منتديات فرسان المعرفة

أهلا وسهلا زائرنا الكريم ومرحبا بك في منتديات فرسان المعرفة منتديات التميز والابداع ونتمنى أن تكون زيارتك الأولى مفتاحا للعودة إليه مرة أخرى والانضمام إلى أسرة المنتدى وأن تستفيد إن كنت باحثا وتفيد غيرك إن كنت محترفا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات فرسان المعرفة

أهلا وسهلا زائرنا الكريم ومرحبا بك في منتديات فرسان المعرفة منتديات التميز والابداع ونتمنى أن تكون زيارتك الأولى مفتاحا للعودة إليه مرة أخرى والانضمام إلى أسرة المنتدى وأن تستفيد إن كنت باحثا وتفيد غيرك إن كنت محترفا

منتديات فرسان المعرفة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الشمول والتنوع والتميز والإبداع

قال تعالى ( يا أيها الذين أمنوا اذكروا الله كثيراً وسبحوه بكرة وأصيلا)أ
عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(من قال صبيحة يوم الجمعة قبل صلاة الغداة , أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاث مرات غفرالله ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر)
عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه كان يدعو بهذا الدعاء "اللهم! اغفر لي خطيئتي وجهلي. وإسرافي في أمري. وما أنت أعلم به مني. اللهم! اغفر لي جدي وهزلي. وخطئي وعمدي. وكل ذلك عندي. اللهم! اغفر لي ما قدمت وما أخرت. وما أسررت وما أعلنت. وما أنت أعلم به مني. أنت المقدم وأنت المؤخر. وأنت على كل شيء قدير". رواه مسلم في صحيحه برقم (2719)
عن عقبة بن عامر رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ويصلي ركعتين يقبل بقلبه ووجهه عليهما إلا وجبت له الجنة)رواه مسلم وأبو داود وابن ماجة وابن خزيمة في صحيحة
عن أبي هريرة رضى الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "اللهم! أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري. وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي. وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي. واجعل الحياة زيادة لي في كل خير. واجعل الموت راحة لي من كل شر". رواه مسلم في صحيحه برقم (2720)
عن أبي الأحوص، عن عبدالله رضى الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه كان يقول "اللهم! إني أسألك الهدى والتقى، والعفاف والغنى". رواه مسلم في صحيحه برقم(2721)
عن زيد بن أرقم رضى الله عنه. قال: لا أقول لكم إلا كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كان يقول "اللهم! إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والبخل، والهرم وعذاب القبر. اللهم! آت نفسي تقواها. وزكها أنت خير من زكاها. أنت وليها ومولاها. اللهم! إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها". رواه مسلم في صحيحه برقم(2722)
عن عبدالله رضى الله عنه قال: كان نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا أمسى قال "أمسينا وأمسى الملك لله. والحمد لله. لا إله إلا الله وحده لا شريك له". قال: أراه قال فيهن "له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. رب! أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها. وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها. رب! أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر. رب! أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر". وإذا أصبح قال ذلك أيضا "أصبحنا وأصبح الملك لله". رواه مسلم في صحيحه برقم(2723)
عن عبدالرحمن بن يزيد، عن عبدالله رضى الله عنه . قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمسى قال "أمسينا وأمسى الملك لله. والحمد لله. لا إله إلا الله وحده. لا شريك له. اللهم! إني أسألك من خير هذه الليلة وخير ما فيها. وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها. اللهم! إني أعوذ بك من الكسل والهرم وسوء الكبر. وفتنة الدنيا وعذاب القبر". رواه مسلم في صحيحه برقم(2723)
عن أبي موسى رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره مثل الحي والميت) رواه البخاري.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله, ورجل قلبه معلق بالمساجد إذا خرج منه حتى يعود إليه, ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه, ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه, ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله , ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه) متفق عليه
عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ) روه الشيخان والترمذي.
عن أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعري رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(الطهور شطر الإيمان والحمدلله تملأ الميزان وسبحان الله والحمدلله تملأ أو تملآن ما بين السماء والأرض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه أو موبقها) رواه مسلم. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من قال سبحان الله وبحمده في يومه مائة مرة حُطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر)رواه البخاري ومسلم.
عن أبي سعيد رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( استكثروا من الباقيات الصالحات ) قيل وما هن يارسول الله؟ قال ( التكبير والتهليل والتسبيح والحمدلله ولا حول ولاقوة إلابالله ) رواه النسائي والحاكم وقال صحيح الاسناد.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أحب الكلام إلى الله أربع- لا يضرك بأيهن بدأت: سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر ). رواه مسلم

