بسم الله الرحمن الرحيم
من حقوق الزوج في الإسلام
من حقوق الزوج في الإسلام
الحياة الزوجية علاقة مشتركة أساسها الرحمة والمؤدة والمعاشرة الحسنة والأخذ والعطاء والتفاهم وأداء كل من الزوجين واجباته تجاه الآخر, وإذا أفتقدت أحد هذه الأسس كان مصيرها الفشل وهدم أركان الأسرة والفرقة بين الزوجين.
وضع دييننا الإسلامي الحنيف أسس الزواج الناجح والحياة الأسرية السعيدة, من خلال تقرير مبدأ المساواة بين الزوجين في الحقوق والواجبات, فأعطى لكل منهما حقوق وألزمه بواجبات تجاه الآخر بحسب طبيعة كل منهما, لتنظيم الحياة الزوجية المشتركة, فكلما الزم المرأة بحق من الحقوق ألزم الرجل بمثله, وكلما ألزم الرجل بحق من الحقوق ألزم المرأة بمثله أوبما يقابله, قال تعالى (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة) سورة البقرة الآية 229..
إلإ أن المشكلة الأسياسية هي أن الكثيرمن الأزواج والزوجات يجهلون واجباتهم تجاه بعضهم البعض, مما قد يسبب في فشل الزوجية بينهما لمجرد أن ترفض الزوجة أداء حق من حقوق زوجها عليها أو تقصر في واجباتها تجاه زوجها,ولمجرد أن يقصر الزوج في حق من حقوق زوجته أوفي أداء إحدى واجباته الأسرية..
اذا كان الدين الإسلامي الحنيف قد أعطى للزوجة حقوق أوجب على الزوج أداؤها,فأنه قد ألزمها بالعديد من الواجبات تجاه زوجها, منها:-
1- الطاعة الكاملة للزوج في غير معصية لله عزوجل:
وهذا من أعظم الحقوق التي أوجبها الدين الإسلامي الحنيف على الزوجة تجاه زوجها, فيجب على الزوجة أن تطيع زوجها طاعة كاملة, إلا إذا كانت في معصية لله عزوجل فلا يجب عليها طاعته فيها, لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق..
روى الحاكم عن أم المؤمنيت عائشة بنت أبي بكر رضى الله عنه: قالت)سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس أعظم حقاً على المرأة؟ قال: زوجها, وقالت فأي الناس أعظم حقاً على الرجل؟ قال: أمه), وروى أبو دواو والترمذي وابن ماجه وابن حبان عن عائشة رضى الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(لو أمرت أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها) ورواه الالباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة وفي صحيح الجامع الصغير.
ولعظمة هذا الحق فأن الإسلام قد قرنه بإقامة الفرائض الدينية وطاعة الله عزوجل وجعله معها سبباً في دخول الجنة, فعن عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه , أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها, وحفظت فرجها وأطاعت زوجها, قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت) رواه الطبراني في الأوسط وابن حبان في صحيحه ورواه الألباني في صحيح الجامع الصغير..
وليس هذا فحسب فأن ديننا الإسلامي حرم عصيان المرأة لزوجها وحذر رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم نساء المسلمين من ذلك مؤكدا أنه سبب في دخول الكثير من النساء النار, فعن ابن عباس, رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(أطلعت في النار فإذا أكثر أهلها النساء يكفرن العشير لو أحسنت إلى أحداهن الدهر ثم رأت منك شيئاً قالت: ما رأيت منك خيراً قط).
2- المعاشرة الحسنة بالمعروف والمؤدة والإحترام:
وهذا هو أول الأسس التي تبنى عليها الحياة الزوجية السعيدة, وأول الإسباب لبقائها واستمرارها ونجاح الزوجية, وهو حق مشترك للزوجين وواجب عليهما معاً, فمثلما أوجب الإسلام على الزوج العشرة الحسنة وأمره بذلك, قال تعالى(وعاشروهن بالمعروف) سورة النساء(19)..
فأنه يلزم على الزوجة أن تعاشر زوجها العشرة الحسنة بالمؤدة والإحترام منذ زفافها إليه, وتكون ذلك من خلال طاعته الطاعة الكاملة وخدمته والقيام بواجباتها نحوه دون تقصير بشئ من ذلك وزرع السرور في قلبه والشعور بالراحة والطمأنينة سواء في حضوره أو غيابه.
