أبواب الإيمان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
1- باب ما جاء أمرت أن أقاتل الناس حتى يقول لا إله إلا الله
2733- حدثنا هناد أخبرنا معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقول لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم الا بحقها وحسابهم على الله". وفي الباب عن جابر وأبي سعيد وابن عمر.
هذا حديث حسن صحيح.
2734- حدثنا قتيبة، أخبرنا الليث عن عقيل عن الزهري أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن أبي هريرة قال:
- "لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم واستخلف أبو بكر بعده كفر من كفر من العرب، فقال عمر بن الخطاب لأبي بكر كيف تقاتل الناس، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:أمرت أن أقاتل الناس حتى يقول لا إله إلا الله، ومن قال لا إله إلا الله عصم مني ماله ونفسه الا بحقه وحسابه على الله؟ فقال أبو بكر: والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، فان الزكاة حق المال. والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه، فقال عمر بن الخطاب: فوالله ما هو الا أن رأيت أن الله شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق".
هذا حديث حسن صحيح. وهكذا روى شعيب بن أبي حمزة عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبي هريرة. وروى عمران القطان هذا الحديث عن معمر عن الزهري عن أنس بن مالك عن أبي بكر، وهو حديث خطأ، وقد خولف عمران في روايته عن معمر.
2- باب ما جاء أمرات أن أقاتل الناس حتى يقول لا إله إلا الله ويقيموا الصلاة
2735- حدثنا سعيد بن يعقوب الطالقاني، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "أمرات أن أقاتل الناس حتى يقول لا إله إلا الله، أن محمدا عبده ورسوله، وأن يستقبلوا قبلتنا، ويأكلوا ذبيحتنا، وأن يصلوا صلاتنا، فإذا فعلوا ذلك حرمت علينا دماؤهم وأموالهم الا بحقها، لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين". وفي الباب عن معاذ بن جبل وأبي هريرة. هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه. ورواه يحيى بن أيوب عن حميد عن أنس نحوه.
3- باب ما جاء بني الاسلام على خمس
3736- حدثنا ابن أبي عمر، أخبرنا سفيان بن عييهة عن سعير ابن الخمس التميمي، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "بني الاسلام على خمس:شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، واقام الصلاة، وايتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت". وفي الب عن جرير بن عبد الله. هذا حديث حسن صحيح. وقد روي من غير وجه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه هذا. وسعير بن الخمس ثقة عند أهل الحديث.
3737- حدثنا أبو كريب أخبرنا وكيع عن حنظلة بن أبي سفيان الجمحي، عن عكرمة بن خالد المخزومي عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه. هذا حديث حسن صحيح.
4- باب ما جاء في وصف حبرائيل للنبي صلى الله عليه وسلم الايمان والاسلام
3738- حدثنا أبو عمار الحسين بن حريب الخزاعي، أخبرنا وكيع عن كهمس بن الحسن عن عبد الله بن بريدة، عن يحيى بن يعمر قال:
- "أول من تكلم في القدر معبد الجهني قال: خرجت أنا وحميد بن عبد الرحمن الحميري حتى أتينا المدينة، فقلنا لو لقينا رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألناه عما أحدث هؤلاء القوم، فلقيناه يعني عبد الله بن عمر وهو خارج من المسجد فاكتنفته أنا وصاحبي فظننت أن صاحبي سيكل الكلام الي، فقلت: يا عبد الرحمن، إن قوما يقرأون القرآن ويتقفرون العلم، ويزعمون أن لا قدر، أن الأمر أنف قال: فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني منهم برئ، وأنهم مني برآء، والذي يحلف به عبد الله لو أن أحدهم أنفق مثل أحد ذهبا ما قبل ذلك منه حتى يؤمن بالقدر خيره وشره. قال: ثم أنشأ يحدث، قال: قال عمر بن الخطاب كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءه رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فألزق ركبته بركبته، ثم قال: يا محمد ما الايمان؟ قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، قال فما الاسلام، قال شهاة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسوله، واقام الصلاة، وايتاء الزكاة وحج البيت، وصوم رمضان. قال: فما الاحسان؟ قال: أن تعبد الله كأنكتراه، فان لم تكن تراه فانه يراك. قال: في كل ذلك يقول له صدقت. قال: فتعجبنا منه يسأله ويصدقه، قال: فمتى الساعة؟ قال: مالمسؤل عنها بأعلم من السائل، قال: فما أمارتها؟ قال: أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان قال عمر: فلقيني النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك بثلاث، فقال: يا عمر هل تدري من السائل؟ ذاك جبرئيل أتاكم يعلمكم أمر دينكم.
2739- حدثنا أحمد بن محمد، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا كهمس ابن الحسن بهذا الاسناد نحوه بمعناه.
2740- حدثنا محمد بن المثنى، أخبرنا معاذ بن هشام، عن كهمس بهذا الاسناد نحوه بمعناه.
وفي الباب عن طلحة بن عبيد الله وأنس بن مالك وأبي هريرة. هذا حديث صحيح حسن. وقد روى من غير وجه نحو هذا. وقد روى هذا الحديث عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم، والصحيح هو عن ابن عمر عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم.
5- باب ما جاء في إضافة الفرائض إلى الايمان
2741- حدثنا قتيبة، أخبرنا عباه بن عباد المهلبي عن أبي حمزة عن ابن عباس قال:
- "قدم وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا إنا هذا إنا هذا الحي من ربيعة ولسنا نصل اليك الا من الشهر الحرام، فمرنا بشيئ نأخذه عنك وندعوا اليه من وراءنا، فقال آمركم بأربع، الايمان بالله، ثم فسرها لهم: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمد رسول الله، واقام الصلاة، وايتاء الزكاة، وأن تؤدوا خمس ما غنمتم ".