+2
alasmrani
د.سامي الشريف
6 مشترك

    خطبة جمعة - حرمة دم المسلم

    avatar
    د.سامي الشريف
    المشرف العام
    المشرف العام


    الجنس : ذكر
    الابراج : الجدي
    عدد المساهمات : 469
    نقاط : 15126
    السٌّمعَة : 1214
    تاريخ التسجيل : 24/07/2011
    العمر : 58
    أوسمه : خطبة جمعة - حرمة دم المسلم Ououo_26

    خطبة جمعة - حرمة دم المسلم Empty خطبة جمعة - حرمة دم المسلم

    مُساهمة من طرف د.سامي الشريف الخميس 12 يوليو 2012 - 14:18

    حرمة دم المسلم
    نبذة مختصرة عن الخطبة:
    ألقى فضيلة الشيخ صالح بن محمد آل طالب - حفظه الله - خطبة الجمعة بعنوان: "حرمة دم المسلم"، والتي تحدَّث فيها عن حرمة دماء المسلمين وعِظَم أمرها، وذكر الأدلة من الكتاب والسنة على ذلك، مُشيرًا بذلك لمسألة الانتحار وأن عقابها يوم القيامة عظيم، مُحذِّرًا شباب المسلمين من الولوغ في دماء المسلمين أو غير المسلمين بغير حقٍّ.

