المسلمون في بوليفيا ومواجهة الأخطار
قليلة
هي المعلومات التي نعرفها عن حال الإسلام والمسلمين في دول أمريكا
الجنوبية،ولن نكون مبالغين عندما نقول: إننا لا نكاد نعلم أي شيئ عما يدور
للمسلمين في تلك البقعة النائية من الكرة الأرضية من أحداث,لذلك رأينا أن
نخرج في رحلة ونمخر عباب البحار والمحيطات التي تفصل بيننا وبين تلك
البلاد؛لنتعرف أحوال إخواننا المسلمين هناك,ونحن في تلك الرحلة سوف نزور إن
شاء الله دولة بوليفيا فهيا بنا.
الموقع:
هي دولة في أمريكا الجنوبية خامسة دولها مساحة بعد البرازيل، والأرجنتين،
وبيرو، وكولومبيا،وهي دولة داخلية،توجد ضمن النطاق الغربي من أمريكا
الجنوبية،تحدها البرازيل من الشمال والشرق،وبيرو وتشيلي من الغرب،وبارجواي
والأرجنتين من الجنوب،واشتراكها في الحدود مع العديد من دول القارة كان
مدعاة لأطماعهم فاقتطعت منها مساحة كبيرة.
هذا
و يرجع اسم بوليفيا إلى الجنرال سيمون بوليفار الذي سعى من أجل تحرير
أراضي أمريكا الجنوبية من سيطرة الاستعمار الإسباني،فتم إطلاق اسم بوليفيا
على هذا الجزء نسبة إلى الجنرال بوليفار•
وتعد
بوليفيا واحدة من أفقر بلدان أميركا الجنوبية، وتتحدث هذه النخبة اللغة
الأسبانية لان غالبيتهم من أصول أسبانية، أما معظم البوليفيين فيعتبرون من
ذو الدخل المنخفض وهم مكتفون بالعمل في الزارعه، والمناجم، والتجارات
الصغيره أو الحرف.
بوليفيا:
• العاصمة: لاباز.
• أكبر مدينة: سنتا كروز.
• المساحة : تبلغ مساحتها 1،098،58,88كم2.
• عدد السكان:وصل عدد السكان حسب آخر الإحصائيات الرسمية حوالي 10,907,778 نسمة.
• عدد المسلمين:يبلغ عدد المسلمين أكثر من 150 ألف حسب احصائية غير رسمية عام 2005م.
• الديانة:المسيحية البروتستانتية والكاثوليكية.
• اللغة :الرسمية الأسبانية.
•
المجموعات العرقية: وحوالي 54% من سكان بوليفيا من الهنود
الأمريكيين،ولذلك تسمي دولة بأمريكا الجنوبية،وحوالي 32% من السكان من
المستيزو (خليط أوروبي هندي)، وحوالي 14%من السكان من أجناس وأصول
متعددة،منهم الإسبان والألمان والعرب واليابانيون والأفارقة واليهود .
• أول مركز إسلامي:تأسس عام 1989م قد قام بتأسيسه مسلم فلسطيني الأصل.
•
المساجد والمؤسسات الإسلامية: لا يوجد في بوليفيا إلا مسجداًواحداًوهو
مسجد (العمرين) التابع للمركز الإسلامي،وهناك مصلى للشيعة في مدينة
لاباز،وهم قلة قليلة وأغلبهم بوليفيون،كما يوجد مصلَّى للسنة في مدينة
سوكري.
• المدارس الإسلامية :لا توجد مدارس ولا جامعات.
نبذة تاريخية
هي
إحدي جضارات أمريكا الجنوبية كانت هذه الحضارة سنة 500 قبل الميلاد.وقامت
هذه الحضارة في تياواناكو.وتعتبر مدينة تياوانوكوموقعاًاحتفالياً وحضارياً
كبيراً فوق جبال الأنديز.
وقد
أقيمت سنة 200ق.م. وكانت مبانيها من الحجارة. واشتهرت بفخارها.ومعبدها
الذي كان له رصيف به بوابة ضخمة منحوتة من صخر بركاني واحد كبير منقوش عليه
الصور. وقد أخذت شيلي عن بوليفيا نماذج الفخار. كانت بوليفيا قسماً من
إمبراطورية الهنود الأمريكيين الانكا قبل استيلاء الإسبان عليها في سنة 945
هـ - 1538 م وظلت تحت رق الاستعمار الإسباني حتي سنة 1241 هـ- 1825م، حيث
استقلت بعد ثورة دامية، وأطلق عليها اسم محررها سيمون بوليفار.
في
سنة 1397 هـ- 1879 م دخلت حرباً مع جارتها شيلي،استمرت حتي سنة 1300 هـ -
1822 م،وتنازلت بعد هزيمتها لشيلي عن مساحة كبيرة هي كل ساحلها على المحيط
الهادي،كما تنازلت عن قسم من أرضها للبرازيل،ودخلت في حرب مع جارتها
باراجواي في سنة 1351هـ - 1932 م وتنازلت عن قسم من أرضها لباراجواى.
بقيت
الأقلية البيضاء تتحكم بمقدرات البلاد زمناً طويلاً دون أن ينازعها أحد
على السلطة.ولكن تغييرات أساسية حدثت في نهاية العشرينات من القرن العشرين
حين استطاعت العناصر التروتسكية في حزب العمال الثوري،وبعض العسكريين
التقدميين،إيصال الكولونيل جرمان بوش في 1937 والقائد غوالبرتو فيلارول
(1943-1946) إلى رئاسة الجمهورية ودفعهما للقيام ببعض الإصلاحات الاجتماعية
والسياسية.ولكن رغم الفترتين الهادئتين نسبيا، فقد ظل الطابع العام للحياة
السياسية في بوليفيا يغلب عليه عدم الاستقرار،والخلافات السياسية
والإضرابات بالإضافة إلى الانقلابات العسكرية.
وفي عام 1951 جرت انتخابات رئاسية في البلاد، ففاز مرشح " الحركة الوطنية الثورية" (MNR)
فيكتور باز استنسيرو بأغلبية الأصوات، ولكن الزمرة العسكرية منعته من
استلام مهامه،مما أدى إلى قيام ثورة عامة بقيادة "الحركة الوطنية الثورية"
انتهت بالإطاحة بالزمرة العسكرية الحاكمة، وتسليم استنسيرو مهام رئيس
الجمهورية.
عمل
الرئيس الجديد على تقليص دور الجيش في الحياة السياسية،فعمد في المرحلة
الأولى إلى حله،ثم أمم المناجم ومنح الأميين (الذين تلبغ نسبتهم 70% من
السكان) حق التصويت،وأصدر قانونا للإصلاح الزراعي. إلا أن سياسته هذه اصدمت
بعدة عقبات حالت دون تنفيذها بشكل كامل.
وأبرز
هذه العقبات، الصراع على السلطة داخل الطبقة الحاكمة، وبشكل خاص بين خوان
ليشين زعيم عمال المناجم من جهة، وبين جناح آخر- كان يعتمد على دعم
الفلاحين والولايات المتحدة - من جهة أخرى. وقد أثرت هذه الخلافات على
المناخ السياسي العام، ومهدت الطريق أمام عودة العسكر للحكم مجدداً.
ولكن
قبل أن يتم ذلك استمرت الحياة الدستورية فانتخب هرنان سوازو رئيسا
للجمهورية من عام 1956-1960. وأعيسد انتخاب استنسيرو عام 1960. استغل نائب
رئيس الجمهورية الجنرال رينيه بارينتوس أورتونو فترة الاضطرابات
والإضرابات،فاستولى على السلطة بانقلاب عسكري قام به في نوفمبر 1964. وقد
شاركه رئاسة الجمهورية الجنرال الفريدو أوفاندو كانديا حتى عام 1966 حين
انتخب رينيه أوتونو رئيساً وحيد للجمهورية.
ورغم
مساندة القوات المسلحة والكونغرس لرينيه أورتونو فقد لقي معارضة شديدة من
قبل عمال مناجم القصدير الذين اتهموا الحكم بالضغط على نقابات العمال.
فقامت ثورة عام 1967 التي قادها الثائر الكوبي إرنستو تشي جيفارا. إلا أن
القوات الحكومية غدرت بتشي جيفارا، وألقت القبض عليه وقتلته. كما اعتقلت
المفكر الفرنسي اليساري ريجيس دوبري مما أثار موجة استنكار عالمية واسعة.
