المسلمون في سويسرا
مثل
كل الحديث عن أحوال المسلمين داخل المجتمعات الغربية فإنه يجب الأخذ في
الاعتبار تأثير أحداث سبتمبر في أحوال المسلمين ففي سويسرا حيث يندمج
المسلمون داخل مجتمعهم بصورة أكبر من اندماج المسلمين في مجتمعات غربية
أخرى يؤكد بعض المسلمين أنهم يتمتعون بحقوق لا يحلمون بها في أوطانهم
الأصلية , بينما يقول آخرون أن أغنياء العرب الذين يقصدون سويسرا يلاقون
معاملة تختلف عن تلك التي يواجهها الفقراء من أبناء بلدتهم الذين قصدوا هذا
البلد لا للبحث عن حسابات مصرفية بل جرياً وراء لقمة العيش أو للعمل أو
هرباً من نظام جائر.
المسلمون في سويسرا يستغلون ظروف الحرية المتاحة ليطالبوا بالاعتراف بدينهم رسمياً وتسهيل إعطائهم الجنسية السويسرية.
يعيش
نحو نصف مليون مسلم في سويسرا منذ عقدين من الزمن أو أكثر ويذهب غالبيتهم
إلى أن حالهم أفضل من حال المسلمين في بلدان غربية أخرى.
أما الأسباب فلعل أولها أن سويسرا لم تكن يوماً ما دولة استعمارية يقول إبراهيم صلاح من إتحاد الجمعيات الإسلامية في سويسرا:
لا يستطيع مسلم في سويسرا أن يشكو من شيء، فنحن نتمتع هنا بحقوق وحرية
وعدالة، لا نتمتع بها في أيّ بلد من بلداننا الأصلية. وتتعامل السلطات
السويسرية مع الجالية المسلمة بتسامح وتساهل وبكثير من المساواة.
يقول جوزيف دايس وزير الخارجية السويسري:
لا أعتقد أن لدينا مشكلة مع المهاجرين لأننا بلد يدافع عن الحريات، لاسيما
الدينية منها، وليس هنالك أي مجال للتمييز أو التفرقة في حق أي من
الديانات.
ويقول أحمد زناد من حركة النهضة التونسية واللاجئ إلى سويسرا:
من الأشياء التي تواجه اللاجئ السياسي إلى سويسرا هو معنى الدولة، فمعناها
ليس أبداً الاستبداد، كما إنها ليست بالدولة المائعة أو المفقودة، الدولة
موجودة بقانونها وبجملة حريات تعطيها للمواطن وأعتقد أن مساحة الحريات
وتقنين الحريات سبق وجود المسلمين هنا، وحتى التقييدات التي وجدت سبقت وجود
المسلمين في سويسرا.
وبخلاف بعض الحكومات الغربية، لا تحمل السلطات السويسرية المسلمين وزر أخطاء البعض منهم وما يرتكبونه من مخالفات أو جرائم.
يقول كريستيان دوك من قسم مكافحة الإرهاب في الداخلية السويسرية:
الإسلام كدين لا يسبب لنا بأي حالٍ من الأحوال أية مشكلة أمنية، ولكن يمكن
أن يكون بعض المسلمين أو غير مسلمين مهاجرين كانوا أو من ذوي الأصول
السويسرية يشكلون خطراً أمنياً كأفراد مستقلين بغض النظر عن ديانتهم.
وتقول
المسلمة الفرنسية كاترين الشولي: هنالك اختلافات منها أن المسلمين في
سويسرا أقرب إلى السلطات فهم يمارسون نشاطاتهم وشعائرهم بشكل عادي دون أية
مشكلة، على عكس ما يحصل في فرنسا حيث هناك تحفّظات على المسلمين وأنشطتهم
وكما تعرفون فإن ماضي سويسرا يختلف عن ماضي فرنسا، فكل ما هو ديني يذكر
بصراعات قديمة في تاريخ فرنسا، لاسيما تلك التي حصلت في العصور الوسطى بين
العلمانيين والكنيسة.
وتشهد
سويسرا تناقضاً كبيراً طرفاه مسلمون، فلهذه البلاد يحج الكثير من أغنياء
العرب والمسلمين ليودعوا مصارفها أموالهم، وفي المقابل هناك مئات الألوف من
الفقراء واللاجئين من المسلمين في نفس البلد.
