منتديات فرسان المعرفة

أهلا وسهلا زائرنا الكريم ومرحبا بك في منتديات فرسان المعرفة منتديات التميز والابداع ونتمنى أن تكون زيارتك الأولى مفتاحا للعودة إليه مرة أخرى والانضمام إلى أسرة المنتدى وأن تستفيد إن كنت باحثا وتفيد غيرك إن كنت محترفا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات فرسان المعرفة

أهلا وسهلا زائرنا الكريم ومرحبا بك في منتديات فرسان المعرفة منتديات التميز والابداع ونتمنى أن تكون زيارتك الأولى مفتاحا للعودة إليه مرة أخرى والانضمام إلى أسرة المنتدى وأن تستفيد إن كنت باحثا وتفيد غيرك إن كنت محترفا

منتديات فرسان المعرفة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الشمول والتنوع والتميز والإبداع

قال تعالى ( يا أيها الذين أمنوا اذكروا الله كثيراً وسبحوه بكرة وأصيلا)أ
عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(من قال صبيحة يوم الجمعة قبل صلاة الغداة , أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاث مرات غفرالله ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر)
عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه كان يدعو بهذا الدعاء "اللهم! اغفر لي خطيئتي وجهلي. وإسرافي في أمري. وما أنت أعلم به مني. اللهم! اغفر لي جدي وهزلي. وخطئي وعمدي. وكل ذلك عندي. اللهم! اغفر لي ما قدمت وما أخرت. وما أسررت وما أعلنت. وما أنت أعلم به مني. أنت المقدم وأنت المؤخر. وأنت على كل شيء قدير". رواه مسلم في صحيحه برقم (2719)
عن عقبة بن عامر رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ويصلي ركعتين يقبل بقلبه ووجهه عليهما إلا وجبت له الجنة)رواه مسلم وأبو داود وابن ماجة وابن خزيمة في صحيحة
عن أبي هريرة رضى الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "اللهم! أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري. وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي. وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي. واجعل الحياة زيادة لي في كل خير. واجعل الموت راحة لي من كل شر". رواه مسلم في صحيحه برقم (2720)
عن أبي الأحوص، عن عبدالله رضى الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه كان يقول "اللهم! إني أسألك الهدى والتقى، والعفاف والغنى". رواه مسلم في صحيحه برقم(2721)
عن زيد بن أرقم رضى الله عنه. قال: لا أقول لكم إلا كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كان يقول "اللهم! إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والبخل، والهرم وعذاب القبر. اللهم! آت نفسي تقواها. وزكها أنت خير من زكاها. أنت وليها ومولاها. اللهم! إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها". رواه مسلم في صحيحه برقم(2722)
عن عبدالله رضى الله عنه قال: كان نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا أمسى قال "أمسينا وأمسى الملك لله. والحمد لله. لا إله إلا الله وحده لا شريك له". قال: أراه قال فيهن "له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. رب! أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها. وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها. رب! أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر. رب! أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر". وإذا أصبح قال ذلك أيضا "أصبحنا وأصبح الملك لله". رواه مسلم في صحيحه برقم(2723)
عن عبدالرحمن بن يزيد، عن عبدالله رضى الله عنه . قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمسى قال "أمسينا وأمسى الملك لله. والحمد لله. لا إله إلا الله وحده. لا شريك له. اللهم! إني أسألك من خير هذه الليلة وخير ما فيها. وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها. اللهم! إني أعوذ بك من الكسل والهرم وسوء الكبر. وفتنة الدنيا وعذاب القبر". رواه مسلم في صحيحه برقم(2723)
عن أبي موسى رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره مثل الحي والميت) رواه البخاري.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله, ورجل قلبه معلق بالمساجد إذا خرج منه حتى يعود إليه, ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه, ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه, ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله , ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه) متفق عليه
عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ) روه الشيخان والترمذي.
عن أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعري رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(الطهور شطر الإيمان والحمدلله تملأ الميزان وسبحان الله والحمدلله تملأ أو تملآن ما بين السماء والأرض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه أو موبقها) رواه مسلم. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من قال سبحان الله وبحمده في يومه مائة مرة حُطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر)رواه البخاري ومسلم.
عن أبي سعيد رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( استكثروا من الباقيات الصالحات ) قيل وما هن يارسول الله؟ قال ( التكبير والتهليل والتسبيح والحمدلله ولا حول ولاقوة إلابالله ) رواه النسائي والحاكم وقال صحيح الاسناد.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أحب الكلام إلى الله أربع- لا يضرك بأيهن بدأت: سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر ). رواه مسلم

2 مشترك

    التاريخ الإسلامي - دولة الخلافة العباسية - العصر العباسي الثاني

    عيسى المتوكل
    عيسى المتوكل
    مراقب
    مراقب


    الجنس : ذكر
    الابراج : العذراء
    عدد المساهمات : 53
    نقاط : 5633
    السٌّمعَة : 130
    تاريخ التسجيل : 23/10/2011
    العمر : 40

      التاريخ الإسلامي - دولة الخلافة العباسية - العصر العباسي الثاني Empty التاريخ الإسلامي - دولة الخلافة العباسية - العصر العباسي الثاني