    الخطبة الأولى
    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهدِه الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلِل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلَّم وبارَك عليه، وعلى آله وصحبه والتابعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
    أما بعد:
    فاتقوا الله تعالى حق التقوى، واستمسِكوا من الإسلام بالعُروة الوُثقى.
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران: 102].
    التقوى شعورٌ حيٌّ في داخلِك يُشعِرك أن الله يراك ويُراقِبُك ويُحصِي عملك، فاتقوا الله واعلموا أنكم مُلاقوه.
    أيها المسلمون:
    لله في خلقه إبداعٌ وتصوير، وله في ملكوته تكوينٌ مُذهِلٌ وتقدير، السماوات وعُمَّارُها، والأراضون وسُكَّانُها، والبحار وأعماقُها، وكل ما جرى عليه قدر النشأة وإرادة التكوين، كل أولئك بالغاتٌ من الحُسن أعلاه، ومن الجمال ذُراه، ومن الإبداع غايته ومُنتهاه.
    ألا وإن محلَّ الإنسان من ذلك الخَلق، وقدرَه من ذلك الإبداع هو محلُّ الجوهرة من التاج، ومكان الغُرَّة من الجبين، الإنسان أحسنُ خلق الله تقويمًا، وأعدلُه تسويةً وأحكمُه تركيبًا، وأعظمُه حُرمةً وأكثرُه تكريمًا، وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ [الإسراء: 70]، يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ [الانفطار: 6 - 8]، وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ [التين: 1- 4].
    الإنسان بُنيان الله، وهو محلُّ التكليف من الخلق، رُوحه وديعةُ الله فيه، ودمُه أمانةٌ تنسابُ في أورِدَته ومجاريه، خلقَه وسوَّاه ونفخَ فيه من روحه، فأعظمُ الإثم وأشدُّ الحَوْب: أن يعتدي مُعتدٍ فيهدِم ذلك البُنيان، ويستلِبَ تلك الروح، ويُهدِر ذلك الدم، كائنًا من كان المُعتدِي وكائنًا من كان المُعتدَى عليه.
    أما إذا كان المُعتدَى عليه مُسلمًا قد لهَجَ لسانُه بالشهادتين، واطمأنَّ قلبُه بالوحيَيْن، وذلَّتْ جوارِحُه لأحكام الدين؛ فإن العُدوان عليه أشد خطرًا، وأعظمُ وِزرًا، لذا كانت حُرمتُه أشدَّ من حُرمة الكعبة، وكان زوالُ الدين أهون عند الله من قتل رجلٍ مسلمٍ؛ رواه الترمذي، والنسائي.
    إن مكانة الفرد في الإسلام رسالةٌ مُقدَّسةٌ تنزَّلت من رب العالمين: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا [النساء: 93]، وعيدٌ شديد لا يحتاج إلى شرحٍ أو تعقيب.
    أيها المسلمون:
    لقد طال الأمَدُ على الناس بعد الأنبياء، وخبَت في نفوسهم قيمةُ الإنسان وحُرمتُه، فاسترخَصوا الدماء، واستسهَلوا الاعتداء، واحتقَروا الإنسان؛ إما لطمعٍ دنيوي، أو تأوُّلٍ ديني، أو دافعٍ عنصري وقبَلي، أو حِراكٍ سياسي، وجِماعُ ذلك كله: ضعفُ الدين في النفوس وبقايا جاهليةٍ في العقول.
    لقد جاء الإسلام يوم جاء والعربُ ترفُلُ في ثيابٍ من الجهل، حُرمة البهيمة عند بعضهم أشد من حُرمة الإنسان، فلأجل ناقة البَسُوس امتدَّت حربٌ بين العرب لعقود، وذهَبَت فيها كثيرٌ من الأرواح، وانتقَضَت جراحٌ وسالَت شِعابٌ من الدماء، وكانت الحربُ بين الحيَّيْن من العرب تقومُ بسبب بيتٍ من الشعر أو كلمة، وقال قائلُهم: وأمرُ الحرب مبدأُه كلام.