3- أن تمكنه من نفسها متى طلب منها ذلك وفي أي وقت يريد:
وهذا هو أحد الحقوق المشتركة بين الزوجين لكي يستمتع كل منهما بالآخر, بالحد الذي يعفهما ويمنعهما من إرتكاب الفاحشة, فلا يجوز للزوجة أن تأبى معاشرة زوجها وأن تمنعه من نفسها لسبب أنها لا ترغب في ذلك أو أن الوقت غير مناسب أو أنها متمارضة أو غير ذلك من الأعذار التي تتعلل به الكثير من الزوجات,وإذا أبت ذلك لعنتها الملائكة حتى تصبح, روى أبوداود الطيالسي عن عبدالله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(حق الزوج على زوجته ألا تمنعه نفسها ولو كان على ظهر قتب), وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجئ فبات غضبان, لعنتها الملائكة حتى تصبح)رواه أحمد والبخاري ومسلم.
4- أن تحفظه في نفسها وماله وأهله:
ويتمثل هذا الحق في عدة امور منها أن لا ترتكب الفاحشة ولا تقوم بأي فعل يكرهه ويسوء إلى سمعته وسمعتها وشرفه وشرفها وكرامته وكرامتها مهما كان صغيراً في نظرها, ولا تفرط بشئ من أمواله وممتلكاته, فلا تعطي أحداً شيئاً إلا برضاه وعلمه حتى ولو كان من أهلها أو من أهله وحتى ولو كانت صدقة تتصدق بها فيجب أن تكون برضا زوجها, وأن تمتنع عن مقارفة أي شئ يضيق به الرجل فلا تعبس في وجهه ولا تبدو في صورة يكرها وهذا من أعظم الحقوق الزوجية التي منحها الإسلام للزوج , قال تعالى(فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله)سورة النساء(34), وقال تعالى(قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن) سورة النور الآية(31).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خير النساء من إذا نظرت إليها سرتك وإذا أمرتها طاعتك وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالها), وفي رواية عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خير النساء التي تسره إذا نظر وتطيعه إذا أمر ولا تخالفه في نفسها ولا ماله بما يكره) رواه الالباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة وفي صحيح الجامع الصغير, كما روى عن عبدالله بن سلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خير النساء من تسرك إذا أبصرت وتطيعك إذا أمرت وتحفظ غيبتك في نفسها ومالك)
5- أن تقوم بخدمته في المنزل والعمل على راحته وسعادته:
يجب على الزوجة أن تكون ربة بيت ناجحة وأم ومربية فاضلة فتقوم بأعمال المنزل كإعداد الطعام و غسل الملابس و تربية الأطفال وغير ذلك, وهذا هو الأساس الذي وضعه ديننا الإسلامي الحنيف للتعامل المشترك بين الزوجين لتنظيم الحياة الزوجية السعيدة, فالرجل بطبيعته ملزم بالعمل والكدح وكسب الرزق خارج المنزل, والمرأة بطبيعتها ملزمة بأعمال المنزل من تنظيف وإعداد طعام وغسل ملابس وغيرها وإدارته وتيسير أسباب الراحة والطمأنينة المنزلية وتربية الأولاد,قال أنس رضى الله عنه كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا زفوا امرأة على زوجها يأمرونها بخدمة الزوج ورعاية حقه.
وهذا يعتبر من أهم الأعمال الرئيسية للمرأة, فلا يجوز لها سواء كانت شريفة أو غنية أو صاحبة شهادات عليا أو صاحبة منصب أو وظيفة كبيرة, أن ترغم زوجها على توفير خادمة لها من أجل أن تقضي وقتها في المنتزهات والمتاجر والمحلات والأسواق التجارية أو في الوظيفة,إلا إذا كان هناك إتفاق بين الزوجين قبل العقد أو تراضي بينهما بعد الزواج, فسيدة نساء الجنة فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم كانت تخدم في بيت زوجها علي بن أبي طالب رضى الله عنه, وكل نساء الصحابة رضوان الله عليهم كن يخدمن في بيوت أزواجهن, ولم يوافق المصطفى صلى الله عليه وسلم على طلب أبنته فاطمة رضى الله عنها وهي أحب أولاده إليه حينما شكت إليه وطلبت منه أن يلزم علي بن ابي طالب رضى الله عنه بتوفير خادم لها, فقد حكم صلى الله عليه وسلم بينهما فجعل على فاطمة خدمة البيت وجعل على علي العمل والكسب..