    مُساهمة من طرف عيسى المتوكل الإثنين 4 مارس 2013 - 12:51

    العصر العباسى الثانى
    (عصر نفوذ الأتراك)
    (232-334هـ/847 -946م)

    يبدأ
    العصر العباسى الثانى بخلافة المتوكل سنة 232هـ/ 847م، وينتهى فى 334هـ/
    946م، فى خلافة المستكفى بالله عبدالله بن المكتفى بن المعتضد.
    ويعرف
    العصر العباسى الثانى بعصر "نفوذ الأتراك" حيث برز العنصر التركى، واستأثر
    بالمناصب الكبرى فى الدولة، وسيطر على الإدارة والجيش.
    وقد تمت
    الاستعانة بهذا العنصر التركى المجلوب من إقليم "تركستان" و"بلاد ما وراء
    النهر"، استعان بهم المأمون والمعتصم فى العصر "العباسى الأول".
    وظهرت بوادر هذا الضعف فى مستهل هذا العصر الذى تختلف ملامحه عن العصر العباسى الأول.

    خلافة المتوكل
    (232 - 247هـ/ 947 - 861م)

    هو عاشر الخلفاء العباسيين، المتوكل على الله جعفر بن المعتصم بن الرشيد.
    لقد بويع له بعد الواثق، وبدأ عهده بداية موفقة، فقد أمر بإظهار السنة، والقضاء على مظاهر الفتنة التى نشأت عن القول بخلق القرآن.
    وكتب
    إلى كل أقاليم الدولة بهذا المعنى، ولم يكتف بهذا، بل استقدم المحدِّثين
    والعلماء إلى مدينة "سامرَّا" وطلب منهم أن يحدثوا بحديث أهل السنة لمحو
    كل أثر للقول بخَلْق القرآن، وراح العلماء يتصدون لإحقاق الحق، وإبطال
    الباطل، وأظهر المتوكل إكرام الإمام "أحمد بن حنبل" الذى قاوم البدع، وتمسك
    بالسنن، وضرب وأوذى وسجن.
    لقد استدعاه المتوكل إليه من "بغداد" إلى
    "سامرا" وأمر له بجائزة سنية، لكنه اعتذر عن عدم قبولها، فخلع عليه
    خِلْعَةً عظيمة من ملابسه، فاستحيا منه الإمام أحمد كثيرًا فلبسها إرضاء
    له، ثم نزعها بعد ذلك.
    ويذكر للمتوكل تعيينه ليحيى بن أكثم لمنصب قاضى
    القضاة، وكان يحيى بن أكثم من كبار العلماء، وأئمة السنة، ومن المعظمين
    للفقه والحديث.
    هذا ولم يَخْلُ عهده من فتن وثورات قضى عليها وأعاد الأمن والطمأنينة للبلاد.
    غارات الروم:
    وفى
    سنة 238هـ قام الروم بغزو بحرى مفاجئ من جهة دمياط، وهم الذين أدبهم
    المعتصم وأخرسهم فى واقعة عمورية، لكنهم بعثوا بثلاثمائة مركب وخمسة آلاف
    جندى إلى دمياط، وقتلوا من أهلها خلقًا كثيرًا، وحرقوا المسجد الجامع
    والمنبر، وأسروا نحو ستمائة امرأة مسلمة، وأخذوا كثيرًا من المال والسلاح
    والعتاد، وفر الناس أمامهم، وتمكن الجنود الرومان من العودة إلى بلادهم
    منتصرين.
    ولم تمضِ ثلاث سنوات على هذا الغزو حتى عاود الروم عدوانهم على
    البلاد؛ فأغاروا على ثغر من الثغور يسمى "عين زربة" (بلد بالثغور قرب
    المصيصة بتركيا حصَّنها الرشيد)، وأسروا بعض النساء والأطفال، واستولوا على
    بعض المتاع.
    واستمرت المناوشات ومعارك الحدود بين الروم والمسلمين منذ سنة 238هـ -853م وحتى سنة 246هـ-860م بقيادة على بن يحيى الأرمنى.
    وكان
    الروم قد أجهزوا على كثير من أسرى المسلمين الذين رفضوا التحول إلى
    النصرانية؛ لأن أم ملك الروم كانت تعرض النصرانية على الأسارى فإن رفضوا
    تقتلهم، وتم تبادل الأسرى بمن بقى حيّا من المسلمين فى السنتين الأخيرتين.
    غارات الأحباش:
    وعلى
    حدود مصر وبالقرب من بلاد النوبة، كان المصريون يعكفون على استخراج الذهب
    والجواهر الكريمة، وإذا بطائفة من الأحباش على مقربة من "عيذاب" على البحر
    الأحمر يعرفون باسم "البجة" يهجمون على تلك المناجم، ويقتلون عددًا كبيرًا
    من عمالها المسلمين، ويأسرون بعض نسائهم وأطفالهم مما جعل العمل فى هذه
    المناجم يتوقف أمام هذه الهجمات.
    ويحاط المتوكل علمًا بما حدث، ويستشير
    معاونيه، ولكن معاونيه أخبروه بما يعترض إرسال الجيش من عقبات تتمثل فى أن
    أهل "البجة" يسكنون الصحارى، ومن الصعب وصول جيش المتوكل إليهم، فلم يرسل
    إليهم فى بادئ الأمر، وتمادى البجة فى عدوانهم وتجرءوا، فأخذوا يُغيرون على
    أطراف الصعيد، حتى خاف أهله على أنفسهم وذرياتهم، واستغاث أهل الصعيد
    بالمتوكل، فجهز جيشًا بقيادة محمد بن عبد الله القمى من عشرين ألف رجل، على
    أن يعينه القائمون بالأمر فى مصر بما يحتاج إليه الجيش من طعام وشراب
    ومؤن.
    والتقى الجيش مع هؤلاء المتمردين المعتدين، حتى فرقهم وقضى على جموعهم سنة 241هـ/ 856م، قاتلهم الله! لقد كانوا من عُبَّادِ الأصنام.
    إصلاح الداخل:
    وحاول
    المتوكل إصلاح ما فسد، فراح يعزل الكثير من عمال الولايات، ويصادر أملاكهم
    بعد أن عَمَّت الشكوى، وتفشى الفساد، مثلما عزل يحيى بن أكثم عن القضاء،
    وولى جعفر بن عبدالواحد مكانه، وكذلك عزل عامله على المعونة أبا المغيث
    الرافعى وعين مكانه محمد بن عبدويه.
    ريح شديدة:
    ولكنه لم يكد يُحكم
    سيطرته على العمال والولاة حتى هبت ريح سَمُوم، أكلت الأخضر واليابس،
    وأهلكت الزرع والضرع فى الكوفة والبصرة وبغداد، واستمرت خمسين يومًا أوقفت
    فيها حركة الحياة، وقتلت خلقًا كثيرًا.
    زالزال مدمر:
    ويشاء الله أن
    يأتى زلزال فيؤدى إلى قتل عدد كبير من الناس، لقد بدأت الزلازل فى السنة
    التى تولى فيها المتوكل أمر المسلمين حيث تعرضت دمشق لزلزلة هائلة تهدمت
    بسببها الدور والمنازل، وهلك تحتها خلق كثير.
    وامتدت الزلزلة إلى
    أنطاكية فهدمتها، وإلى الجزيرة العراقية فقضت عليها، وإلى الموصل فأدت إلى
    وفاة خمسين ألفًا. وفى سنة 242هـ/ 857م، زُلْزِلَت الأرض زَلْزلَةً عظيمة
    "بتونس" وضواحيها، و"الرَّى" و"خراسان"، و"نيسابور"، و"طبرستان"،
    و"أصبهان"، وتقطعت الجبال، وتشققت الأرض، ومات من الناس خلق كثيرون.
    أما
    فى سنة 245هـ، فقد كثرت الزلازل، وشملت أماكن عديدة حتى قيل: إنها عمت
    الدنيا. وكان لابد أن تصاب الحياة بالشلل، ويعم الخراب والدمار والبؤس.
    ورع المتوكل:
    هذا
    هو المتوكل، وهذا هو عصره، يقول أحد المقربين إليه: قال المتوكل: إذا
    خرج توقيعى إليك بما فيه مصلحة للناس، ورفق بالرعية، فأنفذْه ولا تراجعنى
    فيه، وإذا خرج بما فيه حَيْف (ظلم) على الرعية فراجعنى؛ فإن قلبى بيد
    الله-عز وجل-.
    يقول المؤرخون: إن الخلافة طبعت فى هذا العصر بطابع
    الوهن والضعف لازدياد نفوذ الأتراك فى الدولة العباسية حتى أصبح خلفاء هذا
    العصر العباسى الثانى مسلوبى السلطة، ضعيفى الإرادة، بسبب تدخل الأتراك فى
    شئون الدولة، وتنصيب من يشاءون، وعزل من يشاءون، أو قتله، كما طبع هذا
    العصر بطابع تدخل النساء فى شئون الدولة، وكثرة تولية الوزراء وعزلهم،
    وتولية العهد أكثر من واحد مما أدى إلى قيام المنافسة بين أمراء البيت
    الواحد.