2742- حدثنا قتيبة، أخبرنا حماد بن زيد، عن أبي جمرة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله. هذا حديث حسن صحيح. وأبو جمرة الضبيعي اسمه نصر بن عمران. وقد روى شعبة عن أبي جمرة أيضا، وزاد فيه: أتدرون ما الايمان وشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فذكر الحديث. سمعت قتيبة بن سعيد يقول: ما رأيت مثل هؤلاء الفقهاء الأشراف الأربعة: مالك بن أنس، والليث بن سعد وعباد بن عباد المهلبي وعبد الوهاب الثقفي. قال قتيبة: وكنا نرضى أن نرجع كل يوم من عند عباد بن عباد بحديثين. وعباد بن عباد هو ولد المهلب بن أبي صفرة.
6- باب في استكمال الايمان والزيادة والنقصان
2743- حدثنا أحمد بن منيع البغدادي، أخبرنا اسماعيل بن علية، أخبرنا خالد الحذاء عن أبي قلابة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "ان من أكمل المؤمنين ايمانا أحسنهم خلقا وألطفهم بأهله". وفي الباب عن أبي هريرة وأنس بن مالك. هذا حديث حسن ولا نعرف لأبي قلابة سماعا من عائشة. وقد روى أبو قلابة عن عبد الله ابن يزيد رضيع لعائشة عن عائشة غير هذا الحديث. وأبو قلابة اسمه عبد الله بن زيد الجرمي.
2744- حدثنا ابن أبي عمر، أخبرنا سفيان نب عيينة قال ذكر أيوب السختياني أبا قلابة فقال: كان والله من الفقهاء ذوي الألباب.
2745- حدثنا أبو عبد الله هريم بن مسعر الأزدي الترمذي، أخبرنا عبد العزيز بن محمد، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه عن أبي هريرة،
- "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس فوعظهم ثم قال: يا معشر النساء تصدقن فانكن أكثر أهل النار، فقالت امرأة منهن ولم ذاك يا رسول الله؟ قال لكثرة لعنكن، يعني وكفركن العشير قال: ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذوي الألباب وذوي الرأي منكن قالت امرأة منهن وما نقصان عقلها ودينها؟ قال شهادة امرأتين منكن بشهادة رجل، ونقصان دينكن الحيضة فتمكث احداكن الثلاث والأربع لا تصلي". وفي الباب عن أبي سعيد وابن عمر. هذا حديث حسن صحيح.
2746- حدثنا أبو كريب، أخبرنا وكيع عن سفيان عن سهيل ابن أبي صالح عن عبد الله بن دينار، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "الايمان بضع وسبعون بابا فأدناها اماطة الأذى عن الطريق وأرفعها قول لا إله إلا الله". هذا حديث حسن صحيح. وهكذا روى سهيل بن أبي صالح عن عبد الله بن دينار، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. وروى عمارة ابن غزية هذا الحديث عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
- "الايمان أربعة وستون بابا".
2747- حدثنا بذلك قتيبة، أخبرنا بكر بن مضر عن عمارة ابن غزية عن أبي صالح، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
7- باب ما جاء "الحياء من الايمان"
2748- حدثنا ابن أبي عمر وأحمد بن منيع، المعنى واحد قال أخبرنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سالم عن أبيه:
- "أن رسول الله صلى الله لعيه وسلم مر برجل وهو يعظ أخاه في الحياء، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحياء من الايمان". قال أحمد بن منيع في حديثه: "ان النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يعظ أخاه في الحياء". هذا حديث حسن صحيح وفي الباب عن أبي هريرة.
8- باب ما جاء في حرمة الصلاة
2749- حدثنا ابن أبي عمر، أخبرنا عبد الله بن معاذ الصنعاني عن معمر عن عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل عن معاذ بن جبل قال:
- "كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير فقلت يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار، قال: لقد سألتني عن عظيم وانه ليسير على من يسره الله عليه: تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت، ثم قال: ألا أدلك على أبواب الخير: الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ المار النار، وصلاة الرجل من جوف الليل، قال: ثم تلا {تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم - حتى بلغ - يعملون} ثم قال: ألا أخبركم برأس الأمر كله وعموده وذروة سنامه: قلت: بلى يا رسول الله قال: رأس الأمر الاسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد. ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله، قلت بلى يا رسول الله، قال: فأخذ بلسانه، قال: كف عليك هذا. فقلت: يا نبي الله وانا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم، أو على مناخرهم، الا حصائد ألسنتهم". هذا حديث حسن صحيح.
2750- حدثنا ابن أبي عمر، أخبرنا عبد الله بن وهب، عن عمرو ابن الحارث عن دراج أبي السمح عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "إذا رأيتم الرجل يتعاهد المسجد فاشهدوا له بالايمان فان الله يقول: {انما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة} الاية. هذا حديث حسن غريب.
9- باب ما جاء في ترك الصلاة
2751- حدثنا قتيبة، أخبرنا جرير وأبو معاوية عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
- "بين الكفر والايمان ترك الصلاة".
2752- حدثنا هناد، أخبرنا أسباط بن محمد، عن الأعمش بهذا الاسناد نحوه قال:
- "بين العبد وبين الشرك أو الكفر ترك الصلاة". هذا حديث حسن صحيح. وأبو سفيان اسمه طلحة بن نافع.
2753- حدثنا هناد، أخبرنا وكيع، عن سفيان عن أبي الزبير عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "بين العبد والكفر ترك الصلاة". هذا حديث حسن صحيح. وأبو الزبير اسمه محمد بن مسلم بن تدرس.
2754- حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث ويوسف بن عيسى، قالا أخبرنا الفضل بن موسى عن الحسين بن واقد.
2755- وحدثنا أبو عمار ومحمود بن غيلان، قالا أخبرنا علي بن الحسين بن واقد عن أبيه.
2756- وحدثنا محمد بن علي بن الحسن الشقيقي ومحمود بن غيلان، قالا أخبرنا علي بن الحسين بن شقيق، عن الحسين بن واقد، عن عبد الله ابن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر". وفي الباب عن أنس وابن عباس. هذا حديث حسن صحيح غريب.
2757- حدثنا قتيبة، أخبرنا بشر بن المفضل عن الجريري عن عبد الله بن شقيق العقيلي قال:
- "كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة".
10- باب
2758- حدثنا قتيبة، أخبرنا الليث عن ابن الهاد، عن محمد بن ابراهيم بن الحارث، عن عامر بن سعد، عن العباس بن عبد المطلب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
- "ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد نبيا". هذا حديث حسن صحيح.
