داءُ الكَلَب مرضٌ قاتلٌ، يُصيب الحيوانات، وينتج عن أحد الفيروسات. يمكن أن يُصيبَ هذا المرضُ الحيوانات البرية، بما فيها الراكون والظَربان والخَفَّاش والثعلب، كما يمكن أن يُصيبَ الكلابَ والقطط وحيوانات المزرعة أيضاً. يُصاب الناسُ بداء الكَلَب نتيجة عَضَّة حيوان مُصاب بهذا المرض. تتضمَّن أعراضُ داء الكَلَب لدى البشر الحُمَّى والصداعَ والتعب الشديد، ثم التشوُّش، ثم الهلوسة والشَّلل. وما أن تبدأ الأعراضُ، حتى يكون المرض قاتلاً في العادة. هناك سلسلة من الحُقَن التي يمكن أن تقي من داء الكَلَب لدى الأشخاص المعرضين للإصابة بفيروس الكَلَب. يجب تلقِّي هذه الحُقَن في الحال. وإذا قام حيوانٌ بعَضِّ الإنسان، فلابدَّ من غسل مكان الجرح غسلاً جيِّداً، ثم تلقِّي الرعاية الطبية المناسبة. من أجل المساعدة على الوقاية من داء الكَلَب: • قم بتلقيح حيواناتك الأليفة. إن لُقاحات الكَلَب متوفِّرة للكلاب والقطط وحيوانات المزرعة. • لا تسمح للحيوانات الأليفة بالتجول على هواها. • لا تقترب من الحيوانات الشاردة. إن الحيوان المُصاب بداء الكَلَب يكون عدوانياً ميَّالاً إلى مهاجمة الآخرين، أو يكون ضعيفاً متعباً.
مقدِّمة
داءُ الكَلَب مرضٌ قاتلٌ يصيب الحيوانات، وينتج عن أحد الفيروسات. يمكن أن يُصابَ الإنسان بداء الكَلَب بسبب عَضَّة حيوان مُصاب بهذا المرض. وفي كل عام، يموت أكثر من خمسةٍ وخمسين ألف شخص في العالم بسبب هذا المرض. ما أن تبدأ أعراضُ الكَلَب بالظهور، حتى يكون المرض قاتلاً في العادة. لكن هناك سلسلة من الحُقَن التي يمكن أن تقي الأشخاصَ المعرَّضين للفيروس. يجب الحصول على الرعاية الطبية إذا تعرَّض الإنسان لعَضَّة أي حيوان. يتناول هذا البرنامجُ التثقيفي داءَ الكَلَب، بما في ذلك أعراضه وأسبابه. وهو يناقش تشخيصَ هذا الداء ومعالجته، بالإضافة إلى الوقاية منه.
فيروسُ الكَلَب
ينجم داء الكَلَب عن فيروس ينتشر عن طريق لُعاب الحيوان المُصاب. وما أن يُصابَ الحيوانُ أو الإنسان بفيروس الكَلَب، حتى ينتقل هذا الفيروس إلى الدماغ عبر الأعصاب الموجودة في الجسم. لا تظهر على المريض أيَّةُ علامة تشير إلى المرض قبل أن يصل الفيروس إلى الدماغ. وقد يستغرق وصولُه إلى الدماغ وظهور الأعراض عدَّةَ أسابيع أو عدة أشهر. بعدَ أن يصل الفيروس إلى الدماغ، فإنَّه يتكاثر ويسبب التهاباً. وهذا ما يُصيب الدماغ بالضرر، ويؤدِّي إلى أعراض الكَلَب المتأخرة، ومنها القلقُ والهلوسة، ثم الشلل. وبعدَ ذلك، ينتقل الفيروسُ من الدماغ إلى الغُدَد اللُعابية. تقع الغُدَد اللُّعابية في الرأس والرقبة والحلق. وهي الغُدَد المسؤولة عن إنتاج اللُعاب. يوجد فيروسُ الكَلَب في لُعاب الحيوان المُصاب. وهذا ما يعني أنه يمكن أن ينتقلَ إلى أي حيوانٍ آخر أو إلى أي شخص يعضُّه المُصاب. في بعض الأحيان، ينتقل الفيروسُ إلى اللُّعاب قبل أن تبدأ ظهور أعراض الكَلَب. وهذا يعني أنَّ من الممكن أن يتعرَّضَ الإنسان لفيروس الكَلَب حتى إذا لم تكن تظهر على الحيوان الذي عضَّه أيَّة آثارٍ للإصابة بهذا الداء. يؤدِّي فيروس الكَلَب عادةً إلى الوفاة في غضون أسبوع أو عشرة أيام اعتباراً من بدء ظهور الأعراض.