    خلافة المنتصر
    (247-248هـ /861-862م)
    فى سنة (
    247هـ /861م) ولَّى المتوكل أولاده الثلاثة: المنتصر، والمعتز، والمؤيّد
    العهد، وقدم ابنه المعتز على المنتصر، فأدى ذلك إلى اغتيال الخليفة المتوكل
    بيد ابنه المنتصر، وتحريض الأتراك.

    ولا عجب، فقد حاول بعض هؤلاء
    الأتراك اغتيال هذا الخليفة بدمشق من قبل، ولكنهم لم يفلحوا، فانتهزوا فرصة
    غضب المنتصر على أبيه وانضموا إليه، وقتلوه، ويجلس الابن القاتل على العرش
    مكان أبيه، وينضم إليه الأتراك ثانية للتخلص من أخويه لكيلا ينتقما منه
    لأبيهما وخاصة المعتز.


    خلافة المستعين
    (248-251هـ /862-865م)
    وعلى الرغم
    من قصر عهد المنتصر (247- 248هـ)، فكانت خلافته ستة أشهر وأيامًا، فإن
    الأتراك عملوا على تحويل الخلافة من أبناء المتوكل إلى أبناء المعتصم،
    فولوا أحمد بن المعتصم ولقبوه بـالمستعين.
    وفى عهده تفاقم نفوذ الأتراك
    وعلى رأسهم: "بُغَا الكبير"، و"بغا الصغير"، و"أتامش"، و"باغر"، ولم يلبث
    بعض هؤلاء الأتراك الذين أجلسوا هذا الخليفة على العرش أن انقلبوا عليه
    بعدما أشيع عن عزمه الفتك بهم، ومن ثم قامت فتن وحروب، وانتهى الأمر بعزل
    المستعين وتولية المعتز بن المتوكل.
    ولم يكتف الأتراك بعزل المستعين
    ونفيه إلى "واسط"، بل قتلوه. لقد كان المستعين -رحمه الله- مستضعفًا فى
    رأىه وتدبيره، ولم يكن له حيلة مع الأمراء الأتراك.


