حكم تزين الزوجين لبعضهما في الإسلام
الكثير من الزوجات يهتمن بزينتهن عند خروجهن من منازلهن حتى يصل بهن ذلك إلى السفور ولا يهتمن بها عند بقائهن في المنازل مع أزوجهن, فإذا خرجت إحداهن إلى السوق أو في ضيافة أو إلى إحدى حفلات الأعراس أو إلى العمل أو إلى الوظيفة إذا كانت تعمل في شركة أو مكتب أو مؤسسة فأنها تلبس الذهب والحلي والمجوهرات الثمينة وترتدي أجمل الملابس ذات الموديلات والأشكال المتنوعة وتتعطر بأرقى العطورات الفرنسية وتنقش أياديها بالخضاب والحناء وتضع لعينيها الكحل ولشفتيها أحمر الشفاة وولخدودها المكياج والكريمات والمرطبات من أجل أن تتباهى بزينتها وتظهر جمالها أمام صديقاتها أو أمام النسوة الحاضرات في الضيافة أو في حفلات الأعراس أو أمام العملاء الوافدين إلى مقر عملها لجذب إهتمامهم بينما العكس من ذلك إذا بقيت داخل منزلها مع زوجها فأنها لا تعير لزينتها أي أهتمام ولا تبذل لذلك أي جهد أو عناء فترتدي الملابس البالية ولا تتعطرولا تضع إلا ولفي وكذلك الكثير من الأزواج يهتمون بزينتهم خارج المنازل فإذا ذهبوا إلى وظيفتهم أو إلى ضيافة أو حفلة عرس فانه يرتدي الملابس الجديدة ويتعطر بأرقى العطورات وأغلاها بينما يكون العكس من ذلك إذا كان داخل منزله مع زوجته فأنه لا يبالي بزينته وأناقته ولا يهتم بنظافته ومظهره فتراه متسخ الملابس والجسم نتن الرائحة وإذا كان ديننا الإسلامي الحنيف أكد على أنه يستحب للمرأة أن تتزين لزوجها بالكحل والخضاب والطيب والحناء والملابس ونحو ذلك من أنواع الزينة,بعيداً عن التبرج والسفور ,فأنه يستحب أيضاَ أن يتزين الرجل لزوجته مثلما يستحب أن تتزين له, قال ابن عباس رضى الله عنهما, إني لأتزين لأمرأتي كما تتزين لي, وما أحب أن أستنظف,كل حقي الذي عليها فتستوجب حقها الذي لها علي,لأن الله تعالى قال:(ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف).
وقال القرطبي في قول ابن عباس هذا:قال العلماء:(أما زينة الرجال فعلى تفاوت أحوالهم, فإنهم يعملون ذلك على الليق, والوفاق, فربما كانت زينة تليق في وقت ولا تليق في وقت آخر, وزينة تليق بالشباب ولا تليق بالشيوخ, وزينة تليق بالشيوخ ولا تليق بالشباب)
قال:(وكذلك في شأن الكسوة ففي هذا كله ابتغاء الحقوق, فإنما يعمل اللائق والوفاق, ليكون عند امرأته في زينة تسترها ويعفها عن غيره من الرجال)
قال:((وأما الطيب والسواك والخلال والرمي بالدرن(أي تنظيف الوسخ),وفضول الشعر والتطهر, وقلم الأظافر, فهو بيّن موافق للجميع.
والخضاب للشيوخ والخاتم للجميع من الشباب والشيوخ زينة وهو حلي الرجال))
ثم عليه أن يتوخى أوقات حاجتها إلى الرجال فيعفها ويغنيها عن التطلع إلى غيره, وإن رأى الرجل من نفسه عجزاً عن إقامة حقها في مضجعها, أخذ من الأدوية التي تزيد في بأته وتقوي شهوته حتى يعفها.