    وكان إذا قُتِل الشريفُ في قومٍ لم يبرُد دمُه إلا بالقِصاص من عددٍ من قومِ القاتل أو أشرافهم، إلى هذا القدر كان التساهُل في الدماء، واسترخاصُ الجِناية والاعتداء.
    وكلما خبَت أنوار العلم في أمة، وتضاءَل الدينُ في نفوس أفرادها؛ كلما اقتبَسوا من تلك الجاهلية شُعَلاً، واستمدُّوا من جهلها جهلاً، إلى أن جاء الإسلام فكرَّم الإنسان، وجعل أول ما جعل معبودَه الله، وخلَّصه من عبادة الشجر والحجر، ثم أسَّس وعظَّم مسألة الدماء؛ فأكَّد القرآنُ الكريمُ شريعةً غابرةً من شرائع بني إسرائيل، فقال الله - عز وجل -: مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا [المائدة: 32].
    لأن الاستهانة بحياة واحدٍ هي استهانةٌ بحياة الناس كلهم، وقتلُ النفس الواحدة هو بمثابة قتل الإنسانية جمعاء، فجعل الواحدَ يُساوي أمةً في حُرمة دمه، بعكس الجاهلية التي جعلت الأمةَ من الناس تُساوي واحدًا، إلا إنه عند الإحياء جعل القرآنُ إحياءَ الواحد يُساوي إحياءَ أمة.
    وتوالَت النصوص وتتابَعَت التشريعات تحفظُ للإنسان دمَه، وتحرِمُ رُوحه وحقَّه في الحياة مُسلمًا كان أو كافرًا؛ بل إن أعظم ذنبٍ - وهو الشرك - أجمعَت الأمة على أن لمن اقترَفَه توبة منه - وهو الإسلام والتوحيد -، في حين أن القاتل اختلف أهلُ العلم فيه هل له توبةٌ أو لا؟ إلى هذا الحد بلغ الخطرُ في التعرُّض للإنسان قتلاً كان أو جرحًا، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كل دمٍ عسى الله أن يغفره إلا الرجل يموتُ كافرًا، أو الرجل يقتل مؤمنًا متعمِّدًا»؛ أخرجه أبو داود، وقال الحاكم: صحيحٌ الإسناد، وأخرجه النسائي أيضًا.
    وقد كان ابن عباس وجمعٌ من الصحابة - رضي الله عنهم - يرون أنه لا توبة لقاتل المؤمن عمدًا.
    وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لن يزال المسلمُ في فُسحةٍ من دينه ما لم يُصِب دمًا حرامًا»؛ رواه البخاري.
    وعن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: "إن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسَه فيها: سفكَ الدم الحرام بغير حِلِّه"؛ رواه البخاري.
    وفي التنزيل العزيز: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا [الفرقان: 68، 69].
    وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أول ما يُقضَى بين الناس في الدماء»؛ أخرجه البخاري ومسلم.
    وفي "الصحيحين" قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أكبرُ الكبائر: الشرك بالله، وقتل النفس ..» الحديث.
    عباد الله:
    ولأن الله اختصَّ بشأن هذه النفس وبأمر الروح فلا يملِك الإنسانُ أن يعتدِي على نفسه، أو يُزهِقَ روحَه، فهي وديعةُ الله ومُلكُه، ليس لصاحبها إلا حراستُها حتى تُستوفَى منه، فمن حاول الاعتداء على نفسه ولم يمُت عُوقِبَ، وإن مات فوعِيدُه في الآخرة شديد، وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا [النساء: 29، 30].
    إن الانتحار والإلقاء بالنفس للهلاك جريمةٌ واعتداء تجاه الفطرة والإنسانية والدين، عن جُندب - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «كان برجلٍ جراحٌ فقتلَ نفسَه، فقال الله: بَدَرَني عبدي بنفسه، حرَّمتُ عليه الجنة»؛ رواه البخاري ومسلم.
    وفي "الصحيحين" أيضًا: شهِدَ النبي - صلى الله عليه وسلم - لقاتل نفسه بالنار مع أنه كان يُجاهِد مع المسلمين، لكنه جزِعَ من جِراحه.
