زراعة الخوخ – الأهمية والإحتياجات البيئية
الأهمية الاقتصادية للخوخ :
يعتبر الخوخ من محاصيل الفاكهة ذات الأهمية والقيمة الاقتصادية العالية، نظراً لاتفاع محصوله ولتسويقه بسع مرتفع نسبياً، إذا قورن ببعض أنواع الفاكهة الأخرى، وذلك إذا ما أحسن اختيار الأصناف والأصول والتربة المناسبة وكذلك إجراء العمليات الزراعية والبستانية التى من شأنها تحسين جودة الثمار.
وتزداد أهميته الاقتصادي عاماً بعد آخر فى كثير من البلدان العربية ودول العالم نظراً لوجود عدد كبير من الأصناف التى تقدر بالمئات على مستوى العالم والتى تناسب كثير من البلدان والتى ينكن نجاح زراعتها فى كثير من المناطق المتباينة فى الظروف المناخية، الأمر الذى أدى إلى إمكانية تواجده فى الأسواق علىمدار العام تقريباً، وذلك لوجود العديد من الأصناف المتباينة فى احتياجاتها من البرودة وكذلك فى مواعيد نضجها ما بين المبكرة والمتأخرة فى النضج.
ويعتبر الخوخ والنكتارين من محاصيل الفاكهة الهامة التى تشارك بنسبة ليست قليلة فى صادرات كثير من لدول ومن بينها الدول العربية، ففى مصر على سبيل المثال تزداد الكمية المصدرة منه عاماً بعد أخر خصوصاً من الأصناف مبكرة النضج والتى تظهر فى الأسواق قبل بداية ظهور محصول الدول المنتجة الأخرى بمدة طويلة.
ومما يزيد من أهمية الخوخ والنكتارين إمكانية زراعته تحت ظروف الزراعة المطرية فى المناطق التى لا يتوفر فيها مياه الرى، ويعطى محصولاً مناسباً ودخلاً مرتفعاً نسبياً للمزارع إذاما قورن بمحاصيل الفاكهة الأخرى المنزرعة تحت نفس الظروف.
والجدير بالذكر أن الخوخ يمكن استخادم ثماره فى عدة أغراض بالإضافة إلى الاستهلاك الطازج مثل صناعة المربات والكمبوت والعصائر كما أن ثماره لها قيمة غذائية عالية لاحتوائها على البروتين والدهون والكربوهيدرات سهلة الهضم والألياف وكثير من العناصر المعدنية مثل البوتسايوم والكالسيوم والفوسفور والحديد والنحاس والصوديوم وفيتامينات أ، ب1، ب2، جـ وبعض الأحماض العضوية مثل حامض الستريك والماليك والبانتوثينك.
هذا ويصل متوسط محصول الفدان ما بين 8-12 طناً تحت ظروف الزراعة المروية وما بين 3-4 أطنان للفدان تحت الظروف المطرية، الأمر الذى يعطى عائداً مرتفعاً للمزراع.
الاحتياجات البيئية والمناخية:
التربة المناسبة: تجود زراعة الخوخ فى الأراضى الخفيفة جيدة الصرف الخالية من الملوحة، حيث يمكن الحصول على ثمار ذات صفات جودة عالية من الأشجار المزروعة فى الأراضى الرملية، ولا تجود زراعة أشجار الخوخ فى الأراضى الطينية الثقيلة ولا تنجح فى الأراضى الملحية والقلوية والغدقة، وكذلك الأراضى التى تحتوى على طبقات صماء سميكة يصعب على الجذور اختراقها وتؤدى إلى ارتفاع مستوى الماء الأرضى فى منطقة انتشارها، ويفضل ألا تزيد ملوحة التربة عن حوالى 110 جزء/ مليون أى فى حدود 1.7 ec و 1.1 ec ملوحة المياه 750 جزء / مليون، حيث كلما تزداد ملوحة التربة والمياه يقل المحصول.
