أبواب الشعر العربي
الباب الأول في المديح
"قال أمية بن أبي الصلت المتوفى سنة 9 ه في العزة الإلهية".
لكَ الحمدُ والنّعماء والملك ربُّنا ******* فلا شيء أعلى منك مجداً وامجداُ
مليك على عرض السّماءِ مهيمنٌ******* لعزّته تعنوا الوجوه وتسجدُ
فسبحان من لا يعرفُ الخلقُ قدره ******* ومنْ هو فوقَ العرش فردٌ موحّدُ
هو الله باري الخلقِ والخلقُ كلّهم ******* إماءٌ له طوعاً جميعاً وأعبدُ
مليكُ السَّموات الشّداد وأرضها ******* يدومُ ويبقى والخليقةُ تنفدُ
وقال أيضاً
إلهُ العالمينَ وكلَّ أرض ******* ورب الرَّاسيات من الجبال
بناها وابتنى سبعا شداداً ******* بلا عمدٍ يربنَ ولا رجالِ
وسوَّاها وزينها بنور ******* من الشمس المضيئةِ والهلالِ
ومن شهب تلألأ في دجاها ******* مراميها أشدُّ من النَّصالِ
وشقّ الأرض فانبجستْ عيونا ******* وأنهاراً من العذب الزُّلالِ
وبارك في نواحيها وزكّى ******* بها ما كان من حرثٍ ومعالٍ
فكلُّ معمّر لا بدّ يوماً ******* وذي دنيا يصيرُ إلى زوالٍ
ويفني بعد جدته ويبلى ******* سوى الباقي المقدّس ذي الجلالِ
وسيقَ المجرمون وهم عراة ******* إلى ذات المقامع والنَّكالِ
فنادوا ويلنا ويلاً طويلاً ******* وعجُّوا في سلاسلها الطّوالِ
فليسوا ميتين فيستريحوا ******* وكلهمُ بحرّ النّار صالي
وحلّ المتّقون بدار صدق ******* وعيش ناعمٍ تحت الظّلال
لهم ما يشتهون وما تممنا ******* من الأفراح فيها والكمالِ
وقال محمود سامي البارودي باشا مادحاً سيد الأمة من كشف الغمة
"محمدٌ" خاتم الرُّسل الّذي خضعت ******* له البرية من عرب ومن عجم
سميرُ وحي ومجنى حكمةٍ وندى ******* سماحة وقرى عافٍ وريُّ ظم
قد ابلغ الوحيُ عنه قبل بعثته ******* مسامعَ الرُّسل قولاً غير منكتم
فذاك دعوةُ إبراهيم خالقه ******* وسرَّ ما قاله عيسى من القدمِ
أكرم به وبآباء محجّلة ******* جاءت به غرّة في الأعصر الدُّهم
قد كان في ملكوت الله مدّخراً ******* لدعوة كان فيها صاحبَ العلم
نورٌ تنقل في الأكوان ساطعة ******* تنقلَ البدرِ من صلب إلى رحم
وقال أحمد بك شوقي مادحاً أفضل الخلق على الإطلاق من نهج البردة
محمدُ" صفوة الباري وحمته ******* وبغيةُ الله من خلقٍ ومن نسيم
وصاحبُ الحوضِ يوم الرُّسلُ سائلةٌ ******* متى الورود وجبريلُ الأمينُ ظمي
سناؤه وسناه الشمس طالعةٌ ******* فالجرمُ في فلكٍ والضّوءُ في علم
قد أخطأ النجمُ ما نالت أبوته ******* من سؤددٍ باذخٍ في مظهرٍ سنم
نموا إليه فزادوا في الورى شرفاً ******* وربّ أصلٍ لفرعِ في الفخار نمي
حواه في سبحات الطُّهر قبلهمُ ******* نورانِ قاما مقامَ الصُّلب والرَّحم
لما رآه بحيراً قال نعرفهُ ******* بما حفظنا من الأسماء والسَّيمِ
وقال أبو تمام مادحاً المعتضد بالله ******* إلى قطب الدُّنيا الذي لو بفضله
مدحت بني الدُّنيا كفتهم فضائله ******* من البأس والمعروف والجود والتُّقى
عيالٌ عليه رزقهنَّ شمائله ******* هو البحرُ من أيّ النواحي أتيته
فلجتهُ المعروفُ والجودُ ساحله ******* تعود بسط الكف حتّى لو أنَّه
