بسم الله الرحمن الرحيم
الطريق إلى السعادة
كيف تكن سعيداً في دنياك وآخرتك؟
سؤال يظل يراود الكثير منا ويبحثون عن الاجابة عليه طيلة حياتهم..
وقد يتوه الانسان في غمرات الدنيا وشهواتها وفي اللهو والترف …
ظناً منه إن فيها السعادة والراحة التي يبحث عنها…
فتشغله الدنيا بزخرفها وشهواتها ويغويه الشيطان عن طريق السعادة الحقيقية…
فيضيع عمره لاهياً في طلب الدنيا منشغلاً في بناء القصور وجمع الاموال واللهو والطرب ….
دون البحث عن السعادة الحقيقية والراحة النفسية الدائمة في الدنيا والاخرة …
فكلنا يريد السعادة الحقيقية والراحة الابدية في الدنيا والاخرة ويبحث عن أسبابها…
ولكننا نتوه في الطريق التي تجرنا إلى تلك السعادة التي نبحث عنها….
ونطيع الشيطان والنفس والهوى عن طاعة الرحمن..
ويظل الانسان يبحث ويبحث عن الراحة والسعادة …
والكثير منا قد لا يجدها حتى يأتيه ملك الموت فجأة ويقبض روحه ….
دون أن يكون قد ذاق طعم السعادة الحقيقية..
في الحياة الدنيا ويحرم منها في الحياة الأخرة..
فاعلم اخي واعلمي أختي
أن الانسان في الدنيا لا يستقر له حال ولا يهدأ له بال
وتتقلب أحواله من حال إلى حال
فاليوم قد يكون سعيداً مسروراً
وغداً قد يصبح حزيناً مكروباً ...
واليوم قد يكون فقيراً مسكيناُ
وغداً قد يصبح ثرياً غنيا….
واليوم قد يكون سلطاناً وحاكما…..
وغداً قد يصبح مواطناً ومحكوما….
واليوم قد يكون مترفاً غنياً وغداً قد يصبح معدماً فقيرا
فليس هناك إنسان عاش في سرور وسعادة وفرحة دائمة طيلة حياته
وليس هناك إنسان يعيش في حزن وكرب وهموم دائمة طيلة حياته قط..
ولكن بإمكان أي إنسان أن يجد السعادة في دنياه وأخرته وذلك من خلال العديد من الاسباب والأعمال التي يجب عليه القيام بها ليكون سعيداً في دنياه وأخرته منها ما يلي :
1- إن كنت لست مسلماً فعليك باعتناق الدين الاسلامي لأنه الدين الذي أختاره الله سبحانه وتعالى ليكون اخر الاديان السماوية إلى يوم القيامة ففيه سعادة البشر وفلاحهم ونجاتهم وأما سواه من الاديان فهى سبب الشقاء والكرب والهموم في الدنيا والاخرة قال الله تعالى (ومن يبتغي غير الإسلام ديناً يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين".)
فاذا كنت تبحث عن السعادة ما عليك سوى البدء في سلك الطريق التي ستوصلك إلى تلك السعادة وهي طريق الاسلام بقولك ( أشهد أن لا اله الا الله وأشهد أن محمد رسول الله )
وأما إذا أنت مسلماً ولكنك تائه عن طريق السعادة والنجاة وسلكت طريق اللهو والترف والعصيان فما عليك سوى فتح صفحة جديدة في حياتك بتجديد إسلامك باستمرار بقولك ( أشهد أن لا اله الا الله وأشهد أن محمد رسول الله ) لتنتقل بعدها إلى السبب الثاني من أسباب السعادة..
2- عليك بأداء الفرائض والاركان التي بنى عليها الاسلام بعد الشهادة وهي الصلاة والصيام والزكاة الحج والمداومة عليها, وعدم التكاسل والتهاون فيها , فإسلامك لا يكتمل وسعادتك لن تتحقق إلا باداء تلك الفرائض والاركان والمداومة عليها في كل وقت محدد لادائها بالوجه الاكمل الذي حدده الاسلام وعدم التهاون أو التكاسل فيها..