الأعراض
لا تظهر في الغالب أعراضٌ مبكِّرةٌ للإصابة بالكَلَب عند الإنسان. وغالباً ما تظهر هذه الأعراضُ في وقتٍ متأخِّرٍ من المرض. وبعد أن تظهر الأعراض، فإن داء الكَلَب يكون قاتلاً في العادة. تشبه الأعراضُ الأولى لداء الكَلَب أعراضَ أمراض كثيرة:
- حُمَّى.
- ضعف عام أو إحساس بعدم الراحة.
- صداع.
وأمَّا الأعراضُ المتأخِّرة للكلب فتتضمَّن:
- سلوكاً غريباً.
- تهيُّجاً.
- قلقاً.
- تشوُّشاً.
- صعوبةً في البلع.
- خوفاً من الماء.
- هلوسات.
- زيادة في إفراز اللُّعاب.
- أرقاً.
- شللاً خفيفاً أو شللاً مؤقَّتاً.
يحدث الموتُ عادةً خلال أيامٍ قليلة بعد ظهور الأعراض المتأخِّرة. لكن الوقاية من الكَلَب أمرٌ ممكن. إذا تعرَّض الإنسانُ لعَضَّة حيوان، فعليه أوَّلاً أن يغسل الجرح جيداً بالماء والصابون. وعليه بعد ذلك أن يحصلَ على الرعاية الطبية من أجل الحصول على المعالجة اللازمة.
الأسباب
ينجم الكَلَبُ عن فيروسٍ يُصيب الحيوانات. ومن الممكن أن نعثر على هذا الفيروس في الحيوانات البرية كالراكون والظَربان والخَفَّاش والثعلب. كما يمكن لهذا الفيروس أن يُصيبَ الكلابَ والقطط وحيوانات المزرعة. ينتقل الفيروسُ الذي يسبب داء الكَلَب عن طريق اللُعاب. ومن الشائع أن يُصابَ الإنسان بالكَلَب نتيجة عَضَّة حيوان مُصاب. ونطلق على الحيوان المُصاب بالكَلَب اسم "حيوان مَسعور" أو "حيوان كَلِب". تحاول الحيواناتُ البرِّية أن تتجنَّبَ الناس عادةً. لكنَّها يمكن أن تهاجمهم إذا شعرت بالخطر، أو إذا كانت تحاول حماية صغارها أو منطقتها، أو إذا كانت مريضة. يجب الانتباهُ من الحيوانات البرية التي لا تجري مبتعدةً عندما ترى الإنسان، فقد يكون هذا السلوكُ دليلاً على إصابتها بالكَلَب. كما يمكن أن يتعرَّضَ الإنسانُ أيضاً لهجومٍ من حيواناته الأليفة. إن تلقيح الحيوانات الأليفة ضد داء الكَلَب يمكن أن يمنع انتشار هذا المرض. يمكن أيضاً في حالاتٍ نادرة أن ينتقلَ فيروس الكَلَب إلى الإنسان إذا تساقط لُعاب الحيوان المُصاب فوق جرحٍ أو خدش في جلد الإنسان. ومن الممكن أيضاً أن يُصابَ الإنسان بالكَلَب إذا وقع اللُعاب الحامل للفيروس في تماسٍ مباشر مع أسطح الجلد الرطب التي تدعى بالأغشية المُخاطية، وذلك كما في باطن الأنف أو الفم مثلاً. لكن هذه حالةٌ نادرةٌ أيضاً. لا يستطيع الإنسانُ المُصاب بالكَلَب أن ينقل العدوى إلى الأشخاص الآخرين. وفي حالاتٍ نادرةٍ جداً، يمكن انتقال فيروس الكَلَب من شخصٍ لآخر عن طريق زرع الأعضاء، وذلك إذا كان العضو المزروع مأخوذاً من شخصٍ مُصاب بالكَلَب. إنَّ البشر يُصابون بالكَلَب نتيجة عَضَّة كلب مسعور عادةً.كما أن حيوان الراكون من الحيوانات التي تحمل فيروس الكَلَب ، لكن إصابة الإنسان بفعل عَضَّة الخَفَّاش تعدُّ أكثرَ احتمالاً من الإصابة بسبب عَضَّة الراكون.