    خلافة المعتز
    (251-255هـ /865-869م)
    ذهب المستعين وجاء المعتز بن المتوكل ، وكان الخليفة الجديد ألعوبة فى أيدى الأتراك، مسلوب السلطة، مكسور الجناح!
    ولا عجب فإن وجوده فى الحكم مرتبط برضا أولئك الأتراك عنه، وياويله إن غضبوا عليه!
    لقد
    تغلغل نفوذهم فى الدولة، وتسلطوا على حياة الخلفاء. وكان الخليفة المعتز
    يخاف منهم، ولا يهنأ بالنوم، ولا يخلع سلاحه فى ليل ولا نهار، خوفًا من
    أولئك الأتراك وعلى رأسهم "بغا الصغير".
    الاستعانة بالمغاربة والفراغنة:
    لم
    يكن أمامه إلا أن يستعين بالمغاربة والفراغنة للتخلص من الأتراك الذين
    عملوا بدورهم على التخلص منه، وطالبوه برواتبهم، وثاروا فى وجهه، وقبضوا
    عليه، وقتلوه بعد أن مثلوا به.



    خلافة المهتدى
    (255- 256هـ/869 - 870م)
    سيطرة الأتراك:
    لقد
    ودعنا المعتز لنستقبل المهتدى. ولم يكن فريدًا بين خلفاء عصره، ولا
    متميزًا، بل كان كغيره من الخلفاء العباسيين الأواخر، ألعوبة فى أيدى أولئك
    الأتراك وخاصة "موسى بن بغا"، وليس أدل على ذلك من أن كتاب صاحب البريد
    "بهمذان" لما ورد على المهتدى بفصل موسى بن بغا عنها (وهى ثغر من ثغور بلاد
    الإسلام) رفع المهتدى يديه إلى السماء، ثم قال بعد أن حمد الله وأثنى
    عليه: "اللهم إنى أبرأ إليك من فعل موسى بن بغا وإخلاله بالثغر وإباحته
    العدو، فإنى قد أعذرت إليه فيما بينى وبينه، اللهم تولَّ كيد من كايد
    المسلمين، اللهم انصر جيوش المسلمين حيث كانوا، اللهم إنى شاخص بنيتى
    واختيارى إليك حيث نكب المسلمون فيه، ناصرًا لهم ودافعًا عنهم، اللهم
    فأْجرنى بنيتى إذ عدمت صالح الأعوان. ثم انحدرت دموعه واستغرق فى البكاء.
    ورع المهدى:
    وإن
    كان يمتاز بشىء فإنه كان أحسنهم سيرة وأظهرهم ورعًا، وأكثرهم عبادة حتى
    إنه تشبه بعمر بن عبدالعزيز، وجلس للمظالم، وحاول أن يستعين ببعضهم على
    بعض، لكن كان من الصعب عليه أن يحقق ما يريد وزمام الجيش فى يد الأتراك،
    ولانتقاض "بايكباك" عليه وكان بالأمس نصيره، وانضمامه إلى "موسى بن بغا".
    مصرع الخليفة:
    وقد
    استعان المهتدى عَلَى موسى بن بغا وبايكباك بالفراغنة والمغاربة، ودارت
    بين المهتدى وأعوانه وبين بايكباك واقعة انتهت بهزيمة المهتدى وأعوانه من
    الفراغنة والمغاربة وفرارهم، وفر المهتدى هاربًا إلى دار أبى صالح بن يزداد
    فدخلها ونزع ثيابه وسلاحه، فذهب إليه نحو من ثلاثين رجلا فأخذوه من البيت
    وهو جريح وعذبوه حتى مات بعدها بيومين سنة 256هـ/ 870م.


