زوال الصهيونية شرط لإحلالالسلام
محمود كعوشعلى خلفية التطورات التي نشأت بنتيجة
ارتكاب جنود الكيان الصهيوني مجزرة أسطول الحرية قبل أسبوع ارتأيت أن أعيد
إلقاء الضوء على كتاب صدر باللغة الإنكليزية في لندن قبل ست سنوات،استبعد فيه مؤلفه وهو يهودي بريطاني إحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط ما لم يتم زوال الصهيونية.[b][/b]
والأهم من هذا أن المؤلف وفي جرأة غيرمسبوقة
أنحى في كتابه باللائمة على العقيدة الصهيونية التي اعتبرها خطراًداهماً على مستقبل المنطقة بما فيها "الدولة العبرية"
ذاتها والديانة اليهودية التييعتنقها
أبناؤها.
[b]ورأى الكاتب ويدعى
(جون روز) في كتابه "أساطير الصهيونية" الذيصدرت
نسخته العربية قبل عامين وبضعة شهور، أن الصهيونية هي العقبةالرئيسية، وأن إزالتها هو شرط أساسي لإحلال السلام في
"منطقة الشرق الأوسط"، لأن "تهديدها لا
يقتصر على الفلسطينيين فحسب وإنما يشمل مستقبل الديانة اليهوديةنفسها".وأضاف
أن عدداً من "الإسرائيليين" الذين سبق لهم أن عملوا فيالمؤسسة
الصهيونية أصبحوا الآن "يخافون حقاً من الوحش فرانكنشتاين الذي أسهموا همأنفسهم في خلقه"، مشيراً إلى أنهم يحاولون الانفصال عن
المشروع الصهيوني الذي تنتميإليه
جذورهم.
ورأى أن أبرز إسهامات
هؤلاء الذين قال إنهم يمثلون اتجاه مابعد
الصهيونية هي مساعدة مؤرخين ومفكرين يهود في تكثيف حرب الدعاية ضد
الصهيونية فيأوروبا وأمريكا، وصولاً
إلى تحرير فلسطين في المستقبل.
وكان
الكتاب قد نُشرلأول مرة في عام 2004،
وصدرت ترجمته العربية التي أنجزها أستاذ التاريخ المصري قاسمعبده قاسم في الآونة الأخيرة عن "مكتبة الشروق الدولية"
في القاهرة، وتقع الترجمةفي 283 صفحة
من الحجم الكبير.
وُلد الكاتب
(جون روز) في بريطانيا عام 1945من
عائلة يهودية متشددة، ومن كتبه الشهيرة التي سبقت كتابه الأخير كتاب
"إسرائيلالدولة الخاطفة.. كلب حراسة
الولايات المتحدة في الشرق الأوسط".
ومن
خلالمتابعته ومراقبته الدقيقتين
للممارسات "الإسرائيلية" بحق العرب عامة والفلسطينيينخاصة،
وجد أن المقارنة بين "الدولة العبرية" ودولة الفصل العنصري السابقة في
جنوبأفريقيا هي مقارنة صادقة، حيث أدرك
كبقية خلق الله المتجردين من نزعاتهم وعصبياتهمالدينية
حقيقة مهمة جداً في الوقت المناسب وهي أن البنية المستبدة للدولة العنصريةيجب أن تتفكك قبل أن تعصف بها ثورة دموية، ومن الجدير
ذكره أن الجمعية العامة للأممالمتحدة
كانت قد أصدرت في عام 1975 قراراً اعتبرت فيه الصهيونية حركة عنصرية مالبثت أن ألغته في عقد التسعينيات بفعل الضغوط الأميركية
المكثفة. ثم دعا"مؤتمر
دربان" بجنوب أفريقيا في أيلول 2001 إلى إعادة اعتماد ذلك القرار، إلا أنالضغوط الأميركية على دول العالم حالت دون ذلك.
وقدم الكاتب في كتابه"أساطير
الصهيونية" آراء "إسرائيليين" طالبوا بإلغاء "قانون العودة الإسرائيلي
الذيقضى بمنع الفلسطينيين من العودة
إلى بلادهم منذ أكثر من نصف قرن في حين قضي بأن منحق
أي يهودي في أي دولة في العالم الالتحاق بإسرائيل"، مشيراً إلى أن إلغاء
هذاالقانون سيقوض دعامة مهمة من دعائم
الصهيونية.