تقول أورسولا راتف الكاتبة والصحفية السويسرية:
إننا لا نبحث هذا الأمر علناً، ولكن الأمر واضح ومعاملتنا للناس واضحة،
إننا نرحب بالأغنياء ونحاول إبقاء الفقراء بعيداً عن بلدنا هذا التناقض
يؤثر ولا يؤثر على تعامل السويسريين مع طرفي المعادلة، فالمصرية فوزية
العشماوي الأستاذة في جامعة جنيف تقول: المعاملة لأثرياء الخليج غير معاملة
فقراء البوسنة والهرسك والشيشان وكوسوفو، ولكن يمكن القول أنهم يحترمون
القيمة الإنسانية للإنسان، بغض النظر عن كونه فقيراً أو غنياً.
ومن
العناصر الايجابية التي حسّنت صورة المسلمين في سويسرا ودفعت عملهم
التنظيمي إلى الأمام، تدفق أعداد غير قليلة من اللاجئين السياسيين ذوي
الثقافة العالية والوعي المعمق.
ومن
العناصر الايجابية الأخرى التي يتمتع بها المسلمون في سويسرا هو
الاستقرار، فبعد أن كانوا يفكرون بعقلية السائح أو ابن السبيل باتوا الآن
يفكرون بعقلية المواطن.
حول
هذا الجانب يقول إبراهيم يوسف إمام المركز الإسلامي في زيوريخ: من قبل
كنّا نقول أن إقامتنا في هذه البلاد مؤقتة وأننا سنعود، أعتقد أن هذه
المقولة قد انتهت وولت فنحن في هذه البلاد منذ أكثر من 17 سنة والمعتقد
الذي نشعر به ونلمسه الآن عن كثير من إخواننا هو أنهم سيستوطنون هذه
الديار.
هذه
الصورة الوردية لا تخفي العديد من السلبيات والنواقص التي تشوب حياة
المسلمين في سويسرا فتسامح الناس في المجتمع مازال أقل من تسامح الحكومة
والسلطات.
تقول
المسلمة السويسرية ليلى لاريزيه: عندما لا نستشف من الشكل الخارجي أن هذا
الشخص مسلم أو عندما لا يعلن أنه مسلم فلا تكون هناك مشكلة، عندما لا يصلي
هذا الشخص أو لا ترتدي الحجاب فليس هنالك من مشكلة أيضاً، ولكن ما أن
يتبيّن بأننا مسلمون من خلال أنشطتنا أو عندما نريد أن نعبّر عن إسلامنا
فإن الأمر يكون مخيفاً.
وتقول أورسولا راتف:
بشكل عام يحمل الناس فكرة تضارب الحضارات أو صراع الحضارات لذلك فإن
العنصر الأساسي هنا هو التطرف الإسلامي، وهذا ما يأخذه الناس من وسائل
الأعلام.
والعلاقة مع الحكومة والسلطات وإن كانت حسنة نسبياً فإنها لم تصل بعد إلى المستوى المثالي لتقصيرٍ من الجانبين.
يقول
إبراهيم اليوسف إمام المركز الإسلامي في زيوريخ: العلاقة بين المسلمين
والحكومة السويسرية إلى الآن لم تأخذ العمق اللازم، لأننا لم نعرف إلى الآن
كيف نستغل ما تمنحه لنا قوانين هذه البلاد ودساتيرها، وحسن المعاملة التي
نجدها في هذه البلاد.
مطالب
المسلمين الأساسية تتلخص أولاً بالاعتراف بالإسلام كدين رسمي وهو ما يعني
تمويل التعليم الإسلامي خاصة وثانياً تسهيل حصول المسلمين على الجنسية
السويسرية.
يقول
إبراهيم صلاح: الجالية الإسلامية لازالت فقيرة، وليس عندها الإمكانيات لكي
تصرف على مدارس ومؤسسات ومراكز ومساجد وغيرها، ثم إنها تطالب بالتجنيس لأن
عدم التجنيس يورث القلق دائماً فالتجنيس واجب لأننا نريد أن يشارك أولادنا
في الأحزاب السياسية.
ترى
هل يتحول المسلمون في سويسرا من عدد كبير إلى قوة مؤثرة في المجتمع ؟ هناك
بشائر لهذا التحول لكنها مازالت بحاجة للكثير من الجهد والتنظيم وغير قليل
من الوقت.