[في
عام 1825، أعلنت بوليفيا استقلالها، وحملت اسم بوليفار. منذ ذلك الحين
شهدت بوليفيا، منذ استقلالها، نحو 200 محاولة انقلاب، إلى أن استقر نظام
الحكم المدني، نسبياً، في الثمانينيات من القرن العشرين؛ غير أنها واجهت
مشكلات صعبة، تمثلت في الفقر المدقع، والاضطراب الاجتماعي، وإنتاج
المخدرات. في ديسمبر 2005، انتخب البوليفيون زعيم حركة "نحو الاشتراكية"،
ايفو موراليس رئيساً للبلاد، وهو أول رئيس ينال قدراً كبيراً من الصلاحيات
منذ استعادة الحكم المدني، في عام 1982. وقد وعد بإجراء تغييرات في الطبقة
السياسية، تمكن الأغلبية الفقيرة من استلام السلطة.
إلى
هنا نتوقف مع وعد بمواصلة المسير إن شاء الله على أرضي بوليفيا لنعرف كيف
ومتى وصل الإسلام إلى هناك, ونتفقد أحوال إخواننا المسلمين البوليفيين فإلى
الملتقى.
لقد
عرفت بوليفيا الإسلام منذ القرن الخامس الهجرى .. عندما هاجر إلى هناك عدد
من الأفارقة .. لذا فإن الإسلام هو أول دين سماوى عرف في هذه المنطقة من
العالم .. وقد أعجب سكان بوليفيا وهم من الهنود الحمر بأخلاق المسلمين وصدق
معاملاتهم .. فقّربوهم إليهم وقامت بينهم علاقات تزواج ومصاهرة .. حيث ظهر
جيل جديد من المسلمين الذين حفظوا القرآن الكريم .. وأدوا شعائر دينهم
الحنيف في حرية وعلنية .. جذبت الهنود الحمر لاعتناق الإسلام .. ونظراً لأن
الأفارقة الذين هاجروا إلى بوليفيا .. كانوا يعيشون في بلادهم في ظل نظام
قبلى .. فقد أدى ذلك إلى توأمة مشاعر الأفارقة والهنود الحمر .
ومن
المعلوم أن الكثير من المعالم العمرانية في بوليفيا وأغلب دول أمريكا
اللاتينية تعطينا دليلاً قاطعاً على أن "المورسكيين" تلك الطائفة التي كانت
تخفي إسلامها،حملها الإسبان بالقهر والقوة خلال فترة تقهقر المسلمين في
الأندلس إلى هذه البلدان.
وكانت
بوليفيا جزءاً من إمبراطورية الهنود الأمريكيين"الأنكا"قبل استيلاء
الإسبان عليها سنة 1538م فكان المورسكيون المسلمون، لقمة سائغة في يد
طواغيت الاستعمار الإسباني الغاشم يوجهونهم كيفما يريدون وحسب مصالحهم
وأهدافهم الخبيثة.
هذه
الموجة من المؤمنين الضعفاء تلاشت في خضم الأحداث الاستعمارية،وذابت أمام
قسوة محاكم التفتيش،والبقية الباقية استسلمت للقهر والجبروت وأخفت
إسلامها،ولا يوجد اليوم في بوليفيا أي أثر لهذه الجماعة إلا علامات وآيات
من خلال جدران وأبواب ونوافذ مدينة "سوكري"، توحي لك بأن المسلمين "مروا من
هنا.
وقد
أسس المسلمون في بوليفيا حضارة إسلامية راقية .. تمثلت في بناء عدد لابأس
به من المساجد الصغيرة ومدارس تحفيظ القرآن الكريم.كما أسسوا مجتمعات
مستقرة وقاموا بتعمير الأرض وإستثمار ميراثها لصالح الجميع من سكان بوليفيا
.. كما انتعشت التجارة والزراعة والثروة الجيوانية في ظل الوجود الإسلامي.
وقد
استخدم المسلمون في بوليفيا التكنولوجيا المحلية في تشييد المساجد والدور
.. ونقلوا إلى بوليفيا من الزخرفة الإسلامية .. حيث نقشوا العديد من الآيات
القرآنية الكريمة على الأمجاد .. وزينوا الأحجار بالنقوش النباتية ..
ومازالت هذه الآثار الإسلامية باقية حتى اليوم في بوليفيا والمناطق
المجاورة لها .. كوثيقة حيّة تشهد بالوجود الإسلامي منذ وقت مبكر .
وعندما
خضعت بوليفيا للمستعمر الأسبانى من عام 1538م -1825م,عملت أسبانيا على
تقليص الوجود الإسلامي هناك .وعاش المسلمون في بوليفيا في حالة من الاضطهاد
الدينى لمدة 287 عاما,وباندثار الأجيال المسلمة الأولى وضمور مؤسسات
الدعوة تم تغريب الأجيال المسلمة حتى أصبح الوجود الإسلامي مجرد شكل بلا
مضمون جوهرى .
وبالرغم
من أن المسلمين هم أول من وفدوا إلى بوليفيا واستقروا بها .. ونشروا
الإسلام بين سكانها,إلا أن أسبانيا ادعت أن الأسبان هم أول من اكتشف
بوليفيا,وقد شهدت بوليفيا هجرات عربية وإسلامية في بداية القرن ال19 م حيث
تمركز المسلمون في العاصمة " لاباز" وبعض المدن الأخرى,وشيدوا بعض المساجد
لإقامة الصلوات,كما عملوا على إعادة نشر الإسلام بين السكان حيث تجاوب
الهنود الحمر من سكان البلاد مع دعوة الدين الإسلامي الحنيف .
وبالرغم
من أن التاريخ الإسلامي في بوليفيا يعود إلى عشرة قرون إلا أن الجهل
بالمفاهيم الإسلامية في هذه المدة جعل حجم الأقلية المسلمة ضئيل
للغاية,وانتشرت بعض المفاهيم المغلوطة,التي كان من أفدحها - تقديس الأم -
لأنهم نقلوا عن أجدادهم أن الجنة تحت أقدام الأمهات .. ومن هنا ظهرت
الأمومة الدينية وأصبحت الأم هي القائمة بأمور الوعظ .. وقد شاعت هناك
الأمومة المعنوية التى تتطلب أن تقوم إحدى السيدات بتوجيه النصائح للأجيال
من أحفاد المسلمين .والتبرك بهذه السيدة باعتبارها وسيلتهم للخلاص من
الذنوب .وقد تم ترشيد ذلك مع بدء تدفق الهجرات العربية والإسلامية خاصة من
بلاد الشام .ويعتبر عام 1920 ميلادية هو عام تصحيح وترشيد الدعوة الإسلامية
في بوليفيا
أي
أن الوجود الإسلامي الحقيقي في العصر الحديث بدأ مع الهجرات الثانية إلى
بوليفيا في الربع الثاني من القرن العشرين،وبالضبط سنة 1920م حيث وصل إلى
مدينة "كوتشا بامبا" أول فلسطيني، واسمه إسماعيل عقيلي، وترك أسرة كبيرة
العدد، تبعته عائلة عمرو المتمثلة في محمود عمرو، وعندما بدأ محمود يتحدث
اللغة الإسبانية بدأ يناقش غير المسلمين ويدعوهم إلى الإسلام.
وعندما
تعرف إلى بعض المسلمين خاصة القادمين من آسيا، بدأ يجمعهم في العيدين، ثم
بدأ يدعوهم لصلاة الجمعة والجماعة في بيته لمدة 11 سنة حتى تمكن من تسجيل
أول مؤسسة إسلامية بوليفية وهي (المركز الإسلامي البوليفي) كمؤسسة إسلامية
ثقافية دينية اجتماعية ورياضية في مدينة سانتاكروز،كان ذلك عام 1989م ووقع
رئيس الجمهورية على الشخصية القانونية للمركز عام 1989م.
وقد
أشار أحد التقارير إلى حقائق تاريخية مهمة أكدت أن الإسلام هو أول دين
سماوى اعتنقه سكان بوليفيا,وأن المؤسسات المعادية للإسلام والمسلمين قامت
بحجب المعارف الإسلامية الصحيحة عن المسلمين,كما أنهم نشروا بينهم الأخطاء
مما أدى إلى تقليص الوجود الإسلامي في بوليفيا .
