الباب التاسع في ذكر الخطب والخطباء والشعر والشعراء وسرقاتهم وكبوات الجياد وهفوات الأمجاد
قيل خطب المأمون فقال اتقوا الله عباد الله وأنتم في مهل بادروا الأجل ولا يغرنكم الأمل فكأني بالموت قد نزل فشغلت المرء شواغله وتولت عنه فواصله وهيئت أكفانه وبكاه جيرانه وصار إلى التراب الخالي بجسده البالي فهو في التراب عفير وإلى ما قدم فقير وقال الشعبي ما سمعت أحدا يخطب إلا تمنيت أن يسكت مخافة أن يخطىء ما خلا زيادا فإنه لا يزداد اكثارا إلا أزداد إحسانا
وخطب علي رضي الله عنه فقال في خطبته عباد الله الموت الموت ليس منه فوت إن أقمتم أخذكم وإن فررتم منه أدرككم الموت معقود بنواصيكم فالنجا النجا والوحا الوحا فإن وراءكم طالبا حثيثا وهو القبر ألا وإن القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار ألا وإنه يتكلم في كل يوم ثلاث كلمات فيقول أنا بيت الظلمة أنا بيت الوحشة أنا بيت الديدان ألا وإن وراء ذلك اليوم يوما أشد منه يوما يشيب فيه الصغير ويسكر فيه الكبير ( تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديدا ) ألا وإن وراء ذلك اليوم يوما أشد منه فيه نار تتسعر حرها شديد وقعرها بعيد وحليها حديد وماؤها صديد ليس لله فيها رحمة قال فبكي المسلمون بكاء شديدا ثم قال ألا وإن وراء ذلك اليوم ( جنة عرضها كعرض السموات والأرض أعدت للمتقين ) أدخلنا الله وإياكم دار النعيم وأجارنا وإياكم من العذاب الأليم
وخطب الحجاج بن يوسف فقال في بعض خطبه أن إبراهيم بن عبد الله بن الحسن رضي الله عنه خطب بالبصرة فقال أيها الناس كل كلام في غير ذكر فهو لغو وكل صمت في غير فكر فهو سهو والدنيا حلم والآخرة يقظة والموت متوسط بينهما ونحن في أضغاث أحلام قيل اجتمع الناس عند معاوية وقام الخطباء لبيعة يزيد وأظهر قوم الكراهة فقام رجل من الخطباء من عذرة يقال له يزيد بن المقنع فاخترط من سيفه شبرا ثم قال أمير المؤمنين هذا وأشار إلى معاوية ثم قال فإن يهلك فهذا وأشار إلى يزيد ثم قال فمن أبى فهذا وأشار إلى سيفه فقال له معاوية أنت سيد الخطباء
فصل في ذكر الشعر والشعراء وسرقاتهم
قيل ما استدعي شارد الشعر بمثل الماء الجاري والشرف العالي والمكان الخضر الخالي وقيل أمسك على النابغة الجعدي أربعين يوما فلم ينطق بالشعر ثم أن بني جعدة غزوا فظفروا فاستخفه الطرب والفرح فرام الشعر فذل له ما أستصعب عليه فقال له قومه والله لنحن بإطلاق لسان شاعرنا أسر منا بالظفر بعدونا وقال أبو نواس ما قلت الشعر حتى رويت لستين امرأة منهن الخنساء وليلى فما ظنك بالرجال وقال الرجال الشعراء أمراء الكلام يتصرفون فيه كيف شاؤا جائز لهم فيه ما لا يجوز لغيرهم من اطلاق المعنى وتقييده ومن تسهيل اللفظ وتعقيده وقيل وفد زياد بن عبد الله على معاوية فقال له أقرأت القرآن قال نعم قال أقرضت القريض قال نعم قال أرويت الشعر قال لا فكتب إلى عبد الله أبا زياد بارك الله لك في ابنك فأروه الشعر فقد وجدته كاملا وأني سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول أرووا الشعر فإنه يدل على محاسن الأخلاق وبقي مساويها وتعلموا الأنساب فرب رحم مجهولة قد وصفت بعريان النسب وتعلموا من النجوم ما يدلكم على سبلكم في البر والبحر ولقد هممت بالهرب يوم صفين فما ثبتني الا قول القائل