مثل
كل الحديث عن أحوال المسلمين داخل المجتمعات الغربية فإنه يجب الأخذ في
الاعتبار تأثير أحداث سبتمبر في أحوال المسلمين ففي سويسرا حيث يندمج
المسلمون داخل مجتمعهم بصورة أكبر من اندماج المسلمين في مجتمعات غربية
أخرى يؤكد بعض المسلمين أنهم يتمتعون بحقوق لا يحلمون بها في أوطانهم
الأصلية , بينما يقول آخرون أن أغنياء العرب الذين يقصدون سويسرا يلاقون
معاملة تختلف عن تلك التي يواجهها الفقراء من أبناء بلدتهم الذين قصدوا هذا
البلد لا للبحث عن حسابات مصرفية بل جرياً وراء لقمة العيش أو للعمل أو
هرباً من نظام جائر.
المسلمون في سويسرا يستغلون ظروف الحرية المتاحة ليطالبوا بالاعتراف بدينهم رسمياً وتسهيل إعطائهم الجنسية السويسرية.
يعيش
نحو نصف مليون مسلم في سويسرا منذ عقدين من الزمن أو أكثر ويذهب غالبيتهم
إلى أن حالهم أفضل من حال المسلمين في بلدان غربية أخرى.
أما الأسباب فلعل أولها أن سويسرا لم تكن يوماً ما دولة استعمارية يقول إبراهيم صلاح من إتحاد الجمعيات الإسلامية في سويسرا:
لا يستطيع مسلم في سويسرا أن يشكو من شيء، فنحن نتمتع هنا بحقوق وحرية
وعدالة، لا نتمتع بها في أيّ بلد من بلداننا الأصلية. وتتعامل السلطات
السويسرية مع الجالية المسلمة بتسامح وتساهل وبكثير من المساواة.
يقول جوزيف دايس وزير الخارجية السويسري:
لا أعتقد أن لدينا مشكلة مع المهاجرين لأننا بلد يدافع عن الحريات، لاسيما
الدينية منها، وليس هنالك أي مجال للتمييز أو التفرقة في حق أي من
الديانات.
ويقول أحمد زناد من حركة النهضة التونسية واللاجئ إلى سويسرا:
من الأشياء التي تواجه اللاجئ السياسي إلى سويسرا هو معنى الدولة، فمعناها
ليس أبداً الاستبداد، كما إنها ليست بالدولة المائعة أو المفقودة، الدولة
موجودة بقانونها وبجملة حريات تعطيها للمواطن وأعتقد أن مساحة الحريات
وتقنين الحريات سبق وجود المسلمين هنا، وحتى التقييدات التي وجدت سبقت وجود
المسلمين في سويسرا.
وبخلاف بعض الحكومات الغربية، لا تحمل السلطات السويسرية المسلمين وزر أخطاء البعض منهم وما يرتكبونه من مخالفات أو جرائم.
يقول كريستيان دوك من قسم مكافحة الإرهاب في الداخلية السويسرية:
الإسلام كدين لا يسبب لنا بأي حالٍ من الأحوال أية مشكلة أمنية، ولكن يمكن
أن يكون بعض المسلمين أو غير مسلمين مهاجرين كانوا أو من ذوي الأصول
السويسرية يشكلون خطراً أمنياً كأفراد مستقلين بغض النظر عن ديانتهم.
وتقول
المسلمة الفرنسية كاترين الشولي: هنالك اختلافات منها أن المسلمين في
سويسرا أقرب إلى السلطات فهم يمارسون نشاطاتهم وشعائرهم بشكل عادي دون أية
مشكلة، على عكس ما يحصل في فرنسا حيث هناك تحفّظات على المسلمين وأنشطتهم
وكما تعرفون فإن ماضي سويسرا يختلف عن ماضي فرنسا، فكل ما هو ديني يذكر
بصراعات قديمة في تاريخ فرنسا، لاسيما تلك التي حصلت في العصور الوسطى بين
العلمانيين والكنيسة.
وتشهد
سويسرا تناقضاً كبيراً طرفاه مسلمون، فلهذه البلاد يحج الكثير من أغنياء
العرب والمسلمين ليودعوا مصارفها أموالهم، وفي المقابل هناك مئات الألوف من
الفقراء واللاجئين من المسلمين في نفس البلد.