ثغاها لقبضٍ لم تعطهُ أنامله ******* ولو لم يكن في كفه غيرُ روحه
لجاد بها فليتَّقِ الله سائله
وقال فيه أيضاً
السيف اصدقُ إنباءٌ من الكتبِ******* في حده الحدّ بين الجدّ والّلعبِ
بيضُ الصفائح لا سود الصحائف في******* متونهنّ جلاء، الشّكَّ والرّيبِ
فتحٌ تفتحُ أبواب السّماء له******* وتبرزُ الأرضُ في أثوابها القشبِ
غادرت فيهم بهيمَ الليل وهو ضحى******* يقلهُ وسطها صبحٌ من الّلهبِ
حتى كأن جلابيبَ الدُّجى رغبت******* عن لونها وكأنَّ الشمس لم تغبِ
أجبتهُ معلناً بالسّيف متصلتا******* ولو أجبت بغير السّيف لم تجب
خليفةَ الله جازى سعيك عن******* جرثومة الدّين والإسلام والحسب
فبين أيامك اللاتي نصرت بها******* وبين أيام بدر أقربُ النّسب
وقال أبو العلاء المعري
إليك تناهي كلُّ فخرٍ وسؤدد******* فأبلِ الّليالي والأنام وجدد
لجدَّك كلن المجدُ ثم حويته******* ولابنك يبنى منه أشرف مقعدِ
ثلاثة أيامٍ هيَ الدّهرُ كله******* وما هنّ غير الأمسِ واليومِ والغدِ
وما البدرُ إلا واحدٌ غير أنه******* يغيبُ ويأتي بالضيّاءِ المجدّدِ
فلا تحسب الأقمار خلقاً كثيرة******* فجعلتها من نيَّر مترددٍ
وللحسنِ لحسنى وإن جاد غيره******* فذلك جودٌ ليس بالمعتمّد
وقال أبو الطيب المتنبي مادحاً سيف الدولة
ضاق الزمانُ ووجهُ الأرض عن ملك******* ملء الزمان وملء السّهل والجبل
فنحن في جذل والرُّوم في وجل******* والبرُّ في شغل والبحرُ في خجل
ليتَ المدائح تستوفي مناقبه******* فما كليبٌ وأهل الأعصر الأول
خذ ما تراه ودع شيئاً سمعت به******* في طلعة البدرِ ما يغنيك عن زحل
وقد وجدت مكانَ القول ذا سعةٍ******* فإن وجدتَ لساناً قائلاً فقل
إن الإمام الذي فخرُ الأنام به******* خيرُ السُّيوف بكفي خيرةِ الدُّول
تمسي الأماني صرعى دون مبلغهِ******* فما يقول لشيءٍ ليتَ ذلك لي
وقال أيضاً يمدح أبا شجاع
لا خيل عندك تهديها ولا مالُ******* فليسعد النُّطق إن لم تسعد الحال
واجز الأميرَ الذي نغماه فاجئةٌ******* بغير قولٍ ونعمى النَّاس أقوالُ
فربما جرت الإحسانَ موليه******* جريدةٌ من عذارى الحيّ مكسالُ
وإن تكن محكمات الشّكل تمنعني******* ظهور جري فلي فيهن تصهالُ
وما شكرتُ لأن المالَ فرحني******* سيّان عنديَ إكثارٌ وإقلالُ
لكن رأيت قبيحاً أن يجاد لما******* وإننا بقضاء الحقَّ بخالُ
فكنتُ منبتَ روضِ الحزن باكره******* غيثٌ بغيرِ سباخ الأرض هطالُ
غيثٌ يبيّن للنُّظار موقعه******* أن الغيوث بما تأتيه جهّالُ
لا يدرك المجدَ إلا سيّدق فطنٌ******* لما يشقٌ على السادات فعّال
لا وارثٌ جهلتْ يمناهُ ما وهبتْ******* ولا كسوبٌ بغير السّيف سئّال
قال الزمانُ له قولاً فأفهم******* أن الزّمان على الإمساك عذال
تدري القناةُ إذا اهتزت براحته******* أن الشّقيّ بها خيلٌ وأبطالُ
كفاتكِ ودخول الكاف منقصةٌ******* كالشمس قلتُ وما للشمس أمثال
القائدُ الأسدَ غدتها براثنهُ*******بمثلها عداهُ وهي أشبالُ
الباب الأول في المديح
"قال أمية بن أبي الصلت المتوفى سنة 9 ه في العزة الإلهية".
