النوبات والصرع
إنّ الصرعَ هو اضطرابٌ في الدماغ يُسبب نوبات مُتكررة للمصابين به. وتحدث النّوبة عندما تُرسل مجموعات من الخلايا العصبية أو (العصبونات) الموجودة في المخ إشارات خاطئة، وقد تؤدي هذه الحالة إلى الشعور بأحاسيس وعواطف غريبة أو إلى أن يتصرف الشخص بشكل غريب عن المألوف. وقد يُصاب المريض بتشنجات عضلية عنيفة أو يفقد وعيه.
هناك العديد من الأسباب المحتملة للصرع بما فيها المرض وإصابات الدماغ ونمو الدماغ اللاطبيعي. وفي كثير من الحالات يكون السبب غير معروف.
يستخدم الأطباﺀ تخطيطَ الدماغ واختبارات أخرى لتشخيص الصرع. ومن المهم أن يبدأ علاج الصرع فور تشخيصه، لكن لا يوجد علاج لمرض الصرع إنما يمكن أن تسيطر بعض الأدوية على النوبات بالنسبة لمعظم المرضى. وعندما لا تعمل الأدوية بشكل صحيح قد تُساعد العمليات الجراحية لزرع أجهزة في الدماغ على تحفيز وتنبيه العصب المبهم على القيام بعمله بشكل صحيح. كما يُمكن للنظام الغذائي الخاص أن يُساعد بعض الأطفال المُصابين بالصرع.
مقدمة
يعاني ملايين الناس في العالم من مرض الصرع، أو سبق لهم أن الإصابة باختلاجات أو تشنجات صرعية.
خلال الاختلاجات أو التشنجات تحدث عند الشخص حركات ومشاعر لا يمكنه السيطرة عليها. فقد يبكي أو يفقد الوعي أو يختلج بحركات لا إرادية.
وتشخص إصابة الشخص بالصرع حين تحدث لديه اختلاجات أو تشنجات أكثر من مرة بسبب اضطراب في الدماغ. وفي بعض الأحيان يستخدم الناس تعبير الاختلاجات أو التشنجات للدلالة على الصرع.
الصرع من أكثر الأمراض غموضاً. ويقدم هذا البرنامج التعليمي المعلومات حول أعراض الصرع وأسبابه وسبل علاجه. كما يشرح ما يجب فعله حين تحدث الاختلاجات أو التشنجات، وكيف يتعايش الشخص مع الاختلاجات أو التشنجات، وكيف يمكن منع حدوث الاختلاجات أو التشنجات.
ما هي النوبة؟
الدماغ هو مركز السيطرة في الجسم. وفي الدماغ قسمان: النصف الأيمن والنصف الأيسر. والنصف الأيمن من الدماغ يسيطر على النصف الأيسر من الجسم، والنصف الأيسر من الدماغ يسيطر على النصف الأيمن من الجسم.
تخرج التوجيهات عن كيفية الحركة والعمل من الدماغ عبر الأعصاب إلى العضلات والأجزاء الأخرى من الجسم.
هناك مناطق معينة من الدماغ تسيطر على أجزاء معينة من الجسم. بعض المناطق تسيطر على الرؤية، وبعضها على وظائف أخرى مثل الذاكرة والحركة والإحساس. وهناك مناطق تسمى "مناطق صامتة" لأن العلماء لم يستطيعوا تحديد وظيفتها.
تتألف الأعصاب من خلايا تدعى عصبونات أو نورونات. ولكي يشعر الدماغ ويفكر ويعطي الأوامر إلى العضلات، تتواصل العصبونات فيما بينها بإشارات كهربائية وكيماوية.
تحدث الاختلاجات أو التشنجات بسبب وجود نشاط كهربائي غير طبيعي في الدماغ.
تختلف أعراض الاختلاجات أو التشنجات من شخص لآخر بحسب المنطقة المتأثرة من الدماغ. فمثلاً إذا كانت المنطقة المتأثرة تسيطر على إحدى العضلات فقد تصبح العضلة ساكنة وفاقدة للحركة أو قد تختلج بشكل عنيف.
يمكن أن يصاب أي شخص بنوبة واحدة من الاختلاجات أو التشنجات في حياته كلها. أما الصرع فهو أن يصاب الشخص باختلاجات أو تشنجات متكررة بسبب مرض في الدماغ.
أسباب الصرع
إن نصف الاختلاجات أو التشنجات تقريباً لا يعرف لها سبب معلوم. أما النصف الآخر من الاختلاجات أو التشنجات فيكون على صلة بأمراض أو إصابات في الدماغ.
فخلال النمو في سنوات الطفولة الأولى، يحدث نمو كبير في الدماغ. ويكون الدماغ في هذه المرحلة معرضاً لخطر بعض الأمراض بسبب العدوى أو سوء التغذية أو نقص الأكسجين. يترافق بعض هذه الأمراض مع الصرع.
تتطور عصبونات الدماغ لتصبح شبكات معقدة من التوصيلات. إن العيوب التي تحدث في هذه الشبكة خلال تطور الدماغ يمكن أن تؤدي إلى الصرع.