    خلافة المعتمد على الله
    (256-279هـ/870-892م)
    أما
    الخليفة الجديد وهو المعتمد على الله أحمد بن المتوكل بن المعتصم، فقد
    اعتلى العرش على أيدى الأتراك الذين أخرجوه من "الجوسق" الذى حبسه فيه
    المهتدى، وكان كما يقول السيوطى: "أول خليفة قهر وحجر عليه ووُكِّل به".
    نفوذ أخيه الموفق:
    ولا
    عجب فقد شل أخوه "أبو أحمد الموفق طلحة" يده عن مباشرة أمور الدولة حتى
    أصبح مسلوب الإرادة، وكانت دولته عجيبة الوضع، فقد كان هو وأخوه الموفق
    كالشريكين فى الخلافة، للمعتمد الخطبة والسكة والتسمى بإمرة المؤمنين
    ولأخيه طلحة الأمر والنهى، وقيادة العساكر، ومحاربة الأعداء، ومرابطة
    الثغور، وترتيب الوزراء والأمراء، وكان المعتمد مشغولا عنه بلذاته، وكان
    أخوه الموفق أمير جيوشه وصاحب الفضل فى القضاء على ثورة الزنوج، وأمام هذا
    الوضع الغريب لم يكن أمام المعتمد إلا أن يترضى الأتراك، ويصانعهم، وخاصة
    قائدهم موسى بن بغا، وقسم دولته بين ابنه جعفر وسماه المفوض وخصه بالبلاد
    الغربية، وضم إليه موسى بن بغا فحكمها باسمه، وولى أخاه أبا أحمد طلحة بعد
    ابنه المفوض، وسماه الموفق، وخصه بالبلاد الشرقية، وبذلك ضعفت الخلافة فى
    عهد المعتمد الذى أصبح مسلوب السلطة أمام أخيه الموفق والأتراك. ولقد شهد
    عصره ثورة الزنج التى استمرت أربع عشرة سنة وأربعة أشهر، وراح ضحيتها
    الكثير، وأمكن فى عهده القضاء عليها سنة 270هـ/ 884م.
    ثورة القرامطة:
    كما
    شهدت آخر سنتين فى خلافته ثورة "القرامطة" بالكوفة وقد تحركوا سنة 278هـ/
    891م، وهم ينسبون إلى قرمط بن الأشعث، وقد استجاب له جمع كثير، وتعد فرقة
    القرامطة من الزنادقة لانحراف تفكيرهم، وحرصهم على هدم الدين الإسلامى
    والقضاء عليه.
    وليس من العجيب أن نرى القوى الهدامة تتعاون على هدم
    الإسلام، فقد سار قرمط إلى صاحب الزنج قبل هلاكه ليتفق معه على هدم الإسلام
    وتخريب دياره، وقد تحركت جموعهم إلى بلاد الحجاز ودخلوا المسجد الحرام،
    وسفكوا دم الحجيج، واقتلعوا الحجر الأسود، وذهبوا به إلى بلادهم سنة 317هـ/
    929م.
    الانتصار على الروم:
    أما بالنسبة للروم فقد أقدمت الروم فى
    سنة 259هـ/873م على مهاجمة "سميساط"، ثم "ملطية" من مدن الثغور، ولكن
    أهلهما قاتلوا عنهما قتالا شديدًا، وهزموا الروم، بل وقتلوا بطريقًا من
    بطارقة الروم كان مع الجيش الغازى يبارك خطواته!
    وظلت الحرب سجالا بين
    الروم والمسلمين حتى كانت سنة 270هـ/ 884م ؛ حيث انتصر المسلمون انتصارًا
    ساحقًا فى سنة 270هـ/884م على الروم حين أقبلوا فى مائة ألف مقاتل، ونزلوا
    قريبًا من "طرسوس"، فخرج إليهم يازمان الخادم حتى قتلوا منهم سبعين ألفًا،
    وقتل قائدهم الذرياس وهو بطريق البطارقة، وجرح أكثر الباقين، وغنم المسلمون
    غنائم عظيمة، منها صلبانهم الذهبية المكللة بالجواهر.



    خلافة المعتضد
    (279-289هـ/892 - 902م)
    تولى
    الخلافة بعد وفاة عمه المعتضد. يقول المؤرخون: لما ولى "المعتضد" حسنت
    آثاره، وعمر الدنيا، وضبط الأطراف، وأحسن السياسة. وقيل: إنه أفضت إليه
    الخلافة وليس فى الخزانة إلا سبعة عشر درهمًا، ومات وخلّف ما يزيد على
    عشرين ألف ألف دينار.
    رحمه الله، ففى عهده انتعشت الخلافة العباسية، ودبت فيها الحياة من جديد حتى أصبحت الدولة قوية مهيبة تخشاها الدول.
    ويقول
    الإمام السيوطي: "لقد كانت أيامه طيبة، كثيرة الأمن والرخاء، وكان قد أسقط
    المكوس- ما يشبه الضرائب فى العصر الحديث-، ونشر العدل، ورفع الظلم عن
    الرعية، كما كان يسمى السفاح الثانى لأنه جدد ملك بنى عباس، وكان من ذوى
    الرأى والصلاح.