لكَ الحمدُ والنّعماء والملك ربُّنا ******* فلا شيء أعلى منك مجداً وامجداُ
مليك على عرض السّماءِ مهيمنٌ******* لعزّته تعنوا الوجوه وتسجدُ
فسبحان من لا يعرفُ الخلقُ قدره ******* ومنْ هو فوقَ العرش فردٌ موحّدُ
هو الله باري الخلقِ والخلقُ كلّهم ******* إماءٌ له طوعاً جميعاً وأعبدُ
مليكُ السَّموات الشّداد وأرضها ******* يدومُ ويبقى والخليقةُ تنفدُ
وقال أيضاً
إلهُ العالمينَ وكلَّ أرض ******* ورب الرَّاسيات من الجبال
بناها وابتنى سبعا شداداً ******* بلا عمدٍ يربنَ ولا رجالِ
وسوَّاها وزينها بنور ******* من الشمس المضيئةِ والهلالِ
ومن شهب تلألأ في دجاها ******* مراميها أشدُّ من النَّصالِ
وشقّ الأرض فانبجستْ عيونا ******* وأنهاراً من العذب الزُّلالِ
وبارك في نواحيها وزكّى ******* بها ما كان من حرثٍ ومعالٍ
فكلُّ معمّر لا بدّ يوماً ******* وذي دنيا يصيرُ إلى زوالٍ
ويفني بعد جدته ويبلى ******* سوى الباقي المقدّس ذي الجلالِ
وسيقَ المجرمون وهم عراة ******* إلى ذات المقامع والنَّكالِ
فنادوا ويلنا ويلاً طويلاً ******* وعجُّوا في سلاسلها الطّوالِ
فليسوا ميتين فيستريحوا ******* وكلهمُ بحرّ النّار صالي
وحلّ المتّقون بدار صدق ******* وعيش ناعمٍ تحت الظّلال
لهم ما يشتهون وما تممنا ******* من الأفراح فيها والكمالِ
وقال محمود سامي البارودي باشا مادحاً سيد الأمة من كشف الغمة
"محمدٌ" خاتم الرُّسل الّذي خضعت ******* له البرية من عرب ومن عجم
سميرُ وحي ومجنى حكمةٍ وندى ******* سماحة وقرى عافٍ وريُّ ظم
قد ابلغ الوحيُ عنه قبل بعثته ******* مسامعَ الرُّسل قولاً غير منكتم
فذاك دعوةُ إبراهيم خالقه ******* وسرَّ ما قاله عيسى من القدمِ
أكرم به وبآباء محجّلة ******* جاءت به غرّة في الأعصر الدُّهم
قد كان في ملكوت الله مدّخراً ******* لدعوة كان فيها صاحبَ العلم
نورٌ تنقل في الأكوان ساطعة ******* تنقلَ البدرِ من صلب إلى رحم
وقال أحمد بك شوقي مادحاً أفضل الخلق على الإطلاق من نهج البردة
محمدُ" صفوة الباري وحمته ******* وبغيةُ الله من خلقٍ ومن نسيم
وصاحبُ الحوضِ يوم الرُّسلُ سائلةٌ ******* متى الورود وجبريلُ الأمينُ ظمي
سناؤه وسناه الشمس طالعةٌ ******* فالجرمُ في فلكٍ والضّوءُ في علم
قد أخطأ النجمُ ما نالت أبوته ******* من سؤددٍ باذخٍ في مظهرٍ سنم
نموا إليه فزادوا في الورى شرفاً ******* وربّ أصلٍ لفرعِ في الفخار نمي
حواه في سبحات الطُّهر قبلهمُ ******* نورانِ قاما مقامَ الصُّلب والرَّحم
لما رآه بحيراً قال نعرفهُ ******* بما حفظنا من الأسماء والسَّيمِ
وقال أبو تمام مادحاً المعتضد بالله ******* إلى قطب الدُّنيا الذي لو بفضله
مدحت بني الدُّنيا كفتهم فضائله ******* من البأس والمعروف والجود والتُّقى
عيالٌ عليه رزقهنَّ شمائله ******* هو البحرُ من أيّ النواحي أتيته
فلجتهُ المعروفُ والجودُ ساحله ******* تعود بسط الكف حتّى لو أنَّه