فبعد تأذي الرأس بسبب حادث أو سكتة دماغية، يقوم الدماغ بإصلاح نفسه من خلال صنع شبكة توصيلات جديدة. وإذا كانت هذه الشبكة الجديدة غير طبيعية فمن الممكن أن تسبب اختلاجات أو تشنجات.
إن أمراض الدماغ، مثل استسقاء الدماغ (تراكم كمية كبيرة من السائل الدماغي النخاعي الشوكي في الدماغ) والتهاب السحايا، يمكن أن تؤدي إلى الصرع.
أما تسمم الدماغ، مثل التسمم بالرصاص وأحادي أكسيد الكربون، فيمكن أن يؤدي أيضاً إلى حدوث اختلاجات أو تشنجات.
كما أن تعاطي المخدرات أو العقاقير المحظورة وتناول جرعات زائدة من مضادات الاكتئاب يمكن أن يسبب اختلاجات أو تشنجات.
وقد تحدث أحياناً عند كبار السن أمراض في الدماغ مثل أورام الدماغ والسكتات الدماغية وحالات العدوى والنزوف الدماغية، وقد تؤدي هذه الأمراض إلى الصرع.
ثم إن بعض أنواع الصرع تكثر لدى بعض العائلات، مما يشير إلى أسباب وراثية.
أنواع النوبات
نظراً إلى تعقيد الدماغ ووظائفه يوجد أكثر من 32 نوعاً من الاختلاجات أو التشنجات. هناك كلمات كثيرة تصف الاختلاجات أو التشنجات منها:
تستمر معظم الاختلاجات أو التشنجات من بضع ثوان إلى بضع دقائق ثم تتوقف بشكل طبيعي.
فالاختلاجات أو التشنجات التي تكون محدودة بجزء من الدماغ تسمى اختلاجات أو تشنجات جزئية أو بؤرية. وعادة ما يطلق عليها اسم مشتق من منطقة الدماغ التي تبدأ منها. ففي الاختلاجات أو التشنجات الجزئية، قد يشعر الشخص بمشاعر مفاجئة من الفرح أو الحزن، أو بأحاسيس شم أو سمع أو رؤية مفاجئة.
وهناك نوع آخر من الاختلاجات أو التشنجات يدعى الاختلاجات أو التشنجات الجزئية المعقدة. وخلال هذا النوع من الاختلاجات أو التشنجات تظهر لدى المريض سلوكيات متكررة مثل رفرفة العينين أو التحرك في دائرة أو الضرب على الجدران أو تحريك ذراعه أو ساقه دون أن يستطيع السيطرة على الحركة.
إن الاختلاجات أو التشنجات التي تنتشر إلى بقية الدماغ تدعى الاختلاجات أو التشنجات المعممة. وهذه الاختلاجات أو التشنجات يمكن أن تؤدي بالشخص إلى:
لا يعتبر كل من تحدث لديه اختلاجات أو تشنجات مصاباً بالصرع. هناك أناس تحدث لديهم اختلاجات أو تشنجات مرة واحدة في حياتهم ولا تتكرر أبداً.
أحياناً يمكن أن تحدث لدى الطفل اختلاجات أو تشنجات خلال ارتفاع حرارته بسبب مرض من الأمراض. وفي معظم الحالات لا تتكرر هذه الاختلاجات أو التشنجات إذا لم يحدث أذى في الدماغ.
حين تحدث الاختلاجات أو التشنجات، يبدي الدماغ نشاطاً كهربائياً غير طبيعي يمكن تسجيله من قبل الطبيب على جهاز خاص يدعى تخطيط كهربية الدماغ أو "إي إي جي".
يمكن أن يظهر عند بعض الأشخاص سلوك شبيه بالاختلاجات أو التشنجات دون وجود نشاط كهربائي غير طبيعي. تسمى هذه الاختلاجات أو التشنجات اختلاجات أو تشنجات غير صرعية أو اختلاجات أو تشنجات كاذبة. وقد تحدث لأسباب نفسية مثل التوتر النفسي أو الحاجة إلى جذب الاهتمام.
بعض الناس يعرفون أنهم على وشك الإصابة باختلاجات أو تشنجات بسبب ظهور أحاسيس خاصة لديهم قبل بداية الاختلاجات أو التشنجات. هذه المشاعر تدعى "النسمة" أو "الأورة". وأكثر النسمات شيوعاً هي شم رائحة المطاط المحروق.
تشخيص الصرع
يسجل الطبيب السوابق المرضية لدى المريض، ويجري له اختبارات دموية، ويلجأ إلى مجموعة من الاختبارات الطبية الأخرى لتشخيص وجود الصرع عند المريض.
والاختبار الذي يستخدم عادةً لتشخيص الصرع هو تخطيط كهربية الدماغ أو "إي إي جي". فهذا الاختبار يسجل موجات الدماغ. وفي معظم حالات الصرع يمكن للطبيب من خلال قراءة هذا الاختبار معرفة ما إذا كان في الدماغ نشاط كهربائي غير طبيعي مرافق للاختلاجات أو تشنجات.
في تخطيط كهربية الدماغ توضع المساري على جلد الرأس ويتم قياس موجات الدماغ الكهربائية وتسجيلها. وهذا الاختبار غير مؤلم. وقد يفضل الطبيب إجراء اختبار تخطيط كهربية الدماغ "إي إي جي" أثناء نوم المريض.