    أيها المكروبون:
    من خاف شيئًا أو أصابه بلاء، أو نزلت به محنةٌ أو اشتدَّت عليه كُربة، فلا يجوز له أبدًا أن يقتُل نفسَه، فإن فعل فإن مصيره إلى النار.
    إن بروز ظاهرة الانتحار تستلزِم من أرباب التربية والمُصلِحين وقفةً جادَّةً تجاه ملاحظة أصحابها وأسبابها ومُؤجِّجاتها؛ من ضعف الدين، والانحراف، والبَطَالة، وتعاطِي المُسكِرات والمُخدِّرات، ومُثيرات الضغوط النفسية في الحياة، يجبُ أن يُعالَج كل ما يؤدِّي إلى اليأس والإحباط، وأن تُربَّى النفوس على الإيمان بالله، والاعتصام به، واللَّجَأ إليه، وما يؤدِّي إلى الطمأنينة بالله، ولا يكون ذلك إلا بالتزكية بالإيمان.
    عباد الله:
    ولما اقتضَت سنة الله في الكون أن يتعاظَم الشر في بعض النفوس فلا تنتهي عن شرها إلا بالقتل، وأن يصطرع الهدى والضلال فلا يحكم بينهم إلا السيف؛ كانت شِرعة الله العادلة: وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة: 179]، القِصاص إبقاءٌ على الحياة كلها، وربطَ الأمرَ بالتقوى؛ لأنه بغير التقوى لا تقوم شريعة، ولا يُفلِح قانون، ولا يتحرَّج مُتحرِّج.
    وما أكثر الأمراض النفسية والفكرية التي تظهر أو تخفى في سلوك الأفراد، وقد شُرِعت سيرٌ وعباداتٌ منوعة يستشفي بها الذين ينشُدون العافية، والذين يُؤثِرون حياة الشرف والسِّلم، فلا يبسُطون أيديهم بالأذى، ولا يلَغون في دمٍ أو عِرضٍ أو مال؛ فهل نعتذِر لشخصٍ يهتِك الحُرمات؛ لأنه مُستطار الشهوة، أو نعتذِر لسفَّاكٍ يُرخِصُ الدماء؛ لأنه مُنحرِف المزاج، وإلا فلماذا إذًا تُقتل الكلابُ المسعورة والذئابُ المُغتالة.
    إن القاتل يُقتل ولا مساغ للجدال عنه، وإن القِصاص في النفس والأطراف شريعةٌ قديمة عادلةٌ حكيمة: وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ [المائدة: 45]، وكانت الشريعةُ حاسمةً في صيانة النفس بلا تهاونٍ ولا تساهُل.
    أيها المسلمون:
    أحكام القِصاص والمغازي والحروب من أدق الأحكام وأكثرها تفصيلاً، وجُعِل أمرُها لأمراء المسلمين وقضاتهم، واحتيطَ في أمرها أشد الاحتياط، وكم غضب النبي - صلى الله عليه وسلم - وتبرَّأ من فعل بعض أصحابه حين اجتهدوا وتجاوزوا في مقاتلة المُشركين، وعاتَبَ أسامة بن زيد عتابًا مُرًّا، وقال: «أقتلتَه بعد ما قال: لا إله إلا الله» حتى قال أسامة: ودِدتُ أني لم أُسلِم إلا حينئذٍ؛ متفق عليه.
    وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من خرج على أمتي يضرِبُ بَرَّها وفاجِرَها، ولا يتحاشَى من مؤمنها ولا يفي لذي عهدٍ عهدَه فليس مني ولستُ منه»؛ أخرجه مسلم.
    ألا فليسمع ذلك وليعِه شبابٌ أغرار جعلوا دماء المسلمين والمُستأمنين مسألةً خاضعةً لنقاش سُفهاء وجُهلاء لم يتجاوزوا ربيع العشرين من أعمارهم، فتنطلق رصاصةٌ هنا وتنفجِر عبوةٌ هناك، سالبةً معها أرواحًا ومُحدِثةً جِراحًا، ويأملون بعد ذلك الأجرَ من الله، وربما كُتِبوا في عِداد الأشقياء وهم لا يعلمون.
    ألا فاتقوا الله تعالى في الدماء، واحذروا التهاون في إزهاق الأنفس والأرواح، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [الأنعام: 151].
    بارك الله لي ولكم في الكتاب والسنة، ونفعنا بما فيهما من الآيات والحكمة، أقول قولي وأستغفر الله تعالى لي ولكم.