    خلافة المكتفى بالله
    (289-295هـ/ 902-908م)
    لقد
    مات "المعتضد" و"المعتمد" من قبله، ميتة طبيعية بعكس الخلفاء الذين فتك بهم
    الأتراك، وقد آلت الخلافة من بعد المعتضد إلى ابنه أبى محمد على الذى تلقب
    بـ"المكتفى بالله" سنة 289هـ/ 902م، واستمرت خلافته حتى سنة 295هـ/ 908م.
    ولقد
    بدأ عهده بداية طيبة؛ فأمر بهدم المطامير "السجون" التى كانت معدة
    للمسجونين، وأمر ببناء جامع مكانها، وأمر برد البساتين والحوانيت التى كانت
    قد أخذت من بعض الناس؛ فأحبه الناس لسيرته الحسنة، وأعماله المجيدة.
    القضاء على القرامطة:
    ولكن
    لم يخلُ عهده -كسابقيه- من ثورات، والحديث عن الثورات فى عهد الخلفاء
    متجدد، وعدوان الروم متواصل، ولا يكاد خليفة يتفرغ للإصلاح والتعمير حتى
    يفاجأ بمثل تلك الثورات، وذلك العدوان، إنها المؤامرات على الإسلام
    والمسلمين، التى تستهدف إعاقة المسيرة، وهدم الدولة، وإفساد العقيدة.
    لقد
    حاصر "القرامطة" دمشق، وضيقوا عليها حتى أشرف أهلها على الهلاك، وكان ذلك
    فى سنة 290هـ/ 303م، وتواصل عدوانهم على البلاد المجاورة، وخرجت جيوش من
    مصر للدفاع عن دمشق، وتحركت نجدة من بغداد، وكان القرامطة قد عاثوا فى
    الأرض فسادًا وقتلوا الحجاج، واعتدوا على أعراض المسلمات، وقويت شوكتهم،
    ولم تستطع النجدات سحقهم وقطع دابرهم حتى سنة 291هـ/ 304م؛ حيث استطاع جيش
    الخليفة أن يرد كيدهم فى نحرهم، ويقضى على معظمهم بعد أن بلغه ما فعلوه
    بالحجاج.
    تبادل الأسرى مع الروم:
    وأغار الروم على البلاد، وكان الرد
    حاسمًا وعنيفًا، وختمت العلاقات بين المسلمين والروم فى خلافة المكتفى،
    بتبادل الأسرى وفدائهم، وقد استنقذ ثلاثة آلاف نسمة من أيدى الروم ما بين
    رجال ونساء وأطفال.
    زلزال وريح وفيضان:
    رحم الله المكتفى لم يسلم
    عهده من زلزلة عظيمة هزت بغداد كلها، ودامت أيامًا، وذهب ضحيتها خلق كثير،
    وهبت ريح بالبصرة لم يُرَ مثلها، وزادت مياه دجلة زيادة كبيرة ففاض الماء
    وأغرق الأرض، وخرب الديار والزروع، لقد دامت خلافة المكتفى ست سنوات وستة
    أشهر، ولقى ربه سنة 295هـ/ 908م، وروى أنه قال عند موته: والله ما آسى إلا
    على سبعمائة ألف دينار صرفتها من مال المسلمين فى أبنية ما احتجت إليها،
    وكنت عنها مستغنيًا، أخاف أن أسأل عنها، وإنى أستغفر الله منها
    .



