بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة قصص ومواعظ: من قصص التائبون
الخمر أم الخبائث والعابد محمد بن هارون الخرساني
أن هذه القصة هي إحدى القصص الواقعية التي نقلتها لنا العديد من الكتب الفقهية الصحيحة, التي خلفها لنا علماء المسلمين على مر العصور والأزمان ليس من أجل التسلية, وأنما من أجل العبرة والموعظة الحسنة...
يحكي الشيخ محمد الزغبي تلك القصة
العابد الزاهد : فضيل بن عياض
في إحدى سفراته للحج لبيت الله الحرام
وبينما هم بالموقف العظيم بعرفة
أخذته سنة من النوم فرأى في المنام أن منادي نادى
أن الله غفر لأهل الموقف جميعاً إلا واحد
فقام هلعاً خوفاً من أن يكون هو
وعندما عاود الكرة وأخذته سنة أخرى من النوم جاءه المنادي
أن الله غفر لأهل الموقف جميعاً إلا محمد بن هارون الخرساني
فلما استيقظ سأل الناس أين قبيلة خرسان في هذا الموقف ؟
فأشاروا إليه إنهم هناك
فذهب إليهم وسألهم عن شخص يدعى محمد بن هارون الخرساني
فأشاورا : إنه هذا الرجل الصالح العابد
فوجده قائماً يصلي لله عز وجل
وسأل عن حاله فقالوا إنه إما مصلي وإما ذاكر وإما باكي وخاشع
فذهب إليه فضيل بن عياض وقال له لقد رأيت في المنام كذا وكذا
فبكى محمد بن هارون وقال : والله إن لي أربعين سنة أحج كل عام وفي كل عام يأتيني رجل صالح ويقص علي تلك الرؤيا
فقال له فضيل : ويحك ماذا فعلت لعلي أتعظ بك ؟
قال وهو يبكي بكاءً شديداً : في شبابي كنت ألهو وأمرح مع أصدقائي وكنت فتى شقي وكنت أشرب الخمر
ففي ليلة عيد ذهبت مع أصدقائي لهونا كثيرا وشربنا الخمر
فلما عدت إلى بيتي فتحت أمي الباب وإذا بها تنهرني
يا بني كل الناس تبيت في عبادة الله في تلك الليلة المباركة وأنت تشرب الخمر ؟
فلكزتها مرتين وهي تصرخ في وتقول يا بني لقد ضللت
فحملتها ووضعتها في التنور وكان موقد لأنها تطبخ لأجل الإفطار بعد صلاة العيد
واحترقت أمي
نعم وضعتها في النار بيداي
وفي صباح اليوم التالي
ذهبت إلى غرفة أمي كي أوقظها ، فوالله ما دريت ما فعلت بها فقد كنت مغيباً بسبب الخمر
فقالت لي زوجتي : يا ظالم أما تدري ما فعلت بأمك البارحة ؟
قلت : وما فعلت؟
قالت لقد أدخلتها في التنور وهو موقد .. لقد أحرقت أمك يا ظالم وما من أحد استطاع منعك
فذهبت للتنور فإذ بأمي عظامها في التنور
إلهي لقد أحرقت أمي
ومنذ ذلك اليوم وأنا تائب إلى الله آتي كل عام للحج ويرى رجل صالح نفس الرؤيا
فغادره الفضيل بن عياض وفي ليلته
رأى رؤيا أن إذهب لمحمد بن هارون الخرساني وقل له لقد غفر الله لك
فذهب الفضيل بعد استيقاظه لمحمد وقال له أبشر لقد رأيت رؤيا لقد غفر الله لك
....-....
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول "إجتنبوا الخمر فإنها أم الخبائث..
