موسوعة الشعر العربي : العصر الأندلسي - ابن هانئ الأندلسي - قصيدة أقوى المُحَصَّبُ من هادٍ ومن هِيدِ
-----------------------------------
أقوى المُحَصَّبُ من هادٍ ومن هِيدِ
وودّعونا لطيّاتٍ عباديدِ
ما أنسَ لا أنسَ إجفالَ الحجيجِ بنا
و الرّاقصاتِ من المهريّة ِ القُود
ذا موقفُ الصُّبّ من مرمى الجمار ومن
مَشاخبِ البُدْنِ قَفْراً غير معهود
و موقفُ الفتياتِ النَّاسكاتِ ضحى ً
يَعْثُرْنَ في حِبَراتِ الفِتية ِ الصِّيدِ
يُحْرِ من في الرَّيطِ من مثنَى وواحدة ٍ
و ليسَ يحرِمن إلاّ في المواعيدِ
ذواتُ نَبْلٍ ضَعافٍ وهي قاتلة ٌ
وقد يُصِيبُ كَمِيّاً سَهمُ رِعديد
قد كنتُ قَنّاصَها أيّامَ أذعَرُها
غِيدَ السّوالفِ في أياميَ الغِيدِ
إذ لا تبيتُ ظباءُ الوحشِ نافرة ً
ولا تُراعُ مَهاة ُ الرملَ بالسيِّد
لامثلَ وجدي بريعانِ الشباب وقدْ
رأيتُ أملودَ غصني غيرَ أُملود
والشيبُ يضربُ في فوديّ بارقه
والدّهْر يَقدَحُ في شمْلي بتَبديدِ
ورابَني لَوْنُ رأسي إنّه اختلفتْ
فيه الغمائمُ من بِيضٍ ومن سود
إن تبكِ أعيُنُنا للحادثات فقدْ
كَحلننا بعد تغميضٍ بتسهيد
وليسَ ترضى اللّيالي في تصرّفها
إلاّ إذا مزجتْ صاباً بقنديد
لأعرقنّ زماناً راب حادثهُ
إذا استَمَرّ فَألقَى بالمَقَالِيدِ
في اللهِ تصديقُ من أملٍ
وفي المُعِزّ مَعِزِّ البأس والجُود
الواهِبِ البَدَراتِ النُجلِ ضاحِيَة ً
أمثالِ أسِنمَة ِ البُزْلِ الجَلاعيدِ
مصارعَ القَتل أو جاؤوا لموعود
مندَّدِ السمْع في النّادي إذا نودي
لكلّ صوتٍ مجالٌ في مسامعهِ
غيرِ العنيفينِ من لومٍ وتفنيدِ
وعندَ ذي التاجِ بيضُ المكرماتِ وما
عندي له غيرُ تمجيدٍ وتحميد
أتبعتهُ فكري حتى إذا بلغتْ
غاياتها بين تصويبٍ وتصعيد
رأيتُ موضعَ برهانٍ يبينُ وما
رأيتُ موضعَ تكفيفٍ وتحديد
وكان منقذَ نفسي من عمايتها
فقلتُ فيهِ بعلْمٍ لا بتقليدِ
فمن ضميرٍ بصدْقِ القوْلَ مشتملٍ
خُزْرِ العيونِ ومن شُوسٍ مذاويد
ما أجزلَ اللهُ ذخري قبل رؤيتهِ
ولا انتَفعَتُ بإيمانٍ وتوحيد
للهِ منْ سببٍ باللهِ متّصلٍ
وظِلِّ عدلٍ على الآفاقِ ممدود
هادي رشادٍ وبرهانٍ وموعظة ٍ
وبيَّناتٍ وتوفيقٍ وتسْديد
ضِياءُ مُظلمة ِ الأيّامِ داجيَة ٍ
وغيثُ ممحلة ِ الكنافِ جارود