    خلافة المقتدر
    (295-320هـ/9 08-932م)
    ولما حضرت المكتفى الوفاة، أحضر أخاه "المقتدر" وفوض إليه أمر الخلافة من بعده، وأشهد على ذلك القضاة.
    ترى كم كان عمر هذا "المقتدر" حين عهد إليه بالخلافة، خلافة أكبر دولة على الأرض آنذاك ؟
    كان عمره ثلاث عشرة سنة وشهرًا واحدًا وواحدًا وعشرين يومًا. ولم يلِ الخلافة قبله من هو أصغر منه.
    ويرجع
    السبب فى اختياره إلى صغر سنه ليكون أسلس قيادًا، ولكن "المقتدر" لم يلبث
    أن خلع، وبويع "عبد الله بن المعتز" ولقب "الغالب بالله"، إلا أن أتباع
    الخليفة المخلوع أعادوه إلى العرش، ولم يمكث "عبد الله بن المعتز" الذى كان
    شاعرًا رقيقًا فى الخلافة إلا ليلة واحدة.
    قيادة النساء:
    نحن الآن
    إذن مع "المقتدر" وعهده، يقول المؤرخون: إن عهده كان عهد فتن وقلاقل، فقد
    ترك النساء يتدخلن فى أمور الدولة، ويصرِّفن شئونها، فقد ذكر ابن الأثير أن
    هذا الخليفة اشتهر بعزل وزرائه، والقبض عليهم، والرجوع إلى قول النساء
    والخدم، والتصرف على مقتضى آرائهن. ولاعجب، فقد أصبح الأمر والنهى بيد أمه
    التى يطلق عليها المؤرخون اسم "السيدة".
    ويا ويل من غَضِبَ عليه من
    الوزراء، إن أقل مصير ينتظره هو العزل، ولا تسل عن الأحوال، فالخطاب يقرأ
    من عنوانه؛ لقد اضطربت أحوال الدولة العباسية فى عهد "المقتدر" فخرج عليه
    "مؤنس الخادم" أحد القواد فى سنة 317هـ/ 929م، وأرغم هذا الخليفة على
    الهرب، وبايع هو وغيره من الأمراء "محمد بن المعتضد" ولقبوه: "القاهر
    بالله" ، وطلب الجند أرزاقهم فى الوقت الذى قامت فيه الاحتفالات بتقليد
    الخليفة الجديد للخلافة، وحملوا المقتدر على أعناقهم، وردوه إلى دار
    الخلافة، وعزلوا القاهر، فأخذ يبكى ويقول: الله الله فى نفسى!
    وهنا استدناه "المقتدر" وقبله، وقال له: يا أخى، أنت والله لاذنب لك، والله لا جرى عليك منى سوء أبدًا فطب نفسًا.
    قوة القرامطة:
    وكان
    لابد أن يتحرك القرامطة فى خلافة المقتدر فنزلوا البصرة سنة 299هـ/ 912م،
    والناس فى الصلاة، وخرج أهلها للقائهم وأغلقت أبواب البصرة فى وجوههم.
    ولكنهم
    عادوا سنة 311هـ/ 924م، واقتحموا أسوارها، وسعوا فيها فسادًا مدة سبعة عشر
    يومًا يقتلون ويأسرون ويستولون على الأموال، ثم قفلوا راجعين إلى "هجر"
    بالبحرين.
    وفى سنة 313هـ/ 926م، قام القرامطة باعتراض الحجيج بعد أن أدوا الفريضة فقطعوا عليهم الطريق، وأسروا نساءهم وأبناءهم.
    وثار الناس فى بغداد، وكسروا منابر الجوامع يوم الجمعة، وناحت النساء فى الطرقات، وطالبن بالقصاص من القرامطة وأعوانهم.
    وظل
    مسلسل عدوان القرامطة على المدن والحجاج يتكرر فى كل عام، وليس هناك من
    يؤدبهم أو يوقفهم عند حدهم، فلم تسلم منهم مدينة حتى مكة - البلد الحرام -
    اعتدوا عليها وعلى مقدساتها فى سنة 317هـ/ 929م، وجلس أميرهم على باب
    الكعبة وهو يقول -لعنه الله-: "أنا الله وبالله أنا الذى يخلق الخلق
    وأفنيهم أنا". وكان الناس يفرون منهم، ويتعلقون بأستار الكعبة، وقلعوا
    الحجر الأسود، وصاح أحدهم متحديًا: أين الطير الأبابيل؟ أين الحجارة من
    سجيل؟ ومكث الحجر الأسود عندهم اثنتين وعشرين سنة حتى ردوه فى سنة 339هـ/
    951م.
    ولعله يجىء سؤال: لماذا نزل عذاب الله بأصحاب الفيل، ولم ينزل بالقرامطة؟
    والإجابة
    كما قال ابن كثير: لقد أراد الله أن يشرف مكة عندما كانت تستقبل خاتم
    الأنبياء وأفضل الرسل العظام، ولم يكن أهلها يومئذ مسلمين مأمورين بحماية
    البيت، وصد المعتدين عنه، فتدخلت العناية الإلهية بالحفظ والرعاية، ألم يقل
    عبد المطلب: للبيت رب يحميه ؟!
    ولهذا لما سئل أحد العلماء، وكان بالمسجد الحرام وقت أن دخله القرامطة: ألم تقولوا فى بيتكم هذا ومن دخله كان آمنا.. فأين الأمن ؟
    فرد قائلا: إن الله يريد أن يؤمنه المسلمون.
    إن المسلمين جميعًا مسئولون عما فعله المجرمون فى البيت الحرام، وعما اقترفوه من آثام.
    وربنا
    سبحانه قد يؤخر عقوبته ليوم تشخص فيه الأبصار، فقال:( لا يَغُرَّنَّكَ
    تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَدِ. مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ
    مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ )[آل عمران: 196 -197].
    الانتصار على الروم:
    وماذا عمَّا تم على الجبهة بين المسلمين والروم فى خلافة المقتدر ؟
    لقد
    أتاحت خلافة المقتدر الطويلة فرصًا عديدة لمحاربة الروم وفتح بعض المدن
    والحصون على الرغم من انشغال الدولة بمواجهة القرامطة وغيرهم من الفسقة
    الخارجين، ولقد بدأ اللقاء بين المقتدر والروم سنة 297هـ/910م، وظلت الحرب
    سجالا بين المسلمين الروم حتى انتهت اللقاءات القوية بينهم فى خلافة
    المقتدر، وكان النصر عظيمًا للمسلمين.
    لقد كانت "الخلافة" -على ما كان
    يعتريها من ضعف أحيانًا أوتجاوزًا ومخالفة- خير معين على مواجهة الأخطار
    المحدقة بالمسلمين من كل جانب، ومجابهة الصعاب التى تعترض طريقهم، وتهدد
    حاضرهم ومستقبلهم.
    إنها تجمع كل المسلمين نحو غاية واحدة، وهدف واحد،
    فتتضافر الجهود، وتتوحد القلوب، وتنطلق الجموع من جميع الأرجاء تغيث
    الملهوف، وتؤمن الخائف، وتهدئ من روعة المذعور، وتنصر أى مسلم فى أية بقعة
    من بقاع الأرض وفجاجها، وكان هذا ملموسًا فى كل المعارك بين المسلمين
    والروم؛ حيث كان المسلمون -على الرغم من ضعف الخلافة-، كالجسد الواحد على
    من عاداهم، والدول الإسلامية الآن يُعتدى عليها، وتُهان وقد غاب عنها منصب
    الخلافة، والذئب إنما يأخذ من الغنم الشاردة.
    سيطرة البويهيين:
    وفى
    هذه السنوات شهدت الدول الإسلامية زوال سيطرة الأتراك وبداية سيطرة
    البويهيين، وشهدت هذه الفترة أكثر من عدوان للروم على الدولة الإسلامية،
    ولا يوجد من يتصدى لهذه الحملات، ويواصل الجهاد ضدها فى تلك الفترة المظلمة
    من تاريخ الخلافة.
    صراع القرامطة:
    وظهر القرامطة أيضًا على مسرح
    الأحداث فى سنة 323هـ، وزاد خطرهم فى سنة 323هـ/ 939م، حين دخلوا بغداد
    مهددين الخليفة نفسه، ويشاء الله أن يجعل بأسهم بينهم شديدًا، فاقتتلوا
    وتفرقت كلمتهم، وكفى الله المؤمنين القتال، ويريح الله المسلمين من الملعون
    الكبير رئيس القرامطة سليمان الجنابى الذى قتل الحجيج حول الكعبة، واقتلع
    الحجر الأسود من موضعه؛ حيث هلك سنة 332هـ/ 944م.


