المقامة الفستقية
الفستق
وأما اللوز
وأما اللوز المقلي
وأما اللوز الأخضر
وأما الجوز
وأما البندق
وأما الشاهبلوط
وأما حب الزلم
وأما حب الصنوبر
فحار في الثانية رطب في الأولى، وقيل يابس في الثانية نزولاً، شديد الإسخان، صالح للمشايخ دون الشبان، للرعشة والفالج والربو نافع، وللرطوبات العفنة والبلاغم قالع، ينقي الكلى والمثانة من الحصى والرمل ويشفيها، ويقوي المثانة على إمساك البول الذي فيها، ويزيد في الباه ويكثر الرياح، ويسخن الكلى لمن كان له بالإسخان نجاح، وينفع ما عرض في البلدان من الاسترخاء ويجفف الرطوبات الفاسدة المتولدة في الأعضاء، وهو بطيء الهضم فليحذر فيه الإكثار، ولا ينبغي للمحرومين أن يقربوه ولاسيما في الزمن الحار. تمت والحمد لله تعالى وحده، وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده، وعلى آله وأصحابه وأتباعه وأحزابه، وغفر الله تعالى لمؤلفها، وكاتبها وقارئها وسامعها آمين.
لمولانا شيخ الحديث جلال الدين الأسيوطي رحمه الله ونفع به المسلمين: مشتملة على ذكر ثمانية قلوب من النقل ومنافعها: الفستق، واللوز الأخضر والجوز والبندق والقسطل وحب الزلم وحب الصنوبر.
قال مولانا شيخ الحديث جلال الدين الأسيوطي رحمه الله تعالى ورضي عنه: مرت من النقول طائفة، على النقول عائفة، تروم الإفصاح عن منافعها والإيضاح عن طبا يعها، فأجابها من أجاب من الألباء الأنجاب، أن استمعوا ما ألقي إليكم وعوا ما أملي عليكم:
الفستق
حار ورطب في الثانية، أشد حرارة من الجوز واللوز متناهية، يفتح السدد، وينقي الكبد والمعد، لأنجزتها التي ترقى إلى أعلى قامع، ولعلل الصدر والرئة نافع، وينقي منافذ الغذاء ويزيل مل فيها من ثقل وأذى، ويذهب المغص والغثيان، ويقوي فم المعدة وقلب الإنسان، ويعد في المفرحات والترياقات، وقشره إذا نقع في الماء وشرب نفع العطش والقيء والإطلاقات ويطيب النكهات لما فيه من العطريات، ودهنه يضر بالمعدة وذلك من الخاصيات وفيه يقول الشاعر:
من الفستق الشامي كل مـصـونة | تصان عن الأحداق في بطن تابوت | |
زبرجدة ملـفـوفة فـي حـريرة | مضمنة درا مغـشـى بـياقـوت |
وقال آخر
تفكرت في معنى الثمار فلم أجد | بها ثمرا يبدو بحسن مـجـرد | |
سوى الفستق الرطب الجني فإنه | زهي بمعان زينت بـتـجـدد | |
غلالة مرجان على جسم فـضة | واحشا ياقوت وقلب زبرجـد |
وقال آخر
وفستقة شبهتهـا إذ رأيتـهـا | وقد عاينتها مقلتي بنـعـيم | |
زبرجة خضراء وسط حريرة | بحقة عاج في غـلاف أديم |
وقال آخر
وفستق قد حكى جلبـابـه شـقـقـا | وقلبه كواد العـاشـق الـكـلـف | |
تراه ملتحفا ثوب الـحـيا خـجـلا | طور وطورا تراه غير ملتـحـف | |
يحكي فصوص يواقيت مـفـصـلة | زرقا وصفرا لها غلف من الصدف | |
كان أكله من طـيب مـطـعـمـه | مواصل لحبـيب دائم الـصـلـف |
في رطب في وسط الدرجة الأولى، يصلح بلة المعدة ويقذف ما فيها رطوبة وفصولا، ويجلو الأعضاء الباطنة وينقيها، ويغدو الأمعاء ويلز ق ما فيها، ويدر البول ويسكن حرقة المبال، ويفتح السدد من الكبد والطحال، ويلين الحلق وينفع اليابس من السعال، ويسمن ويقوي البصر المضطرب، وينفع من القوانج ومن عضة الكلب الكلب، وهو جيد للصدر والرئة والمثانة الخشنة، وإذا أكل بالسكر زاد المني ودفقه.