ولم يتردد في البوح
أنالصهيونية تتجاهل المكون العربي -
الإسلامي في التاريخ اليهودي، ولا ترى سوى "المعاناة
اليهودية" خلال فترات النفي لاسيما في أوروبا، وأسطورة النفي هذه جلبتهامن قصص الكتاب المقدس لفترة ما بين هدم المعبد في القدس
على يد القائد الرومانيتيتوس عام 70
ميلادية، واغتصاب فلسطين عام 1948، إذ أنه وفقاً لما أطلق عليه أسطورةالنفي "فإن اليهود الذين كانوا يعيشون خارج فلسطين
يعتبرون منفيين طوال تلكالقرون"!!
واعترف بأن السياسيين "الإسرائيليين" عادة ما
يستشهدون بحكاياتالكتاب المقدس عن أرض
"إسرائيل القديمة" لتضليل الآخرين.
كما
اعترف بأنالصهيونية مبنية على سلسلة
من الأساطير والمفاهيم الزائفة، واصفاً ما حدثللفلسطينيين
في عام 1948 بالتطهير العرقي، ومؤكداً إن حقهم في العودة هو أيضا شرطأساسي لنجاح أي تسوية لمعضلة الشرق الأوسط.
ولم يغب عن بال الكاتب أن يشيرإلى أن (دافيد بن غوريون) أول رئيس حكومة "للدولة
العبرية" وأكثر زعماء الصهيونيةتعصباً
لقوميته وكرهاً للعرب في القرن العشرين "تباهى مرة بأن الأسطورة يمكن أنتصبح حقيقة إذا ما آمن الناس بها بالقدر الكافي". وأعاد
للذاكرة "أن بن غوريون كانقد استخدم
بدهاء ومهارة خفة اليد الثقافية فتلاعب بحرفية نادرة بقصص الكتاب المقدسونجح في جعلها تناسب مع المزاعم السياسية للصهيونية على
الأرض الفلسطينية، محملاًإياه مسؤولية
تدمير أي احتمال لمصالحة بين البلدان العربية و"الدولة العبرية".
وكشف (جون روز) في كتابه عن أن "الرائد
الصهيوني" بن غوريون الذي ولد فيبولندا
عام 1886 اعترف للسلطات البريطانية مع بدء الانتفاضة الفلسطينية ضد الحكمالبريطاني والمستوطنات الاستعمارية الصهيونية في عام
1936 أن "الكتاب المقدس هومصدر
الملكية"، وهو ما اعتبره (روز) "مفهوماً جغرافياً سيئاً للرؤية الصهيونية".
وأقر بأن الصهيونية التي حملت وعداً ب"تحرير
اليهود" كانت حركة في الاتجاهالمضاد،
مشيراً إلى "أنها بعد الحرب العالمية الأولى ساعدت على تقوية الاستعمارالبريطاني للعالم العربي". كما أقر بأن "الدولة العبرية"
المصطنعة حديثا لم تكن سوىرصيد
استراتيجي لمخططات الولايات المتحدة الإمبريالية الجديدة للمنطقة العربية،
وفيكل من الحالين كانت الصهيونية
معتمدة على القوى الإمبريالية الغربية بالمطلق.
وفي
ما يمكن اعتباره خلاصة درامية منطقية وهادفة، أنهى الكاتب اليهوديالبريطاني (جون روز) كتابه "أساطير الصهيونية" بالقول أن
"ظل اللاجئ الفلسطيني سيظليطارد
إسرائيل إلى الأبد مادياً وسياسياً وأخلاقياً ونفسياً وعسكرياً حتى زوالها"،وبالتوضيح "أن من أطلقوا عليه في القرن الحادي والعشرين
تسمية الانتحاري الذي يفجرنفسه ليس إلا
ذلك اللاجئ الذي لم يُسمح له بالعودة إلى وطنه".
