أخونة الإعلام اليمني الرسمي وأثاره السلبية على الوطن والشعب
في ظل صمت وسكوت الرئيس عبدربه منصور هادي على مخططات وسياسات وزراء اللقاء المشترك الانتقامية وما يقومون به في وزاراتهم من تصرفات وإجراءات اقصائية وقرارات مجحفة وظالمة ضد الموظفين والمدراء وكبار المسئولين من أعضاء المؤتمر الشعبي العام وحلفاءه في تلك الوزارات ..
أستطاع وزير الإعلام الأخواني العمراني السيطرة الكاملة على وسائل الإعلام الرسمية وأخوانتها لتخدم الاخوان المسلمين (التجمع اليمني للإصلاح) بشكل خاص وأحزاب اللقاء المشترك بشكل عام, ولا تخدم مصلحة الوطن والمواطن اليمني الذي يتمنى وجود إعلام مستقل لا يخدم جهة ولا حزب ولا جماعة ولا طائفة وأنما يخدم الشعب والوطن ..
حيث قام ويقوم الوزير بتطبيق عقوبة الانتقام والاقصاء من الذين كانوا في صف النظام السابق من وظائفهم في وسائل الإعلام وتغييرهم بالاعلاميين الذين كانوا في صف المعارضة أو ما يسمونه بالثورة, وذلك من أجل تحقيق مآربهم ومخططاتهم في السيطرة على النظام بشكل كامل من خلال تلك البرامج والخطابات والكتابات الحاقدة ضد النظام السابق (حزب المؤتمر الشعبي العام وحلفاءه) ..
فالمتأمل إلى ما تبثه قنوات التلفزيون اليمني الرسمية وإلى ماتنشره وسائل الإعلام المقرؤة من صحف ومجلات رسمية يجد أن الإعلام الرسمي أصبح إعلام أخواني أو إعلام أحزاب اللقاء المشترك فقط وليس إعلام اليمن وكل اليمنيين..
وكأن الوزير يسير في نفس السياسة الاحتكارية التي كانت عليها وسائل الاعلام الرسمية سابقاً مع الاختلاف الكبير بين ما كانت عليه سابقاً وما هي عليه حالياً حيث لم يتم في السابق إقصاء أو استبعاد الاعلامين التابعين للقاء المشترك من مناصبهم ولم تكن وسائل الاعلام تخدم حزب المؤتمر فقط وإن كان البعض ينظر عليها بأنها كانت كذلك فأننا نقول بأنه من حق وسائل الاعلام في السابق أن تخدم حزب المؤتمر لأنه كان الحزب الحاكم فلم تكن الحكومة في السابق حكومة وفاق وطني وأنما كانت حكومة حزب منفرد, وأما اليوم فوزير الإعلام ومن يخدمهم يعلمون بأن الحكومة التي هو عضو فيها هي حكومة وفاق وطني وليست حكومة حزب منفرد ويجب أن يكون الاعلام ذات سياسة وسطية معتدلة مستقلة لا تخدم جهة معينة أو حزب بذاته وأنما تخدم الوطن والشعب بشكل كامل.
كما أن المرحلة التي تمر بها اليمن حاليا ومستقبلاً هي مرحلة حرجة وصعبة وخطيرة لا تحتمل المزيد من المكايدات والمماحكات السياسية والتوتر والحرب الاعلامية وتحتاج إلى تهدئة الاوضاع وزرع التسامح بين طوائف المجتمع وجماعاته وأحزابه وعدم التأجيج وإشعال النيران والتحريض ضد حزب المؤتمر الشعبي العام أو ضد ما يسمونه بالنظام السابق لأن النظام السابق لم يسقط بكامله كما سقط في الدول العربية الأخرى ولم تتولى المعارضة الحكم بكامله حتى تقوم بالانتقام من النظام السابق وتشويه صورته بشكل مجحف وغير عادل.