روى البخاري ومسلم أن فاطمة رضى الله عنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم تشكو إليه ما تلقى في يديها من الرخاء وتسأله خادمة, فقال(ألا أدلكما على ما هو خير لكما مما سألتما: إذا أخذتما مضاجعكما فسبحا الله ثلاثاً وثلاثين وأحمدا ثلاثاً وثلاثين وكبرا أربعا وثلاثين فهو خير لكما من خادم)
وقال ابن القيم :هذا أمر لا ريب فيه ولا يصح التفريق بين شريفة ودنيئة وغنية وفقيرة , فهذه أشرف نساء العالمين كانت تخدم زوجها وجاءت الرسول صلى الله عليه وسلم تشكو إليه الخدمة فلم يشكها)أي لم يسمع شكايتها ولم يستجب لشكواها.
6- أن لا يوطئ فراشه ولا تُدخل في بيته من يكره إلا بإذنه:
وهذا أيضاَ من أهم الحقوق الزوجية التي منحها الإسلام للزوج, فقد ثبت في الأحاديث الصحيحة أن رسول الله صلى عليه وسلم قال في حجة الوداع(ألا أن لكم على نسائكم حقاً ولنسائكم عليكم حقاً فحقكم عليهن ألا يوطئن فرشكم من تكرهون ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون, ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن)رواه ابن ماجة والترمذي وقال حديث حسن صحيح.
7-أن تتجمل وتتزين وتتعطر له بالقدر الكافي لإظهار محاسنها وجمالها, كنظافة جسمها وتسريح شعرها واستخدام بعض الزينة المباحة في الإسلام كالكحل والخضاب والملابس النظيفة,وغيرها, دون المبالغة إلى الحد الذي يصل بها إلى التبرج أوالتعري والسفور ومخالفة الدين الإسلامي, لأن تزين المرأة لزوجها سببا من الأسباب التي تقي الزوج وتحفظه من النظر الحرام إلى غيرها, أو الوقوع في الفاحشة, وقد أباح المولى عزوجل للزوجة ذلك في القرآن الكريم, قال تعالى(وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن) سورة النور الآية(31), وروى أحمد عن كريمة بنت همام قالت لعائشة رضى الله عنها : ما تقولين أم المؤمنين في الحناء؟ فقالت : كان حبيبي صلى الله عليه وسلم يعجبه لونه, ويكره ريحه وليس يحرم عليكن بين حيضتين, أو عند كل حيضة)
7- أن ترضى بالعيش معه على الحال الذي هو عليه :
من واجبات الزوجة على زوجها الصبر والرضاء على الحياة المعيشية التي يعيشها زوجها سواء كان فقيراً أو متوسط الحال وأن تتقبل المسكن أو النفقة أو الكسوة وغير ذلك من وسائل الحياة بقدر حالته المالية, فلا تحمله ما لايطيق ولا تطلب منه ما لا يقدر عليه وأن تتحمله وتصبر على غضبه, فلا تهجره وتذهب إلى منزل والدها ولا تطلب منه الطلاق لمجرد الخلاف أو الشجار البسيط بينهما, أو لكونه لم ينفذ لها بعض طلباتها, أو لكونه تزوج بأخرى, فيجب عليها أن ترعى في ذلك العشرة الزوجية وتحافظ على بيتها, وتتصرف بعقل وحكمة عند وقوع أي خلاف بينهما, ولا تكون أسيرة لغضبها وغيرتها فتجعلهما سبباً لهدم الأسرة والفرقة بينهما عند زواجه بأخرى, وإذا رأت منه ما يكره فعسى أن تجد فيه الخير الكثير.