هذا
وقد تمكن المسلمون في بوليفيا من إنشاء مركز إسلامي جديد في العاصمة
"لاباز"كما أسسوا مراكز إسلامية في مدن " كوتشا- بامبا" و" سوكرى" ,وقد
أوضحت الدراسات أن مدينة " سوكرى" كانت من أهم المدن الإسلامية في
بوليفيا,ونظراً لكثرة المساجد والمدارس الإسلامية بها عرفت باسم " سوق كرا"
ويلاحظ أن كلمة " سوق" كلمة عربية خالصة,وأن كلمة "كرا" كلمة أفريقية
مشتقة من العربية ومعناها " القارئ" أى أن هذه المدينة عرفت باسم " سوق
القراءة" لكثرة الكتب الموجودة بهذه المدينة حيث كان الكتاب الإسلامي أكثر
من السلع رواجاً في هذا الجزء من العالم .
وبالرغم
من أن الأقلية المسلمة مازالت في المهد من ناحية العدد إلا أن بوليفيا
تشهد يقظة إسلامية,حيث بلغ عدد المسلمين أكثر من 150ألف نسمة,وتتوقع
المؤسسات الإسلامية العالمية زيادة أعدادهم في السنوات القليلة المقبلة .
وحسبما
جاء على لسان مدير المركز الإسلامي في سنتاكروز:"أن أحوال المسلمين تتحسن
شيئاً فشيئاً،وأنه في بداية عمله الدعوي بدأ بالبحث عن المسلمين في بوليفيا
ثم عن المؤسسات الإسلامية في الدول المجاورة ثم المؤسسات الإسلامية
الدولية والعالمية للتعاون معها وطلب مساعدتها مادياً ومعنوياً، وتبرع بعض
الأصدقاء من أهل الخير والإحسان في بوليفيا والدول المجاورة خاصة مسلمي
تشيلي.
وبهذا
التضامن والمساعدة تم بناء المركز والمسجد التابع له. ويصل عدد المصلين
يوم الجمعة إلى أكثر من خمسين مصلياً. ويصل عدد المسلمين في بوليفيا إلى
حوالي 15000 مسلم وأغلبهم في مدينة سانتاكروز ومدينة لاباز. وفي الأعوام
الأخيرة ارتفعت نسبة المسلمين الجدد من أصل بوليفي، وخاصة بعد أحداث 11
سبتمبر،وهم أكثر نشاطاً في الدعوة من المسلمين المهاجرين.
وأغلب
المسلمين من بنجلاديش، باكستان، فلسطين، سورية، لبنان. وبجهود المركز
الإسلامي وبعض الدعاة والمخلصين من أبناء الجالية المسلمة اعتنق عدد من أهل
البلاد الإسلام ومنهم سفير بوليفيا في مصر،وعبدالمؤمن أحمد، ابن قنصل
بوليفيا السابق في المملكة المغربية،وغيرهم كثيرون.
والجدير
بالملاحظة أن عرب النصارى الذين أتو من سورية ولبنان هم من أكبر
الماسونيين في بوليفيا وأغلبهم يقطنون في مدينة سانتا كروز، وهذا ليس
غريباً إذا علمنا أن محرر بوليفيا وهو: "سيمون بوليفار" (1738 1830 م) كان
من أكبر الماسون، لكن عندما اكتشف أهدافهم الخبيثة الشريرة تجاه الإنسان
والعالم، خرج من حظيرتهم وأعلن القطيعة التامة مع نواديهم.. حاولوا معه لكي
يعود، لكن دون جدوى فقتلوه؟!
وفي
خضم هذا البحر المتلاطم الأمواج المظلم،يتحتم على الأقلية المسلمة في
بوليفيا أن تتعاون وتتضامن وتنبذ الخلاف والشقاق فيما بينها من أجل غد مشرق
بإذن الله، وأن تستفيد من نفوذ بعض الشخصيات البوليفية بنسج خيوط التعارف
معها ومع بعض مدراء الصحف اليومية والأسبوعية،والانخراط الإيجابي في
الأحزاب السياسية والمنظمات النقابية والعمالية والهيئات الحقوقية وخاصة
المتعاطفة مع قضايا العرب والمسلمين،بالإضافة إلى إنشاء جمعيات ومراكز
إسلامية ومساجد ومصليات ونوادٍ رياضية وترفيهية ومدارس عربية وإسلامية
لتعليم أبناء الأقلية.
إلى
هنا نتوقف مع وعد بمواصلة المسير في الحلقة القادمة إن شاء الله لنتعرف
على أهم المعوقات والصعاب التي تواجه مسيرة العمل الإسلامي في بوليفيا.
الصعوبات التي تواجه المسلمين
نعرض
للصعوبات والمشكلات والتحديات التي يتعرض لها إخواننا المسلمين في
بوليفيا,علنا نستطيع إظهار معاناة هؤلاء الأحباب وإخراجها من ظلمات التجاهل
والغفلة والتناسي إلى حيز النور لنعيشها معهم علها تجد قلوبًا غيورة تسعى
لأجل المساعدة في رفع هذا الظلم وتلك المعاناة المعتم عليها فهيا بنا.
إخوتي
أخواتي بالرغم من أنه لم يعد مستغرباً أن يسمع أهل بوليفيا و خاصة في
مدينة سانتا كروث (الصليب المقدس) البوليفية كما يدعونها صوت الآذان ينبعث
من مئذنة مسجد مدينتهم يدعو مسلميها إلى إجابة نداء داعي الفلاح للقيام بين
يدي ربهم عز و جل في خشوع و سكينة.و لم يكن أشد المتطيّرين من الكاثوليك
يتخيل قيام مركز إسلامي بوليفي ببلد انغرست فيه بقوة العقيدة الكاثوليكية
الرومانية بين سكانه الأصليين,إلا أن الله على كل شئ قدير و قد وعد جل شأنه
بإظهار الإسلام على الدين كله و لو كره الكافرون,وبالرغم من انتشار
الإسلام في تلك البلاد إلا أن هناك عقبات كثيرة تواجه الأقلية المسلمة في
بوليفيا كمثيلاتها في دول العالم المختلفة.
كثيرة
هي العقبات تواجه المسلمين في بوليفيا مثل أكثر المجتمعات المسلمة التي
تعيش في بلاد الغرب،نظرا لقلة الدعاة والمساجد،وعدم وجود مدارس إسلامية
بالإضافة إلى عدم وجود مقبرة إسلامية، فهم إلى الآن يدفنون موتاهم في
مقابرالنصارى.
إن
حوالي ٨٠ % من الجالية العربية في بوليفيا من فلسطين وخاصة من مدن القدس
وبيت لحم و١٠% من لبنان و١٠% من الدول العربية الأخرى.ومما يؤسف له أن أكثر
العرب المهاجرين إلى بوليفيا من الدين النصراني حوالي ٩٥% وقليل منهم من
المسلمين مثل عائلات أبو خضير، طه، يس، شقير و إبراهيم وعائلات أخرى,و
للأسف الشديد أكثرهم تنصروا وذابوا في المجتمع البوليفي وخاصة عند زواجهم
من نصرانيات؛حيث عمدِنَّ أولادهنّ في الكنائس ً لعدم وجود أي داعية إسلامي
في ذلك الوقت.
وللأسف
هناك تجاهل كبير من طرف الدول العربية والإسلامية والمنظمات الدعوية إتجاه
إخوانهم المسلمين في بوليفيا ، وذلك بسبب تقصيرهم وعدم التواصل مع
الأقليات المسلمة التي تتشوق وتتعطش لمعرفة الدين الإسلامي. وخاصة أن ما
يعرفونه عن الإسلام يكون في أكثر الأحيان معرفة مشوهه وغير حقيقية.
من
أكبر المشاكل التي تواجه المسلمين في بوليفيا العداء الصليبي,حيث كانت
نسبة الكاثوليك في بوليفيا 95% وهذا العدد أصبح في تناقص مستمر،بينما نسبة
البروتستانت الإنجيليين بدأت تتكاثر وتنمو بسرعة البرق داخل الحقل الديني
المسيحي البوليفي،وهو ما يقلق الجالية المسلمة حيث إنها أشد عداءً للإسلام
والمسلمين،ولهذه الطائفة علاقة قوية مع اليهود وهم أقوياء اقتصادياً
ويملكون أكبر محطة إعلامية وهي:ATB
) ) القناة الخامسة، كما يمتلكون مجلة كوساس الأسبوعية) ومن خلال منابرهم
الإعلامية هذه يشوهون صورة الأقلية المسلمة محاولين صرف الشعب البوليفي
البسيط عن الإسلام وعن التعاطف مع العرب والمسلمين.. فمثلاً تم القبض على
23 شخصاً من بنجلاديش،لا لشيء إلا أنهم مسلمون،إثر مقال لكاتب حاقد اتهمهم
بالتخطيط لعملية إرهابية،بينما هم تجار أبرياء لا علاقة لهم بما نسب إليهم.
