رثاءٌ للشاعر حبيب الصّايغ
الشاعر عبد الله ضراب الجزائري
هذه الابيات رثاء للشاعر الاماراتي حبيب الصايغ الامين العام للاتحاد العام للادباء والكتاب العرب الذي مات مؤخرا ميتة تحول حولها الشكوك والأرجح انه قتل لموقفه من التطبيع مع الكيان الصهيوني
***
الغدرُ أوْدَى بفحلِ الفكرِ والكلِمِ
في بُقعةِ العُهرِ جُحرِ الظُّلمِ والظُّلَمِ
لهفي عليكَ حبيبَ الحرفِ إذ نَشَبتْ
فيك المنيّةُ بعد الحبسِ والألمِ
استهدفوكَ ورغم العُمْرِ ما رَحِمُوا
فيكَ المشيبَ وضعفَ الجسمِ بالسَّقَمِ
استهدفوكَ لإرضاء العدى أسفاً
فقد نطقتَ قُبَيْلَ القتلِ بالحِكَمِ
قلت الحقيقة في قومٍ نُكنُّ لهمْ
كل الضَّغائنِ والأحقاد والنِّقمِ
صاروا كلاباً لدى خصمٍ يحاربنا
بالرَّازيات وبالآفاتِ والنُّظُمِ
صاروا أداة لإخضاع الشُّعوب لمنْ
أضحى يُضَعضِع ُأرضَ الوحي كالورمِ
اسْتَدْمَرَ القدسَ بيتَ الله غَطْرَسَةً
واستعملَ الذَّيلَ للإفساد في الحَرَمِ
نادوا جهارا إلى التّطبيع وانتُدِبُوا
كيما يُلَمَّعُ وجهُ الظلم في الأممِ
قاموا بِحَزْمٍ الى حَرْبٍ مُدبَّرَةٍ
ضدَّ الإله وضدَّ الحقِّ والقِيَمِ
حَبِيبُ رغم ولاءٍ كنتَ تُظهِرُهُ
للظالمينَ ذُبِحْتَ اليومَ للصَّنمِ
فالخائنون عبيدٌ لا وفاء لهمْ
أردوكَ في كَلِمٍ يا ناحتَ الكَلِمِ
أردوكَ حتَّى يَصُدُّوا الوعيَ في بلدٍ
يَخشى الكلامَ ويخشى فِطنةَ الهِممِ
أين الرجال ُحماة ُالفكر قد عبثتْ
أيدي البُغاةِ بأهل الفكرِ والقلمِ
كم من أميرٍ خؤونٍ سافلٍ عَفِنٍ
داسَ النُّفوسَ وداسَ العقلَ في غَشَمِ
أين الرجالُ حماةُ الحقِّ أم دُفنتْ
تلك المبادئ والأفكارُ في النَّهَمِ
صار الأديبُ أجيرا لا تحرِّكهُ
غيرُ المطامع تحت النّعلِ والقَدَمِ
يا عابدا لملوك العار في طمعٍ
الموتُ يأتي ولو اُسْكِنتَ في السُّدُمِ
فاصدعْ بحرْفكَ في تلك الجحورِ ولا
تخذلْ قضاياك قبل الخُسْرِ والنَّدَمِ
أضِئْ بِحَرْفِك أرضاً لا يُقيمُ بها
غيرُ الأباطيلِ والآفاتِ والعُتَمِ