2759- حدثنا ابن أبي عمر، أخبرنا عبد الوهاب الثقفي عن أيوب عن أبي قلابة، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
- "ثلاث من كن فيه وجد بهن طعم الايمان: من كان الله ورسوله أحب اليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه الا الله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد اذ أنقذه الله منه، كما يكره أن يقذف فين النار". هذا حديث حسن صحيح. وقد رواه قتادة عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم.
11- باب لا يزني الزاني وهو مؤمن
2760- حدثنا أحمد بن منيع، أخبرنا عبيدة بن حميد، عن الأعمش عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "لايزني الزاني وهو مؤمن، ولايسرق السارق وهو مؤمن ولكن التوبة معروضة". وفي الباب عن ابن عباس وعائشة وعبد الله بن أبي أوفى. حديث أبي هريرة حديث حسن غريب صحيح من هذا الوجه. وقد روي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
- "إذا زنى العبد خرج منه الايمان فكان فوق رأسه كالظلة، فإذا خرج من ذلك العمل عاد اليه الايمان". وروي عن أبي جعفر محمد بن علي أنه قال: في هذا خروج عن الايمان والاسلام. وقد روي من غير وجه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في الزنا والسرقة:
- "من أصاب من ذلك شيئا فأقيم عليه الحد فهو كفارة ذنبه، ومن أصحاب من ذلك شيئا فستره الله عليه فهو الى الله تعالى إن شاء عذبه يوم القيامة وان شاء غفر له". روى ذلك علي بن أبي طالب وعبادة بن الصامت وخزيمة بن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
2761- حدثنا أبو عبيدة بن أبي السفر أحمد بن عبد الله الهمداني، أخبرنا الحجاج بن محمد بن يونس بن أبي اسحاق، عن أبي اسحاق الهمداني عن أبي جحيفة عن علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
- "من أصاب أحدا فعجل عقوبته في الدنيا، فالله أعدل من أن يثني على عبده العقوبة في الآخرة، ومن أصاب حدا فستره الله عليه وعفا عنه، فالله أكرم من أن يعود في شيئ قد عفا عنه". هذا حديث حسن غريب. وهذا قول أهل العلم لا نعلم أحدا كفر أحدا بالزنا والسرقة وشرب الخمر.
12- باب ما جاء المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده
2762- حدثنا قتيبة، أخبرنا الليث عن ابن عجلان عن القعقاع عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم". ويروى عن النبي صلى الله عليه سلم أنه سئل أي المسلمين أفضل؟ قال:من سلم المسلمون من لسانه ويده.
2763- حدثنا بذلك ابراهيم بن سعيد الجوهري، أخبرنا أبو أسامة عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة عن جده أبي بردة عن أبي موسى الأشعري
- "أن النبي صلى الله عليه سلم سئل أي المسلمين أفضل؟ قال: من سلم المسلمون من لسانه ويده". هذا حديث صحيح غريب من حديث أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم. وفي الباب عن جابر وأبي موسى عبد الله بن عمرو. وحديث أبي هريرة حديث حسن صحيح.
13- باب ما جاء أن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا
2764- حدثنا أبو كريب، أخبرنا حفص بن غياث عن الأعمش عن أبي اسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "أن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء". وفي الباب عن سعد وابن عمر وجابر وأنس وعبد الله بن عمرو هذا حديث حسن غريب صحيح من حديث ابن مسعود. وإنما نعرفه من حديث حفص بن غياث عن الأعمش. وأبو الأحوص اسمه عوف بن مالك بن نضلة الجمشي تفرد به حفص.
2765- حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، أخبرنا اسماعيل بن أبي أويس، حدثني كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف بن زيد بن ملحة عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
- "إن الدين ليأرز الى الجحاز كما تأرز الحية الى جحرها، وليعقلن الدين في الحجاز معقل الأورية من رأس الجبل. إن الدين بدأ غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء الذين يصلحون ما أفسد الناس من بعدي من سنتي". هذا حديث حسن.
14- باب في علامة المنافق
2766- حدثنا أبو حفص عمرو بن علي، أخبرنا يحيى بن محمد ابن قيس عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، إذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان". هذا حديث حسن غريب من حديث العلاء. وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. وفي الباب عن عبد الله بن مسعود وأنس وجابر.
2767- حدثنا علي بن حجر، أخبرنا اسماعيل بن جعفر عن أبي سهيل بن مالك عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه. وأبو سهيل هو عم مالك بن أنس واسمه نافع بن مالك بن أبي عامر الخولاني الأصبحي.
2768- حدثنا محمود بن غيلان، أخبرنا عبيد الله بن موسى عن سفيان عن الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن مسروق عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
- "أربع من كن فيه كان منافقا وان كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: من إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر". هذا حديث حسن صحيح. وانما معنى هذا عند أهل العلم نفاق العمل، وانما كان نفاق التكذيب على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهكذا روي عن الحسن البصري شيئ من هذا.
2769- حدثنا الحسن بن علي الخلال، أخبرنا عبد الله بن نمير عن الأعمش عن عبد الله بن مرة بهذا الاسناد نحوه. هذا حديث حسن صحيح.
2770- حدثنا محمد بن بشار، أخبرنا أبو عامر، أخبرنا ابراهيم ابن طهمان، عن علي بن عبد الأعلى، عن أبي النعمان، عن أبي وقاص، عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "إذا وعد الرجل وينوي أن يفي فلم يفي به فلا جناح عليه". هذا حديث غريب، وليس اسناده بالقوي. علي بن عبد الأعلى ثقة. وأبو النعمان مجهول. وأبو وقاص مجهول.
15- باب ما جاء سباب المسلم فسوق
2771- حدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع، أخبرنا عبد الحكيم ابن منصور الواسطي عن عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن بن عبد الله ابن مسعود عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "قتال المسلم أخاه المسلم كفر وسبابه فسوق". وفي الباب عن سعد وعبد الله بن مغفل. حديث ابن مسعود حديث حسن صحيح. وقد روى عن عبد الله ابن مسعود من غير وجه.