( أقول لها اذا جشأت وجاشت ... مكانك تحمدي أو تستريحي )
وقيل لم ير قط أعلم بالشعر والشعراء من خلف الأحمر كان يعمل الشعر على ألسنة الفحول من القدماء فلا يتميز عن مفولهم ثم تنسك فكان يختم القرآن كل يوم وليلة وبذل له بعض الملوك مالا جزيلا على أن يتكلم في بيت من الشعر شكوا فيه فأبى وكان الحسن ابن علي رضي الله عنه يعطي الشعراء فقيل له في ذلك فقال خير مالك ما وقيت به في عرضك وقال أبو الزناد ما رأيت اروى للشعر من عروة قلت له ما أرواك يا أبا عبد الله فقال وما روايتي مع رواية عائشة رضي الله عنها ما كان ينزل بها شيء الا أنشدت فيه شعرا وكان رسول الله يتمثل بقول القائل كفى الإسلام والشيب للمرء ناهيا ولم ينطق به موزونا فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه أشهد أنك رسول الله حقا وتلا قوله تعالى ( وما علمناه الشعر وما ينبغي )
ولنذكر نبذة من سرقات الشعراء وسقطاتهم
فمن ذلك قول قيس بن الخطيم وهو شاعر الأوس وشجاعها
( وما المال والأخلاق الا معارة ... فما استطعت من معروفها فتزود )
وكيف يخفى ما أخذه مع اشتهار قصيدة طرفة بن العبد وهي معلقه على الكعبة يقول فيها
( لعمرك ما الأيام الا معارة ... فما استطعت من معروفها فتزود )
ومن ذلك قول عبدة بن الطيب
( فما كان قيس هلكه هلك واحد ... ولكنه بنيان قوم تهدما )
أخذه من قول امرىء القيس
( فلو أنها نفسي تموت شريتها ... ولكنها نفس تساقط أنفسا )
ويقال من سرق شيئا واسترقه فقد استحقه وهو أن يسرق الشاعر المعنى دون اللفظ فمن السرقة الفاحشة قول كثير في عبد الملك بن مروان
( إذا ما أراد الغزو لم يثن همه ... حصان عليها عقد در يزينها )
أخذه من قول الحطيئة ولم يغير سوى الروي
( إذا ما أراد الغزو لم يثن همه ... حصان عليها لؤلؤ وشنوف )
وجرير على سعة تبحره وقدرته على غرر الشعر وابتكار الكلام نقل قوله
( فلو كان الخلود بفضل قوم ... على قوم لكان لنا الخلود )
من قول زهير وهو شعر مشهور يحفظه الصبيان وترويه النسوان وهو
( فلو كان حمد يخلد المرء لم يمت ... ولكن حمد المرء غير مخلد )
وقد قال الشماخ
( وأمر ترجي النفس ليس بنافع ... وآخر تخشى ضيره لا يضيرها )
وهو مأخوذ من قول الآخر
( ترجي النفوس الشيء لا تستطيعه ... وتخشى من الأشياء ما لا يضيرها )
وأبو تمام مع قوته وقدرته على الكلام يقول
( وأحسن من نور تفتحه الصبا ... بياض العطايا في سواد المطالب )
أخذه من قول الأخطل
( رأيت بياضا في سواد كأنه ... بياض العطايا في سواد المطالب )
ومن سقطات الشعراء
ما قيل أن أبا العتاهية كان مع تقدمه في الشعر كثير السقط روي أنه لقي محمد ابن مبادر بمكة فمازحه وضاحكه ثم أنه دخل على الرشيد فقال يا أمير المؤمنين هذا شاعر البصرة يقول قصيدة في كل سنة وأنا أقول في كل سنة مائتي قصيدة فأدخله الرشيد إليه وقال ما هذا الذي يقول أبو العتاهية فقال يا أمير المؤمنين لو كنت أقول كما يقول