وقد يجري الطبيب مخطط مغناطيسية الدماغ أو "إم إي جي". وهدف هذا الاختبار شبيه بهدف تخطيط كهربية الدماغ، لكنه يقيس الإشارات المغناطيسية في الدماغ وليس الإشارات الكهربائية. وبسبب هذا الفرق فهو ليس بحاجة إلى وضع المساري على الرأس. وهو قادر على رصد إشارات من مناطق في الدماغ أكثر عمقاً من المناطق التي يستطيع تخطيط الدماغ الكهربائي أن يصل إليها.
وقد يطلب الطبيب إجراء تصوير تَفَرُّسيّ للدماغ لرؤية بنيته الداخلية. ومن الأمثلة على التصوير التفرسي للدماغ: تصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي أو "إم آر آي"، والتصوير الطبقي المحوري أو "سي تي"، والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني أو "بي إي تي". وهذه الأنواع من التصوير تسمح للطبيب بمعرفة إن كان الدماغ مصاباً بأورام إو كيسات يمكن أن تكون سبباً لحدوث الاختلاجات أو التشنجات.
علاج الصرع
يمكن السيطرة على الاختلاجات أو التشنجات لدى أكثر من 80% من مرضى الصرع بالمعالجة الدوائية.
بعد تشخيص نوع الاختلاجات أو التشنجات، يمكن للطبيب أن يوصي المريض بتناول نوع من بين أكثر من 20 نوعاً من الأدوية المتوفرة للسيطرة على الاختلاجات أو التشنجات. ويعتمد اختيار الدواء عادة على نوع الاختلاجات أو التشنجات وعلى عمر المريض وعلى حالته الصحية.
يصف الطبيب الدواء ويقوم بتعديل الجرعة حسب حالة المريض. في العادة يبدأ الطبيب بجرعة منخفضة ويزيدها عند اللزوم بعد كل اختبار للدم.
وحسب التشخيص يقرر الطبيب ما إذا كان يمكن للمريض إيقاف تناول الدواء أم لا. وهذا يعتمد على نتائج تخطيط كهربية الدماغ وعلى المدة التي انقضت دون إصابة المريض بأي اختلاجات أو تشنجات.
إذا تم إيقاف الدواء فجأة، يمكن أن يصاب المريض باختلاجات أو تشنجات أكثر، وتكون معالجتها أشد صعوبة.
إن الآثار الجانبية للأدوية المضادة للصرع غير خطيرة نسبياً، وهي:
وعندما يصف الطبيب لمريضه دواءً ضد الصرع، فإنه يشرح له فوائده ومخاطره.
يمكن أن يتحسس بعض المرضى من بعض الأدوية. وعلى هؤلاء المرضى مراجعة الطبيب فوراً إذا ظهر لديهم أي نوع من الطفح الجلدي.
وفي بعض حالات الاختلاجات أو التشنجات عند الأطفال، يمكن لحمية خاصة غنية بالدهون فقيرة بالسكر أن تساعد في الحد من تكرار الاختلاجات أو التشنجات. ويجب أن يتم هذا العلاج تحت إشراف صحي لضمان حصول الطفل على تغذية مناسبة.
يمكن اللجوء إلى الجراحة حين تفشل الأدوية في السيطرة على الاختلاجات أو التشنجات. إن جراحة الدماغ لمعالجة الاختلاجات أو التشنجات الصرعية تهدف إلى إزالة الجزء من الدماغ المسؤول عن الإشارات الكهربائية غير الطبيعية، أي الجزء الذي يسبب الاختلاجات أو التشنجات. ولكن هذه العمليات لا تنجح إلا عند أقل من نصف مرضى الاختلاجات أو التشنجات الصرعية.
هناك عملية أخرى تدعى تحريض العصب المبهم، قد يوصي بها بعض الأطباء. وفي هذه العملية يقوم الجراح بغرس أداة كهربائية تحت الجلد في الجزء العلوي من الصدر. وهذه الأداة تحرض العصب المبهم الذي هو عصب كبير يمر في الرقبة. إن هذا التحريض يقلل حدوث الاختلاجات أو التشنجات عند بعض المرضى. لكن هذه العملية ليست مناسبة لكل المصابين بالاختلاجات أو التشنجات الصرعية.
التعايش مع مرض الصرع
حين تتم السيطرة على الاختلاجات أو التشنجات، يمكن لمعظم مرضى الصرع أن يعيشوا حياة طبيعية. لكن على المرضى الذين لا تتم السيطرة التامة على الاختلاجات أو التشنجات لديهم أن يتخذوا احتياطات يمكن أن تؤثر على حياتهم اليومية.
فلا يجوز لمرضى الاختلاجات أو التشنجات غير المسيطر عليها أن يقودوا السيارة، أو أن يشتغلوا على آلات خطيرة. إن معظم الدول لا تمنح رخصة قيادة السيارة لمريض الاختلاجات أو التشنجات الصرعية إلا إذا أثبت عدم تعرضه لاختلاجات أو تشنجات صرع لفترة معينة من الزمن. ويختلف طول هذه الفترة من دولة إلى أخرى.