كثيرون
من أبناء الأقلية المسلمة في هذه البلاد حاولوا التعريف بالإسلام في بعض
الصحف والمحطات الإعلامية فرفضت خوفاً من بطش اللوبي اليهودي والماسوني
بها.خصوصاً أن الماسونيين أقوياء في بوليفيا،حتى إنهم بذكائهم الشيطاني
وتنظيماتهم المحكمة اخترقوا جهاز القضاء والمؤسسة العسكرية وغيرها من
المؤسسات.
كما
أن التدخل الأمريكي بزعم بمحاربة الإرهاب كالعادة, من أكبر المشكلات التي
تواجه المسلمين في بوليفيا,ففي مقال للصحفية نورا زميت نشرت في فوكس نيوز
خبراً بعنوان ”بوليفيا تتحول إلى بؤرة للتطرف الإسلامي” بناءاً على تقرير
للاستخبارات الأمريكية نُشر عام 2009م حول المسلمين البولفيين, ذكرت في
معرض وصفها للخطر المحتمل الذي يشكله تقدم ”الإرهاب” في الوسط الغربي عبر
سلوكيات ”معادية لأمريكا” للمسلمين البولفيين,العلاقات المتوترة بين
الحكومة اليسارية البولفية و واشنطن و العلاقات مع إيران. و كشف أحد
الموظفين السريين بالاستخبارات الأمريكية لفوكس نيوز أن هناك نظرية تقول
بأن أهل أمريكا اللاتينية بأفكارهم و مشاربهم اليسارية التي ظهرت في
السنوات الأخيرة يمكن أن يكونوا أكثر تقبلا للخطابات المعادية لأمريكا.
و
في مقال له في يناير 2009 بعنوان ”بوليفيا, إسرائيل و المسلمون” ذكر أحد
الكتاب البوليفيين اليمينين المقرّبين من الولايات المتحدة:" أن أقرب الناس
للسكان الأصليين هم العصابات الإسلامية المتطرفة"- خسئ وخاب-. لهذا فهو لا
يستغرب أن يربط العرب علاقات مع موراليس,لأنهم يروا في السكان الأصليين
أداة بشرية لنشر الجهاد. قبل أن يختم قائلا: ”الهمجية المسلمة تتلاءم إلى
حد كبير مع –الألتيبلانيكو- السكان الأصليين.
وكذلك
هناك الاختراق الشيعي المتمثل في العلاقات المتزايدة بين بوليفيا و إيران
حيث سبق للرئيس الإيراني أحمدي نجاد أن توّجه لزيارة للعاصمة لاباز سنة
2007م,و تعهد حينها بتقديم مليار و مليون دولار كمساعدة لبوليفيا,هذه
الزيارة أثارت الانتباه و دقت نواقيس التحذير.وفي يناير الماضي صرّح وزير
الدفاع روبرت غيتس أمام لجنة بالكونجرس عن قلقه العميق من مستوى الأنشطة
التمردية التي يقوم بها الإيرانيون في عدد من مناطق أمريكا اللاتينية, خاصة
بأمريكا الجنوبية و أمريكا الوسطى-وهذه شهادة غير مقصودة من الأمريكان
بالتوغل الشيعي الصفوي في بوليفيا-. فقد فتح الإيرانيون عدة مكاتب و واجهات
يشوشون خلفها على بعض ما يحدث في هذه البلدان.القليل من القروض الموعودة و
المشاريع التعاونية بين الحكومتين تنتظر الخروج إلى حيز التطبيق, فيما تمّ
تنفيذ الغالبية.
ومن
المصاعب التي تواجهم أيضاً مشكلة عدم التقارب والانسجام بين المسلمين في
بوليفيا,فعلى سبيل المثال هناك مسلمین فی مدینةكوشا بامبا لكن مسجد سانتا
كروز يرفض الاعتراف بهم او مساعدتهم , حتى انهم لایريدون إضافة اسم مسجد
النور الموجود فی لاباز أو إضافته إلى موقعهم الإلكترونى و ذلك لأن بعض
المسؤلین فی المساجد أصبح لهم هدف مادی و هو الاستحواذ على التبرعات التی
تأتی من الخارج و استغلالها لصالحهم.
ولأن
من سمات ديننا التفاؤل فبجب أن نذكر بعض الإيجابيات في العمل الدعوي
البوليفي ففي مدينة لابازعلى سبيل المثال-وهي أعلى مدينة في العالم عن سطح
البحر ٣٥٠٠متر- يوجد مسجد السلام الذي تقام فيه الصلوات الخمس والجمعة
وصلاة العيدين وصلاة التراويح والإفطار الجماعي اليومي طوال شهر رمضان
المبارك..كما يوجد في المسجد مكتبة للمسلمين ومكتبة أخرى لعامة الناس من
طلبة المدارس والجامعات لمعرفة تعاليم الإسلام الحنيف.أُنشئت الجمعية
الإسلامية في بوليفيا - لاباز عام ٢٠٠٥م وهي مؤسسة إسلامية سنية ، تقوم
بالعمل الدعوي ،حيث تقوم بتوفير سبل الدعم الكامل لجميع الأخوة الدعاة من
الداخل ومن يزور بوليفيا من دول شتى لنشر الدعوة الإسلامية.
كما
أن هذه الجمعية تتولى حماية المسلمين ومساعدة المسلمين الجدد من
البوليفيين،ومقارنة مع المسلمين ببعض دول أمريكا اللاتينية، فنحن مجتمع
مسلم قليل ، ولكن توجد عندنا ظاهرة جيدة لا توجد في الدول الأخرى ألا وهى
أن حوالي 70% من المسلمين من سكان البلد المعتنقين للإسلام،منهم حوالي65%
من الأخوات المعتنقات للإسلام والملتزمات بالحجاب الإسلامي .حقيقة المسلمين
الجدد هم قلة ، ولكنهم يحملون هم الدعوة ويسعون لنشر الإسلام.
وأخيراً
هناك مسؤولية تجاه العمل الإسلامي الدعوي في بوليفيا يتحملها طرفان
المراكز الإسلامية والدعوية في بوليفيا ومثيلاتها في العالم العربي
والإسلامي تتمثل في واجب العمل المشترك مع جميع المؤسسات الإسلامية على نشر
الإسلام والثقافة الإسلامية الصحيحة وذلك بإعطاء ندوات ودروس للمسلمين
وغير المسلمين.
ويعد
توحيد صفوف المسلمين في بوليفيا من أولويات الجمعية الإسلامية وذلك
بالتنسيق مع جميع المؤسسات الأخرى التي ترشد وتوعي أبناء الجالية المسلمة
وذلك لوجه الله وعبرالسبل والأهداف التالية:
-السعي
على بناء جيل جديد من الدعاة وتعليمهم سبل النهوض والأسلوب الحسن والحكيم
لوضع البذرة الأولى في قلوب الناس الذين يسمعون لدرس أوعظة في دين الإسلام.
- تنظيم محاضرات في الجامعات وفي المدارس ومقابلات مع أجهزة المذياع والتلفاز.
-المشاركة في إقامة حوارات الأديان على مستوى عالٍ للتعريف بالإسلام.
-دعوة أباء الأخوة والأخوات المعتنقين للإسلام لزيارة المسجد لارشادهم وشرح الصورة الصحيحة للدين الإسلامي الذي يعتنقه أولادهم .
-الشرح
السليم للإسلام البعيد عن التعصب والمذهبية التي ينهجها بعض من الأقلية
المسلمة انطلاقا من عاداتهم وأعرافهم التي جلبوها من أوطانهم الأصلية والتي
لاأساس لها في ديننا الإسلامي،والتي أعطت صورة سيئة وسلبية لكثير من الناس
التي تحب معرفة الإسلام.
ونختم
رحلتنا بدعوة كريمة للعمل من أجل تثبيت دعائم الإسلام في دول العالم
المختلفة ومنها بوليفيا,فهلم أبناء الإسلام وأخوة العقيدة ممن فتح الله
عليهم من فضله ماديًا وعلميًا فالمجال مفتوح,والأرض خصبة,والزرع يحتاج من
يرعاه حتى يؤتي أكله بإذن ربه إن شاء الله.
وفقنا الله جميعًا لخدمة هذا الدين والذود عنه وإعلاء رايته وإلى الملتقى في قضية أخرى من قضايا المسلمين إن شاء الله.