8- أن تحفظ أسراره ولا تفضحه ولا تكثر التشكى عند أهلها أو أهله إذا ضاق عليها الحال وتعسرة المعيشة وأسبابها:
إن من أهم الحقوق الزوجية التي يجب على الزوجة عدم التفريط فيها, حفظ جميع أسرار الزوج التي تعلمها , فلا تفشئ منها شيئاً ولا تخبر بها أحداً حتى ولو كان من أبويها أو من أقاربها أو من أقارب زوجها, ولا تكثر عند أهلها أو أهله التشكي عن أحوالهما المعيشية إذا ضاقت أو تعسرت أسبابها أو قصر في الإنفاق لقلة دخله المادي,لأن المرأة هي سكن الزوج ولباس له, وصندوق أسراره ومستشاره الخاص في العديد من الأمور التي يخفيها على جميع البشر, قال تعالى(هن لباس لكم وأنتم لباس لهن)سورة البقرة الآية(187) , وهي شريكة حياته خلقها له المولى عزوجل من نفسه لتعيش معه على الحلوة والمرة قال تعالى(ومن أياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مؤدة ورحمة) سورة الروم – الآية(21)
9- أن لا تصوم نافلة إلا بإذنه وألا تحج تطوعاً إلا بإذنه:
وهذه هي إحدى الطاعات التي جعل المولى عزوجل طاعة الرجل أساس لقبولها وأوجب فيها رضا الزوج وإذنه قبل أداؤها, وإذا قامت بالصوم دون إذن زوجها فأنها أثمة, روى أبوداود الطيالسي عن عبدالله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(حق الزوج على زوجته ألا تمنعه نفسها ولو كان على ظهر قتب, وأن لا تصوم يوماً واحداً إلا بإذنه إلا لفريضة, فإن فعلت أثمت ولم يتقبل منها, وألا تعطي من بيتها شيئاً إلا بإذنه, فإن فعلت كان له الأجر وعليها الوزر, وألا تخرج من بيته إلا بإذنه, فإن فعلت لعنها الله, وملائكة الغضب حتى تتوب أو ترجع وإن كان ظالماً).
10- أن تقر في منزل الزوجية ولا تخرج منه إلا بإذن زوجها:
فلا يجوز للزوجة أن تخرج من منزل الزوجية دون أن أذن زوجها, سواء كان خروجها لشراء حاجة من السوق أو لحضور حفلة زفاف أو لزيارة صديقة أو لزيارة أحد أقاربها أو لأداء الصلاة في الجامع أو لحضور محاضرة في مسجد أو للعمل أو لغير ذلك, قال تعالى(وقرن في بيوتكن ولا تتبرجن تبرج الجاهلية الأولى) سورة الأحزاب الآية(33),وحتى ولو كان الزوج قد طلق زوجته فيجب عليها أن تبقى في منزل الزوجية ولا تخرج منه حتى تنقضي عدتها, قال تعالى(ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه)سورة الطلاق الأيات(1, 2)
11- أن لا تبالغ في غيرتها بأي حال من الأحوال:
يجب على الزوجة عدم المبالغة في الغيرة على الزوج, ولا تكثرله العتاب أو التشكي عند وجود ضرة لها, وأن لا تفرح بين يديه إذا كان مغتماً, ولا تحزن إذا كان مسروراً, لأن الغيرة مفتاح الطلاق وكثرة العتب يؤرث البغضاء بين الزوجين, مما قد يؤدي إلى الإنفصال بينهما..
