من ينتصر بميدان المعارك يستحق أن يحكم
إن ما يحدث على ساحة المعارك بين اللجان الشعبية (الحوثيون) ومن يساندهم من الجيش والأمن الخاص وبين لجان الحشد الشعبي التابعة للرئيس المستقيل هادي ومن يساندها من الجيش, في المحافظات الجنوبية يعتبر في نظري الحل الحقيقي للأزمة وإنهاء الصراع السياسي في اليمن, والدخول في صراع مسلح , يجعل المنتصر فيه صاحب السلطة..
فأي جماعة أو طرف من أطراف الصراع المسلح يستطيع أن يستولى على جميع المحافظات وينتصر في ساحة المعارك هو الذي يستحق أن يحكم البلاد, فالأقوى عسكرياً هو الأجدر بالحكم , لأنه القادر على حماية البلاد وإدارة شئون الحكم بحزم وقوة والتصدي للانفلات الأمني الذي تعاني منه البلاد منذ عام 2012م ....
وأما طلب الرئيس المستقيل والمنتهي ولايته عبد ربه منصور هادي من الجامعة العربية التدخل العسكري السريع من قبل الدول العربية وفي مقدمتها دول الخليج ومصر للتصدي للتوسع الحوثي لزعمه أن استيلاء الحوثيين على عدن سوف يجعل إيران تحكم اليمن , فأن هذا الطلب لن يكون فيه أي حل للأزمة, ولن يكون في مصلحة اليمن واليمنيين , وسوف يؤدي إلى حدوث كارثة كبيرة في اليمن, ويزيد الأوضاع سواءً, وسوف يدفع اليمنيين ثمنه باهظاً..
لأن هذا سوف يترتب عنه دخول اليمن في حرب دولية مع الدول التي سوف تشارك في التدخل العسكري, وخصوصاً دول الجوار , وسوف يزيد من شعبية الحوثيين في أوساط الشعب اليمني , ولن يقبل الشعب إطلاقاً أن تقوم دول مجاوره بضرب المدن اليمنية وقتل اليمنيين ويقعد ساكتاً , فما يحدث في اليمن هي من الشئون الداخلية التي لا يحق لأي دولة التدخل فيها .
كما أن الشعب قد مل من الحوارات والاتفاقيات والمبادرات والصراعات السياسية والحزبية , منذ عام 2011م , وطفح الكيل وزهق من تدخل الدول العربية وتدخل الأمم المتحدة في شئونه الداخلية, لأن الشعب لم يجني منها أي شيء سوى التدهور الاقتصادي والأمني والسياسي والفوضى والقتل والخراب والدمار والاضطرابات والمكايدات السياسية , ويريد منقذاّ قوياً يستطيع السيطرة على البلاد ويحزم الأمور , ويريد حكومة قوية تعيد إلى اليمن الأمن والأستقرار وتزيل المعانات عن كاهل الشعب ..
وأن دخول الحوثيون إلى الضالع واقترابهم من عدن, ومطالبة الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي ومن يسميه بوزير الخارجية من الجامعة العربية بالتدخل العسكري السريع , يجعلنا نتسأل حول موقف الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي المتقلبة تجاه ما حدث ويحدث في اليمن من قبل الحوثيون والتطورات التي تشهدها اليمن منذ استيلاء الحوثيون على عمران وحتى اليوم..
أين كان الرئيس المستقيل هادي حينما دخل الحوثيون عمران وقتلوا القشيبي واستولوا على معدات معسكر كامل ؟ ولماذا لم يقم بمثل هذه التحركات التي يقوم بها الآن؟ ولماذا لم يجد الشعب منه أي تحرك جدي تجاه ذلك ؟ الم يقم بعد استيلاء الحوثيين على عمران بيومين بزيارة عمران وصرح قائلاً ( اليوم عادت عمران إلى حضن الدولة) ؟
وإين كان حينما سقطت عاصمة اليمن صنعاء بيد الحوثيون ثم أستولوا بعدها على الحديدة وعلى إب وذمار وغيرها من المحافظات ولم يحرك ساكناً؟ ولماذا لم يقل أن إيران سوف تحكم اليمن رغم أن العاصمة صنعاء صارت بيد الحوثيون بينما يقولها اليوم عند وصولهم مشارف عدن؟ الم يكن الرئيس المستقيل هادي شريكاً في ذلك التوسع الحوثي وراضياً به ؟
ولماذا اليوم فقط شعر الرئيس المستقيل هادي بالخطر الذي يشكله الحوثيون في حالة استيلاءهم على عدن ولم يشعر بذلك عند إستيلاءهم على العاصمة صنعاء؟
وهل الحوثيون يمنيون ومن أطراف الصراع السياسي وقد أعترف بحقهم في السلطة ووقع معهم أتفاقية الشراكة تحت إشراف مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر ؟ أم أنهم اليوم أصبحوا في نظره ليسوا يمنيين وأنهم إيرانيون؟ وماذا جنينا من علاقتنا مع السعودية وقطر سوى انشاء الفتنة بين اليمنيين وتدمير البلاد؟ وما هو الخطر الذي سوف يلحق باليمن واليمنيين إذا حكم البلاد جماعة الحوثيون الذي يزعم هادي أنهم يخضعون لإيران , وكلنا يعلم أن جميع من يحكمون الدول العربية يخضعون لأمريكا ودول الغرب وعملاء لأمريكا والغرب بما فيهم الرئيس المستقيل هادي وأمراء قطر وملوك السعودية واحداً بعد الآخر؟
وكلمة أخيرة:
ويجب على الرئيس المستقيل هادي أن يستسلم للأمر الواقع ويترك الكرسي لمن يستطيع أن يحميه , فهو يعلم أنه لا يمتلك أي شيء من المقومات التي تؤهله للإستمرار في الحكم وإدارة شئون البلاد..؟
فلماذا يتشبث بالكرسي؟
فليس لديه كفاءة سياسية وإدارية ولا يمتلك قوة عسكرية وأسلحة ولا يتمتع بأي شعبية
فعلى أي أساس يريد هادي أن يحكم البلاد وهو يفتقد كل شيء يجعله قادر على حكم البلاد؟