التشخيص
في وقت حدوث العَضَّة، لا توجد طريقةٌ لمعرفة ما إذا كان الحيوان الذي عض الإنسان مُصاباً بالكَلَب، أو إذا كان قد نقل فيروس الكَلَب إلى الإنسان. وهذا ما يجعل التماسَ الرعاية الطبية الفورية أمراً في غاية الأهمِّية. يفحص الطبيبُ العَضَّةَ، ويسأل عن كيفية حدوثها. كما يسأل الطبيب عن نوع الحيوان الذي عض الشخص المُصاب. إذا ظنَّ الطبيبُ أنَّ هناك احتمالاً للتعرُّض لفيروس الكَلَب، فإنه يعالج الشخص المُصاب. يمكن أيضاً تقديم المساعدة على تشخيص احتمال عدوى الكَلَب. إذا لم يكن الحيوان برياً، وإذا كان صاحبه معروفاً، فمن الممكن أن يجري الاتِّصال مع صاحبه لمعرفة ما إذا كان قد قام بتلقيح الحيوان ضد الكَلَب أم لا. يمكن أيضاً الاتِّصال بالجهة المحلية المسؤولة عن ضبط الحيوانات، وذلك للمساعدة في العثور على الحيوان الذي سبب العَضَّة. وإذا جرى العثورُ على الحيوان، فمن الممكن عزله ومراقبته في انتظار ظهور أعراض الكَلَب عليه. حتَّى في حال استبعاد احتمال أن يكونَ الحيوان الذي سبَّب العَضَّة مُصاباً بالكَلَب، فإنَّ من المهم أن يطلبَ الشخصُ المُصاب الرعايةَ الطبية. إنَّ عضات الحيوانات يمكن أن تصاب بالعدوى بكلِّ سهولة.
المعالجة
لا يوجد علاجٌ لعدوى الكَلَب بعد أن تبدأ الأعراض بالظهور. ومن المعروف أنَّ عدد الناس الناجين من الموت بعد ظهور الأعراض قليلٌ جداً. يسبِّب داءُ الكَلَب الموتَ دائماً. في حال احتمال الإصابة فيروس الكَلَب، فإن هناك سلسلة من الحُقَن التي يمكن أن تمنع حدوث العدوى. وتتضمَّن هذه الحُقَن:
- الغلوبولين الذي يمنح المناعة من الكَلَب.
- لُقاحات الكَلَب.
إنَّ حقنة الغلوبولين التي تمنح المناعةَ من الكَلَب سريعة المفعول. وهي تمنع فيروسَ الكَلَب من التسبُّب بالعدوى. وتُعطى في أسرع وقت ممكن بعد حدوث العَضَّة. يجب حقنُ جزء من كمية الدواء حول مكان العَضَّة مباشرةً. تساعد لُقاحاتُ الكَلَب الجسم على مكافحة فيروس الكَلَب. وهي تتكوَّن من أربع حقنات تُعطى في الذراع خلال أسبوعين. يقوم الطبيبُ بتنظيف الجرح الناتج عن عَضَّة الحيوان تنظيفاً شاملاً؛ وهذا التنظيف يقلِّل كثيراً من احتمال العدوى. إذا كان الشخصُ المُصاب لم يتلقَ لُقاح الكزاز، فإنَّه يتلقَّى هذا اللُقاح في أثناء معالجة العَضَّة. لابدَّ من تلقِّي لُقاح الكزاز كل عشر سنوات للوقاية من مرضٍ خطير تسبِّبه جراثيم الكزاز.