    الخطبة الثانية
    الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وأشهد أن لا إلا الله الملك الحق المبين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلَّى الله وسلَّم وبارَك عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابته الغُرِّ الميامين، والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
    أيها المسلمون:
    ولما كانت كثيرٌ من وسائل الإعلام تُربِّي على العُنف قتلاً وجرحًا وضربًا، حتى إن كثيرًا من ألعاب الأطفال عبر الأجهزة والشاشات غصَّت بتلك المشاهد والمظاهر وتفنَّن صُنَّاعُها في جعل الأطفال يعيشون اللُّعبة وأجواءَها، ولما كانت كثيرٌ من المجالس والقنوات تُثير النَّعَرات الجاهلية والعنصرية القبَلية، وتحشن الشباب بتمايُزٍ موهوم، وتواريخ من صراعاتٍ عشائرية طرفَاها الجهل، والمنتصرة فيها الجاهلية، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من قاتَلَ تحت رايةٍ عمِيَّة يغضبُ لعُصبة، أو يدعو إلى عُصبة، أو ينصرُ عُصبةً فقُتِل فقِتلةٌ جاهلية»؛ أخرجه مسلم.
    وقال - صلى الله عليه وسلم -: «سِباب المسلم فسوق، وقِتاله كفر»؛ رواه البخاري ومسلم.
    وقال - صلى الله عليه وسلم -: «إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار». قلتُ: يا رسول الله! هذا القاتل، فما بالُ المقتول؟ قال: «إنه كان حريصًا على قتل صاحبه»؛ رواه البخاري.
    ولما خَبَت كثيرٌ من قِيَم الجمال في النفوس، فأصبح التسامُح ضعفًا، والحلمُ هوانًا، وكتمُ الغيظ ذُلاًّ، ولما أُمِنَت العقوبات في بعض قضايا الاعتداءات أو خفَّت؛ قام سوق المتاجرة بالدماء، ودخل سماسرة العفو والصلح بأموال طائلة ومبالغ باهِظة، كان المجتمع بسبب ذلك كله بيئةً خِصبةً للاعتداءات، وميدانًا للمُشاحنات، واجتُرِئ فيه على الدم والجِراحات.
    إنه لمن المُؤسِف أن تتربَّى بعضُ النفوس على العُدوانية والتربُّص بالآخرين، وأن يحمِل الشبابُ معهم أو في سياراتهم العصيَّ والسكاكين، وعدوهم كل من لا يُعجِبُهم، فما إن يختلفوا مع أحد حتى تنشَب المعارِك، وتُسال الدماء، وتُوقَع جِراحات، والملائكةُ تلعنُ من أشار إلى أخيه بحديدة، وفي "الصحيحين": «من حمل علينا السلاح فليس منا»، وربما وصل الأمر إلى القتل.
    وأروِقة المحاكم ومراكزُ الأمن تئِنُّ من مثل هذا، فما مبعثُ هذه الظاهرة وأسبابُها؟ وما هو طبُّها ودواؤها؟
    إن المجتمع بأفراده ومؤسساته الحكومية والشعبية مسؤولٌ عن هذه الظاهرة ومعنِيٌّ بها، وهي مظهرٌ متخلِّفٌ وواقعٌ مُخجِل يجبُ أن تُبذَل الجهود لمحوه، وتُغرَس معاني الأُخُوَّة والفضيلة، والحب والتآلُف، والإحساس بالانتماء للمجتمع المسلم كالبيت الواحد، وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً [المؤمنون: 52].
    هذا وصلُّوا وسلِّموا على خير البرية، وأزكى البشرية: محمد بن عبد الله، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابته الغُرِّ الميامين، وارضَ اللهم عن الأئمة المهديين، والخلفاء المَرْضِيِّين: أبي بكرٍ، وعمر، وعثمان، وعليٍّ، وعن سائر صحابة نبيك أجمعين، ومن سار على نهجهم واتبع سنتهم يا رب العالمين.
    اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًّا وسائر بلاد المسلمين.
    اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِح أئمتنا وولاة أمورنا، وأيِّد بالحق إمامنا ووليَّ أمرنا، اللهم وفِّقه لهداك، واجعل عمله في رضاك، وهيِّئ له البِطانة الصالحة، وأتِمَّ عليه الصحة والعافية والشفاء، وأسبِغ عليه لباس العافية.
    اللهم وفِّق وليَّ عهده والنائبَ الثاني لما فيه الخير العباد والبلاد، واسلُك بهم سبيل الرشاد، اللهم كن لهم جميعًا مُوفِّقًا مُسدِّدًا لكل خير.
    اللهم ادفع عنا الغلا والوبا، والربا والزنا، والزلازل والمِحَن، وسوء الفتن ما ظهر منها وما بَطَن.
    اللهم أصلِح أحوال المسلمين، اللهم أصلِح أحوال المسلمين في كل مكان، واجمعهم على الحق والهدى، اللهم احقِن دماءهم، اللهم احقِن دماءهم، وآمِنهم في ديارهم، وأرغِد عيشهم، وأصلِح أحوالهم، واكبِت عدوهم، اللهم وانصر المُستضعَفين من المسلمين في كل مكان، اللهم انصرهم في فلسطين، وتحت كل سماء وفوق كل أرضٍ يا رب العالمين، اللهم اجمعهم على الحق يا رب العالمين.
    اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك المؤمنين.
    اللهم عليك بأعداء الدين فإنهم لا يُعجِزونك.
    رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [البقرة: 201].
    اللهم اغفر ذنوبنا، واستر عيوبنا، ويسِّر أمورنا، وبلِّغنا فيما يُرضِيك آمالنا، ربنا اغفر لنا ولوالدينا ووالديهم وذرياتهم، إنك سميع الدعاء.
    اللهم لك الحمد على ما أنعمتَ به علينا من نزول الغيث والأمطار، اللهم زِدنا ولا تنقُصنا، اللهم زِدنا ولا تنقُصنا، وبارِك لنا فيما رزقتَنا، واجعل ما أنزلتَه قوةً لنا على طاعتك وبلاغًا إلى حين.
    ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتُب علينا إنك أنت التواب الرحيم.
    سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.