قليلة
هي المعلومات التي نعرفها عن حال الإسلام والمسلمين في دول أمريكا
الجنوبية،ولن نكون مبالغين عندما نقول: إننا لا نكاد نعلم أي شيئ عما يدور
للمسلمين في تلك البقعة النائية من الكرة الأرضية من أحداث,لذلك رأينا أن
نخرج في رحلة ونمخر عباب البحار والمحيطات التي تفصل بيننا وبين تلك
البلاد؛لنتعرف أحوال إخواننا المسلمين هناك,ونحن في تلك الرحلة سوف نزور إن
شاء الله دولة بوليفيا فهيا بنا.
الموقع:
هي دولة في أمريكا الجنوبية خامسة دولها مساحة بعد البرازيل، والأرجنتين،
وبيرو، وكولومبيا،وهي دولة داخلية،توجد ضمن النطاق الغربي من أمريكا
الجنوبية،تحدها البرازيل من الشمال والشرق،وبيرو وتشيلي من الغرب،وبارجواي
والأرجنتين من الجنوب،واشتراكها في الحدود مع العديد من دول القارة كان
مدعاة لأطماعهم فاقتطعت منها مساحة كبيرة.
هذا
و يرجع اسم بوليفيا إلى الجنرال سيمون بوليفار الذي سعى من أجل تحرير
أراضي أمريكا الجنوبية من سيطرة الاستعمار الإسباني،فتم إطلاق اسم بوليفيا
على هذا الجزء نسبة إلى الجنرال بوليفار•
وتعد
بوليفيا واحدة من أفقر بلدان أميركا الجنوبية، وتتحدث هذه النخبة اللغة
الأسبانية لان غالبيتهم من أصول أسبانية، أما معظم البوليفيين فيعتبرون من
ذو الدخل المنخفض وهم مكتفون بالعمل في الزارعه، والمناجم، والتجارات
الصغيره أو الحرف.
بوليفيا:
• العاصمة: لاباز.
• أكبر مدينة: سنتا كروز.
• المساحة : تبلغ مساحتها 1،098،58,88كم2.
• عدد السكان:وصل عدد السكان حسب آخر الإحصائيات الرسمية حوالي 10,907,778 نسمة.
• عدد المسلمين:يبلغ عدد المسلمين أكثر من 150 ألف حسب احصائية غير رسمية عام 2005م.
• الديانة:المسيحية البروتستانتية والكاثوليكية.
• اللغة :الرسمية الأسبانية.
•
المجموعات العرقية: وحوالي 54% من سكان بوليفيا من الهنود
الأمريكيين،ولذلك تسمي دولة بأمريكا الجنوبية،وحوالي 32% من السكان من
المستيزو (خليط أوروبي هندي)، وحوالي 14%من السكان من أجناس وأصول
متعددة،منهم الإسبان والألمان والعرب واليابانيون والأفارقة واليهود .
• أول مركز إسلامي:تأسس عام 1989م قد قام بتأسيسه مسلم فلسطيني الأصل.
•
المساجد والمؤسسات الإسلامية: لا يوجد في بوليفيا إلا مسجداًواحداًوهو
مسجد (العمرين) التابع للمركز الإسلامي،وهناك مصلى للشيعة في مدينة
لاباز،وهم قلة قليلة وأغلبهم بوليفيون،كما يوجد مصلَّى للسنة في مدينة
سوكري.
• المدارس الإسلامية :لا توجد مدارس ولا جامعات.
نبذة تاريخية
هي
إحدي جضارات أمريكا الجنوبية كانت هذه الحضارة سنة 500 قبل الميلاد.وقامت
هذه الحضارة في تياواناكو.وتعتبر مدينة تياوانوكوموقعاًاحتفالياً وحضارياً
كبيراً فوق جبال الأنديز.
وقد
أقيمت سنة 200ق.م. وكانت مبانيها من الحجارة. واشتهرت بفخارها.ومعبدها
الذي كان له رصيف به بوابة ضخمة منحوتة من صخر بركاني واحد كبير منقوش عليه
الصور. وقد أخذت شيلي عن بوليفيا نماذج الفخار. كانت بوليفيا قسماً من
إمبراطورية الهنود الأمريكيين الانكا قبل استيلاء الإسبان عليها في سنة 945
هـ - 1538 م وظلت تحت رق الاستعمار الإسباني حتي سنة 1241 هـ- 1825م، حيث
استقلت بعد ثورة دامية، وأطلق عليها اسم محررها سيمون بوليفار.
في
سنة 1397 هـ- 1879 م دخلت حرباً مع جارتها شيلي،استمرت حتي سنة 1300 هـ -
1822 م،وتنازلت بعد هزيمتها لشيلي عن مساحة كبيرة هي كل ساحلها على المحيط
الهادي،كما تنازلت عن قسم من أرضها للبرازيل،ودخلت في حرب مع جارتها
باراجواي في سنة 1351هـ - 1932 م وتنازلت عن قسم من أرضها لباراجواى.
بقيت
الأقلية البيضاء تتحكم بمقدرات البلاد زمناً طويلاً دون أن ينازعها أحد
على السلطة.ولكن تغييرات أساسية حدثت في نهاية العشرينات من القرن العشرين
حين استطاعت العناصر التروتسكية في حزب العمال الثوري،وبعض العسكريين
التقدميين،إيصال الكولونيل جرمان بوش في 1937 والقائد غوالبرتو فيلارول
(1943-1946) إلى رئاسة الجمهورية ودفعهما للقيام ببعض الإصلاحات الاجتماعية
والسياسية.ولكن رغم الفترتين الهادئتين نسبيا، فقد ظل الطابع العام للحياة
السياسية في بوليفيا يغلب عليه عدم الاستقرار،والخلافات السياسية
والإضرابات بالإضافة إلى الانقلابات العسكرية.
وفي عام 1951 جرت انتخابات رئاسية في البلاد، ففاز مرشح " الحركة الوطنية الثورية" (MNR)
فيكتور باز استنسيرو بأغلبية الأصوات، ولكن الزمرة العسكرية منعته من
استلام مهامه،مما أدى إلى قيام ثورة عامة بقيادة "الحركة الوطنية الثورية"
انتهت بالإطاحة بالزمرة العسكرية الحاكمة، وتسليم استنسيرو مهام رئيس
الجمهورية.
عمل
الرئيس الجديد على تقليص دور الجيش في الحياة السياسية،فعمد في المرحلة
الأولى إلى حله،ثم أمم المناجم ومنح الأميين (الذين تلبغ نسبتهم 70% من
السكان) حق التصويت،وأصدر قانونا للإصلاح الزراعي. إلا أن سياسته هذه اصدمت
بعدة عقبات حالت دون تنفيذها بشكل كامل.
وأبرز
هذه العقبات، الصراع على السلطة داخل الطبقة الحاكمة، وبشكل خاص بين خوان
ليشين زعيم عمال المناجم من جهة، وبين جناح آخر- كان يعتمد على دعم
الفلاحين والولايات المتحدة - من جهة أخرى. وقد أثرت هذه الخلافات على
المناخ السياسي العام، ومهدت الطريق أمام عودة العسكر للحكم مجدداً.
ولكن
قبل أن يتم ذلك استمرت الحياة الدستورية فانتخب هرنان سوازو رئيسا
للجمهورية من عام 1956-1960. وأعيسد انتخاب استنسيرو عام 1960. استغل نائب
رئيس الجمهورية الجنرال رينيه بارينتوس أورتونو فترة الاضطرابات
والإضرابات،فاستولى على السلطة بانقلاب عسكري قام به في نوفمبر 1964. وقد
شاركه رئاسة الجمهورية الجنرال الفريدو أوفاندو كانديا حتى عام 1966 حين
انتخب رينيه أوتونو رئيساً وحيد للجمهورية.
ورغم
مساندة القوات المسلحة والكونغرس لرينيه أورتونو فقد لقي معارضة شديدة من
قبل عمال مناجم القصدير الذين اتهموا الحكم بالضغط على نقابات العمال.
فقامت ثورة عام 1967 التي قادها الثائر الكوبي إرنستو تشي جيفارا. إلا أن
القوات الحكومية غدرت بتشي جيفارا، وألقت القبض عليه وقتلته. كما اعتقلت
المفكر الفرنسي اليساري ريجيس دوبري مما أثار موجة استنكار عالمية واسعة.