ويجب أن تقتصر الأعمال والهوايات التي يمارسها المريض المصاب بالاختلاجات أو التشنجات الصرعية على الأنواع التي لا تعرضه للخطر إذا فقد الوعي أو الانتباه للحظات. ومن الأعمال والهوايات التي يجب تجنبها:
وهناك أنشطة ورياضات يمكن السماح بها تحت المراقبة، مثل:
هناك كثير من الأنشطة والرياضات الآمنة بالنسبة لمريض الصرع، مثل الجري وكرة الطائرة. يجب أن يتجنب المريض الألعاب الرياضية التي فيها احتكاك بين اللاعبين لأن الاختلاجات أو التشنجات يمكن أن تتحرض حتى من اصطدام بسيط. لذلك لا يستحسن أن يمارس مرضى الصرع رياضة كرة القدم .
إن آثار الاختلاجات أو التشنجات غير المسيطر عليها تكون أكثر وضوحاً عند الأطفال والشباب، فقد لا يتمكنون من متابعة تعليمهم بالشكل الطبيعي.
وبما أن بعض أدوية الصرع تؤثر على الذاكرة وعلى التركيز فقد يحتاج الطفل المصاب بالصرع إلى المزيد من الوقت للتعلم وإنجاز واجباته المنزلية.
إن الحمل ممكن بالنسبة للمرأة المريضة بالصرع. لكن عليها أن تواظب على الأدوية التي وصفها لها الطبيب طوال فترة الحمل. ويجب على السيدة المصابة بالاختلاجات أو التشنجات الصرعية إخبار الطبيب الاختصاصي بالأمراض العصبية عن عزمها على الحمل والإنجاب، فقد يغير الطبيب الأدوية التي تتناولها بناء على ذلك، لأن من المعروف أن بعض هذه الأدوية يزيد من مخاطر التشوهات عند الجنين.
على مرضى الصرع اجتناب الكحول أو المخدرات أو العقاقير المحظورة، فذلك يزيد كثيراً من احتمال حدوث الاختلاجات أو التشنجات.
التعامل مع نوبة الصرع
يمكن أن تستمر الاختلاجات أو التشنجات من بضع ثوان إلى بضع دقائق. والغالبية العظمى من الاختلاجات أو التشنجات تتوقف من تلقاء ذاتها. ولكن في حالات نادرة يمكن للاختلاجات أو التشنجات أن تستمر ساعات، وهذا ما يتطلب رعاية طبية عاجلة.
وينبغي على من يشاهد شخصاً يتعرض لاختلاجات أو تشنجات أن يحميه من الأذى حتى يستعيد وعيه وسيطرته على نفسه.
فيما يلي بعض النصائح يمكن أن تقلل فرصة تعرض المريض للأذى أثناء الاختلاجات أو التشنجات الصرعية:
إذا كان الشخص المصاب بالاختلاجات أو التشنجات الصرعية مضطرباً خلال الاختلاجات أو التشنجات ويتحرك في أرجاء المكان، فينبغي على من حوله إزالة كل ما يمكن أن يؤذيه أو يؤذي الآخرين، مثل وعاء فيه ماء يغلي أو مكواة ساخنة.
وينبغي على من يشاهد شخصاً يتعرض لاختلاجات أو تشنجات أن ينتبه إلى التصرفات التالية خلال الاختلاجات أو التشنجات الصرعية:
يمكن لمرضى الصرع أن يعيشوا حياة غنية نشطة، وهم يعودون إلى نشاطهم الطبيعي عادة بعد الاختلاجات أو التشنجات. لكن الاختلاجات أو التشنجات تطول في بعض الحالات وقد لا يستعيد المريض وعيه بين الاختلاجات أو التشنجات. في كلتا هاتين الحالتين يجب طلب الإسعاف.
إذا توقف مريض الصرع عن التنفس فاطلب الإسعاف وابدأ بالإنعاش القلبي الرئوي.
الخلاصة
الصرع هو اضطراب في الدماغ يصيب ملايين الناس. أما الاختلاجات أو التشنجات فهي علامات على الصرع. ولكن ليس كل الأعراض التي تشبه الاختلاجات أو التشنجات تكون ناجمة عن الصرع.
هناك أنواع كثيرة من الاختلاجات أو التشنجات وأنواع كثيرة من الصرع. من المهم مراجعة الطبيب لوضع التشخيص الصحيح ووصف الدواء المناسب.
بفضل الإنجازات الطبية يفهم الأطباء اليوم مرض الصرع أكثر بكثير مما كان أسلافهم يفهمونه قبل 50 عاماً. ليس الصرع مرضاً عقلياً أو تخلفاً عقلياً.
يمكن السيطرة بالأدوية على معظم حالات الصرع، وذلك بشكل يتيح للشخص أن يعيش حياة منتجة طبيعية ليس فيها ما يدعو إلى الخجل أو الإحراج.
هناك العديد من الأسباب المحتملة للصرع بما فيها المرض وإصابات الدماغ ونمو الدماغ اللاطبيعي. وفي كثير من الحالات يكون السبب غير معروف.