ما يستفاد من القصة:
نستفيد من القصة ما يلي:
1- بيان بعض الأضرار التي تلحقها الخمر أم الخبائث بمن يشربونها ويدمنون عليها, فهي تسبب لهم ذهاب عقولهم وإدراكهم حتى يصبحوا كالحيوانات التي لا تعي شئ, فيقوم المخمور إذا وصل به السكر ذروته بأعمال وتصرفات غير لائقة وهو لا يدرك ذلك, ويقوم بأرتكاب الذنوب والمعاصي والكبائر وهو لا يشعر بشئ, وهل هناك أكبر معصية من أن يقوم الإبن السكران المخمور برمي أمه إلى التنور الملتهب لتحترق بتلك النار ويشوى جسدها حتى يصبح رمادا لأنها تهديه إلى الطريق القويم, ويذهب إلى نومه ولا يشعر بما أقترفه من معصية وما أرتكبه من جرم إلا في الصباح بعد أن يصحو من نومه؟
2- كرم الله عزوجل على المسلمين دون بقية الأمم بأن أنعم عليهم بنعمة التوبة والاستغفار بعد ارتكاب الذنوب, وقبول عباده المذنبين التأبين الخاشعين المتندمين الباكين رغم ما يقترفونه من ذنوب وكبائر عظيمة.
3- أن الواجب على المسلم العاصي الغارق في الذنوب والكبائر أن يتوب ويرجع إلى الله سبحانه وتعالى أن لا يقنط من رحمة الله عزوجل أ, وأن يظل يلح على مولاه بالتوبة والاستغفار والخضوع والتذلل من أجل أن يقبله الله عزوجل ويتوب عليه, ولا ييأس من رحمة الله عزوجل مهما كبرت معصيته ولا يعتقد في غرار نفسه أن الله لن يغفر له ما اقترفه من ذنب ومعصية, فالله سبحانه وتعالى يفرح بعودة عبده كما تفرح الأم بعودة ولدها, وقد فتح الله سبحانه وتعالى لعباده باب الأمل في قبوله عزوجل وغفرانه لذنوبهم ومعاصيهم في قوله تعالى( قل يا عبادي الذين اسرفوا على أنفسهم لا تقطنوا من رحمة الله أن الله يغفر الذنوب جميعا).
4- مدى الفضل الكبير لشعيرة الحج وزيارة بيت الله عزوجل, فالله سبحانه وتعالى يغفر لجميع الحجاج الواقفين في عرفة جميع ما أرتكبوه من ذنوب ومعاصي وأثام وكبائر في حياتهم السابقة حتى ولو بلغت ذنوبهم عنان السماء ويعودون كما ولدتهم أمهاتهم..
سلسلة قصص ومواعظ: من قصص التائبون
الخمر أم الخبائث والعابد محمد بن هارون الخرساني
أن هذه القصة هي إحدى القصص الواقعية التي نقلتها لنا العديد من الكتب الفقهية الصحيحة, التي خلفها لنا علماء المسلمين على مر العصور والأزمان ليس من أجل التسلية, وأنما من أجل العبرة والموعظة الحسنة...
يحكي الشيخ محمد الزغبي تلك القصة
العابد الزاهد : فضيل بن عياض
في إحدى سفراته للحج لبيت الله الحرام
وبينما هم بالموقف العظيم بعرفة
أخذته سنة من النوم فرأى في المنام أن منادي نادى
أن الله غفر لأهل الموقف جميعاً إلا واحد
فقام هلعاً خوفاً من أن يكون هو
وعندما عاود الكرة وأخذته سنة أخرى من النوم جاءه المنادي
أن الله غفر لأهل الموقف جميعاً إلا محمد بن هارون الخرساني
فلما استيقظ سأل الناس أين قبيلة خرسان في هذا الموقف ؟
فأشاروا إليه إنهم هناك
فذهب إليهم وسألهم عن شخص يدعى محمد بن هارون الخرساني
فأشاورا : إنه هذا الرجل الصالح العابد
فوجده قائماً يصلي لله عز وجل
وسأل عن حاله فقالوا إنه إما مصلي وإما ذاكر وإما باكي وخاشع
فذهب إليه فضيل بن عياض وقال له لقد رأيت في المنام كذا وكذا
فبكى محمد بن هارون وقال : والله إن لي أربعين سنة أحج كل عام وفي كل عام يأتيني رجل صالح ويقص علي تلك الرؤيا
فقال له فضيل : ويحك ماذا فعلت لعلي أتعظ بك ؟