وأما اللوز المقلي
أنفع للمعدة بالدباغ، وإذا أكل اللوز والجوز بالسكر غذيا كثيرا وأخصبا البدن وزاد في المخ والدماغ.
وأما اللوز الأخضر
فإنه يدبغ اللثة والفم ويسكن ما فيهما من الحرارة والدم.
وفيه يقول الشاعر
وفيه يقول الشاعر
انظر إلى اللوز إذ وافاك أخضره | يا من محاسنه تاهت على التيه | |
انظر إليه بعين الزهو مستمعـاً | قولي لتنظر فيه حسن تشبيهي | |
كأنه حب در صـانـه صـدف | من الزبرجد جل الله منـشـيه |
وقال آخر
رأيت في اللوز معنى | مثاله لـيس يوجـد | |
كأنـه حـــب در | عليه قفل زبرجـد |
وقال آخر
ومهد إلينا لوزة قد تضمنـت | لمبصرها فلبن فيها تلاصقا | |
3 وكأنهما خلان فإذا بخلـوة | على غفلة في جلسة فتعانقا |
فشديد الحرارة والإسخان، وكثير الأضرار بالإنسان، وله في المعدة الباردة نفع، ومن منافعه أن يسهل الديدان وحب القرع، وهو دواء لجميع السموم، وتسكينه للمغص معلوم، وأكثر نفعه للمعالج في الطلاء من خارج، على القوبا والملتوي من الأعصاب، والثدي الوارم وعضة البشر والكلاب.
وفيه يقول الشاعر
وفيه يقول الشاعر
تأمل الجوز في أطبـاق لـتـرى | راووق حسن عليه غير مخطوط | |
كأنه اكر من صنـدل خـرطـت | فيها بدا يع من نقش وتخطـيط |
وقال آخر
يا رب جوز اخضر | مفصص مقشـر | |
كأنـمـا أربـاعـه | مضغه علك الكندر |
فأغلظ وأغذى من الجوز، وفي الحرارة دون اللوز، ولفظه فارسي، واسمه العربي الجلوز، وهو إلى الحرارة واليبوسة قليلة، وفيه خواص ومنافع جليلة، منها انه يزيد أكله في الدماغ، وينفع من السموم ولدغ العقرب اللداغ، ويقوي المعا المدعو بالصايم.
وينفي الضرر عنه بالخاصية ويلا يم، وينفع من السعال المزمن والنفث الحادث من الرئة والصدر. وذكر ابن البيطار:أن قوماً يعلقونه في أعضا دهم من لدغ العقارب، وذلك نفع جليل القدر، ويقشر من قشره ليكون أسرع انهناما وانحداراً، واقل من النفخ والقراقر ضرراً، فإن في القشر الباطن قبضاً شديداً، وبه يعقل البطن ويكثر للنفخ توليداً، وإذا قلاه من أراده أكله أعانه على إنضاج النزلة.
وأما الشاهبلوط
وهو القسطل فبارد ذو بياس نافخ مصدع للرأس، وغذاؤه ليس محموداً للناس، قابض بطيء الإنهضام، فانه خلط بالسكر قلل ما به يضام، وفيه تقوية للأعضاء، ومنع للنزف وجلاء، ومن الحج وقروح الأمعاء، ونفع من رطوبة المعدة ونفث الدماء، ولحمه جيد للسموم، وتغزيره للبول معلوم.
وأما حب الزلم
محار في الثانية رطب في الأولى، يزيد في المني كثيراً مأكولاً، وطعمه ومذاقه ما ألذه وأطيبه، وإذا مضغ ووضع على كلف الوجه أذهبه.
وأما حب الصنوبر
فحار في الثانية رطب في الأولى، وقيل يابس في الثانية نزولاً، شديد الإسخان، صالح للمشايخ دون الشبان، للرعشة والفالج والربو نافع، وللرطوبات العفنة والبلاغم قالع، ينقي الكلى والمثانة من الحصى والرمل ويشفيها، ويقوي المثانة على إمساك البول الذي فيها، ويزيد في الباه ويكثر الرياح، ويسخن الكلى لمن كان له بالإسخان نجاح، وينفع ما عرض في البلدان من الاسترخاء ويجفف الرطوبات الفاسدة المتولدة في الأعضاء، وهو بطيء الهضم فليحذر فيه الإكثار، ولا ينبغي للمحرومين أن يقربوه ولاسيما في الزمن الحار. تمت والحمد لله تعالى وحده، وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده، وعلى آله وأصحابه وأتباعه وأحزابه، وغفر الله تعالى لمؤلفها، وكاتبها وقارئها وسامعها آمين.