[في
عام 1825، أعلنت بوليفيا استقلالها، وحملت اسم بوليفار. منذ ذلك الحين
شهدت بوليفيا، منذ استقلالها، نحو 200 محاولة انقلاب، إلى أن استقر نظام
الحكم المدني، نسبياً، في الثمانينيات من القرن العشرين؛ غير أنها واجهت
مشكلات صعبة، تمثلت في الفقر المدقع، والاضطراب الاجتماعي، وإنتاج
المخدرات. في ديسمبر 2005، انتخب البوليفيون زعيم حركة "نحو الاشتراكية"،
ايفو موراليس رئيساً للبلاد، وهو أول رئيس ينال قدراً كبيراً من الصلاحيات
منذ استعادة الحكم المدني، في عام 1982. وقد وعد بإجراء تغييرات في الطبقة
السياسية، تمكن الأغلبية الفقيرة من استلام السلطة.
إلى
هنا نتوقف مع وعد بمواصلة المسير إن شاء الله على أرضي بوليفيا لنعرف كيف
ومتى وصل الإسلام إلى هناك, ونتفقد أحوال إخواننا المسلمين البوليفيين فإلى
الملتقى.
لقد
عرفت بوليفيا الإسلام منذ القرن الخامس الهجرى .. عندما هاجر إلى هناك عدد
من الأفارقة .. لذا فإن الإسلام هو أول دين سماوى عرف في هذه المنطقة من
العالم .. وقد أعجب سكان بوليفيا وهم من الهنود الحمر بأخلاق المسلمين وصدق
معاملاتهم .. فقّربوهم إليهم وقامت بينهم علاقات تزواج ومصاهرة .. حيث ظهر
جيل جديد من المسلمين الذين حفظوا القرآن الكريم .. وأدوا شعائر دينهم
الحنيف في حرية وعلنية .. جذبت الهنود الحمر لاعتناق الإسلام .. ونظراً لأن
الأفارقة الذين هاجروا إلى بوليفيا .. كانوا يعيشون في بلادهم في ظل نظام
قبلى .. فقد أدى ذلك إلى توأمة مشاعر الأفارقة والهنود الحمر .
ومن
المعلوم أن الكثير من المعالم العمرانية في بوليفيا وأغلب دول أمريكا
اللاتينية تعطينا دليلاً قاطعاً على أن "المورسكيين" تلك الطائفة التي كانت
تخفي إسلامها،حملها الإسبان بالقهر والقوة خلال فترة تقهقر المسلمين في
الأندلس إلى هذه البلدان.
وكانت
بوليفيا جزءاً من إمبراطورية الهنود الأمريكيين"الأنكا"قبل استيلاء
الإسبان عليها سنة 1538م فكان المورسكيون المسلمون، لقمة سائغة في يد
طواغيت الاستعمار الإسباني الغاشم يوجهونهم كيفما يريدون وحسب مصالحهم
وأهدافهم الخبيثة.
هذه
الموجة من المؤمنين الضعفاء تلاشت في خضم الأحداث الاستعمارية،وذابت أمام
قسوة محاكم التفتيش،والبقية الباقية استسلمت للقهر والجبروت وأخفت
إسلامها،ولا يوجد اليوم في بوليفيا أي أثر لهذه الجماعة إلا علامات وآيات
من خلال جدران وأبواب ونوافذ مدينة "سوكري"، توحي لك بأن المسلمين "مروا من
هنا.
وقد
أسس المسلمون في بوليفيا حضارة إسلامية راقية .. تمثلت في بناء عدد لابأس
به من المساجد الصغيرة ومدارس تحفيظ القرآن الكريم.كما أسسوا مجتمعات
مستقرة وقاموا بتعمير الأرض وإستثمار ميراثها لصالح الجميع من سكان بوليفيا
.. كما انتعشت التجارة والزراعة والثروة الجيوانية في ظل الوجود الإسلامي.
وقد
استخدم المسلمون في بوليفيا التكنولوجيا المحلية في تشييد المساجد والدور
.. ونقلوا إلى بوليفيا من الزخرفة الإسلامية .. حيث نقشوا العديد من الآيات
القرآنية الكريمة على الأمجاد .. وزينوا الأحجار بالنقوش النباتية ..
ومازالت هذه الآثار الإسلامية باقية حتى اليوم في بوليفيا والمناطق
المجاورة لها .. كوثيقة حيّة تشهد بالوجود الإسلامي منذ وقت مبكر .
وعندما
خضعت بوليفيا للمستعمر الأسبانى من عام 1538م -1825م,عملت أسبانيا على
تقليص الوجود الإسلامي هناك .وعاش المسلمون في بوليفيا في حالة من الاضطهاد
الدينى لمدة 287 عاما,وباندثار الأجيال المسلمة الأولى وضمور مؤسسات
الدعوة تم تغريب الأجيال المسلمة حتى أصبح الوجود الإسلامي مجرد شكل بلا
مضمون جوهرى .
وبالرغم
من أن المسلمين هم أول من وفدوا إلى بوليفيا واستقروا بها .. ونشروا
الإسلام بين سكانها,إلا أن أسبانيا ادعت أن الأسبان هم أول من اكتشف
بوليفيا,وقد شهدت بوليفيا هجرات عربية وإسلامية في بداية القرن ال19 م حيث
تمركز المسلمون في العاصمة " لاباز" وبعض المدن الأخرى,وشيدوا بعض المساجد
لإقامة الصلوات,كما عملوا على إعادة نشر الإسلام بين السكان حيث تجاوب
الهنود الحمر من سكان البلاد مع دعوة الدين الإسلامي الحنيف .
وبالرغم
من أن التاريخ الإسلامي في بوليفيا يعود إلى عشرة قرون إلا أن الجهل
بالمفاهيم الإسلامية في هذه المدة جعل حجم الأقلية المسلمة ضئيل
للغاية,وانتشرت بعض المفاهيم المغلوطة,التي كان من أفدحها - تقديس الأم -
لأنهم نقلوا عن أجدادهم أن الجنة تحت أقدام الأمهات .. ومن هنا ظهرت
الأمومة الدينية وأصبحت الأم هي القائمة بأمور الوعظ .. وقد شاعت هناك
الأمومة المعنوية التى تتطلب أن تقوم إحدى السيدات بتوجيه النصائح للأجيال
من أحفاد المسلمين .والتبرك بهذه السيدة باعتبارها وسيلتهم للخلاص من
الذنوب .وقد تم ترشيد ذلك مع بدء تدفق الهجرات العربية والإسلامية خاصة من
بلاد الشام .ويعتبر عام 1920 ميلادية هو عام تصحيح وترشيد الدعوة الإسلامية
في بوليفيا
أي
أن الوجود الإسلامي الحقيقي في العصر الحديث بدأ مع الهجرات الثانية إلى
بوليفيا في الربع الثاني من القرن العشرين،وبالضبط سنة 1920م حيث وصل إلى
مدينة "كوتشا بامبا" أول فلسطيني، واسمه إسماعيل عقيلي، وترك أسرة كبيرة
العدد، تبعته عائلة عمرو المتمثلة في محمود عمرو، وعندما بدأ محمود يتحدث
اللغة الإسبانية بدأ يناقش غير المسلمين ويدعوهم إلى الإسلام.
وعندما
تعرف إلى بعض المسلمين خاصة القادمين من آسيا، بدأ يجمعهم في العيدين، ثم
بدأ يدعوهم لصلاة الجمعة والجماعة في بيته لمدة 11 سنة حتى تمكن من تسجيل
أول مؤسسة إسلامية بوليفية وهي (المركز الإسلامي البوليفي) كمؤسسة إسلامية
ثقافية دينية اجتماعية ورياضية في مدينة سانتاكروز،كان ذلك عام 1989م ووقع
رئيس الجمهورية على الشخصية القانونية للمركز عام 1989م.
وقد
أشار أحد التقارير إلى حقائق تاريخية مهمة أكدت أن الإسلام هو أول دين
سماوى اعتنقه سكان بوليفيا,وأن المؤسسات المعادية للإسلام والمسلمين قامت
بحجب المعارف الإسلامية الصحيحة عن المسلمين,كما أنهم نشروا بينهم الأخطاء
مما أدى إلى تقليص الوجود الإسلامي في بوليفيا .