2772- حدثنا محمود بن غيلان، أخبرنا وكيع ، عن سفيان، عن زبيد، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر". هذا حديث حسن صحيح.
16- باب من رمى أخاه بكفر
2773- حدثنا أحمد بن منيع، أخبرنا اسحاق بن يوسف الأزرق عن هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن ثابت بن الضحاك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
- "ليس على العبد نذر فيما لا يملك، ولا عن المؤمن كقاتله، ومن قذف مؤمنا بالكفر فهو كقاتله، ومن قتل نفسه بشيئ عذبه الله بما قتل به نفسه يوم القيامة". وفي الباب عن أبي ذر وابن عمر. هذا حديث حسن صحيح.
2774- حدثنا قتيبة، عن مالك بن أنس عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
- "أيما رجل قال لأخيه كافر فقد باء بها أحدهما". هذا حديث حسن صحيح.
17- باب فيمن يموت وهو يشهد أن لا إله إلا الله
2775- حدثنا قتيبة، أخبرنا الليث عن ابن عجلان، عن محمد بن يحيى بن حبان عن ابن محيريز عن الصنابحي عن عبادة بن الصامت أنه قال:
- "دخلت عليه وهو في الموت فبكيت فقال مهلا لم تبكي، فوالله لئن استشهدت لأشهدن لك، ولئن شفعت لأشفعن لك، ولئن استطعت لأنفعنك، ثم قال: والله ما من حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لكم فيه خير الا حدثتكموه الا حديثا واحدا وسأحدثكموه اليوم، وقد أحيط بنفسي، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله حرم الله عليه النار". وفي الباب عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة وجابر وابن عمر وزيد بن خالد. والصنابحي هو عبد الرحمن بن عسيلة أبو عبد الله. هذا حديث حسن صحيح غريب. من هذا الوجه.
وقد روي عن الزهري أنه سئل عن قول النبي صلى الله عليه وسلم:
- "من قال لا إله إلا الله دخل الجنة "، فقال: إنما كان هذا في أول الاسلام قبل نزول الفرائض والأمر والنهي. ووجه هذا الحديث عند بعض أهل العلم أن أهل التوحيد سيدخلون الجنة، وان عذبوا في النار بذنوبهم فان لا يخلدون في النار.
وقد روي عن ابن مسعود وأبي ذر وعمران بن حصين وجابر بن عبد الله وابن عباس وأبي سعيد الخدري وأنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
- "سيخرج من النار من أهل التوحيد ويدخلون الجنة". وهكذا روي عن سعيد بن جبير وابراهيم النخمي وغير واحد من التابعين في تفسير هذه الآية: {ربما يود الذين كفروا ولو كانوا مسلمين} قالوا: إذا أخرج أهل التوحيد من النار وأدخلوا الجنة يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين.
2776- حدثنا سويد بن نصر، أخبرنا ابن المبارك، عن ليث بن سعد، حدثني عامر بن يحيى، عن أبي عبد الرحمن المعافري ثم الحلبي قال: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
- "إن الله سيخلص رجلا من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشر عليه تسعة وتسعين سجلا، كل سجل مثل مد البصر ثم يقول: أتنكر من هذا شيئا؟ أظلمك كتبتي الحافظون؟ يقول لا يارب فيقول: أفلك عذر؟ فيقول لا يارب، فيقول: بلى إن لك عندنا حسنة وإنه لا ظلم عليك اليوم، فيخرج بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فيقول: احضر وزنك، فيقول يارب ما هذه البطاقة ما هذه السجلات؟ فقال فانك لا تظلم. قال: فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة، ولا يثقل مع اسم الله شيء". هذا حديث حسن غريب.
2777- حدثنا قتيبة، أخبرنا ابن لهيعة عن عامر بن يحيى بهذا الاسناد نحوه بمعناه. والبطاقة القطعة.
18- باب افتراق هذه الأمة
2778- حدثنا الحسين بن حريث أبو عمار، أخبرنا الفضل بن موسى، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
- "تفرقت اليهود على احدى وسبعين فرقة، أو اثنتين وسبعين فرقى والنصارى مثل ذلك، وتفترق أمتي الى ثلاث وسبعين فرقة:. وفي الباب عن سعد وعبد الله بن عمرو وعوف بن مالك. حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح.
2779- حدثنا محمود بن غيلان أخبرنا أبو داود الحفري، عن سفيان عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي، عن عبد الله بن يزيد عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "ليأتين على أمتي ما أتى على بني اسرائيل حذو النعل بالنعل حتى إن كان منهم من أتى أمة علانية لكان في أمتي من يصنع ذلك. وان بني اسرائيل تفرقت على ثنتين وسبعين ملة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار الا ملة واحدة، قال من هي يا رسول الله؟ قال: ما أنا عليه وأصحابي". هذا حديث حسن غريب مفسر، لا نعرفه مثل هذا الا من هذا الوجه.
2780- حدثنا الحسن بن عرفة أخبرنا سماعيل بن عياش، عن يحيى بن أبي عمرو يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
- "إن الله تبارك وتعالى خلق خلقه في ظلمة، فألقى عليهم من نوره فمن أصابه من ذلك النور اهتدى، ومن أخطأه ضل، فلذلك أقول جف القلم على علم الله". هذا حديث حسن .
2781- حدثنا محمود بن غيلان، أخبرنا أبو أحمد، أخبرنا سفيان عن أبي اسحاق عن عمرو بن ميمون عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "أتدري ما حق الله على العباد؟ فقلت الله ورسوله أعلم. قال: فان حقه عليهم أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا: قال: فتدري ما حقهم على الله إذا فعلوا ذلك؟ قال الله ورسوله أعلم، قال أن لا يعذبهم ". هذا حديث حسن صحيح.
وقد روي من غير وجه عن معاذ بن جبل.
2782- حدثنا محمود بن غيلان، أخبرنا أبو داود، أنبأنا شعبة عن حبيب عن أبي ثابت وعبد العزيز بن رفيع والأعمش. كلهم سمعوا زيد بن وهب عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
- "أتاني جبرائيل فبشرني أنه من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة. قلت وان زنى وان سرق؟ قال نعم". هذا حديث حسن صحيح. وفي الباب عن أبي الدرداء.