اللهم
كَثِرْمن أمثال (جون روز)...اللهم
كَثِرْ واهدهم للسراط المستقيم..إنك على كل شيء قدير.[/b]
محمود كعوشعلى خلفية التطورات التي نشأت بنتيجة
ارتكاب جنود الكيان الصهيوني مجزرة أسطول الحرية قبل أسبوع ارتأيت أن أعيد
إلقاء الضوء على كتاب صدر باللغة الإنكليزية في لندن قبل ست سنوات،استبعد فيه مؤلفه وهو يهودي بريطاني إحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط ما لم يتم زوال الصهيونية.[b][/b]
والأهم من هذا أن المؤلف وفي جرأة غيرمسبوقة
أنحى في كتابه باللائمة على العقيدة الصهيونية التي اعتبرها خطراًداهماً على مستقبل المنطقة بما فيها "الدولة العبرية"
ذاتها والديانة اليهودية التييعتنقها
أبناؤها.
[b]ورأى الكاتب ويدعى
(جون روز) في كتابه "أساطير الصهيونية" الذيصدرت
نسخته العربية قبل عامين وبضعة شهور، أن الصهيونية هي العقبةالرئيسية، وأن إزالتها هو شرط أساسي لإحلال السلام في
"منطقة الشرق الأوسط"، لأن "تهديدها لا
يقتصر على الفلسطينيين فحسب وإنما يشمل مستقبل الديانة اليهوديةنفسها".وأضاف
أن عدداً من "الإسرائيليين" الذين سبق لهم أن عملوا فيالمؤسسة
الصهيونية أصبحوا الآن "يخافون حقاً من الوحش فرانكنشتاين الذي أسهموا همأنفسهم في خلقه"، مشيراً إلى أنهم يحاولون الانفصال عن
المشروع الصهيوني الذي تنتميإليه
جذورهم.
ورأى أن أبرز إسهامات
هؤلاء الذين قال إنهم يمثلون اتجاه مابعد
الصهيونية هي مساعدة مؤرخين ومفكرين يهود في تكثيف حرب الدعاية ضد
الصهيونية فيأوروبا وأمريكا، وصولاً
إلى تحرير فلسطين في المستقبل.
وكان
الكتاب قد نُشرلأول مرة في عام 2004،
وصدرت ترجمته العربية التي أنجزها أستاذ التاريخ المصري قاسمعبده قاسم في الآونة الأخيرة عن "مكتبة الشروق الدولية"
في القاهرة، وتقع الترجمةفي 283 صفحة
من الحجم الكبير.
وُلد الكاتب
(جون روز) في بريطانيا عام 1945من
عائلة يهودية متشددة، ومن كتبه الشهيرة التي سبقت كتابه الأخير كتاب
"إسرائيلالدولة الخاطفة.. كلب حراسة
الولايات المتحدة في الشرق الأوسط".
ومن
خلالمتابعته ومراقبته الدقيقتين
للممارسات "الإسرائيلية" بحق العرب عامة والفلسطينيينخاصة،
وجد أن المقارنة بين "الدولة العبرية" ودولة الفصل العنصري السابقة في
جنوبأفريقيا هي مقارنة صادقة، حيث أدرك
كبقية خلق الله المتجردين من نزعاتهم وعصبياتهمالدينية
حقيقة مهمة جداً في الوقت المناسب وهي أن البنية المستبدة للدولة العنصريةيجب أن تتفكك قبل أن تعصف بها ثورة دموية، ومن الجدير
ذكره أن الجمعية العامة للأممالمتحدة
كانت قد أصدرت في عام 1975 قراراً اعتبرت فيه الصهيونية حركة عنصرية مالبثت أن ألغته في عقد التسعينيات بفعل الضغوط الأميركية
المكثفة. ثم دعا"مؤتمر
دربان" بجنوب أفريقيا في أيلول 2001 إلى إعادة اعتماد ذلك القرار، إلا أنالضغوط الأميركية على دول العالم حالت دون ذلك.
وقدم الكاتب في كتابه"أساطير
الصهيونية" آراء "إسرائيليين" طالبوا بإلغاء "قانون العودة الإسرائيلي
الذيقضى بمنع الفلسطينيين من العودة
إلى بلادهم منذ أكثر من نصف قرن في حين قضي بأن منحق
أي يهودي في أي دولة في العالم الالتحاق بإسرائيل"، مشيراً إلى أن إلغاء
هذاالقانون سيقوض دعامة مهمة من دعائم
الصهيونية.
