الإسلام والمسلمون في النرويج
نظرا
للغنى الشديد الذي تتمتّع به النرويج ونظرا لكثرة نسبة العجزة فيها حيث
وصلت نسبة العجزة إلى أكثر من 14 بالمائة , فإنّ النرويج تعتبر من الدول
المانحة لحقّ اللجوء السياسي والإنساني بمعدلات مرتفعة نسبيا وقد شرعت منذ
الستينيّات في استقبال اللاجئين واتفقت مع مفوضيّة شؤون اللاجئين التابعة
لجمعية الأمم المتحدّة على أن تأخذ سنويّا حصّة من اللاجئين من مختلف دول
العالم , بالإضافة إلى الذين تمكنوا من الوصول إلى النرويج بجوازات أو
تأشيرات مزورّة أو عبر تقديم مبالغ ماليّة طائلة لمهربّي البشر من دول
العالم الثالث إلى الدول المانحة للجوء ومنها النرويج.
وقد وصل عدد الأجانب بتاريخ 01/01/2000 م بغض النظر عن أصولهم وجذورهم إلى
260 ألفا و 700 مهاجرا بمن فيهم المولودون في النرويج وهم من عوائل مهاجرة
ونصف هؤلاء من دول العالم الثالث والعالم الإسلامي على وجه التحديد أما
نسبة الذين قدموا من دول اسكندنافية مجاورة فتصل إلى 20% ويتجمع أغلب
المهاجرين والمسلمين منهم أيضا في المدن الكبيرة لا سيما أوسلو العاصمة
التي تصل نسبة الأجانب فيها إلى 18% وقد
بدأ دخول الإسلام إلى النرويج بشكل ملحوظ في بداية الستينات حيث كانت
النرويج بحاجة إلى أيدي عاملة فكان العمال الأتراك والباكستانيون وبعض
العرب من فلسطين ولبنان ومن بعد ذلك العراق والمغرب العربي من أوائل
المهاجرين المسلمين الذين دخلوا النرويج ثم توالت جنسيات أخرى مثل
البوسنيين والألبان ليصل عدد المسلمين مع بداية عام 2000 إلى أكثر من 65
ألف مسلم وقد تم إنشاء أول مسجد في مدينة أوسلو عام 1974 ثم توالت الجمعيات
والمساجد تبعا لعدد المسلمين وحاجتهم أما الآن فإن مدينة أوسلو تضم أكثر
من 30 جمعية ومسجد بين كبير وصغير.
وكلما كان عدد المسلمين يتزايد , كانوا يتجمعون في جمعيّات إسلامية
ويحصلون على مساعدات من البلديات النرويجية لإقامة مساجد أو تجمعات للصلاة ,
كما كان المسلمون يبادرون إلى إقامة مدارس إسلامية خاصة لتدريس اللغة
العربية والدين الإسلامي , والأمر الذي أتاح للمسلمين في النرويج أن يؤدوّا
مناسكهم بحريّة كاملة هو مبدأ حريّة الأديان الذي يقرّه الدستور النرويجي
وتقرّه القوانين النرويجية بل توفّر هذه القوانين ضمانات كاملة لأصحاب كافة
الديانات أن يؤدّوا مناسكهم بحرية كاملة رغم علمانية الدولة , وهذه
الخصوصيّة لا وجود لها في فرنسا على سبيل المثال التي رغم إدعّائها للحرية
والعلمانية إلاّ أنّها تحارب الحجاب وتسعى لحظره في المعاهد التربويّة
الفرنسيّة.
وتعود
علاقة سكان دول الشمال والنرويج إحدى هذه الدول بالعالم الإسلامي إلى عهد
الفايكينغ وهم قبائل سويدية ونرويجيّة ودانمركية تشير الدراسات في
الأكاديميات السويدية والنرويجية إلىّ أنّهم توجهوا إلى العالم
الإسلامي , حيث تمكنّوا بين سنتي 700 و 838 من الوصول إلى إسبانيا ودمروا
مدينة اشبيليا كما وصلوا إلى الشمال الإفريقي وإلى المغرب العربي على وجه
التحديد , كما وصلوا إلى العراق أيضا , ومن الشواهد التاريخيّة الموجودة في
بعض المتاحف السويدية والنرويجية وجود مسكوكات للفايكنج قيل أنّ مصدرها
العراق .
ويذكر أن
الكتب التاريخية السويديّة والنرويجية تشير إلى أن الرحّالة المسلم ابن
فضلان قد وصل أرض النرويج والسويد في القرن العاشر الميلادي بصحبة مجموعة
من الفايكينغ ويعتبر ابن فضلان أول مسلم يطأ أرض النرويج والسويد وبلاد
شمال العالم عموما وقد كتب ابن فضلان العديد من مشاهداته في هذه الدول .
ويشار أيضا إلى أن الشاعر والأديب النرويجي المعروف وصاحب النشيد الوطني Henrik Vergeland
كان قد دخل الإسلام في بدايات القرن التاسع عشر [حوالي 1820] وأنه قد مات
مسلما وقد تعرفّ إلى الإسلام عن طريق الدراسة والبحث وكان يبحث عن كل الكتب
التي تقدم شرحا عن الإسلام , وكانت المكتبة الملكيّة في النرويج تحوي مئات
الكتب التي تتحدث عن الإسلام والتي أفاد منها كاتب النشيد النرويجي والذي
يعتبر من أكبر الأدباء النرويجيين على الإطلاق وقد كان مما كتبه لوالده
قبيل وفاته: إنني أموت وأنا أؤمن بالإله الواحد وقد لعب المسلمون المهاجرون
في تفعيل الوجود الإسلامي في النرويج من خلال المؤتمرات الإسلامية التي
يقيمونها ويدعون إليها مفكرين إسلاميين من العالم الإسلامي.
نظرا
للغنى الشديد الذي تتمتّع به النرويج ونظرا لكثرة نسبة العجزة فيها حيث
وصلت نسبة العجزة إلى أكثر من 14 بالمائة , فإنّ النرويج تعتبر من الدول
المانحة لحقّ اللجوء السياسي والإنساني بمعدلات مرتفعة نسبيا وقد شرعت منذ
الستينيّات في استقبال اللاجئين واتفقت مع مفوضيّة شؤون اللاجئين التابعة
لجمعية الأمم المتحدّة على أن تأخذ سنويّا حصّة من اللاجئين من مختلف دول
العالم , بالإضافة إلى الذين تمكنوا من الوصول إلى النرويج بجوازات أو
تأشيرات مزورّة أو عبر تقديم مبالغ ماليّة طائلة لمهربّي البشر من دول
العالم الثالث إلى الدول المانحة للجوء ومنها النرويج.
وقد وصل عدد الأجانب بتاريخ 01/01/2000 م بغض النظر عن أصولهم وجذورهم إلى
260 ألفا و 700 مهاجرا بمن فيهم المولودون في النرويج وهم من عوائل مهاجرة
ونصف هؤلاء من دول العالم الثالث والعالم الإسلامي على وجه التحديد أما
نسبة الذين قدموا من دول اسكندنافية مجاورة فتصل إلى 20% ويتجمع أغلب
المهاجرين والمسلمين منهم أيضا في المدن الكبيرة لا سيما أوسلو العاصمة
التي تصل نسبة الأجانب فيها إلى 18% وقد
بدأ دخول الإسلام إلى النرويج بشكل ملحوظ في بداية الستينات حيث كانت
النرويج بحاجة إلى أيدي عاملة فكان العمال الأتراك والباكستانيون وبعض
العرب من فلسطين ولبنان ومن بعد ذلك العراق والمغرب العربي من أوائل
المهاجرين المسلمين الذين دخلوا النرويج ثم توالت جنسيات أخرى مثل
البوسنيين والألبان ليصل عدد المسلمين مع بداية عام 2000 إلى أكثر من 65
ألف مسلم وقد تم إنشاء أول مسجد في مدينة أوسلو عام 1974 ثم توالت الجمعيات
والمساجد تبعا لعدد المسلمين وحاجتهم أما الآن فإن مدينة أوسلو تضم أكثر
من 30 جمعية ومسجد بين كبير وصغير.
وكلما كان عدد المسلمين يتزايد , كانوا يتجمعون في جمعيّات إسلامية
ويحصلون على مساعدات من البلديات النرويجية لإقامة مساجد أو تجمعات للصلاة ,
كما كان المسلمون يبادرون إلى إقامة مدارس إسلامية خاصة لتدريس اللغة
العربية والدين الإسلامي , والأمر الذي أتاح للمسلمين في النرويج أن يؤدوّا
مناسكهم بحريّة كاملة هو مبدأ حريّة الأديان الذي يقرّه الدستور النرويجي
وتقرّه القوانين النرويجية بل توفّر هذه القوانين ضمانات كاملة لأصحاب كافة
الديانات أن يؤدّوا مناسكهم بحرية كاملة رغم علمانية الدولة , وهذه
الخصوصيّة لا وجود لها في فرنسا على سبيل المثال التي رغم إدعّائها للحرية
والعلمانية إلاّ أنّها تحارب الحجاب وتسعى لحظره في المعاهد التربويّة
الفرنسيّة.
وتعود
علاقة سكان دول الشمال والنرويج إحدى هذه الدول بالعالم الإسلامي إلى عهد
الفايكينغ وهم قبائل سويدية ونرويجيّة ودانمركية تشير الدراسات في
الأكاديميات السويدية والنرويجية إلىّ أنّهم توجهوا إلى العالم
الإسلامي , حيث تمكنّوا بين سنتي 700 و 838 من الوصول إلى إسبانيا ودمروا
مدينة اشبيليا كما وصلوا إلى الشمال الإفريقي وإلى المغرب العربي على وجه
التحديد , كما وصلوا إلى العراق أيضا , ومن الشواهد التاريخيّة الموجودة في
بعض المتاحف السويدية والنرويجية وجود مسكوكات للفايكنج قيل أنّ مصدرها
العراق .
ويذكر أن
الكتب التاريخية السويديّة والنرويجية تشير إلى أن الرحّالة المسلم ابن
فضلان قد وصل أرض النرويج والسويد في القرن العاشر الميلادي بصحبة مجموعة
من الفايكينغ ويعتبر ابن فضلان أول مسلم يطأ أرض النرويج والسويد وبلاد
شمال العالم عموما وقد كتب ابن فضلان العديد من مشاهداته في هذه الدول .
ويشار أيضا إلى أن الشاعر والأديب النرويجي المعروف وصاحب النشيد الوطني Henrik Vergeland
كان قد دخل الإسلام في بدايات القرن التاسع عشر [حوالي 1820] وأنه قد مات
مسلما وقد تعرفّ إلى الإسلام عن طريق الدراسة والبحث وكان يبحث عن كل الكتب
التي تقدم شرحا عن الإسلام , وكانت المكتبة الملكيّة في النرويج تحوي مئات
الكتب التي تتحدث عن الإسلام والتي أفاد منها كاتب النشيد النرويجي والذي
يعتبر من أكبر الأدباء النرويجيين على الإطلاق وقد كان مما كتبه لوالده
قبيل وفاته: إنني أموت وأنا أؤمن بالإله الواحد وقد لعب المسلمون المهاجرون
في تفعيل الوجود الإسلامي في النرويج من خلال المؤتمرات الإسلامية التي
يقيمونها ويدعون إليها مفكرين إسلاميين من العالم الإسلامي.