تقول أورسولا راتف الكاتبة والصحفية السويسرية:
إننا لا نبحث هذا الأمر علناً، ولكن الأمر واضح ومعاملتنا للناس واضحة،
إننا نرحب بالأغنياء ونحاول إبقاء الفقراء بعيداً عن بلدنا هذا التناقض
يؤثر ولا يؤثر على تعامل السويسريين مع طرفي المعادلة، فالمصرية فوزية
العشماوي الأستاذة في جامعة جنيف تقول: المعاملة لأثرياء الخليج غير معاملة
فقراء البوسنة والهرسك والشيشان وكوسوفو، ولكن يمكن القول أنهم يحترمون
القيمة الإنسانية للإنسان، بغض النظر عن كونه فقيراً أو غنياً.
ومن
العناصر الايجابية التي حسّنت صورة المسلمين في سويسرا ودفعت عملهم
التنظيمي إلى الأمام، تدفق أعداد غير قليلة من اللاجئين السياسيين ذوي
الثقافة العالية والوعي المعمق.
ومن
العناصر الايجابية الأخرى التي يتمتع بها المسلمون في سويسرا هو
الاستقرار، فبعد أن كانوا يفكرون بعقلية السائح أو ابن السبيل باتوا الآن
يفكرون بعقلية المواطن.
حول
هذا الجانب يقول إبراهيم يوسف إمام المركز الإسلامي في زيوريخ: من قبل
كنّا نقول أن إقامتنا في هذه البلاد مؤقتة وأننا سنعود، أعتقد أن هذه
المقولة قد انتهت وولت فنحن في هذه البلاد منذ أكثر من 17 سنة والمعتقد
الذي نشعر به ونلمسه الآن عن كثير من إخواننا هو أنهم سيستوطنون هذه
الديار.
هذه
الصورة الوردية لا تخفي العديد من السلبيات والنواقص التي تشوب حياة
المسلمين في سويسرا فتسامح الناس في المجتمع مازال أقل من تسامح الحكومة
والسلطات.
تقول
المسلمة السويسرية ليلى لاريزيه: عندما لا نستشف من الشكل الخارجي أن هذا
الشخص مسلم أو عندما لا يعلن أنه مسلم فلا تكون هناك مشكلة، عندما لا يصلي
هذا الشخص أو لا ترتدي الحجاب فليس هنالك من مشكلة أيضاً، ولكن ما أن
يتبيّن بأننا مسلمون من خلال أنشطتنا أو عندما نريد أن نعبّر عن إسلامنا
فإن الأمر يكون مخيفاً.
وتقول أورسولا راتف:
بشكل عام يحمل الناس فكرة تضارب الحضارات أو صراع الحضارات لذلك فإن
العنصر الأساسي هنا هو التطرف الإسلامي، وهذا ما يأخذه الناس من وسائل
الأعلام.
والعلاقة مع الحكومة والسلطات وإن كانت حسنة نسبياً فإنها لم تصل بعد إلى المستوى المثالي لتقصيرٍ من الجانبين.
يقول
إبراهيم اليوسف إمام المركز الإسلامي في زيوريخ: العلاقة بين المسلمين
والحكومة السويسرية إلى الآن لم تأخذ العمق اللازم، لأننا لم نعرف إلى الآن
كيف نستغل ما تمنحه لنا قوانين هذه البلاد ودساتيرها، وحسن المعاملة التي
نجدها في هذه البلاد.
مطالب
المسلمين الأساسية تتلخص أولاً بالاعتراف بالإسلام كدين رسمي وهو ما يعني
تمويل التعليم الإسلامي خاصة وثانياً تسهيل حصول المسلمين على الجنسية
السويسرية.
يقول
إبراهيم صلاح: الجالية الإسلامية لازالت فقيرة، وليس عندها الإمكانيات لكي
تصرف على مدارس ومؤسسات ومراكز ومساجد وغيرها، ثم إنها تطالب بالتجنيس لأن
عدم التجنيس يورث القلق دائماً فالتجنيس واجب لأننا نريد أن يشارك أولادنا
في الأحزاب السياسية.
ترى
هل يتحول المسلمون في سويسرا من عدد كبير إلى قوة مؤثرة في المجتمع ؟ هناك
بشائر لهذا التحول لكنها مازالت بحاجة للكثير من الجهد والتنظيم وغير قليل
من الوقت.