يستخدم الأطباﺀ تخطيطَ الدماغ واختبارات أخرى لتشخيص الصرع. ومن المهم أن يبدأ علاج الصرع فور تشخيصه، لكن لا يوجد علاج لمرض الصرع إنما يمكن أن تسيطر بعض الأدوية على النوبات بالنسبة لمعظم المرضى. وعندما لا تعمل الأدوية بشكل صحيح قد تُساعد العمليات الجراحية لزرع أجهزة في الدماغ على تحفيز وتنبيه العصب المبهم على القيام بعمله بشكل صحيح. كما يُمكن للنظام الغذائي الخاص أن يُساعد بعض الأطفال المُصابين بالصرع.
مقدمة
يعاني ملايين الناس في العالم من مرض الصرع، أو سبق لهم أن الإصابة باختلاجات أو تشنجات صرعية.
خلال الاختلاجات أو التشنجات تحدث عند الشخص حركات ومشاعر لا يمكنه السيطرة عليها. فقد يبكي أو يفقد الوعي أو يختلج بحركات لا إرادية.
وتشخص إصابة الشخص بالصرع حين تحدث لديه اختلاجات أو تشنجات أكثر من مرة بسبب اضطراب في الدماغ. وفي بعض الأحيان يستخدم الناس تعبير الاختلاجات أو التشنجات للدلالة على الصرع.
الصرع من أكثر الأمراض غموضاً. ويقدم هذا البرنامج التعليمي المعلومات حول أعراض الصرع وأسبابه وسبل علاجه. كما يشرح ما يجب فعله حين تحدث الاختلاجات أو التشنجات، وكيف يتعايش الشخص مع الاختلاجات أو التشنجات، وكيف يمكن منع حدوث الاختلاجات أو التشنجات.
ما هي النوبة؟
الدماغ هو مركز السيطرة في الجسم. وفي الدماغ قسمان: النصف الأيمن والنصف الأيسر. والنصف الأيمن من الدماغ يسيطر على النصف الأيسر من الجسم، والنصف الأيسر من الدماغ يسيطر على النصف الأيمن من الجسم.
تخرج التوجيهات عن كيفية الحركة والعمل من الدماغ عبر الأعصاب إلى العضلات والأجزاء الأخرى من الجسم.
هناك مناطق معينة من الدماغ تسيطر على أجزاء معينة من الجسم. بعض المناطق تسيطر على الرؤية، وبعضها على وظائف أخرى مثل الذاكرة والحركة والإحساس. وهناك مناطق تسمى "مناطق صامتة" لأن العلماء لم يستطيعوا تحديد وظيفتها.
تتألف الأعصاب من خلايا تدعى عصبونات أو نورونات. ولكي يشعر الدماغ ويفكر ويعطي الأوامر إلى العضلات، تتواصل العصبونات فيما بينها بإشارات كهربائية وكيماوية.
تحدث الاختلاجات أو التشنجات بسبب وجود نشاط كهربائي غير طبيعي في الدماغ.
تختلف أعراض الاختلاجات أو التشنجات من شخص لآخر بحسب المنطقة المتأثرة من الدماغ. فمثلاً إذا كانت المنطقة المتأثرة تسيطر على إحدى العضلات فقد تصبح العضلة ساكنة وفاقدة للحركة أو قد تختلج بشكل عنيف.
يمكن أن يصاب أي شخص بنوبة واحدة من الاختلاجات أو التشنجات في حياته كلها. أما الصرع فهو أن يصاب الشخص باختلاجات أو تشنجات متكررة بسبب مرض في الدماغ.
أسباب الصرع
إن نصف الاختلاجات أو التشنجات تقريباً لا يعرف لها سبب معلوم. أما النصف الآخر من الاختلاجات أو التشنجات فيكون على صلة بأمراض أو إصابات في الدماغ.
فخلال النمو في سنوات الطفولة الأولى، يحدث نمو كبير في الدماغ. ويكون الدماغ في هذه المرحلة معرضاً لخطر بعض الأمراض بسبب العدوى أو سوء التغذية أو نقص الأكسجين. يترافق بعض هذه الأمراض مع الصرع.
تتطور عصبونات الدماغ لتصبح شبكات معقدة من التوصيلات. إن العيوب التي تحدث في هذه الشبكة خلال تطور الدماغ يمكن أن تؤدي إلى الصرع.
فبعد تأذي الرأس بسبب حادث أو سكتة دماغية، يقوم الدماغ بإصلاح نفسه من خلال صنع شبكة توصيلات جديدة. وإذا كانت هذه الشبكة الجديدة غير طبيعية فمن الممكن أن تسبب اختلاجات أو تشنجات.
إن أمراض الدماغ، مثل استسقاء الدماغ (تراكم كمية كبيرة من السائل الدماغي النخاعي الشوكي في الدماغ) والتهاب السحايا، يمكن أن تؤدي إلى الصرع.
أما تسمم الدماغ، مثل التسمم بالرصاص وأحادي أكسيد الكربون، فيمكن أن يؤدي أيضاً إلى حدوث اختلاجات أو تشنجات.
كما أن تعاطي المخدرات أو العقاقير المحظورة وتناول جرعات زائدة من مضادات الاكتئاب يمكن أن يسبب اختلاجات أو تشنجات.