هذا
وقد تمكن المسلمون في بوليفيا من إنشاء مركز إسلامي جديد في العاصمة
"لاباز"كما أسسوا مراكز إسلامية في مدن " كوتشا- بامبا" و" سوكرى" ,وقد
أوضحت الدراسات أن مدينة " سوكرى" كانت من أهم المدن الإسلامية في
بوليفيا,ونظراً لكثرة المساجد والمدارس الإسلامية بها عرفت باسم " سوق كرا"
ويلاحظ أن كلمة " سوق" كلمة عربية خالصة,وأن كلمة "كرا" كلمة أفريقية
مشتقة من العربية ومعناها " القارئ" أى أن هذه المدينة عرفت باسم " سوق
القراءة" لكثرة الكتب الموجودة بهذه المدينة حيث كان الكتاب الإسلامي أكثر
من السلع رواجاً في هذا الجزء من العالم .
وبالرغم
من أن الأقلية المسلمة مازالت في المهد من ناحية العدد إلا أن بوليفيا
تشهد يقظة إسلامية,حيث بلغ عدد المسلمين أكثر من 150ألف نسمة,وتتوقع
المؤسسات الإسلامية العالمية زيادة أعدادهم في السنوات القليلة المقبلة .
وحسبما
جاء على لسان مدير المركز الإسلامي في سنتاكروز:"أن أحوال المسلمين تتحسن
شيئاً فشيئاً،وأنه في بداية عمله الدعوي بدأ بالبحث عن المسلمين في بوليفيا
ثم عن المؤسسات الإسلامية في الدول المجاورة ثم المؤسسات الإسلامية
الدولية والعالمية للتعاون معها وطلب مساعدتها مادياً ومعنوياً، وتبرع بعض
الأصدقاء من أهل الخير والإحسان في بوليفيا والدول المجاورة خاصة مسلمي
تشيلي.
وبهذا
التضامن والمساعدة تم بناء المركز والمسجد التابع له. ويصل عدد المصلين
يوم الجمعة إلى أكثر من خمسين مصلياً. ويصل عدد المسلمين في بوليفيا إلى
حوالي 15000 مسلم وأغلبهم في مدينة سانتاكروز ومدينة لاباز. وفي الأعوام
الأخيرة ارتفعت نسبة المسلمين الجدد من أصل بوليفي، وخاصة بعد أحداث 11
سبتمبر،وهم أكثر نشاطاً في الدعوة من المسلمين المهاجرين.
وأغلب
المسلمين من بنجلاديش، باكستان، فلسطين، سورية، لبنان. وبجهود المركز
الإسلامي وبعض الدعاة والمخلصين من أبناء الجالية المسلمة اعتنق عدد من أهل
البلاد الإسلام ومنهم سفير بوليفيا في مصر،وعبدالمؤمن أحمد، ابن قنصل
بوليفيا السابق في المملكة المغربية،وغيرهم كثيرون.
والجدير
بالملاحظة أن عرب النصارى الذين أتو من سورية ولبنان هم من أكبر
الماسونيين في بوليفيا وأغلبهم يقطنون في مدينة سانتا كروز، وهذا ليس
غريباً إذا علمنا أن محرر بوليفيا وهو: "سيمون بوليفار" (1738 1830 م) كان
من أكبر الماسون، لكن عندما اكتشف أهدافهم الخبيثة الشريرة تجاه الإنسان
والعالم، خرج من حظيرتهم وأعلن القطيعة التامة مع نواديهم.. حاولوا معه لكي
يعود، لكن دون جدوى فقتلوه؟!
وفي
خضم هذا البحر المتلاطم الأمواج المظلم،يتحتم على الأقلية المسلمة في
بوليفيا أن تتعاون وتتضامن وتنبذ الخلاف والشقاق فيما بينها من أجل غد مشرق
بإذن الله، وأن تستفيد من نفوذ بعض الشخصيات البوليفية بنسج خيوط التعارف
معها ومع بعض مدراء الصحف اليومية والأسبوعية،والانخراط الإيجابي في
الأحزاب السياسية والمنظمات النقابية والعمالية والهيئات الحقوقية وخاصة
المتعاطفة مع قضايا العرب والمسلمين،بالإضافة إلى إنشاء جمعيات ومراكز
إسلامية ومساجد ومصليات ونوادٍ رياضية وترفيهية ومدارس عربية وإسلامية
لتعليم أبناء الأقلية.
إلى
هنا نتوقف مع وعد بمواصلة المسير في الحلقة القادمة إن شاء الله لنتعرف
على أهم المعوقات والصعاب التي تواجه مسيرة العمل الإسلامي في بوليفيا.
الصعوبات التي تواجه المسلمين
نعرض
للصعوبات والمشكلات والتحديات التي يتعرض لها إخواننا المسلمين في
بوليفيا,علنا نستطيع إظهار معاناة هؤلاء الأحباب وإخراجها من ظلمات التجاهل
والغفلة والتناسي إلى حيز النور لنعيشها معهم علها تجد قلوبًا غيورة تسعى
لأجل المساعدة في رفع هذا الظلم وتلك المعاناة المعتم عليها فهيا بنا.
إخوتي
أخواتي بالرغم من أنه لم يعد مستغرباً أن يسمع أهل بوليفيا و خاصة في
مدينة سانتا كروث (الصليب المقدس) البوليفية كما يدعونها صوت الآذان ينبعث
من مئذنة مسجد مدينتهم يدعو مسلميها إلى إجابة نداء داعي الفلاح للقيام بين
يدي ربهم عز و جل في خشوع و سكينة.و لم يكن أشد المتطيّرين من الكاثوليك
يتخيل قيام مركز إسلامي بوليفي ببلد انغرست فيه بقوة العقيدة الكاثوليكية
الرومانية بين سكانه الأصليين,إلا أن الله على كل شئ قدير و قد وعد جل شأنه
بإظهار الإسلام على الدين كله و لو كره الكافرون,وبالرغم من انتشار
الإسلام في تلك البلاد إلا أن هناك عقبات كثيرة تواجه الأقلية المسلمة في
بوليفيا كمثيلاتها في دول العالم المختلفة.
كثيرة
هي العقبات تواجه المسلمين في بوليفيا مثل أكثر المجتمعات المسلمة التي
تعيش في بلاد الغرب،نظرا لقلة الدعاة والمساجد،وعدم وجود مدارس إسلامية
بالإضافة إلى عدم وجود مقبرة إسلامية، فهم إلى الآن يدفنون موتاهم في
مقابرالنصارى.
إن
حوالي ٨٠ % من الجالية العربية في بوليفيا من فلسطين وخاصة من مدن القدس
وبيت لحم و١٠% من لبنان و١٠% من الدول العربية الأخرى.ومما يؤسف له أن أكثر
العرب المهاجرين إلى بوليفيا من الدين النصراني حوالي ٩٥% وقليل منهم من
المسلمين مثل عائلات أبو خضير، طه، يس، شقير و إبراهيم وعائلات أخرى,و
للأسف الشديد أكثرهم تنصروا وذابوا في المجتمع البوليفي وخاصة عند زواجهم
من نصرانيات؛حيث عمدِنَّ أولادهنّ في الكنائس ً لعدم وجود أي داعية إسلامي
في ذلك الوقت.
وللأسف
هناك تجاهل كبير من طرف الدول العربية والإسلامية والمنظمات الدعوية إتجاه
إخوانهم المسلمين في بوليفيا ، وذلك بسبب تقصيرهم وعدم التواصل مع
الأقليات المسلمة التي تتشوق وتتعطش لمعرفة الدين الإسلامي. وخاصة أن ما
يعرفونه عن الإسلام يكون في أكثر الأحيان معرفة مشوهه وغير حقيقية.
من
أكبر المشاكل التي تواجه المسلمين في بوليفيا العداء الصليبي,حيث كانت
نسبة الكاثوليك في بوليفيا 95% وهذا العدد أصبح في تناقص مستمر،بينما نسبة
البروتستانت الإنجيليين بدأت تتكاثر وتنمو بسرعة البرق داخل الحقل الديني
المسيحي البوليفي،وهو ما يقلق الجالية المسلمة حيث إنها أشد عداءً للإسلام
والمسلمين،ولهذه الطائفة علاقة قوية مع اليهود وهم أقوياء اقتصادياً
ويملكون أكبر محطة إعلامية وهي:ATB
) ) القناة الخامسة، كما يمتلكون مجلة كوساس الأسبوعية) ومن خلال منابرهم
الإعلامية هذه يشوهون صورة الأقلية المسلمة محاولين صرف الشعب البوليفي
البسيط عن الإسلام وعن التعاطف مع العرب والمسلمين.. فمثلاً تم القبض على
23 شخصاً من بنجلاديش،لا لشيء إلا أنهم مسلمون،إثر مقال لكاتب حاقد اتهمهم
بالتخطيط لعملية إرهابية،بينما هم تجار أبرياء لا علاقة لهم بما نسب إليهم.
