فضائل الصدق وخصائصه
1- الصدق رأس الفضائل وأجمل الصفات الحميدة:
إن الصدق رأس كل الفضائل وأجمل كل الصفات الحميدة التي يتحلى بها الإنسان وتزيده مع العلم هيبة ووقارا إذ به تُنَال الثقة وتُكْسب الثروة ويطيب العيش فالإنسان الصادق يتصف دائماً بالفضائل والأخلاق فتجده صريحاً لا يرائي , مستقيماً, كريماً, حازماً أميناً قنوعاً رحيماً باراً شجاعاً صابراً عفيفاً متواضعاَ واضحاَ عادلاً بعيدً كل البعد عن الغش والغدر والمكر والخداع .. أما الإنسان الكاذب فأنه بعكس ذلك.
2- الصدق إحدى الضروريات التي يتوقف عليها نظام العالم بأسره:
فبالصدق تثبت الحقوق وتحفظ الأرواح ويعيش الناس في أمان وسلام وإطمئنان ولولاه لضاعت حقوق الناس وأهدرت دمائهم وانتشر الفساد في البر والبحر وعطلت أحكام الله في الأرض ولانتزعت ثقة الناس بعضهم من بعض ولما وصل إليهم شئ من الحقائق في العلوم والأديان.
فالصدق أساس في تقوية القيم الروحية وتزكية النفوس البشرية وتطهير القلوب والرقي بالأمم إلى الفضيلة والصلاح.
3- الصدق أساس النجاح:
فالرجل الصادق يكون دائماً موضع الثقة ومحل الأمانة مبجلاً محترماً مهما كانت درجته لأن الصادق لا يكون خائناً ولا مختلساً ولا مزوراً ولا نماماً ولا مخادعاً ولا غشاشاً, فإن عاملت رجلاً صادقاً كنت في مأمن على نفسك ومالك وعرضك ويكون هو على يقين من رغبة الناس في معاملته فالتاجر لا يعامله الناس إلا إذا اشتهر عنه الصدق في المعاملة, والصانع ينصرف عنه عملاؤه إذا لم يصدق في مواعيده,والطبيب لا يقصده أحد إلا إذا وثق بع الناس وكان صادقاً.
4- الصدق يهدي إلى الإيمان وإلى كل أوجه الخير:
فقد أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بالصدق مؤكداً أن الصدق يهدي إلى البر, حيث قال عليه الصلاة والسلام(عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر , وإن البر يهدي إلى الجنة ,ومايزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً , وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار,ومايزال الرجل يكذب وتحرى الكذب حتى يكتب عندالله كذابا) متفق عليه من حديث ابن مسعود رضى الله عنه.
والبر كلمة جامعة لكل وجوه الخير وكل الأعمال الصالحات,قال تعالى(ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من ءامن بالله واليوم الأخر والملئكة والكتب والنبيين وءاتى المال على حبه ذوى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وءاتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في الباساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون) سورة البقرة الآية 177.
5- الصدق يحمي صاحبه من النفاق:
أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم,أن الكذب هو العلامة الأولى للنِّفاق,حيث قال عليه الصلاة والسلام(آية المنافق ثلاث, إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان) ولا يمكن أن توجد في الشخص الصفتين الأخريتين إلا بعد وجود الصفة الأولى المتمثلة بالكذب, وبما أن الكذب هو ضد الصدق, فإن الشخص الذي يكون خلقه الصدق لا يمكن أن يكون منافقاً, لأن الصادق إما أن يؤمن حقاً ويعلن إسلامه بصدق, وإما أن يتوقف حتى تتبين له الحقيقة فخلق الصدق يمنعه من أن يظهر الإيمان كذباً ويبطن الكفر, كما يمنعه من جحود الحق بعد معرفته وقد قسم الله الناس يوم القيامة إلى صادق ومنافق, فقال(ليجزى الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم) سورة الأحزاب الآية 24.
6- الصدق أحد أسباب دخول الجنة:
عن عبادة بن الصامت رضى الله عنه, أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(اضمنوا لي ستاً من أنفسكم أضمن لكم الجنة:اصدقوا إذا حدثتم, وأوفوا إذا عاهدتم,وأدوا إذا اؤتمنتم,واحفظوا فروجكم, وغضوا أبصاركم وكفوا أيديكم) رواه الإمام أحمد والبيهقي في شعب الإيمان.
فالرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث جعل الصدق أحد عناصر ستة من تحلى بها دخل الجنة,وهذا بلا شك ولا ريب بعد أداءه للفرائض الشرعية الخمسة(الشهادتين والصلاة والصيام والزكاة والحج إذا أستطاع إليه سبيلا) وفي هذا ترغيب بالتحلي بخلق الصدق.
7- الصدق من علامات الإيمان:
عن عائشة رضى الله عنها قالت : سالت رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يعرف المؤمن؟ قال:( بوقاره ولين كلامه, وصدق حديثه) رواه هناد عن مجمع بن يحيى مرسلا, حديث حسن.
وعن صفوان بن سليم: أنه قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أيكون المؤمن جباناً؟ قال: نعم . فقيل له: أيكون المؤمن بخيلاً؟ قال نعم. فقيل: أيكون المؤمن كذاباً؟ قال: لا؟
8- الصدق يوجد التقوى:
إن الصدق في القول والعمل هو أحد الصفات التي توجد في الإنسان التقوى , فالإنسان الصادق مع ربه تعالى في السر والعلانية يكون متقياً له في جميع اقواله وأعماله , والإنسان الصادق مع الناس يكون متقياً لله تعالى في جميع أقواله وأفعاله وقد أكد لنا المولى عزوجل ذلك حيث قال تعالى(أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون) سورة البقرة الآية 177,وقال جل شأنه أيضاً(والذي جاء بالصدق وصَدَقَّ به أولئك هم المتقون) سورة الزمر الآية 33
المراجع:
1- الصدق الفضيلة الجامعة,د. سليمان بن محمد الصغير - الطبعة الأولى 1422هـ - 2001م
2-بصائر ذوي التمييز.
3- أخلاق المسلم , د/ محمد سعيد معيض
4- الوجيز في الأخلاق الإسلامية وأسسها, تأليف: عبد الرحمن الميداني.