أوصى عبدالله بن جعفر بن أبي طالب ابنته فقال(إياك والغيرة فإنها مفتاح الطلاق,وإياك وكثرة العتب, فإنه يورث البغضاء)
وقال أحد الأزواج لزوجته:
خذي العفو مني تستديمي مودتي
ولا تنطقي في سورتي حين أغضب
ولا تنقريني نقرك الدف مرة
فإنك لا تدرين كيف المُغيَّب
ولا تكثري الشكوى فتذهب بالقوى
ويأباك قلبي والقلوب تقلَّب
فإني رأيت الحب في القلب والأذى
إذا اجتمعا لم يلبث الحب يذهب
12- العيش معه في أي بلد شاء وفي أي مسكن يريد:
يجب على الزوجة أن تنتقل للعيش مع زوجها إلى أي بلد يريد وتقيم معه أينما شاء وفي أي مسكن شرعي يوفره لها بحسب قدراته المالية, إذا كان ذلك المسكن لائقاً بها ومحققاً لاستقرار الحياة الزوجية, ومعداً بكامل المفروشات والأثاث والاجهزة المنزلية اللازمة بحسب الزمان والمكان, فلا يحق للزوجة أن ترفض العيش مع زوجه في البلد التي يعمل بها أو تطلب منه أن يوفر لها السكن الذي لا يقدر عليه, أو أن ينتقل للعيش معها في بلد لا يقدر على العيش فيه, ولا يستطيع توفير المسكن فيه, قال تعالى (أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن)سورة الطلاق الآية(6), بشرط أن لا يقصد الزوج من انتقال الزوجة معه الإضرار بها أو إنقاص حق من حقوقها المادية أو المعنوية أو أن يكون في ذلك خطر على حياتها كأن يكون في البلد الذي سوف تنتقل إليه مرض أو وباء أو أن يكون في سفرها خطر على حياتها, أو فيه ما يسوء على سمعتها أو ما يمس شرفها وكرامتها.
13- أن تعينه على الطاعة والإستقامة وأداء الشعائر الدينية كالصلاة والصيام, والتخلق بالأخلاق الحسنة والإبتعاد عن كل ما يغضب المولى عزوجل من قول أو فعل وإجتناب الكبائر والأثام والذنوب والمعاصي, وترك طرق كسب المال الحرام والبحث عن الكسب الحال, ويكون ذلك من خلال إلتزامها أولاً باداء الفرائض والنوافل وإستقامتها وصلاحها, ثم النصح للزوج باللين والكلمة الطيبة التي لا تسبب في نفوره وعناده على الإستمرار في الباطل.
14- أن لا تستخدم وسيلة من وسائل منع الحمل أو قطعه إلا برضا زوجها وأذنه وموافقته, وبما لا يخالف أحكام الشريعة الإسلامية.
15- أن يرثها بمقدار الفرض الذي نص عليه القرآن الكريم, قال تعالى(ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد فإن كان لهن ولد فلكم الربع مما تركن من بعد وصية يوصين بها أو دين) سورة النساء الآية(12).
بقلم المحامي محمد قايد محمد الصايدي – محافظة إب
المراجع:-
1- القرآن الكريم.
2- الجامع الصحيح لأبي عبدالله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم الجعفي البخاري المتوفي سنة 256هـ مع فتح الباري في صحيح البخاري لإبن حجر العسقلاني – المطبعة السلفية ومكتبتها.
3- صحيح مسلم للأمام أبو الحسن مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري المتوفي سنة 261هـ م
مطبوع مع شرح النووي – تحقيق عبدالله أحمد أبو زينة –مطبعة دار الشعب.
4- سنن أبي داود للإمام سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير السجستاني المتوفي سنة 275هـ -الناشر محمد عبد المحسن صاحب المكتبة السلفية بالمدينة المنورة –مطبوع مع عون المعبود –الطبعة الثانية 1388-1969م –تحقيق عبدالرحمن بن عثمان.
5- سنن الترمذ ي للإمام العلامة أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة المتوفي سنة 279هـ -مطبعة دار الاتحاد العربي –الطبعة الثانية 1385هـ –تحقيق عبدالرحمن بن عثمان.
6- سنن إبن ماجة للإمام الحافظ أبي عبدالله محمد بن يزيد القزويني المتوفي سنة 275هـ -طبعة دار إحياء التراث العربي 1395هـ - تحقيق وترتيب محمد فؤاد عبدالباقي.
7- مسند الإمام أحمد بن محمد بن حنبل المتوفي 241هـ -طبعة المكتب الإسلامي للطباعة والنشر بيروت – لبنان –الطبعة الثانية سنة 1398هـ.
8- سلسلة الأحاديث الصحيحة للشيخ محمد ناصر الدين الألباني
9- صحيح الجامع الصغير للشيخ محمد ناصر الدين الألباني.
10- فقه الأسرة – الدكتور علي القليصي.
11- فقه السنة –السيد سابق – الطبعة الشرعية الأولى- الفتح للاعلام العربي..