وقد تحدث أحياناً عند كبار السن أمراض في الدماغ مثل أورام الدماغ والسكتات الدماغية وحالات العدوى والنزوف الدماغية، وقد تؤدي هذه الأمراض إلى الصرع.
ثم إن بعض أنواع الصرع تكثر لدى بعض العائلات، مما يشير إلى أسباب وراثية.
أنواع النوبات
نظراً إلى تعقيد الدماغ ووظائفه يوجد أكثر من 32 نوعاً من الاختلاجات أو التشنجات. هناك كلمات كثيرة تصف الاختلاجات أو التشنجات منها:
- الاختلاجات
- الهجمات الصرعية
- الاختلاجات أو التشنجات التوترية - الرمعية
تستمر معظم الاختلاجات أو التشنجات من بضع ثوان إلى بضع دقائق ثم تتوقف بشكل طبيعي.
فالاختلاجات أو التشنجات التي تكون محدودة بجزء من الدماغ تسمى اختلاجات أو تشنجات جزئية أو بؤرية. وعادة ما يطلق عليها اسم مشتق من منطقة الدماغ التي تبدأ منها. ففي الاختلاجات أو التشنجات الجزئية، قد يشعر الشخص بمشاعر مفاجئة من الفرح أو الحزن، أو بأحاسيس شم أو سمع أو رؤية مفاجئة.
وهناك نوع آخر من الاختلاجات أو التشنجات يدعى الاختلاجات أو التشنجات الجزئية المعقدة. وخلال هذا النوع من الاختلاجات أو التشنجات تظهر لدى المريض سلوكيات متكررة مثل رفرفة العينين أو التحرك في دائرة أو الضرب على الجدران أو تحريك ذراعه أو ساقه دون أن يستطيع السيطرة على الحركة.
إن الاختلاجات أو التشنجات التي تنتشر إلى بقية الدماغ تدعى الاختلاجات أو التشنجات المعممة. وهذه الاختلاجات أو التشنجات يمكن أن تؤدي بالشخص إلى:
- فقدان الوعي
- السقوط
- التشنجات العضلية
- حركات عضلية عنيفة في الجسم كله
- التحديق في الفراغ وفقدان الصلة مع الواقع لبضع ثوان
لا يعتبر كل من تحدث لديه اختلاجات أو تشنجات مصاباً بالصرع. هناك أناس تحدث لديهم اختلاجات أو تشنجات مرة واحدة في حياتهم ولا تتكرر أبداً.
أحياناً يمكن أن تحدث لدى الطفل اختلاجات أو تشنجات خلال ارتفاع حرارته بسبب مرض من الأمراض. وفي معظم الحالات لا تتكرر هذه الاختلاجات أو التشنجات إذا لم يحدث أذى في الدماغ.
حين تحدث الاختلاجات أو التشنجات، يبدي الدماغ نشاطاً كهربائياً غير طبيعي يمكن تسجيله من قبل الطبيب على جهاز خاص يدعى تخطيط كهربية الدماغ أو "إي إي جي".
يمكن أن يظهر عند بعض الأشخاص سلوك شبيه بالاختلاجات أو التشنجات دون وجود نشاط كهربائي غير طبيعي. تسمى هذه الاختلاجات أو التشنجات اختلاجات أو تشنجات غير صرعية أو اختلاجات أو تشنجات كاذبة. وقد تحدث لأسباب نفسية مثل التوتر النفسي أو الحاجة إلى جذب الاهتمام.
بعض الناس يعرفون أنهم على وشك الإصابة باختلاجات أو تشنجات بسبب ظهور أحاسيس خاصة لديهم قبل بداية الاختلاجات أو التشنجات. هذه المشاعر تدعى "النسمة" أو "الأورة". وأكثر النسمات شيوعاً هي شم رائحة المطاط المحروق.
تشخيص الصرع
يسجل الطبيب السوابق المرضية لدى المريض، ويجري له اختبارات دموية، ويلجأ إلى مجموعة من الاختبارات الطبية الأخرى لتشخيص وجود الصرع عند المريض.
والاختبار الذي يستخدم عادةً لتشخيص الصرع هو تخطيط كهربية الدماغ أو "إي إي جي". فهذا الاختبار يسجل موجات الدماغ. وفي معظم حالات الصرع يمكن للطبيب من خلال قراءة هذا الاختبار معرفة ما إذا كان في الدماغ نشاط كهربائي غير طبيعي مرافق للاختلاجات أو تشنجات.
في تخطيط كهربية الدماغ توضع المساري على جلد الرأس ويتم قياس موجات الدماغ الكهربائية وتسجيلها. وهذا الاختبار غير مؤلم. وقد يفضل الطبيب إجراء اختبار تخطيط كهربية الدماغ "إي إي جي" أثناء نوم المريض.
وقد يجري الطبيب مخطط مغناطيسية الدماغ أو "إم إي جي". وهدف هذا الاختبار شبيه بهدف تخطيط كهربية الدماغ، لكنه يقيس الإشارات المغناطيسية في الدماغ وليس الإشارات الكهربائية. وبسبب هذا الفرق فهو ليس بحاجة إلى وضع المساري على الرأس. وهو قادر على رصد إشارات من مناطق في الدماغ أكثر عمقاً من المناطق التي يستطيع تخطيط الدماغ الكهربائي أن يصل إليها.