كما أن الحزب الحاكم (المؤتمر الشعبي العام) الذي يحاولون في وسائل الاعلام التحريض عليه والاساءة إليه وإلى رموزه وقياداته وتشويه صورهم لم ينتهي مثلما أنتهت الأحزاب الحاكمة في الدول العربية الاخرى وأنما لازال مع حلفاءه مشاركين في الحكومة بالجزء الاكبر من حقائبها ولازال أغلب رموزه يحكمون ويعملون في النظام الحالي ولم يسقط نظام الحكم السابق مثلما سقط في مصر وليبيا وتونس..
ويجب أن يعلم وزير الاعلام أن علي عبدالله صالح لازال هو رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام المشارك في حكومة الوفاق الوطني ومن اللازم للحفاظ على تلك الشراكة عدم الاساءة إلى رئيس المؤتمر لان ذلك يعتبر إساءة إلى حزب المؤتمر وقياداته وأعضاءه بشكل عام دون استثناء..
الشراكة في الحكم تستلزم طيء صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة لتخطي جميع الصعوبات ومعالجة جميع السلبيات التي خلفتها الاوضاع السابقة.
ودور وسائل الاعلام الرسمية يعتبر من أهم الادوار في نشر التسامح والتألف والسلام والحفاظ على الاخوة اليمنية وعلى الصف من أجل الحفاظ على الوطن والشعب , فيجب أن لا يعمل الاعلام في خدمة طائفة أو جماعة أو أحزاب محددة في هذه الفترة الصعيبة التي تمر بها اليمن ولا يسعى لنشر الخلافات والصراعات والتحريض على طائفة معينة أو الانتقام من طائفة معينة وأن يكون إعلاماً توافقياً يخدم الوطن والشعب ويحافظ على وحدته وتماسكه
وما يستغرب له الكثير هو صمت الرئيس عبدربه منصور هادي على مثل ذلك مع أنه يعلم أنها لا تخدم الوطن والشعب وتعقد الاوضاع وتزيد من حدة التوتر بين أفراد الشعب وبين طوائفه وأحزابه , وتعيقه من تنفيذ مهامه وتعرقله من السيطرة على الأوضاع ومعالجتها والحفاظ على الأمن والاستقرار وإعادة لحمة الشعب اليمني .
وما يستغرب له أيضا الكثير أن يكون حال الاعلام بهذا الشكل المخيف والهابط , حيث أصبح إعلام طائفي وحزبي تتحول سياسته وتتغير بتغير الوزير, وكأنه يتبع للوزير وينفذ مخططات وسياسة الحزب التابع لوزير الاعلام ولا يتبع للوطن والشعب..
والحقيقة ان الاعلام اليمني الرسمي بسياسته الحزبية قد فقد مصداقيته واستقلاله وأصبحت ثقة الشعب به منعدمة وما ينشره لا يصدق منه شيء ...
وأننا نطالب رئيس الجمهورية بوقف هذه السياسة الانتقامية التي يسلكها الاعلام الرسمي والحملة التي يشنها على قيادات حزب المؤتمر الشعبي وحلفاءه, والتصدي لمثل هذه الحملات التي لا تزيد الطين إلا بلة والنار إلا تأججاً والفتن إلا نشوباً وإنتشارا..
وأن يفرض اراداته وسلطاته على جميع وسائل الاعلام الرسمية المقرؤة والمسموعة والمرئية, وتطبيق سياسته التسامحية ونشر أهدافه لتهدئة الاوضاع ومعالجة السلبيات التي خلفتها الازمة والصراعات السياسية التي مرت بها اليمن سابقاً, وليس تطبيق ونشر سياسة الأخوان وبقية أحزاب اللقاء المشترك الانتقامية الحاقدة..
فجميع اليمنيين يريدون إعلاماً مستقلاً صادقاً يتمتع بحيادية واستقلالية كاملة لا يخدم حزب ولا طائفة ولا جهة معينة , يحافظ على لُحمة الشعب اليمني ووحدته واخوته وليس إعلاماً حزبياً انتقاميا مرائيا وكذابا ومفتناً ودجالاً ...