2733- حدثنا هناد أخبرنا معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقول لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم الا بحقها وحسابهم على الله". وفي الباب عن جابر وأبي سعيد وابن عمر.
هذا حديث حسن صحيح.
2734- حدثنا قتيبة، أخبرنا الليث عن عقيل عن الزهري أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن أبي هريرة قال:
- "لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم واستخلف أبو بكر بعده كفر من كفر من العرب، فقال عمر بن الخطاب لأبي بكر كيف تقاتل الناس، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:أمرت أن أقاتل الناس حتى يقول لا إله إلا الله، ومن قال لا إله إلا الله عصم مني ماله ونفسه الا بحقه وحسابه على الله؟ فقال أبو بكر: والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، فان الزكاة حق المال. والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه، فقال عمر بن الخطاب: فوالله ما هو الا أن رأيت أن الله شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق".
هذا حديث حسن صحيح. وهكذا روى شعيب بن أبي حمزة عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبي هريرة. وروى عمران القطان هذا الحديث عن معمر عن الزهري عن أنس بن مالك عن أبي بكر، وهو حديث خطأ، وقد خولف عمران في روايته عن معمر.
2- باب ما جاء أمرات أن أقاتل الناس حتى يقول لا إله إلا الله ويقيموا الصلاة
2735- حدثنا سعيد بن يعقوب الطالقاني، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "أمرات أن أقاتل الناس حتى يقول لا إله إلا الله، أن محمدا عبده ورسوله، وأن يستقبلوا قبلتنا، ويأكلوا ذبيحتنا، وأن يصلوا صلاتنا، فإذا فعلوا ذلك حرمت علينا دماؤهم وأموالهم الا بحقها، لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين". وفي الباب عن معاذ بن جبل وأبي هريرة. هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه. ورواه يحيى بن أيوب عن حميد عن أنس نحوه.
3- باب ما جاء بني الاسلام على خمس
3736- حدثنا ابن أبي عمر، أخبرنا سفيان بن عييهة عن سعير ابن الخمس التميمي، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "بني الاسلام على خمس:شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، واقام الصلاة، وايتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت". وفي الب عن جرير بن عبد الله. هذا حديث حسن صحيح. وقد روي من غير وجه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه هذا. وسعير بن الخمس ثقة عند أهل الحديث.
3737- حدثنا أبو كريب أخبرنا وكيع عن حنظلة بن أبي سفيان الجمحي، عن عكرمة بن خالد المخزومي عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه. هذا حديث حسن صحيح.
4- باب ما جاء في وصف حبرائيل للنبي صلى الله عليه وسلم الايمان والاسلام
3738- حدثنا أبو عمار الحسين بن حريب الخزاعي، أخبرنا وكيع عن كهمس بن الحسن عن عبد الله بن بريدة، عن يحيى بن يعمر قال:
- "أول من تكلم في القدر معبد الجهني قال: خرجت أنا وحميد بن عبد الرحمن الحميري حتى أتينا المدينة، فقلنا لو لقينا رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألناه عما أحدث هؤلاء القوم، فلقيناه يعني عبد الله بن عمر وهو خارج من المسجد فاكتنفته أنا وصاحبي فظننت أن صاحبي سيكل الكلام الي، فقلت: يا عبد الرحمن، إن قوما يقرأون القرآن ويتقفرون العلم، ويزعمون أن لا قدر، أن الأمر أنف قال: فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني منهم برئ، وأنهم مني برآء، والذي يحلف به عبد الله لو أن أحدهم أنفق مثل أحد ذهبا ما قبل ذلك منه حتى يؤمن بالقدر خيره وشره. قال: ثم أنشأ يحدث، قال: قال عمر بن الخطاب كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءه رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فألزق ركبته بركبته، ثم قال: يا محمد ما الايمان؟ قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، قال فما الاسلام، قال شهاة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسوله، واقام الصلاة، وايتاء الزكاة وحج البيت، وصوم رمضان. قال: فما الاحسان؟ قال: أن تعبد الله كأنكتراه، فان لم تكن تراه فانه يراك. قال: في كل ذلك يقول له صدقت. قال: فتعجبنا منه يسأله ويصدقه، قال: فمتى الساعة؟ قال: مالمسؤل عنها بأعلم من السائل، قال: فما أمارتها؟ قال: أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان قال عمر: فلقيني النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك بثلاث، فقال: يا عمر هل تدري من السائل؟ ذاك جبرئيل أتاكم يعلمكم أمر دينكم.
2739- حدثنا أحمد بن محمد، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا كهمس ابن الحسن بهذا الاسناد نحوه بمعناه.
2740- حدثنا محمد بن المثنى، أخبرنا معاذ بن هشام، عن كهمس بهذا الاسناد نحوه بمعناه.
وفي الباب عن طلحة بن عبيد الله وأنس بن مالك وأبي هريرة. هذا حديث صحيح حسن. وقد روى من غير وجه نحو هذا. وقد روى هذا الحديث عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم، والصحيح هو عن ابن عمر عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم.
5- باب ما جاء في إضافة الفرائض إلى الايمان
2741- حدثنا قتيبة، أخبرنا عباه بن عباد المهلبي عن أبي حمزة عن ابن عباس قال:
- "قدم وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا إنا هذا إنا هذا الحي من ربيعة ولسنا نصل اليك الا من الشهر الحرام، فمرنا بشيئ نأخذه عنك وندعوا اليه من وراءنا، فقال آمركم بأربع، الايمان بالله، ثم فسرها لهم: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمد رسول الله، واقام الصلاة، وايتاء الزكاة، وأن تؤدوا خمس ما غنمتم ".
2742- حدثنا قتيبة، أخبرنا حماد بن زيد، عن أبي جمرة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله. هذا حديث حسن صحيح. وأبو جمرة الضبيعي اسمه نصر بن عمران. وقد روى شعبة عن أبي جمرة أيضا، وزاد فيه: أتدرون ما الايمان وشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فذكر الحديث. سمعت قتيبة بن سعيد يقول: ما رأيت مثل هؤلاء الفقهاء الأشراف الأربعة: مالك بن أنس، والليث بن سعد وعباد بن عباد المهلبي وعبد الوهاب الثقفي. قال قتيبة: وكنا نرضى أن نرجع كل يوم من عند عباد بن عباد بحديثين. وعباد بن عباد هو ولد المهلب بن أبي صفرة.