( ألا يا عتبة الساعه ... أموت الساعة الساعه )
لقلت كثيرا ولكني أقول
( ابن عبد الحميد يوم توفى ... هد ركنا ما كان بالمهدود )
( ما درى نعشه ولا حاملوه ... ما على النعش من عفاف وجود )
فأعجب الرشيد قوله وأمر له بعشرة آلاف درهم فكاد أبو العتاهية يموت غما وأسفا وكان بشار بن برد يسمونه أبا المحدثين ويسلمون إليه في الفضيلة والسبق وبعض أهل اللغة يستشهد بشعره ومع ذلك قال
( إنما عظم سليمى حبتي ... قصب السكر لا عظم الحمل )
( واذا أدنيت منها بصلا ... غلب المسك على ريح البصل )
هذا مع قوله
( اذا قامت لمشيتها تثنت ... كأن عظامها من خيزران )
ومع قوله في الفخر
( كأن مثار النقع فوق رؤسنا ... وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه )
ومع قوله أيضا
( اذا أنت لم تشرب مرارا على القذى ... ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه )
وأبو الطيب المتنبي في فضله المشهور وأخذه بزمام الكلام وقوته على رقائق المعاني وعلى ما في شعره من الحكم والأمثال السائرة يقول
( وضاقت الأرض حتى صار هاربهم ... اذا رأى غير شيء ظنه رجلا )
وغير شيء معناه المعدوم والمعدوم لا يرى فهذا سقط فاحش ومما يستهجن من قوله وتكاد أن تمجه الأسماع قوله
( تقلقلت بالهم الذي قلقل الحشا ... قلاقل عش كلهن قلاقل )
وقوله وقد جمع بين قبح اللفظ وبرودة المعنى
( ان كان مثلك كان أو هو كائن ... فبرئت حينئذ من الإسلام )
ومن معانيه المسروقة قوله
( ونهب نفوس أهل النهب أولى ... بأهل المجد من نهب القماش )
أخذه من قول أبي تمام
( ان الأسود أسود الغاب همتها ... يوم الكريهة في المسلوب لا السلب )
قال ابو عبد الله الزبيري اجتمع راوية جرير وراوية كثير وراوية جميل وراوية الأحوص وراوية نصيب فافتخر كل منهم وقال صاحبي أشعر فحكموا السيدة سكينة بنت الحسين رضي الله تعالى عنهما بينهم لعقلها وتبصرها بالشعر فخرجوا حتى استأذنوا عليها وذكروا لها أمرهم فقالت لراوية جرير أليس صاحبك الذي يقول
( طرقتك صائدة القلوب وليس ذا ... وقت الزيارة فارجعي بسلام )
وأي ساعة أحلى من الزيارة بالطروق قبح الله صاحبك قبح شعره فهلا قال فادخلي بسلام ثم قالت لراوية كثير أليس صاحبك الذي يقول
( يقر بعيني ما يقر بعينها ... وأحسن شيء ما به العين قرت )
وليس شيء أقر بعينها من النكاح أيحب صاحبك أن ينكح قبح الله صاحبك وقبح شعره ثم قالت لراوية جميل أليس صاحبك الذي يقول
( فلو تركت عقلي معي ما طلبتها ... ولكن طلابيها لما فات من عقلي )
فما أراه هوى وإنما طلب عقله قبح الله صاحبك وقبح شعره ثم قالت لراوية نصيب أليس صاحبك الذي يقول
( أهيم بدعد ما حييت فإن أمت ... فوا حزني من ذا يهيم بها بعدي )
فما له همة إلا من يتعشقها بعده قبحه الله وقبح شعره هلا قال
( أهيم بدعد ما حييت فإن أمت ... فلا صلحت دعد لذي خلة بعدي )