    _________________

    *******************************************
    خطبة جمعة - حرمة دم المسلم 476007128551819654
    alasmrani
    alasmrani
    فارس نشيط
    فارس نشيط


    الجنس : ذكر
    الابراج : الجدي
    عدد المساهمات : 219
    نقاط : 9851
    السٌّمعَة : 344
    تاريخ التسجيل : 24/07/2011
    العمر : 43
    الموقع : الجزيره العربيه
    المزاج المزاج : رائق وحبوب

    خطبة جمعة - حرمة دم المسلم Empty رد: خطبة جمعة - حرمة دم المسلم

    مُساهمة من طرف alasmrani الخميس 19 يوليو 2012 - 13:13

    جزاك الله خير


    _________________

    *******************************************
    خطبة جمعة - حرمة دم المسلم 4178049171476204832
    alsaidilawyer
    alsaidilawyer
    مدير المنتدى
    مدير المنتدى


    الجنس : ذكر
    الابراج : الدلو
    عدد المساهمات : 4030
    نقاط : 81112
    السٌّمعَة : 2684
    تاريخ التسجيل : 01/03/2010
    العمر : 53
    الموقع : الجمهورية اليمنية - محافظة إب

    خطبة جمعة - حرمة دم المسلم Empty رد: خطبة جمعة - حرمة دم المسلم

    مُساهمة من طرف alsaidilawyer الخميس 19 يوليو 2012 - 13:58


    شكرا
    موضوع رائع
    جزاك الله خيراً في دنياك وأخرتك
    ووفقك لما يحبه ويرضاه
    وأعانك على طاعته
    وجنبك معصيته
    وأسكنك
    الجنة


    _________________

    *******************************************

    خطبة جمعة - حرمة دم المسلم 08310

    خطبة جمعة - حرمة دم المسلم 17904110
    khalidbinbader
    khalidbinbader
    مشرف
    مشرف


    الجنس : ذكر
    الابراج : الميزان
    عدد المساهمات : 92
    نقاط : 5906
    السٌّمعَة : 70
    تاريخ التسجيل : 24/07/2011
    العمر : 44

    خطبة جمعة - حرمة دم المسلم Empty رد: خطبة جمعة - حرمة دم المسلم

    مُساهمة من طرف khalidbinbader السبت 4 أغسطس 2012 - 15:38

    موضوع رائع

    جزاك الله خير
    الماس
    الماس
    مشرف
    مشرف


    الابراج : الثور
    عدد المساهمات : 66
    نقاط : 5783
    السٌّمعَة : 10
    تاريخ التسجيل : 24/02/2012
    العمر : 36

    خطبة جمعة - حرمة دم المسلم Empty رد: خطبة جمعة - حرمة دم المسلم

    مُساهمة من طرف الماس الثلاثاء 7 أغسطس 2012 - 18:22

    خطبة جمعة - حرمة دم المسلم 16714389


    _________________

    *******************************************
    خطبة جمعة - حرمة دم المسلم 1104763541447864449
    avatar
    walid ashrf
    فارس جديد
    فارس جديد


    الجنس : ذكر
    الابراج : الجدي
    عدد المساهمات : 67
    نقاط : 6580
    السٌّمعَة : 40
    تاريخ التسجيل : 17/02/2012
    العمر : 36

    خطبة جمعة - حرمة دم المسلم Empty رد: خطبة جمعة - حرمة دم المسلم

    مُساهمة من طرف walid ashrf الأربعاء 8 أغسطس 2012 - 14:31

    الله يعطيك العافية ويجزيك الجنة
    ورمضان كريم وكل عام والأمة الإسلامية بخير



    _________________

    *******************************************
    خطبة جمعة - حرمة دم المسلم Allahxa2

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت 23 نوفمبر 2024 - 2:53