6- باب في استكمال الايمان والزيادة والنقصان
2743- حدثنا أحمد بن منيع البغدادي، أخبرنا اسماعيل بن علية، أخبرنا خالد الحذاء عن أبي قلابة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "ان من أكمل المؤمنين ايمانا أحسنهم خلقا وألطفهم بأهله". وفي الباب عن أبي هريرة وأنس بن مالك. هذا حديث حسن ولا نعرف لأبي قلابة سماعا من عائشة. وقد روى أبو قلابة عن عبد الله ابن يزيد رضيع لعائشة عن عائشة غير هذا الحديث. وأبو قلابة اسمه عبد الله بن زيد الجرمي.
2744- حدثنا ابن أبي عمر، أخبرنا سفيان نب عيينة قال ذكر أيوب السختياني أبا قلابة فقال: كان والله من الفقهاء ذوي الألباب.
2745- حدثنا أبو عبد الله هريم بن مسعر الأزدي الترمذي، أخبرنا عبد العزيز بن محمد، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه عن أبي هريرة،
- "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس فوعظهم ثم قال: يا معشر النساء تصدقن فانكن أكثر أهل النار، فقالت امرأة منهن ولم ذاك يا رسول الله؟ قال لكثرة لعنكن، يعني وكفركن العشير قال: ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذوي الألباب وذوي الرأي منكن قالت امرأة منهن وما نقصان عقلها ودينها؟ قال شهادة امرأتين منكن بشهادة رجل، ونقصان دينكن الحيضة فتمكث احداكن الثلاث والأربع لا تصلي". وفي الباب عن أبي سعيد وابن عمر. هذا حديث حسن صحيح.
2746- حدثنا أبو كريب، أخبرنا وكيع عن سفيان عن سهيل ابن أبي صالح عن عبد الله بن دينار، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "الايمان بضع وسبعون بابا فأدناها اماطة الأذى عن الطريق وأرفعها قول لا إله إلا الله". هذا حديث حسن صحيح. وهكذا روى سهيل بن أبي صالح عن عبد الله بن دينار، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. وروى عمارة ابن غزية هذا الحديث عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
- "الايمان أربعة وستون بابا".
2747- حدثنا بذلك قتيبة، أخبرنا بكر بن مضر عن عمارة ابن غزية عن أبي صالح، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
7- باب ما جاء "الحياء من الايمان"
2748- حدثنا ابن أبي عمر وأحمد بن منيع، المعنى واحد قال أخبرنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سالم عن أبيه:
- "أن رسول الله صلى الله لعيه وسلم مر برجل وهو يعظ أخاه في الحياء، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحياء من الايمان". قال أحمد بن منيع في حديثه: "ان النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يعظ أخاه في الحياء". هذا حديث حسن صحيح وفي الباب عن أبي هريرة.
8- باب ما جاء في حرمة الصلاة
2749- حدثنا ابن أبي عمر، أخبرنا عبد الله بن معاذ الصنعاني عن معمر عن عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل عن معاذ بن جبل قال:
- "كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير فقلت يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار، قال: لقد سألتني عن عظيم وانه ليسير على من يسره الله عليه: تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت، ثم قال: ألا أدلك على أبواب الخير: الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ المار النار، وصلاة الرجل من جوف الليل، قال: ثم تلا {تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم - حتى بلغ - يعملون} ثم قال: ألا أخبركم برأس الأمر كله وعموده وذروة سنامه: قلت: بلى يا رسول الله قال: رأس الأمر الاسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد. ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله، قلت بلى يا رسول الله، قال: فأخذ بلسانه، قال: كف عليك هذا. فقلت: يا نبي الله وانا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم، أو على مناخرهم، الا حصائد ألسنتهم". هذا حديث حسن صحيح.
2750- حدثنا ابن أبي عمر، أخبرنا عبد الله بن وهب، عن عمرو ابن الحارث عن دراج أبي السمح عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "إذا رأيتم الرجل يتعاهد المسجد فاشهدوا له بالايمان فان الله يقول: {انما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة} الاية. هذا حديث حسن غريب.
9- باب ما جاء في ترك الصلاة
2751- حدثنا قتيبة، أخبرنا جرير وأبو معاوية عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
- "بين الكفر والايمان ترك الصلاة".
2752- حدثنا هناد، أخبرنا أسباط بن محمد، عن الأعمش بهذا الاسناد نحوه قال:
- "بين العبد وبين الشرك أو الكفر ترك الصلاة". هذا حديث حسن صحيح. وأبو سفيان اسمه طلحة بن نافع.
2753- حدثنا هناد، أخبرنا وكيع، عن سفيان عن أبي الزبير عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "بين العبد والكفر ترك الصلاة". هذا حديث حسن صحيح. وأبو الزبير اسمه محمد بن مسلم بن تدرس.
2754- حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث ويوسف بن عيسى، قالا أخبرنا الفضل بن موسى عن الحسين بن واقد.
2755- وحدثنا أبو عمار ومحمود بن غيلان، قالا أخبرنا علي بن الحسين بن واقد عن أبيه.
2756- وحدثنا محمد بن علي بن الحسن الشقيقي ومحمود بن غيلان، قالا أخبرنا علي بن الحسين بن شقيق، عن الحسين بن واقد، عن عبد الله ابن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر". وفي الباب عن أنس وابن عباس. هذا حديث حسن صحيح غريب.
2757- حدثنا قتيبة، أخبرنا بشر بن المفضل عن الجريري عن عبد الله بن شقيق العقيلي قال:
- "كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة".
10- باب
2758- حدثنا قتيبة، أخبرنا الليث عن ابن الهاد، عن محمد بن ابراهيم بن الحارث، عن عامر بن سعد، عن العباس بن عبد المطلب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
- "ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد نبيا". هذا حديث حسن صحيح.