ثم قالت لراوية الأحوص أليس صاحبك الذي يقول
( من عاشقين تواعدا وتراسلا ... ليلا اذا نجم الثريا حلقا )
( باتا بأنعم ليلة وألذها ... حتى اذا وضح الصباح تفرقا )
قبحه الله وقبح شعره هلا قال تعانقا فلم تثن على واحد منهم وأحجم رواتهم عن جوابها رضي الله عنها
وروى ابن الكلبي قال لما أفضت الخلافة إلى عمر بن عبد العزيز وفدت إليه الشعراء كما كانت تفد على الخلفاء من قبله فأقاموا ببابه أياما لا يؤذن لهم في الدخول حتى قدم عدي بن أرطأة عليه وكان منه بمكانة فتعرض له جرير وقال
( يا أيها الرجل المزجى مطيته ... هذا زمانك أني قد خلا زمني )
( أبلغ خليفتنا ان كنت لاقيه ... أني لدي الباب كالمشدود في قرن )
( لاتنس حاجتنا لاقيت مغفرة ... قد طال مكثي عن أهلي وعن وطني )
فقال نعم يا أبا عبد الله فلما دخل على عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه قال يا أمير المؤمنين الشعراء ببابك وألسنتهم مسمومة وسهامهم صائبة فقال عمر رضي الله عنه مالي وللشعراء فقال يا أمير المؤمنين إن رسول الله مدح فأعطى وفيه أسوة لكل مسلم قال صدقت فمن بالباب منهم قال ابن عمك عمر بن أبي ربيعة القرشي قال لا قرب الله قرابته ولا حيا وجهه أليس هو القائل
( ألا ليتني في يوم تدنو منيتي ... شممت الذي ما بين عينيك والفم )
( وليت طهوري كان ريقك كله ... وليت حنوطي من مشاشك والدم )
( وياليت سلمى في القبور ضجيعتي ... هنالك أو في جنة أو جهنم )
فليته عدو الله تمنى لقاءها في الدنيا ثم يعمل عملا صالحا والله لا يدخل علي أبدا فمن بالباب غيره ممن ذكرت قال جميل بن معمر العذري قال أليس هو القائل
( ألا ليتنا نحيا جميعا فإن نمت ... يوافى لدى الموتى ضريحي ضريحها )
( فما أنا في طول الحياة براغب ... إذا قيل قد سوي عليها صفيحها )
( أظل نهاري لا أراها وتلتقي ... مع الليل روحي في المنام وروحها )
والله لا يدخل علي أبدا فمن بالباب غيره ممن ذكرت قال كثير عزة قال أليس هو القائل
( رهبان مدين والذين عهدتهم ... يبكون من حذر الفراق قعودا )
( لو يسمعون كما سمعت حديثها ... خروا لعزة ركعا وسجودا )
أبعده الله فوالله لا يدخل علي أبدا فمن بالباب غيره ممن ذكرت قال الأحوص الأنصاري قال أبعده الله والله لا يدخل علي أبدا أليس هو القائل وقد افسد على رجل من أهل االمدينة جاريته حتى هرب بها منه
( الله بيني وبين سيدها ... يفر مني بها وأتبعه )
فمن بالباب غيره ممن ذكرت قال همام بن غالب الفرزدق قال أليس هو القائل يفتخر بالزنا في قوله
( هما دلياني من ثمانين قامة ... كما انقض باز لين الريش كاسره )
( فلما استوت رجلاي في الأرض قالتا ... أحي فيرجى أم قتيل نحاذره )
( فقلت ارفعوا الأجراس لا يفطنوا بنا ... ووليت في أعقاب ليل أبادره )
والله لا دخل علي أبدا فمن بالباب غيره ممن ذكرت قال الأخطل الثعلبي قال أليس هو القائل
( ولست بصائم رمضان عمري ... ولست بآكل لحم الأضاحي )
( ولست بزاجر عيسا بكورا ... إلى أطلال مكة بالنجاح )
( ولست بقائم كالعبد يدعو ... قبيل الصبح حي على الفلاح )