قال وهو يبكي بكاءً شديداً : في شبابي كنت ألهو وأمرح مع أصدقائي وكنت فتى شقي وكنت أشرب الخمر
ففي ليلة عيد ذهبت مع أصدقائي لهونا كثيرا وشربنا الخمر
فلما عدت إلى بيتي فتحت أمي الباب وإذا بها تنهرني
يا بني كل الناس تبيت في عبادة الله في تلك الليلة المباركة وأنت تشرب الخمر ؟
فلكزتها مرتين وهي تصرخ في وتقول يا بني لقد ضللت
فحملتها ووضعتها في التنور وكان موقد لأنها تطبخ لأجل الإفطار بعد صلاة العيد
واحترقت أمي
نعم وضعتها في النار بيداي
وفي صباح اليوم التالي
ذهبت إلى غرفة أمي كي أوقظها ، فوالله ما دريت ما فعلت بها فقد كنت مغيباً بسبب الخمر
فقالت لي زوجتي : يا ظالم أما تدري ما فعلت بأمك البارحة ؟
قلت : وما فعلت؟
قالت لقد أدخلتها في التنور وهو موقد .. لقد أحرقت أمك يا ظالم وما من أحد استطاع منعك
فذهبت للتنور فإذ بأمي عظامها في التنور
إلهي لقد أحرقت أمي
ومنذ ذلك اليوم وأنا تائب إلى الله آتي كل عام للحج ويرى رجل صالح نفس الرؤيا
فغادره الفضيل بن عياض وفي ليلته
رأى رؤيا أن إذهب لمحمد بن هارون الخرساني وقل له لقد غفر الله لك
فذهب الفضيل بعد استيقاظه لمحمد وقال له أبشر لقد رأيت رؤيا لقد غفر الله لك
....-....
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول "إجتنبوا الخمر فإنها أم الخبائث..
ما يستفاد من القصة:
نستفيد من القصة ما يلي:
1- بيان بعض الأضرار التي تلحقها الخمر أم الخبائث بمن يشربونها ويدمنون عليها, فهي تسبب لهم ذهاب عقولهم وإدراكهم حتى يصبحوا كالحيوانات التي لا تعي شئ, فيقوم المخمور إذا وصل به السكر ذروته بأعمال وتصرفات غير لائقة وهو لا يدرك ذلك, ويقوم بأرتكاب الذنوب والمعاصي والكبائر وهو لا يشعر بشئ, وهل هناك أكبر معصية من أن يقوم الإبن السكران المخمور برمي أمه إلى التنور الملتهب لتحترق بتلك النار ويشوى جسدها حتى يصبح رمادا لأنها تهديه إلى الطريق القويم, ويذهب إلى نومه ولا يشعر بما أقترفه من معصية وما أرتكبه من جرم إلا في الصباح بعد أن يصحو من نومه؟
2- كرم الله عزوجل على المسلمين دون بقية الأمم بأن أنعم عليهم بنعمة التوبة والاستغفار بعد ارتكاب الذنوب, وقبول عباده المذنبين التأبين الخاشعين المتندمين الباكين رغم ما يقترفونه من ذنوب وكبائر عظيمة.
3- أن الواجب على المسلم العاصي الغارق في الذنوب والكبائر أن يتوب ويرجع إلى الله سبحانه وتعالى أن لا يقنط من رحمة الله عزوجل أ, وأن يظل يلح على مولاه بالتوبة والاستغفار والخضوع والتذلل من أجل أن يقبله الله عزوجل ويتوب عليه, ولا ييأس من رحمة الله عزوجل مهما كبرت معصيته ولا يعتقد في غرار نفسه أن الله لن يغفر له ما اقترفه من ذنب ومعصية, فالله سبحانه وتعالى يفرح بعودة عبده كما تفرح الأم بعودة ولدها, وقد فتح الله سبحانه وتعالى لعباده باب الأمل في قبوله عزوجل وغفرانه لذنوبهم ومعاصيهم في قوله تعالى( قل يا عبادي الذين اسرفوا على أنفسهم لا تقطنوا من رحمة الله أن الله يغفر الذنوب جميعا).
4- مدى الفضل الكبير لشعيرة الحج وزيارة بيت الله عزوجل, فالله سبحانه وتعالى يغفر لجميع الحجاج الواقفين في عرفة جميع ما أرتكبوه من ذنوب ومعاصي وأثام وكبائر في حياتهم السابقة حتى ولو بلغت ذنوبهم عنان السماء ويعودون كما ولدتهم أمهاتهم..