3- كن موحداً لله سبحانه وتعالى كامل الايمان في سرك وعلنك فلا تشرك معه أحد فإن الشرك لظلم عظيم.
4- داوم على تلاوة القرآن الكريم والعمل بما جاء فيه , فالقرآن نور للانسان في دنياه وقبره وشافع له يوم القيامة وكثرة التلاوة تزيد في الحسنات أضعافاً مضاعفة أكثر من أعمال الخير من النوافل والسنن سواء من الصدقات والصيام المسنون والصلاوات النافلة , فليس هناك أحب الى الله سبحانه وتعالى من أن يتقرب العبد إليه بالنوافل ..
عن أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته: كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مساءته). رواه البخاري
وكلما وجدت أنك تعيش في ضيق أو كرب أو هموم , وكلما نزلت بك الخطوب وحلت عليك المصائب والمحن, وكلما ضاقت عليك الدنيا بما رحبت وشعرت أن جميع هموم الدنيا وأحزانها تحوطك من كل جانب فما عليك سوى بالوضوء والخلوة مع الله سبحانه وتعالى والتوجه نحو القبلة والبدء بالصلاة لله سبحانه وتعالى ما استطعت بخشوع وطمأنينة والدعاء لله سبحانه وتعالى بأن يفرج ضيقك وكربك ويجلي أحزانك وهمومك ويريح قلبك وفؤادك واكثر الدعاء بما شئت ...
فإنك والله ستجد طعم الراحة والطمأنينة والسعادة الحقيقية وستشعر بأن الدنيا لا تساوي جناح بعوضة ولا تستحق العناء والحزن والهم والضيق والضنك وستجد أنفراج لكل شدة وقعت فيها مهما كانت كبيرة أو كان أنفراجها مستحيلاً...
5- اجعل لسانك دائماً منشغلا بذكر الله سبحانه وتعالى بالتهليل والتكبير والتسبيح والاستغفار فهي كنوز الدنيا وزاد الاخرة وبها يثقل الميزان وينجو الانسان وينجو بها الانسان من عذاب النار ويفوز بالنعيم الدائم في الجنة إن شاء الله تعالى....
6- أبتعد عن المعاصي والذنوب والاثام كبيرها وصغيرها, ماظهر منها وما بطن, واترك اللهو والمعازف والغناء والطرب والترف , فكثرة المعاصي تميت القلوب وتزيد في الهموم والاحزان, والاوجاع والأسقام, وتؤرث القلق والضيق في الصدر وتسبب عدم الاستقرار النفسي وعدم الراحة والاطمئنان ...
7- عليك بالسعي في طلب الرزق الحلال ولا تكسل أو تتقاعس عن العمل وطلب الرزق فالخير كل الخير أن يأكل الانسان من عمله وكده وكسبه وتجنب الرزق الحرام مهما كان اعتقادك ان طريقه سهل ومكاسبه كبيره , فإن الله سبحانه وتعالى لا يبارك في الرزق الحرام ولا يستجيب دعاء أكله بل أنه وبالاً وحسرة وندامة على صاحبه في دنياه وأخرته ويجلب معه الاسقام والأوجاع والمصائب, وما أعطى الله إنساناً رزقاً حراماً إلا أحرمه من نعم كثيرة يتمنى لو لم تزل عنه تلك النعمة كالصحة والراحة والاستقرار النفسي والاولاد الصالحين والسعادة الحقيقية وغيرها من النعم التي لا يجدها الانسان إلا مع الرزق الحلال ...
فأقنع بما كتبه الله لك من الرزق الحلال في الدنيا ولا تطمع بكثرة الأموال وزخرف الدنيا وشهواتها ونعيمها الزائل فتزل قدمك لنيل ذلك عن طريق الحرام فقد يكون كثرة الاموال وزخرف الدنيا السبب الذي يحرمك من السعادة ويزيد في همومك واحزانك وغمومك واكدارك في الدنيا وسبب تعاستك وعذابك وشقاءك في الاخرة..
عن عمران بن حصين رضي الله عنهما،عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اطَّلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطَّلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء). صحيح البخاري
8- لا تظلم احداً ولا تأكل مال أحد فإن الظلم ظلمات يوم القيامة...