( ولكني سأشربها شمولا ... وأسجد عند منبلج الصباح )
أبعده الله عني فوالله لادخل علي أبدا ولا وطىء لي بساطا وهو كافر فمن بالباب غيره من الشعراء ممن ذكرت قال جرير قال أليس هو القائل
( طرقتك صائدة القلوب وليس ذا ... وقت الزيارة فارجعي بسلام )
فإن كان ولا بد فهذا فأذن له قال عدي بن أرطأة فخرجت فقلت أدخل يا جرير فدخل وهو يقول
( إن الذي بعث النبي محمدا ... جعل الخلافة في الإمام العادل )
( وسع الخلائق عدله ووقاره ... حتى ارعووا وأقام ميل المائل )
( إني لأرجو منه نفعا عاجلا ... والنفس مولعة بحب العاجل )
( والله أنزل في الكتاب فريضة ... لابن السبيل وللفقير العائل )
فلما مثل بين يديه قال يا جرير اتق الله ولا تقل إلا حقا فأنشأ يقول
( كم باليمامة من شعثاء أرملة ... ومن يتيم ضعيف الصوت والنظر )
( ممن بعدلك يكفي فقد والده ... كالفرخ في العش لم يدرج ولم يطر )
( أأذكر الجهد والبلوى التي نزلت ... أم قد كفاني ما بلغت من خبري )
( إنا نرجو إذا ما الغيث أخلفنا ... من الخليفة ما نرجوا من المطر )
( إن الخلافة جاءته على قدر ... كما أتى ربه موسى على قدر )
( هذي الأرامل قد قضيت حاجتها ... فمن لحاجة هذا الأرمل الذكر )
( الخير ما دلت حيا لا يفارقنا ... بوركت يا عمر الخيرات من عمر )
فقال والله يا جرير لقد وافيت الأمر ولا أملك إلا ثلاثين دينارا فعشرة أخذها عبد الله ابني وعشرة أخذتها أم عبد الله ثم قال لخادمه ادفع إليه العشرة الثالثة فقال والله يا أمير المؤمنين أنها لأحب مال اكتسبته ثم خرج فقال له الشعراء ما وراءك يا جرير فقال ورائي ما يسوءكم خرجت من عند أمير يعطي الفقراء ويمنع الشعراء وإنني عنه لراض ثم أنشأ يقول
( رأيت رقى الجن لا تستفزه ... وقد كان شيطاني من الجن واقيا )
ومما جاء في كبوات الجياد وهفوات الأمجاد
قال الأحنف الشريف من عدت سقطاته وقلت عثراته وقالوا كل صارم ينبو وكل جواد يكبو وكان الأحنف بن قيس حليما سيدا يضرب به المثل وقد عدت له سقطة وهوان عمرو بن الأهتم دس إليه رجلا يسفهه فقال يا أبا بحر ما كان ابوك في قومه قال كان أوسطهم وسيدهم ولم يتخلف عنهم فرجع إليه ثانيا ففطن أنه من قبل عمرو ابن الأهتم فقال ما كان أبوك قال كانت له فتوة ومروءة ومكارم أخلاق ولم يكن أهتم سلاجا وقال سعيد بن المسيب ما فاتني الأذان في مسجد رسول الله منذ أربعين سنة ثم قام يريد الصلاة فوجد الناس قد خرجوا من المسجد وقال قتادة ما نسيت شيئا قط
ثم قال يا غلام ناولني نعلي قال النعل في رجلك وكان هشام بن عبد الملك من رجال بني أمية ودهاتهم وقد عدت له سقطات منها أن الحادي حدا به يوما فقال
( إني عليك أيها النجي ... أكرم من يمشي به المطي )
فقال هشام صدقت وذكر عنده سليمان وأخوه فقال والله لأشكونه يوم القيامة إلى أمير المؤمنين عبد الملك ولما ولي الخلافة قال الحمد لله الذي أنقذني من النار بهذا المقام قال النابغة أي الرجال المهذب وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم