهِ
ولا ظلّ منا حيثُ كان قتيلُ
تسيلُ على حدّ الظُّبات نفوسنا
وليستْ على غيرِ الظَّباتِ تسيلُ
صفونا فلم نكدرْ وأخلصَ سّرنا
إناثٌ أطابتْ حملنا وفحولُ
علونا إلى خيرِ الظُّهور وحظنا
لوقت إلى خيرِ البطونِ نزول
فنحن كماءِ المزنِ ما في نصابنا
كهامٌ ولا فينا يعدُّ بخيلُ
وننكر إن شئنا على الناس قولهم
ولا ينكرون القولَ حين نقول
إذا سيدٌ منّا خلا قام سيدٌ
قوولٌ لما قال الكرامُ فعول
وما أخمدتْ نارٌ لنا دون طارقٍ
ولا ذمّنا في النازلينَ نزيلُ
وأيامنا مشهورةٌ في عدّنا
لها غررٌ معلومةٌ وحجول
وأسيافنا في كلَ شرقٍ ومغرب
بها من قراعِ الدَّارعينَ فلول
معوَّدةٌ ألا تسلَّ نصالها
فتغمد حتى يستباحَ قبيلُ
سلي إن جهلتِ النّاس عنّا وعنهم
فليسَ سواءٌ عالمٌ وجهولُ
فإن بنى الدَّيَّانِ قطبٌ لقومهمُ
تدورُ رحاهم حولهمْ وتجولُ
وقال عنترة العبسي
لعمرك إن المجد والفخر والعلاَ
ونيلَ الأماني وارتفاعَ المراتب
لمنْ يلتقي أبطالها وسراتها
بقلبٍ صبور عند وقع المضارب
ويبني بحدّ السَّيف مجداً مشيداً
على فلك العلياء فوق الكواكب
ومنْ لم يرو رمحه من دم العدا
إذا اشتبكتْ سمرُ القنا بالقواضب
ويعطي القنا الخطيّ في الحرب حقَّه
ويبري بحدّ السّيف عرض المناكب
يعيشُ كما عاش الذليل بغصة
وإن مات لا يجري دموع النوادب
فضائلُ عزمٍ لا تباع لضارع
وأسرارُ حزمٍ لا تذاع لعائب
برزت بها دهراً على كل حادث
ولا كحل إلا من غبار الكتائب
إذا كذب البرق اللموعُ لشائمِ
فبرقُ حسامي صادقٌ غيرُ كاذب
وقال أيضاً في الحماسة والفخر
سكت فغرَّ أعدائي السكوتُ
وظنوني لأهلي قد نسيتُ
وكيف أنامُ عن ساداتِ قوم
أنا في فضلِ نعمتهم ربيتُ
وإن دارت بهم خيلُ الأعادي
ونادوني أجبتُ متى دعيت
بسيف حدُّهُ موجُ المنايا
ورمحِ صدرهُ الحتفُ المميتُ
خلقتُ من الحديد أشدُّ قلباً
وقد بلى الحديدُ وما بليتْ
وإني قد شربتُ دم الأعادي
بأقحاف الرُّؤوس وما رويتُ
وفي الحرب العوان ولدت طفلاً
ومن لبن المعامع قد سقيتُ
فما للرَّمح في جسمي نصيبٌ
ولا للسّيف في أعضاي قوتُ
ولي بيت علا فلك الثُّريَّا
تخر لعظم هيبته البيوت
وقال أيضاً في الحماسة والفخر يوم المصانع
إذا كشف الزّمانُ لك القناعا
ومدّ إليك صرفُ الدّهر باعا
فلا تخش المنية والتقيها
ودافع ما استطعت لها دفاعا
ولا تختر فراشاً من حريرس
ولا تبكِ المنازلَ والبقاعا
وحولك نسوة يندبن حزناً
ويهتكن البراقعَ واللفاعا
يقول لك الطّبيبُ دواك عندي
إذا ما جسَّ كفّك والذّراعا
ولو عرف الطّبيبُ دواء داءٍ
يردَّ الموتَ ما قاسى النّزاعا
وفي يوم المصانع قد تركنا
لنا بفعالنا خبراً مشاعا
أقمنا بالذّوابل سوقَ حرب
وصيرنا النفوس لها متاعا
حصاني كان دلاّل المنايا
فخاضَ غبارها وشرى وباعا
وسيفي كان في الهيجا طبيباً
يداوي رأس من يشكو الصُّداعا
أنا العبدُ الذي خبّرت عنه
وقد عاينتني فدع السماعا
ولو أرسلتُ رمحي مع جبان
لكان بهيبتي يلقى السّباعا
ملأتُ الأرضَ خوفاً من حسامي
وخصمي لم يجدْ فيها اتّساعا
إذا الأبطال فرَّتْ خوفَ بأسي
ترى الأقطار باعاً أو ذراعا
وقال أيضاً في الفخر والحماسة
أعادي صرفَ دهر لا يعادى
وأحتملُ القطيعةَ والبعادا
وأظهرُ نصح قوم ضيعوني
وإن خانت قلوبهم الودادا
أعلّلُ بالمنى قلباً عليلاً
وبالصبر الجميل وإن تمادى
تعيّرني العدا بسواد جلدي
وبيضُ خصائلي تمحو السّوادا
وردت الحربَ والأبطالُ حولي
تهزّ اكفُّها السُّمرَ الصّعادا
وخضتُ بمهجتي بحر المنايا
ونار الحرب تتَّقدُ الصعادا
وعدت مخضّبا بدم الأعادي
وكربُ الرّكض قد خضب الجوادا
وسيفي مرهفُ الحدّين ماض
تقدُّ شفارهُ الصَّحرَ الجمادا
ورمحي ما طعنت به طعيناً
فعاد بعينه نظرَ الرّشادا
ولولا صارمي وسنان رمحي
لما رفعت بنو عبس عمادا