2759- حدثنا ابن أبي عمر، أخبرنا عبد الوهاب الثقفي عن أيوب عن أبي قلابة، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
- "ثلاث من كن فيه وجد بهن طعم الايمان: من كان الله ورسوله أحب اليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه الا الله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد اذ أنقذه الله منه، كما يكره أن يقذف فين النار". هذا حديث حسن صحيح. وقد رواه قتادة عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم.
11- باب لا يزني الزاني وهو مؤمن
2760- حدثنا أحمد بن منيع، أخبرنا عبيدة بن حميد، عن الأعمش عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "لايزني الزاني وهو مؤمن، ولايسرق السارق وهو مؤمن ولكن التوبة معروضة". وفي الباب عن ابن عباس وعائشة وعبد الله بن أبي أوفى. حديث أبي هريرة حديث حسن غريب صحيح من هذا الوجه. وقد روي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
- "إذا زنى العبد خرج منه الايمان فكان فوق رأسه كالظلة، فإذا خرج من ذلك العمل عاد اليه الايمان". وروي عن أبي جعفر محمد بن علي أنه قال: في هذا خروج عن الايمان والاسلام. وقد روي من غير وجه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في الزنا والسرقة:
- "من أصاب من ذلك شيئا فأقيم عليه الحد فهو كفارة ذنبه، ومن أصحاب من ذلك شيئا فستره الله عليه فهو الى الله تعالى إن شاء عذبه يوم القيامة وان شاء غفر له". روى ذلك علي بن أبي طالب وعبادة بن الصامت وخزيمة بن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
2761- حدثنا أبو عبيدة بن أبي السفر أحمد بن عبد الله الهمداني، أخبرنا الحجاج بن محمد بن يونس بن أبي اسحاق، عن أبي اسحاق الهمداني عن أبي جحيفة عن علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
- "من أصاب أحدا فعجل عقوبته في الدنيا، فالله أعدل من أن يثني على عبده العقوبة في الآخرة، ومن أصاب حدا فستره الله عليه وعفا عنه، فالله أكرم من أن يعود في شيئ قد عفا عنه". هذا حديث حسن غريب. وهذا قول أهل العلم لا نعلم أحدا كفر أحدا بالزنا والسرقة وشرب الخمر.
12- باب ما جاء المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده
2762- حدثنا قتيبة، أخبرنا الليث عن ابن عجلان عن القعقاع عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم". ويروى عن النبي صلى الله عليه سلم أنه سئل أي المسلمين أفضل؟ قال:من سلم المسلمون من لسانه ويده.
2763- حدثنا بذلك ابراهيم بن سعيد الجوهري، أخبرنا أبو أسامة عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة عن جده أبي بردة عن أبي موسى الأشعري
- "أن النبي صلى الله عليه سلم سئل أي المسلمين أفضل؟ قال: من سلم المسلمون من لسانه ويده". هذا حديث صحيح غريب من حديث أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم. وفي الباب عن جابر وأبي موسى عبد الله بن عمرو. وحديث أبي هريرة حديث حسن صحيح.
13- باب ما جاء أن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا
2764- حدثنا أبو كريب، أخبرنا حفص بن غياث عن الأعمش عن أبي اسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "أن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء". وفي الباب عن سعد وابن عمر وجابر وأنس وعبد الله بن عمرو هذا حديث حسن غريب صحيح من حديث ابن مسعود. وإنما نعرفه من حديث حفص بن غياث عن الأعمش. وأبو الأحوص اسمه عوف بن مالك بن نضلة الجمشي تفرد به حفص.
2765- حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، أخبرنا اسماعيل بن أبي أويس، حدثني كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف بن زيد بن ملحة عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
- "إن الدين ليأرز الى الجحاز كما تأرز الحية الى جحرها، وليعقلن الدين في الحجاز معقل الأورية من رأس الجبل. إن الدين بدأ غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء الذين يصلحون ما أفسد الناس من بعدي من سنتي". هذا حديث حسن.
14- باب في علامة المنافق
2766- حدثنا أبو حفص عمرو بن علي، أخبرنا يحيى بن محمد ابن قيس عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، إذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان". هذا حديث حسن غريب من حديث العلاء. وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. وفي الباب عن عبد الله بن مسعود وأنس وجابر.
2767- حدثنا علي بن حجر، أخبرنا اسماعيل بن جعفر عن أبي سهيل بن مالك عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه. وأبو سهيل هو عم مالك بن أنس واسمه نافع بن مالك بن أبي عامر الخولاني الأصبحي.
2768- حدثنا محمود بن غيلان، أخبرنا عبيد الله بن موسى عن سفيان عن الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن مسروق عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
- "أربع من كن فيه كان منافقا وان كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: من إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر". هذا حديث حسن صحيح. وانما معنى هذا عند أهل العلم نفاق العمل، وانما كان نفاق التكذيب على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهكذا روي عن الحسن البصري شيئ من هذا.
2769- حدثنا الحسن بن علي الخلال، أخبرنا عبد الله بن نمير عن الأعمش عن عبد الله بن مرة بهذا الاسناد نحوه. هذا حديث حسن صحيح.
2770- حدثنا محمد بن بشار، أخبرنا أبو عامر، أخبرنا ابراهيم ابن طهمان، عن علي بن عبد الأعلى، عن أبي النعمان، عن أبي وقاص، عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "إذا وعد الرجل وينوي أن يفي فلم يفي به فلا جناح عليه". هذا حديث غريب، وليس اسناده بالقوي. علي بن عبد الأعلى ثقة. وأبو النعمان مجهول. وأبو وقاص مجهول.
15- باب ما جاء سباب المسلم فسوق
2771- حدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع، أخبرنا عبد الحكيم ابن منصور الواسطي عن عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن بن عبد الله ابن مسعود عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "قتال المسلم أخاه المسلم كفر وسبابه فسوق". وفي الباب عن سعد وعبد الله بن مغفل. حديث ابن مسعود حديث حسن صحيح. وقد روى عن عبد الله ابن مسعود من غير وجه.
2772- حدثنا محمود بن غيلان، أخبرنا وكيع ، عن سفيان، عن زبيد، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر". هذا حديث حسن صحيح.