الوقاية
إنَّ الوقايةَ من انتشار الكَلَب وتقليل احتمال إصابة أحد أفراد العائلة بهذا الفيروس أمرٌ ممكن. يتناول هذا القسم بعضَ النصائح للوقاية من الكَلَب. يجب تلقيحُ الحيوانات الأليفة. وهذه الخطوة هي الأكثر أهمية التي يمكن القيام بها للوقاية من انتشار الكَلَب. إنَّ الكلاب والقطط وغيرها من الحيوانات الأليفة معرَّضةٌ للإصابة بالكَلَب. يمكن أن تصاب حيواناتُ المزرعة بالكَلَب أيضاً ، كالأبقار والخيول مثلاً كما أنَّ تلقيح هذه الحيوانات يحمي الإنسان وأسرته من التعرُّض لهذا الخطر. لا يجوز السماحُ للحيوانات الأليفة بالتجوُّل على هواها. إن تجوُّلها من غير رقابة يعرِّضها لخطر التعرض لهجوم حيوانات أخرى مُصابة بداء الكَلَب. وهذا ما يضع أصحابَها في دائرة الخطر أيضاً. يجب إبقاء الحيوانات الأليفة داخل المنزل، أو مراقبتها عندما تكون في الخارج. لا تقترب من أيِّ حيوانٍ شارد. كما يجب إبلاغُ السلطات المختصَّة عن أي حيوان شارد تراه. لا يمكن معرفة إن كان هذا الحيوان مسعوراً بمجرد النظر إليه، لكنَّ الحيوانات المُصابة بالكَلَب يمكن أن تكون عدوانيةً، وقد تهاجم الناس. يجب التأكُّدُ من سدِّ جميع الفجوات والفراغات في جدران المنزل وأبوابه لمنع الخفافيش من الدخول. إنَّ الخفافيش تحمل فيروسات الكَلَب عادةً. الوقايةُ من الكَلَب ممكنةٌ أيضاً من خلال الحرص على الحذر الدائم؛ فإذا شك الإنسان في أنَّه قد تعرَّض لفيروس الكَلَب، فإن عليه استشارة الطبيب. وعلى سبيل المثال، يمكن أن يستيقظ الإنسان فيجد خفَّاشاً في غرفته. يجب أن يفترض هذا الإنسان أن الخَفَّاش قد عضه فعلاً، وعليه أن يذهبَ إلى الطبيب من غير تأخير. قد يكون الطفلُ عاجزاً عن إخبار أهله إذا كان تعرَّض لعَضَّة حيوان. وإذا وُجِد الطفل بالقرب من أيَّة حيوانات برية أو شاردة، فيجب الافتراض بأنَّها قد عضته. وهذا يعني ضرورة التماس الرعاية الطبية. كما يجب أيضاً الاتصال بالطبيب إذا كنت تخطِّط للسفر إلى خارج البلاد. اسأل عن إمكانية تلقِّي لُقاحات الكَلَب إذا كنت مسافراً إلى مكانٍ معروف بانتشار فيروس الكَلَب.
الخلاصة
الكَلَبُ مرضٌ قاتلٌ يُصيب الحيوانات وينتج عن أحد الفيروسات. يمكن أن توجد فيروسات الكَلَب في الحيوانات البرية، كالراكون والظَربان والخَفَّاش والثعلب. ويمكن لهذه الفيروسات أيضاً أن تصيبَ الكلاب والقطط وحيوانات المزرعة. ينتقل الفيروسُ الذي يسبِّب الكَلَب من خلال اللُعاب. ويصاب الناس بالكَلَب غالباً بسبب عَضَّة حيوان مُصاب بهذا المرض. وفي كل عام يموت أكثر من خمسةٍ وخمسين ألف شخص في مختلف أنحاء العالم بسبب هذا المرض. بعد أن تبدأ ظهورُ أعراض الكَلَب، يكون هذا المرضُ قاتلاً في العادة. لكن هناك سلسلة من الحُقَن التي يمكن أن تقي الإنسان من فيروسات الكَلَب إذا تعرَّض لهذه الفيروسات. يجب الحصول على الرعاية الطبية فوراً إذا تعرَّض الإنسان لعَضَّة أي حيوان.