ولم يتردد في البوح
أنالصهيونية تتجاهل المكون العربي -
الإسلامي في التاريخ اليهودي، ولا ترى سوى "المعاناة
اليهودية" خلال فترات النفي لاسيما في أوروبا، وأسطورة النفي هذه جلبتهامن قصص الكتاب المقدس لفترة ما بين هدم المعبد في القدس
على يد القائد الرومانيتيتوس عام 70
ميلادية، واغتصاب فلسطين عام 1948، إذ أنه وفقاً لما أطلق عليه أسطورةالنفي "فإن اليهود الذين كانوا يعيشون خارج فلسطين
يعتبرون منفيين طوال تلكالقرون"!!
واعترف بأن السياسيين "الإسرائيليين" عادة ما
يستشهدون بحكاياتالكتاب المقدس عن أرض
"إسرائيل القديمة" لتضليل الآخرين.
كما
اعترف بأنالصهيونية مبنية على سلسلة
من الأساطير والمفاهيم الزائفة، واصفاً ما حدثللفلسطينيين
في عام 1948 بالتطهير العرقي، ومؤكداً إن حقهم في العودة هو أيضا شرطأساسي لنجاح أي تسوية لمعضلة الشرق الأوسط.
ولم يغب عن بال الكاتب أن يشيرإلى أن (دافيد بن غوريون) أول رئيس حكومة "للدولة
العبرية" وأكثر زعماء الصهيونيةتعصباً
لقوميته وكرهاً للعرب في القرن العشرين "تباهى مرة بأن الأسطورة يمكن أنتصبح حقيقة إذا ما آمن الناس بها بالقدر الكافي". وأعاد
للذاكرة "أن بن غوريون كانقد استخدم
بدهاء ومهارة خفة اليد الثقافية فتلاعب بحرفية نادرة بقصص الكتاب المقدسونجح في جعلها تناسب مع المزاعم السياسية للصهيونية على
الأرض الفلسطينية، محملاًإياه مسؤولية
تدمير أي احتمال لمصالحة بين البلدان العربية و"الدولة العبرية".
وكشف (جون روز) في كتابه عن أن "الرائد
الصهيوني" بن غوريون الذي ولد فيبولندا
عام 1886 اعترف للسلطات البريطانية مع بدء الانتفاضة الفلسطينية ضد الحكمالبريطاني والمستوطنات الاستعمارية الصهيونية في عام
1936 أن "الكتاب المقدس هومصدر
الملكية"، وهو ما اعتبره (روز) "مفهوماً جغرافياً سيئاً للرؤية الصهيونية".
وأقر بأن الصهيونية التي حملت وعداً ب"تحرير
اليهود" كانت حركة في الاتجاهالمضاد،
مشيراً إلى "أنها بعد الحرب العالمية الأولى ساعدت على تقوية الاستعمارالبريطاني للعالم العربي". كما أقر بأن "الدولة العبرية"
المصطنعة حديثا لم تكن سوىرصيد
استراتيجي لمخططات الولايات المتحدة الإمبريالية الجديدة للمنطقة العربية،
وفيكل من الحالين كانت الصهيونية
معتمدة على القوى الإمبريالية الغربية بالمطلق.
وفي
ما يمكن اعتباره خلاصة درامية منطقية وهادفة، أنهى الكاتب اليهوديالبريطاني (جون روز) كتابه "أساطير الصهيونية" بالقول أن
"ظل اللاجئ الفلسطيني سيظليطارد
إسرائيل إلى الأبد مادياً وسياسياً وأخلاقياً ونفسياً وعسكرياً حتى زوالها"،وبالتوضيح "أن من أطلقوا عليه في القرن الحادي والعشرين
تسمية الانتحاري الذي يفجرنفسه ليس إلا
ذلك اللاجئ الذي لم يُسمح له بالعودة إلى وطنه".
اللهم
كَثِرْمن أمثال (جون روز)...اللهم
كَثِرْ واهدهم للسراط المستقيم..إنك على كل شيء قدير.[/b]