وقد يطلب الطبيب إجراء تصوير تَفَرُّسيّ للدماغ لرؤية بنيته الداخلية. ومن الأمثلة على التصوير التفرسي للدماغ: تصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي أو "إم آر آي"، والتصوير الطبقي المحوري أو "سي تي"، والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني أو "بي إي تي". وهذه الأنواع من التصوير تسمح للطبيب بمعرفة إن كان الدماغ مصاباً بأورام إو كيسات يمكن أن تكون سبباً لحدوث الاختلاجات أو التشنجات.
علاج الصرع
يمكن السيطرة على الاختلاجات أو التشنجات لدى أكثر من 80% من مرضى الصرع بالمعالجة الدوائية.
بعد تشخيص نوع الاختلاجات أو التشنجات، يمكن للطبيب أن يوصي المريض بتناول نوع من بين أكثر من 20 نوعاً من الأدوية المتوفرة للسيطرة على الاختلاجات أو التشنجات. ويعتمد اختيار الدواء عادة على نوع الاختلاجات أو التشنجات وعلى عمر المريض وعلى حالته الصحية.
يصف الطبيب الدواء ويقوم بتعديل الجرعة حسب حالة المريض. في العادة يبدأ الطبيب بجرعة منخفضة ويزيدها عند اللزوم بعد كل اختبار للدم.
وحسب التشخيص يقرر الطبيب ما إذا كان يمكن للمريض إيقاف تناول الدواء أم لا. وهذا يعتمد على نتائج تخطيط كهربية الدماغ وعلى المدة التي انقضت دون إصابة المريض بأي اختلاجات أو تشنجات.
إذا تم إيقاف الدواء فجأة، يمكن أن يصاب المريض باختلاجات أو تشنجات أكثر، وتكون معالجتها أشد صعوبة.
إن الآثار الجانبية للأدوية المضادة للصرع غير خطيرة نسبياً، وهي:
- التعب
- زيادة الوزن
- الدوخة
- الاكتئاب
وعندما يصف الطبيب لمريضه دواءً ضد الصرع، فإنه يشرح له فوائده ومخاطره.
يمكن أن يتحسس بعض المرضى من بعض الأدوية. وعلى هؤلاء المرضى مراجعة الطبيب فوراً إذا ظهر لديهم أي نوع من الطفح الجلدي.
وفي بعض حالات الاختلاجات أو التشنجات عند الأطفال، يمكن لحمية خاصة غنية بالدهون فقيرة بالسكر أن تساعد في الحد من تكرار الاختلاجات أو التشنجات. ويجب أن يتم هذا العلاج تحت إشراف صحي لضمان حصول الطفل على تغذية مناسبة.
يمكن اللجوء إلى الجراحة حين تفشل الأدوية في السيطرة على الاختلاجات أو التشنجات. إن جراحة الدماغ لمعالجة الاختلاجات أو التشنجات الصرعية تهدف إلى إزالة الجزء من الدماغ المسؤول عن الإشارات الكهربائية غير الطبيعية، أي الجزء الذي يسبب الاختلاجات أو التشنجات. ولكن هذه العمليات لا تنجح إلا عند أقل من نصف مرضى الاختلاجات أو التشنجات الصرعية.
هناك عملية أخرى تدعى تحريض العصب المبهم، قد يوصي بها بعض الأطباء. وفي هذه العملية يقوم الجراح بغرس أداة كهربائية تحت الجلد في الجزء العلوي من الصدر. وهذه الأداة تحرض العصب المبهم الذي هو عصب كبير يمر في الرقبة. إن هذا التحريض يقلل حدوث الاختلاجات أو التشنجات عند بعض المرضى. لكن هذه العملية ليست مناسبة لكل المصابين بالاختلاجات أو التشنجات الصرعية.
التعايش مع مرض الصرع
حين تتم السيطرة على الاختلاجات أو التشنجات، يمكن لمعظم مرضى الصرع أن يعيشوا حياة طبيعية. لكن على المرضى الذين لا تتم السيطرة التامة على الاختلاجات أو التشنجات لديهم أن يتخذوا احتياطات يمكن أن تؤثر على حياتهم اليومية.
فلا يجوز لمرضى الاختلاجات أو التشنجات غير المسيطر عليها أن يقودوا السيارة، أو أن يشتغلوا على آلات خطيرة. إن معظم الدول لا تمنح رخصة قيادة السيارة لمريض الاختلاجات أو التشنجات الصرعية إلا إذا أثبت عدم تعرضه لاختلاجات أو تشنجات صرع لفترة معينة من الزمن. ويختلف طول هذه الفترة من دولة إلى أخرى.