ثغاها لقبضٍ لم تعطهُ أنامله ******* ولو لم يكن في كفه غيرُ روحه
لجاد بها فليتَّقِ الله سائله
وقال فيه أيضاً
السيف اصدقُ إنباءٌ من الكتبِ******* في حده الحدّ بين الجدّ والّلعبِ
بيضُ الصفائح لا سود الصحائف في******* متونهنّ جلاء، الشّكَّ والرّيبِ
فتحٌ تفتحُ أبواب السّماء له******* وتبرزُ الأرضُ في أثوابها القشبِ
غادرت فيهم بهيمَ الليل وهو ضحى******* يقلهُ وسطها صبحٌ من الّلهبِ
حتى كأن جلابيبَ الدُّجى رغبت******* عن لونها وكأنَّ الشمس لم تغبِ
أجبتهُ معلناً بالسّيف متصلتا******* ولو أجبت بغير السّيف لم تجب
خليفةَ الله جازى سعيك عن******* جرثومة الدّين والإسلام والحسب
فبين أيامك اللاتي نصرت بها******* وبين أيام بدر أقربُ النّسب
وقال أبو العلاء المعري
إليك تناهي كلُّ فخرٍ وسؤدد******* فأبلِ الّليالي والأنام وجدد
لجدَّك كلن المجدُ ثم حويته******* ولابنك يبنى منه أشرف مقعدِ
ثلاثة أيامٍ هيَ الدّهرُ كله******* وما هنّ غير الأمسِ واليومِ والغدِ
وما البدرُ إلا واحدٌ غير أنه******* يغيبُ ويأتي بالضيّاءِ المجدّدِ
فلا تحسب الأقمار خلقاً كثيرة******* فجعلتها من نيَّر مترددٍ
وللحسنِ لحسنى وإن جاد غيره******* فذلك جودٌ ليس بالمعتمّد
وقال أبو الطيب المتنبي مادحاً سيف الدولة
ضاق الزمانُ ووجهُ الأرض عن ملك******* ملء الزمان وملء السّهل والجبل
فنحن في جذل والرُّوم في وجل******* والبرُّ في شغل والبحرُ في خجل
ليتَ المدائح تستوفي مناقبه******* فما كليبٌ وأهل الأعصر الأول
خذ ما تراه ودع شيئاً سمعت به******* في طلعة البدرِ ما يغنيك عن زحل
وقد وجدت مكانَ القول ذا سعةٍ******* فإن وجدتَ لساناً قائلاً فقل
إن الإمام الذي فخرُ الأنام به******* خيرُ السُّيوف بكفي خيرةِ الدُّول
تمسي الأماني صرعى دون مبلغهِ******* فما يقول لشيءٍ ليتَ ذلك لي
وقال أيضاً يمدح أبا شجاع
لا خيل عندك تهديها ولا مالُ******* فليسعد النُّطق إن لم تسعد الحال
واجز الأميرَ الذي نغماه فاجئةٌ******* بغير قولٍ ونعمى النَّاس أقوالُ
فربما جرت الإحسانَ موليه******* جريدةٌ من عذارى الحيّ مكسالُ
وإن تكن محكمات الشّكل تمنعني******* ظهور جري فلي فيهن تصهالُ
وما شكرتُ لأن المالَ فرحني******* سيّان عنديَ إكثارٌ وإقلالُ
لكن رأيت قبيحاً أن يجاد لما******* وإننا بقضاء الحقَّ بخالُ
فكنتُ منبتَ روضِ الحزن باكره******* غيثٌ بغيرِ سباخ الأرض هطالُ
غيثٌ يبيّن للنُّظار موقعه******* أن الغيوث بما تأتيه جهّالُ
لا يدرك المجدَ إلا سيّدق فطنٌ******* لما يشقٌ على السادات فعّال
لا وارثٌ جهلتْ يمناهُ ما وهبتْ******* ولا كسوبٌ بغير السّيف سئّال
قال الزمانُ له قولاً فأفهم******* أن الزّمان على الإمساك عذال
تدري القناةُ إذا اهتزت براحته******* أن الشّقيّ بها خيلٌ وأبطالُ
كفاتكِ ودخول الكاف منقصةٌ******* كالشمس قلتُ وما للشمس أمثال
القائدُ الأسدَ غدتها براثنهُ*******بمثلها عداهُ وهي أشبالُ