كثيرون
من أبناء الأقلية المسلمة في هذه البلاد حاولوا التعريف بالإسلام في بعض
الصحف والمحطات الإعلامية فرفضت خوفاً من بطش اللوبي اليهودي والماسوني
بها.خصوصاً أن الماسونيين أقوياء في بوليفيا،حتى إنهم بذكائهم الشيطاني
وتنظيماتهم المحكمة اخترقوا جهاز القضاء والمؤسسة العسكرية وغيرها من
المؤسسات.
كما
أن التدخل الأمريكي بزعم بمحاربة الإرهاب كالعادة, من أكبر المشكلات التي
تواجه المسلمين في بوليفيا,ففي مقال للصحفية نورا زميت نشرت في فوكس نيوز
خبراً بعنوان ”بوليفيا تتحول إلى بؤرة للتطرف الإسلامي” بناءاً على تقرير
للاستخبارات الأمريكية نُشر عام 2009م حول المسلمين البولفيين, ذكرت في
معرض وصفها للخطر المحتمل الذي يشكله تقدم ”الإرهاب” في الوسط الغربي عبر
سلوكيات ”معادية لأمريكا” للمسلمين البولفيين,العلاقات المتوترة بين
الحكومة اليسارية البولفية و واشنطن و العلاقات مع إيران. و كشف أحد
الموظفين السريين بالاستخبارات الأمريكية لفوكس نيوز أن هناك نظرية تقول
بأن أهل أمريكا اللاتينية بأفكارهم و مشاربهم اليسارية التي ظهرت في
السنوات الأخيرة يمكن أن يكونوا أكثر تقبلا للخطابات المعادية لأمريكا.
و
في مقال له في يناير 2009 بعنوان ”بوليفيا, إسرائيل و المسلمون” ذكر أحد
الكتاب البوليفيين اليمينين المقرّبين من الولايات المتحدة:" أن أقرب الناس
للسكان الأصليين هم العصابات الإسلامية المتطرفة"- خسئ وخاب-. لهذا فهو لا
يستغرب أن يربط العرب علاقات مع موراليس,لأنهم يروا في السكان الأصليين
أداة بشرية لنشر الجهاد. قبل أن يختم قائلا: ”الهمجية المسلمة تتلاءم إلى
حد كبير مع –الألتيبلانيكو- السكان الأصليين.
وكذلك
هناك الاختراق الشيعي المتمثل في العلاقات المتزايدة بين بوليفيا و إيران
حيث سبق للرئيس الإيراني أحمدي نجاد أن توّجه لزيارة للعاصمة لاباز سنة
2007م,و تعهد حينها بتقديم مليار و مليون دولار كمساعدة لبوليفيا,هذه
الزيارة أثارت الانتباه و دقت نواقيس التحذير.وفي يناير الماضي صرّح وزير
الدفاع روبرت غيتس أمام لجنة بالكونجرس عن قلقه العميق من مستوى الأنشطة
التمردية التي يقوم بها الإيرانيون في عدد من مناطق أمريكا اللاتينية, خاصة
بأمريكا الجنوبية و أمريكا الوسطى-وهذه شهادة غير مقصودة من الأمريكان
بالتوغل الشيعي الصفوي في بوليفيا-. فقد فتح الإيرانيون عدة مكاتب و واجهات
يشوشون خلفها على بعض ما يحدث في هذه البلدان.القليل من القروض الموعودة و
المشاريع التعاونية بين الحكومتين تنتظر الخروج إلى حيز التطبيق, فيما تمّ
تنفيذ الغالبية.
ومن
المصاعب التي تواجهم أيضاً مشكلة عدم التقارب والانسجام بين المسلمين في
بوليفيا,فعلى سبيل المثال هناك مسلمین فی مدینةكوشا بامبا لكن مسجد سانتا
كروز يرفض الاعتراف بهم او مساعدتهم , حتى انهم لایريدون إضافة اسم مسجد
النور الموجود فی لاباز أو إضافته إلى موقعهم الإلكترونى و ذلك لأن بعض
المسؤلین فی المساجد أصبح لهم هدف مادی و هو الاستحواذ على التبرعات التی
تأتی من الخارج و استغلالها لصالحهم.
ولأن
من سمات ديننا التفاؤل فبجب أن نذكر بعض الإيجابيات في العمل الدعوي
البوليفي ففي مدينة لابازعلى سبيل المثال-وهي أعلى مدينة في العالم عن سطح
البحر ٣٥٠٠متر- يوجد مسجد السلام الذي تقام فيه الصلوات الخمس والجمعة
وصلاة العيدين وصلاة التراويح والإفطار الجماعي اليومي طوال شهر رمضان
المبارك..كما يوجد في المسجد مكتبة للمسلمين ومكتبة أخرى لعامة الناس من
طلبة المدارس والجامعات لمعرفة تعاليم الإسلام الحنيف.أُنشئت الجمعية
الإسلامية في بوليفيا - لاباز عام ٢٠٠٥م وهي مؤسسة إسلامية سنية ، تقوم
بالعمل الدعوي ،حيث تقوم بتوفير سبل الدعم الكامل لجميع الأخوة الدعاة من
الداخل ومن يزور بوليفيا من دول شتى لنشر الدعوة الإسلامية.
كما
أن هذه الجمعية تتولى حماية المسلمين ومساعدة المسلمين الجدد من
البوليفيين،ومقارنة مع المسلمين ببعض دول أمريكا اللاتينية، فنحن مجتمع
مسلم قليل ، ولكن توجد عندنا ظاهرة جيدة لا توجد في الدول الأخرى ألا وهى
أن حوالي 70% من المسلمين من سكان البلد المعتنقين للإسلام،منهم حوالي65%
من الأخوات المعتنقات للإسلام والملتزمات بالحجاب الإسلامي .حقيقة المسلمين
الجدد هم قلة ، ولكنهم يحملون هم الدعوة ويسعون لنشر الإسلام.
وأخيراً
هناك مسؤولية تجاه العمل الإسلامي الدعوي في بوليفيا يتحملها طرفان
المراكز الإسلامية والدعوية في بوليفيا ومثيلاتها في العالم العربي
والإسلامي تتمثل في واجب العمل المشترك مع جميع المؤسسات الإسلامية على نشر
الإسلام والثقافة الإسلامية الصحيحة وذلك بإعطاء ندوات ودروس للمسلمين
وغير المسلمين.
ويعد
توحيد صفوف المسلمين في بوليفيا من أولويات الجمعية الإسلامية وذلك
بالتنسيق مع جميع المؤسسات الأخرى التي ترشد وتوعي أبناء الجالية المسلمة
وذلك لوجه الله وعبرالسبل والأهداف التالية:
-السعي
على بناء جيل جديد من الدعاة وتعليمهم سبل النهوض والأسلوب الحسن والحكيم
لوضع البذرة الأولى في قلوب الناس الذين يسمعون لدرس أوعظة في دين الإسلام.
- تنظيم محاضرات في الجامعات وفي المدارس ومقابلات مع أجهزة المذياع والتلفاز.
-المشاركة في إقامة حوارات الأديان على مستوى عالٍ للتعريف بالإسلام.
-دعوة أباء الأخوة والأخوات المعتنقين للإسلام لزيارة المسجد لارشادهم وشرح الصورة الصحيحة للدين الإسلامي الذي يعتنقه أولادهم .
-الشرح
السليم للإسلام البعيد عن التعصب والمذهبية التي ينهجها بعض من الأقلية
المسلمة انطلاقا من عاداتهم وأعرافهم التي جلبوها من أوطانهم الأصلية والتي
لاأساس لها في ديننا الإسلامي،والتي أعطت صورة سيئة وسلبية لكثير من الناس
التي تحب معرفة الإسلام.
ونختم
رحلتنا بدعوة كريمة للعمل من أجل تثبيت دعائم الإسلام في دول العالم
المختلفة ومنها بوليفيا,فهلم أبناء الإسلام وأخوة العقيدة ممن فتح الله
عليهم من فضله ماديًا وعلميًا فالمجال مفتوح,والأرض خصبة,والزرع يحتاج من
يرعاه حتى يؤتي أكله بإذن ربه إن شاء الله.
وفقنا الله جميعًا لخدمة هذا الدين والذود عنه وإعلاء رايته وإلى الملتقى في قضية أخرى من قضايا المسلمين إن شاء الله.