ويجب أن تقتصر الأعمال والهوايات التي يمارسها المريض المصاب بالاختلاجات أو التشنجات الصرعية على الأنواع التي لا تعرضه للخطر إذا فقد الوعي أو الانتباه للحظات. ومن الأعمال والهوايات التي يجب تجنبها:
- قيادة طائرة
- سباق السيارات
- الهبوط بالمظلة
- تسلق الجبال
وهناك أنشطة ورياضات يمكن السماح بها تحت المراقبة، مثل:
- السباحة
- قيادة المراكب الشراعية
- قيادة الدراجات الهوائية
هناك كثير من الأنشطة والرياضات الآمنة بالنسبة لمريض الصرع، مثل الجري وكرة الطائرة. يجب أن يتجنب المريض الألعاب الرياضية التي فيها احتكاك بين اللاعبين لأن الاختلاجات أو التشنجات يمكن أن تتحرض حتى من اصطدام بسيط. لذلك لا يستحسن أن يمارس مرضى الصرع رياضة كرة القدم .
إن آثار الاختلاجات أو التشنجات غير المسيطر عليها تكون أكثر وضوحاً عند الأطفال والشباب، فقد لا يتمكنون من متابعة تعليمهم بالشكل الطبيعي.
وبما أن بعض أدوية الصرع تؤثر على الذاكرة وعلى التركيز فقد يحتاج الطفل المصاب بالصرع إلى المزيد من الوقت للتعلم وإنجاز واجباته المنزلية.
إن الحمل ممكن بالنسبة للمرأة المريضة بالصرع. لكن عليها أن تواظب على الأدوية التي وصفها لها الطبيب طوال فترة الحمل. ويجب على السيدة المصابة بالاختلاجات أو التشنجات الصرعية إخبار الطبيب الاختصاصي بالأمراض العصبية عن عزمها على الحمل والإنجاب، فقد يغير الطبيب الأدوية التي تتناولها بناء على ذلك، لأن من المعروف أن بعض هذه الأدوية يزيد من مخاطر التشوهات عند الجنين.
على مرضى الصرع اجتناب الكحول أو المخدرات أو العقاقير المحظورة، فذلك يزيد كثيراً من احتمال حدوث الاختلاجات أو التشنجات.
التعامل مع نوبة الصرع
يمكن أن تستمر الاختلاجات أو التشنجات من بضع ثوان إلى بضع دقائق. والغالبية العظمى من الاختلاجات أو التشنجات تتوقف من تلقاء ذاتها. ولكن في حالات نادرة يمكن للاختلاجات أو التشنجات أن تستمر ساعات، وهذا ما يتطلب رعاية طبية عاجلة.
وينبغي على من يشاهد شخصاً يتعرض لاختلاجات أو تشنجات أن يحميه من الأذى حتى يستعيد وعيه وسيطرته على نفسه.
فيما يلي بعض النصائح يمكن أن تقلل فرصة تعرض المريض للأذى أثناء الاختلاجات أو التشنجات الصرعية:
- وضع المريض في وضعية الاستلقاء على الأرض أو على سطح مستو
- وضع شيء لين تحت رأس المريض
- تدوير رأس المريض إلى أحد الجانبين لكي لا يسحب القيء إلى رئتيه أثناء الشهيق.
إذا كان الشخص المصاب بالاختلاجات أو التشنجات الصرعية مضطرباً خلال الاختلاجات أو التشنجات ويتحرك في أرجاء المكان، فينبغي على من حوله إزالة كل ما يمكن أن يؤذيه أو يؤذي الآخرين، مثل وعاء فيه ماء يغلي أو مكواة ساخنة.
وينبغي على من يشاهد شخصاً يتعرض لاختلاجات أو تشنجات أن ينتبه إلى التصرفات التالية خلال الاختلاجات أو التشنجات الصرعية:
- عدم إدخال أي شيء قسراً في فم المريض
- عدم إعطاء أي دواء أو ماء للمريض حتى تنتهي الاختلاجات أو التشنجات
- تجنب محاولة منع الحركات العنيفة التي يقوم بها المريض
يمكن لمرضى الصرع أن يعيشوا حياة غنية نشطة، وهم يعودون إلى نشاطهم الطبيعي عادة بعد الاختلاجات أو التشنجات. لكن الاختلاجات أو التشنجات تطول في بعض الحالات وقد لا يستعيد المريض وعيه بين الاختلاجات أو التشنجات. في كلتا هاتين الحالتين يجب طلب الإسعاف.
إذا توقف مريض الصرع عن التنفس فاطلب الإسعاف وابدأ بالإنعاش القلبي الرئوي.
الخلاصة
الصرع هو اضطراب في الدماغ يصيب ملايين الناس. أما الاختلاجات أو التشنجات فهي علامات على الصرع. ولكن ليس كل الأعراض التي تشبه الاختلاجات أو التشنجات تكون ناجمة عن الصرع.
هناك أنواع كثيرة من الاختلاجات أو التشنجات وأنواع كثيرة من الصرع. من المهم مراجعة الطبيب لوضع التشخيص الصحيح ووصف الدواء المناسب.
بفضل الإنجازات الطبية يفهم الأطباء اليوم مرض الصرع أكثر بكثير مما كان أسلافهم يفهمونه قبل 50 عاماً. ليس الصرع مرضاً عقلياً أو تخلفاً عقلياً.
يمكن السيطرة بالأدوية على معظم حالات الصرع، وذلك بشكل يتيح للشخص أن يعيش حياة منتجة طبيعية ليس فيها ما يدعو إلى الخجل أو الإحراج.