مياه الرى للخوخ :
تحتاج أشجار الخوخ والنكتارين إلى مياه خالية من الملوحة حتى تعطى محصول جيد ويفضل ألا تزيد ملوحة مياه الرى عن 750 جزء فى المليون أى فى حدود 1.1 ec حيث يقل المحصول بزيادة نسبة الملوحة فى مياه الرى وكذلك فى التربة، ويقل أيضاً المحصول وحجم الثمار عند نقص مياه الرى طوال السنة كما أن نقص المياء فى يوليو وأغسطس يؤثر على تكوين البراعم الزهرية بالعدد الكافى، ويؤثر على محصول العام التالى.
ملوحة التربة ومياه الرى وعلاقتها بالنسبة المئوية للنقص فى المحصول حيث أن:
مستوى 1 = 1.1 ملوحة مياه رى، 1.7 ملوحة تربة.
مستوى 2 = 1.4 ملوحة مياه رى، 2.2 ملوحة تربة.
مستوى 3 = 1.9 ملوحة مياه رى، 2.9 ملوحة تربة.
مستوى 4 = 2.7 ملوحة مياه رى، 4.1 ملوحة تربة.
احتياجات البرودة للخوخ :
تختلف أصناف الخوخ فى احتياجاتها للبرودة أثناء فصل الشتاء فنجد أن ال أصناف العالمية ذات الجودة العالية تحتاج إلى برودة عالية بعكس الأصناف التى تنمو فى المناطق ذات الشتاء الدافىء فإنها تحتاج إلى عدد أقل من ساعات البرودة، وتتباين الأصناف فى احتياجاتها من 100 ساعة عند درجة أقل من 7-10 درجة مئوية إلى أكثر من 600-800 ساعة عند درجة 7م أو أقل.
والأصناف ذات الاحتياجات العالية من ساعات البرودة لا تنجح زراعتها فى المناطق ذات الشتاء الدافىء مثل مصر، حيث يسبب ذلك تأخر وعدم انتظام تفتح البراعم الخضرية والزهرية كما يسبب قلة عدد الأوراق على الأفرع وتساقط الأزهار وبالتالى يقل المحصول أو ينعدم، وتحتاج البراعم الخضرية إلى عدد أكبر من ساعات البرودة لكى تتفتح مقارنة بالبراعم والزهرية لنفس الصنف، لذلك نلاحظ أن الأشجار تبدأ وتصل إلى قمة التزهير قبل أن تبدأ البراعم الخضرية فى التفتح، هذا وكما تحتاج الأشجار إلى عدد كاف من ساعات البرودة أثناء قصل الشتاء لكى تخرج من السكون، فإن انخافض درجات الحرارة الشديد والصقيع أثناء فترة تفتح البراعم فى بداية موسم النمو يؤدى إلى حدوث أضرار كبيرة لكل من الأهار والعقد الحديث، فنجد أن درجة ـ3م ـ4م تضر بكل من الأزهار والبراعم الزهرية، وتضر درجة ـ1م بالثمار، إلا أن درجة الحرارة السائدة فى مصر فى أثناء فصل الشتاء لا تنخفض إلى هذا الحد ولذلك لا خوف على الأصناف التى تزدهر وتعقد ثمارها مبكراً من انخفاض درجة الحرارة فى الشتاء والتى عادة لا تقل عن 4م فى معظم السنين
الاحتياجات الحرارية للخوخ :
يحتاج الخوخ والنكتارين إلى ارتفاع درجة الحرارة أثناء موسم نمو الثمار (عدد من الوحدات الحرارية المناسبة لكل صنف) حيث يساعد ارتفاع درجة الحرارة على نضج الثمار مبكراً ويحسن من صفاتها عن المناطق ذات الصيف البارد الذى يؤدى إلى تأخر نضج الثمار ورداءة صفاتها، ويتأثر خشب أشجار الخوخ أثناء موسم السكون فى ال أصناف المختلفة بدرجات متفاوتة عند انخفاض درجة الحرارة عن درجة التجمد، وأحياناً قد يصاب بأضرار شديدة عندما يتعرف لدرجات التجمد.
منقول
المصدر
موقع الموسوعة الزراعية البيطرية
http://www.agrivete.com