ترى اعاديه في أيام دولتهِ
ما لا يرى حاسدٌ في وجهِ محسود
قد حاكمتْهُ ملوكُ الرّوم في لجبٍ
وكانَ لله حكمٌ غيرُ مَردود
إذ لا ترى هبرزيّاً غيرَ منعفرٍ
منهم ولا جاثليقاً غيرَ مصفود
قضيتَ نحبَ العوالي من بطارقهمْ
وللدّ ماسقِ يومٌ جدُّ مشهود
ذَمّوا قَناكَ وقد ثارَتَ أسِنّتُها
فما تركْنَ وَريداً غيرَ مَورود
أعيا عليه : أيرجو أم يخافُ وقد
رآك تُنْجِزُ مِنْ وعدٍ وتوعيدِ
وقائعٌ كَظَمَتْهُ فانْثنى خَرِساً
كأنّما كَعَمَتْ فاه بجُلمود
حَمَيْتَهُ البَرَّ والبَحرَ الفضاءَ معاً
فما يَمُرّ ببابٍ غيرِ مَسدود
يرى ثُغورَكَ كالعَينِ التي سَلِمتْ
بين المَرَوراتِ منها والقَراديد
يا رُبّ فارعة ِ الأجيالِ راسِيَة ٍ
منها وشاهقة ِ الأكنافِ صَيخود
دنا ليمنعَ ركنيها بغاربه
فباتَ يَدعمُ مهدوداً بمهدود
قد كانتِ الرّومُ محذوراً كتائبها
تدني البلادَ على شحطٍ وتبعيد
ملكٌ تأخّر عهدُ الرّومِ من قدمٍ
عنه كأن لم يكن دهراً بمعهود
حلّ الذي أحكموه في العزائم منْ
عقدٍ وما جرّبوه في المكائيد
وشاغَبوا اليمَّ ألفَيْ حِجّة ٍ كَمَلاً
وهم فوارسُ قاريّاتِهِ السُّود
فاليومَ قد طمستْ فيه مسالكهم
من كلّ لاحبِ نَهْجِ الفُلْكِ مقصود
لو كنتَ سائلهم في اليمّ ما عرفوا
سفعَ السّفائن من عفرِ الملاحيد
هَيهاتَ راعَهُمُ في كلّ مُعْتَرَكٍ
مللُ الملوكِ وصنديدُ الصّناديد
من مَعَشرٍ تَسَعُ الدنيا نفوسُهُمُ
ولا يبيتُ على أحناءِ مفؤود
ذو هيبة ٍ تُتّقيَ من غيرِ بائقة ٍ
وحِكمة ٍ تُجْتَنى من غيرِ تعقيد
من معشرٍ تسعث الدنيا نفوسهمُ
والناسُ ما بينَ تضييقٍ وتنكيد
لو أصحروا في فضاءٍ من صدورهمُ
سدّوا عليكَ فروجَ البيدِ بالبيد
اولئك الناسُ أن عدّوا بأجمعهم
ومَن سواهم فَلَغْوٌ غيرُ معدود
والفرقُ بين الوَرَى جمْعاً وبينَهُمُ
كالفرقِ ما بينَ معدومٍ وموجود
إن كانَ للجودِ بابٌ مرتجٌ غلقٌ
فأنتَ تُدْني إليَهِ كلّ إقليدِ
كأنَّ حلمكَ أرسَى الأرض أو عُقدتْ
به نواصي ذرى أعلامها القودِ
لكَ المواهبُ أولاها وآخرها
عطاءُ ربٍّ عطاءٌ غيرُ مجدودِ
باقٍ ومن أثَرٍ في النّاسِ محمودِ
باقس ومن أثرٍ في النّاسِ محمودِ
لو خلّدَ الدّهرُ ذا عزّ لعزّتهِ
كنتَ الحقَّ بتعميرٍ وتخليدِ
تَبلى الكرامُ وآثارُ الكرامِ وما
تَزدادُ في كلّ عَصرٍ غيرَ تجديدِ
-----------------------------------
أقوى المُحَصَّبُ من هادٍ ومن هِيدِ
وودّعونا لطيّاتٍ عباديدِ
ما أنسَ لا أنسَ إجفالَ الحجيجِ بنا
و الرّاقصاتِ من المهريّة ِ القُود
ذا موقفُ الصُّبّ من مرمى الجمار ومن
مَشاخبِ البُدْنِ قَفْراً غير معهود
و موقفُ الفتياتِ النَّاسكاتِ ضحى ً
يَعْثُرْنَ في حِبَراتِ الفِتية ِ الصِّيدِ
يُحْرِ من في الرَّيطِ من مثنَى وواحدة ٍ
و ليسَ يحرِمن إلاّ في المواعيدِ
ذواتُ نَبْلٍ ضَعافٍ وهي قاتلة ٌ
وقد يُصِيبُ كَمِيّاً سَهمُ رِعديد
قد كنتُ قَنّاصَها أيّامَ أذعَرُها
غِيدَ السّوالفِ في أياميَ الغِيدِ
إذ لا تبيتُ ظباءُ الوحشِ نافرة ً
ولا تُراعُ مَهاة ُ الرملَ بالسيِّد
لامثلَ وجدي بريعانِ الشباب وقدْ
رأيتُ أملودَ غصني غيرَ أُملود
والشيبُ يضربُ في فوديّ بارقه
والدّهْر يَقدَحُ في شمْلي بتَبديدِ
ورابَني لَوْنُ رأسي إنّه اختلفتْ
فيه الغمائمُ من بِيضٍ ومن سود
إن تبكِ أعيُنُنا للحادثات فقدْ
كَحلننا بعد تغميضٍ بتسهيد
وليسَ ترضى اللّيالي في تصرّفها
إلاّ إذا مزجتْ صاباً بقنديد
لأعرقنّ زماناً راب حادثهُ
إذا استَمَرّ فَألقَى بالمَقَالِيدِ
في اللهِ تصديقُ من أملٍ
وفي المُعِزّ مَعِزِّ البأس والجُود
الواهِبِ البَدَراتِ النُجلِ ضاحِيَة ً
أمثالِ أسِنمَة ِ البُزْلِ الجَلاعيدِ
مصارعَ القَتل أو جاؤوا لموعود
مندَّدِ السمْع في النّادي إذا نودي
لكلّ صوتٍ مجالٌ في مسامعهِ
غيرِ العنيفينِ من لومٍ وتفنيدِ
وعندَ ذي التاجِ بيضُ المكرماتِ وما
عندي له غيرُ تمجيدٍ وتحميد
أتبعتهُ فكري حتى إذا بلغتْ
غاياتها بين تصويبٍ وتصعيد
رأيتُ موضعَ برهانٍ يبينُ وما
رأيتُ موضعَ تكفيفٍ وتحديد
وكان منقذَ نفسي من عمايتها
فقلتُ فيهِ بعلْمٍ لا بتقليدِ
فمن ضميرٍ بصدْقِ القوْلَ مشتملٍ
خُزْرِ العيونِ ومن شُوسٍ مذاويد
ما أجزلَ اللهُ ذخري قبل رؤيتهِ
ولا انتَفعَتُ بإيمانٍ وتوحيد
للهِ منْ سببٍ باللهِ متّصلٍ
وظِلِّ عدلٍ على الآفاقِ ممدود
هادي رشادٍ وبرهانٍ وموعظة ٍ
وبيَّناتٍ وتوفيقٍ وتسْديد
ضِياءُ مُظلمة ِ الأيّامِ داجيَة ٍ
وغيثُ ممحلة ِ الكنافِ جارود
ترى اعاديه في أيام دولتهِ
ما لا يرى حاسدٌ في وجهِ محسود
قد حاكمتْهُ ملوكُ الرّوم في لجبٍ
وكانَ لله حكمٌ غيرُ مَردود
إذ لا ترى هبرزيّاً غيرَ منعفرٍ
منهم ولا جاثليقاً غيرَ مصفود
قضيتَ نحبَ العوالي من بطارقهمْ
وللدّ ماسقِ يومٌ جدُّ مشهود
ذَمّوا قَناكَ وقد ثارَتَ أسِنّتُها
فما تركْنَ وَريداً غيرَ مَورود
أعيا عليه : أيرجو أم يخافُ وقد
رآك تُنْجِزُ مِنْ وعدٍ وتوعيدِ
وقائعٌ كَظَمَتْهُ فانْثنى خَرِساً
كأنّما كَعَمَتْ فاه بجُلمود
حَمَيْتَهُ البَرَّ والبَحرَ الفضاءَ معاً
فما يَمُرّ ببابٍ غيرِ مَسدود
يرى ثُغورَكَ كالعَينِ التي سَلِمتْ
بين المَرَوراتِ منها والقَراديد
يا رُبّ فارعة ِ الأجيالِ راسِيَة ٍ
منها وشاهقة ِ الأكنافِ صَيخود
دنا ليمنعَ ركنيها بغاربه
فباتَ يَدعمُ مهدوداً بمهدود
قد كانتِ الرّومُ محذوراً كتائبها
تدني البلادَ على شحطٍ وتبعيد
ملكٌ تأخّر عهدُ الرّومِ من قدمٍ
عنه كأن لم يكن دهراً بمعهود
حلّ الذي أحكموه في العزائم منْ
عقدٍ وما جرّبوه في المكائيد
وشاغَبوا اليمَّ ألفَيْ حِجّة ٍ كَمَلاً
وهم فوارسُ قاريّاتِهِ السُّود
فاليومَ قد طمستْ فيه مسالكهم
من كلّ لاحبِ نَهْجِ الفُلْكِ مقصود
لو كنتَ سائلهم في اليمّ ما عرفوا
سفعَ السّفائن من عفرِ الملاحيد
هَيهاتَ راعَهُمُ في كلّ مُعْتَرَكٍ
مللُ الملوكِ وصنديدُ الصّناديد
من مَعَشرٍ تَسَعُ الدنيا نفوسُهُمُ
ولا يبيتُ على أحناءِ مفؤود
ذو هيبة ٍ تُتّقيَ من غيرِ بائقة ٍ
وحِكمة ٍ تُجْتَنى من غيرِ تعقيد
من معشرٍ تسعث الدنيا نفوسهمُ
والناسُ ما بينَ تضييقٍ وتنكيد
لو أصحروا في فضاءٍ من صدورهمُ
سدّوا عليكَ فروجَ البيدِ بالبيد
اولئك الناسُ أن عدّوا بأجمعهم
ومَن سواهم فَلَغْوٌ غيرُ معدود
والفرقُ بين الوَرَى جمْعاً وبينَهُمُ
كالفرقِ ما بينَ معدومٍ وموجود
إن كانَ للجودِ بابٌ مرتجٌ غلقٌ
فأنتَ تُدْني إليَهِ كلّ إقليدِ
كأنَّ حلمكَ أرسَى الأرض أو عُقدتْ
به نواصي ذرى أعلامها القودِ
لكَ المواهبُ أولاها وآخرها
عطاءُ ربٍّ عطاءٌ غيرُ مجدودِ
باقٍ ومن أثَرٍ في النّاسِ محمودِ
باقس ومن أثرٍ في النّاسِ محمودِ
لو خلّدَ الدّهرُ ذا عزّ لعزّتهِ
كنتَ الحقَّ بتعميرٍ وتخليدِ
تَبلى الكرامُ وآثارُ الكرامِ وما
تَزدادُ في كلّ عَصرٍ غيرَ تجديدِ