16- باب من رمى أخاه بكفر
2773- حدثنا أحمد بن منيع، أخبرنا اسحاق بن يوسف الأزرق عن هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن ثابت بن الضحاك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
- "ليس على العبد نذر فيما لا يملك، ولا عن المؤمن كقاتله، ومن قذف مؤمنا بالكفر فهو كقاتله، ومن قتل نفسه بشيئ عذبه الله بما قتل به نفسه يوم القيامة". وفي الباب عن أبي ذر وابن عمر. هذا حديث حسن صحيح.
2774- حدثنا قتيبة، عن مالك بن أنس عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
- "أيما رجل قال لأخيه كافر فقد باء بها أحدهما". هذا حديث حسن صحيح.
17- باب فيمن يموت وهو يشهد أن لا إله إلا الله
2775- حدثنا قتيبة، أخبرنا الليث عن ابن عجلان، عن محمد بن يحيى بن حبان عن ابن محيريز عن الصنابحي عن عبادة بن الصامت أنه قال:
- "دخلت عليه وهو في الموت فبكيت فقال مهلا لم تبكي، فوالله لئن استشهدت لأشهدن لك، ولئن شفعت لأشفعن لك، ولئن استطعت لأنفعنك، ثم قال: والله ما من حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لكم فيه خير الا حدثتكموه الا حديثا واحدا وسأحدثكموه اليوم، وقد أحيط بنفسي، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله حرم الله عليه النار". وفي الباب عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة وجابر وابن عمر وزيد بن خالد. والصنابحي هو عبد الرحمن بن عسيلة أبو عبد الله. هذا حديث حسن صحيح غريب. من هذا الوجه.
وقد روي عن الزهري أنه سئل عن قول النبي صلى الله عليه وسلم:
- "من قال لا إله إلا الله دخل الجنة "، فقال: إنما كان هذا في أول الاسلام قبل نزول الفرائض والأمر والنهي. ووجه هذا الحديث عند بعض أهل العلم أن أهل التوحيد سيدخلون الجنة، وان عذبوا في النار بذنوبهم فان لا يخلدون في النار.
وقد روي عن ابن مسعود وأبي ذر وعمران بن حصين وجابر بن عبد الله وابن عباس وأبي سعيد الخدري وأنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
- "سيخرج من النار من أهل التوحيد ويدخلون الجنة". وهكذا روي عن سعيد بن جبير وابراهيم النخمي وغير واحد من التابعين في تفسير هذه الآية: {ربما يود الذين كفروا ولو كانوا مسلمين} قالوا: إذا أخرج أهل التوحيد من النار وأدخلوا الجنة يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين.
2776- حدثنا سويد بن نصر، أخبرنا ابن المبارك، عن ليث بن سعد، حدثني عامر بن يحيى، عن أبي عبد الرحمن المعافري ثم الحلبي قال: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
- "إن الله سيخلص رجلا من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشر عليه تسعة وتسعين سجلا، كل سجل مثل مد البصر ثم يقول: أتنكر من هذا شيئا؟ أظلمك كتبتي الحافظون؟ يقول لا يارب فيقول: أفلك عذر؟ فيقول لا يارب، فيقول: بلى إن لك عندنا حسنة وإنه لا ظلم عليك اليوم، فيخرج بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فيقول: احضر وزنك، فيقول يارب ما هذه البطاقة ما هذه السجلات؟ فقال فانك لا تظلم. قال: فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة، ولا يثقل مع اسم الله شيء". هذا حديث حسن غريب.
2777- حدثنا قتيبة، أخبرنا ابن لهيعة عن عامر بن يحيى بهذا الاسناد نحوه بمعناه. والبطاقة القطعة.
18- باب افتراق هذه الأمة
2778- حدثنا الحسين بن حريث أبو عمار، أخبرنا الفضل بن موسى، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
- "تفرقت اليهود على احدى وسبعين فرقة، أو اثنتين وسبعين فرقى والنصارى مثل ذلك، وتفترق أمتي الى ثلاث وسبعين فرقة:. وفي الباب عن سعد وعبد الله بن عمرو وعوف بن مالك. حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح.
2779- حدثنا محمود بن غيلان أخبرنا أبو داود الحفري، عن سفيان عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي، عن عبد الله بن يزيد عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "ليأتين على أمتي ما أتى على بني اسرائيل حذو النعل بالنعل حتى إن كان منهم من أتى أمة علانية لكان في أمتي من يصنع ذلك. وان بني اسرائيل تفرقت على ثنتين وسبعين ملة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار الا ملة واحدة، قال من هي يا رسول الله؟ قال: ما أنا عليه وأصحابي". هذا حديث حسن غريب مفسر، لا نعرفه مثل هذا الا من هذا الوجه.
2780- حدثنا الحسن بن عرفة أخبرنا سماعيل بن عياش، عن يحيى بن أبي عمرو يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
- "إن الله تبارك وتعالى خلق خلقه في ظلمة، فألقى عليهم من نوره فمن أصابه من ذلك النور اهتدى، ومن أخطأه ضل، فلذلك أقول جف القلم على علم الله". هذا حديث حسن .
2781- حدثنا محمود بن غيلان، أخبرنا أبو أحمد، أخبرنا سفيان عن أبي اسحاق عن عمرو بن ميمون عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- "أتدري ما حق الله على العباد؟ فقلت الله ورسوله أعلم. قال: فان حقه عليهم أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا: قال: فتدري ما حقهم على الله إذا فعلوا ذلك؟ قال الله ورسوله أعلم، قال أن لا يعذبهم ". هذا حديث حسن صحيح.
وقد روي من غير وجه عن معاذ بن جبل.
2782- حدثنا محمود بن غيلان، أخبرنا أبو داود، أنبأنا شعبة عن حبيب عن أبي ثابت وعبد العزيز بن رفيع والأعمش. كلهم سمعوا زيد بن وهب عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
- "أتاني جبرائيل فبشرني أنه من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة. قلت وان زنى وان سرق؟ قال نعم". هذا حديث حسن صحيح. وفي الباب عن أبي الدرداء.