    عصر الأمراء
    ( 324 - 334هـ/ 936 - 946م )
    لقد
    ازداد ضعف الخليفة العباسى منذ أوائل القرن الرابع الهجرى لازدياد شوكة
    القواد الأتراك، وتفاقم خطر الدول المستقلة، فقد ازدادت شوكة "على بن بويه"
    في فارس، وأصبحت الرى وأصبهان وبلاد الجبل في يد أخيه الحسن بن بويه، كما
    استقل بنو حمدان بالموصل، وديار بكر، وديار ربيعة ومضر، أما مصر فقد استقل
    بها محمد بن طغج الإخشيد، واستقل بخراسان نصر بن أحمد الساماني، ولم تكن
    الحال في المغرب أحسن منها في المشرق، فقد أعلن عبد الرحمن الثالث الأموى
    بالأندلس نفسه خليفة، وتلقب بلقب أمير المؤمنين الناصر لدين الله، وأصبح في
    العالم الإسلامى في ذلك الوقت ثلاث خلافات
    .


    خلافة القاهر
    (320 - 322هـ/ 932 - 934م)
    ولم يكن
    حظ القاهر أقل سوءًا ممن سبقه من الخلفاء العباسيين، فقد انتشرت في عهده
    الفتن الداخلية، وتمرد عليه جنده، واتفق رجال دولته، وعلى رأسهم قائده مؤنس
    ووزيره "ابن مقلة" على خلعه، فسالت عيناه على خده، ثم حبس، وقد ساءت حالته
    حتى إنه خرج يومًا يطلب الصدقة بجامع المنصور، فأعطاه بعض الهاشميين
    خمسمائة درهم، وأمر به فحبس وظل في الحبس حتى مات في خلافة الطائع سنة
    339هـ/ 951م.


    خلافة الراضى
    (322 - 329هـ/ 934 - 941م)
    نفسه-
    إزاء ضعف الوزراء وازدياد نفوذ كبار القواد، وتدخلهم في أمور الدولة
    -مضطرّا إلى استمالة أحد هؤلاء الأمراء، وتسليم مقاليد الحكم إليه، ولم يعد
    للوزراء عمل يقومون به، وأصبح هذا الأمير وكاتبه هما اللذان ينظران في
    الأمر كله، وهذا الأمير هو أمير الأمراء، وأصبحت الخلافة في عهد الراضى من
    الضعف بحيث لم يعد الخليفة قادرًا على دفع أرزاق الجند، أويحصل على ما
    يكفيه حتى مات سنة 329هـ/ 491م.




    خلافة المتقى
    (329-333هـ/ 941 -945م)
    ويأتى
    الخليفة المتقى؛ ليستنجد بالحمدانيين الذين لم يلبثوا أن دخلوا بغداد،
    وتقلدوا إمرة الأمراء سنة (330-331هـ/942- 943م) ولكن "توزون" التركى
    يطردهم سنة (331هـ/ 943م) ويتقلد هو أعباء هذا المنصب الخطير، ويا ليته
    أبقى على الخليفة، لكنه لم يلبث أن قبض على الخليفة "المتقى" وفقأ عينيه
    وولى "المستكفى بالله".


    خلافة المستكفى
    ( 333 - 334هـ/ 945 - 946م )
    ويضيق
    المستكفى ذرعًا بتوزون، ويستنجد ببنى بويه لوضع حد لهذه المنازعات التى لم
    تنتهِ بين هؤلاء الأمراء للاستئثار بالسلطة، وتولى إمرة الأمراء، وانتزاع
    النفوذ والسلطان من الخليفة الذى لم يعد له من الأمر شىء سوى السلطة
    الدينية؛ حيث يذكر اسمه فى الخطبة، ونقشه على النقود، والتسمى بأمير
    المؤمنين، كل ذلك ليحتفظ هؤلاء الأمراء بمراكزهم أمام الجمهور.
    وانطوت صفحة من تاريخ الدولة العباسية، ومر هذا العصر بطيئًا متثاقلا.
    لقد ذهب زمن أولئك الخلفاء الأقوياء كأبى جعفر والهادى والرشيد والمأمون والمعتصم، لقد كانوا مسيطرين على الدولة، مسيرين لشئونها.
    ورحم
    الله أيامهم وعهدهم، لقد ذهبوا وتركوا نماذج هزيلة ضعيفة لا تستطيع
    السيطرة على شئون الدولة، بل إن منهم من لم يكن نفوذه يتعدى حدود العاصمة،
    بل كان لا يملك حق التصرف حتى فى قصره.

    سميه الشدادي
    سميه الشدادي
    فارس جديد
    فارس جديد


    الابراج : السرطان
    عدد المساهمات : 14
    نقاط : 4324
    السٌّمعَة : 20
    تاريخ التسجيل : 14/04/2013
    العمر : 37
    الموقع : فلسطين العروبه

      التاريخ الإسلامي - دولة الخلافة العباسية - العصر العباسي الثاني Empty رد: التاريخ الإسلامي - دولة الخلافة العباسية - العصر العباسي الثاني

    مُساهمة من طرف سميه الشدادي الأحد 14 أبريل 2013 - 12:54

    موضوع رائع
    جزاك الله خير

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 21 نوفمبر 2024 - 1:33