هل يعتبرالشعر من أسلحة الجهاد في سبيل الله؟
من خلال قراءتنا للعديد من الكتب الإسلامية والتي منها كتب التاريخ,وكتب السير والمغازي وكتب القصص والشعر نجد أن الشعر العربي يعتبر بالنسبة للعرب منذ قديم الزمان إحدى أسلحة القتال التي كانوا يستخدمونها في المعارك بعدة طرق كما كان الشعر أيضاء في الدولة الإسلامية إحدى الأسلحة التي كان يستخدمها المسلمون في غزواتهم ومعارك سواء قبل المعركة وعند اعداد العدة للقتال أو قبل المبارزة بين الفرسان أو خلال المعركة والقتال منها:
الأولى:
اثناء اعداد العدة واثناء السير إلى القتال وتتمثل بالقصائد الشعرية التي كان يلقيها الشعراء قبل المعارك لحث الجنود على المثابرة والشجاعة والقتال وعلى البذل والعطاء في تجهيز الجيوش والخروج للقتال وعدم القعود أو التكاسل عن القتال مثل:
قول كعب بن مالك حينما أجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم السير إلى الطائف:
قضينا من تهامة كل ريب *** وخيبر ثم أجمعنــا السيوفا
نخيرها ولو نطقت لقالت *** قواطعهـــن دوماُ أو ثقيفا
فلست لحاصن إن لم تروها *** بساحــــة داركم منـــا ألوفا
وننزع العروش ببطن وجٍ *** وتصبح داركم منكم خلوفا
الثانية: قبل مبارزة الفرسان وهي عبارة عن أبيات يتبارى بها الفرسان قبل المبارزة حيث كانت الفرسان الشعراء يتبادلون الأبيات الشعرية البلاغية قبل المبارزة يتباهون فيها بأنسابهم وشجاعتهم وقوتهم مثل:
قول مرحب اليهودي في غزوة خيبر قبل المبارزة:
قد علمت خيبر أني مرحب ****شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحرب أقبلت تلهب
فبرز له الصحابي الجليل عامر الأكوع وهو يقول:
قد علمت خيبر أني عامر *** شاكي السلاح بطل مغامر
الثالثة:
اثناء القتال وتتمثل بأبيات يرددها الفرسان في المعركة يحثون بها أنفسهم وغيرهم من المقاتلين على الثبات الصمود في المعركة مثل:
قول عبدالله بن رواحه في معركة مؤته حينما استشهد جعفر ابن أبي طالب رضى الله عنه فأخذ عبدالله بن رواحه الرأية ثم تقدم بها وهو على فرسه فجعل يستنزل نفسه ويتردد بعض التردد ثم قال:
أقسمــــــت يانفس لتنــــزلنه *** لتنـــــــزلن أو لتكرهنَّه
إن أجلب الناس وشدوا الرَّنَّة *** مالي أراك تكرهين الجنة
قد طال ما قد كنت مطمئنة *** هل أنت إلا نطفة في شَنَّة
وقال أيضاَ:
يا نفس إلا تقتلي تموتي *** هذا حمام الموت قد صليتِ
وما تمنيت فقد اعطيت *** أنْ تفعلي فعلهمـــا هُديت
وفي العصر الحديث كان الشعر العربي الصادق من أهم الأسلحة التي أستخدمها الثوار في جميع الدول العربية في ثوراتهم ضد الإستعمار بشتى أشكاله وضد ظلم وجور وتسلط بعض حكام المسلمين,في بعض البلدان العربية ومن أشهر الأبطال الشعراء والثوار الأحرار الذين جعلوا من الشعر الصادق وسيلتهم الأولى في جهادهم ضد ظلم السلطان وطغيانه وجبروته ,شاعر الثورة اليمنية ابو الأحرار الأستاذ محمد محمود الزبيري رحمه الله تعالى والذي أستخدم سلاح الشعر في جهاده ضد حكم الإمامة سواء من مواجهة الأمام بأن ما يمارسه في الشعب اليمني هو ظلم وجبروة أو من خلال حث أبناء اليمن على اشعال الثورة وأجج فيهم حمم البطولة والتضحية حتى قامت ثورة 26 سبتمبر المجيدة.
منها قصيدته الثورية العظيمة التي جاء في مطلعها:
سجل مكانك في التاريخ يا قـــلم *** فها هنا تبعث الأجيال والأمـــمُ
هنا البراكين هبت من مضاجعها *** تطغى وتكتسح الطاغي وتلتهمُ
ومن أشعاره البطولية أيضاَ قوله:
طافوا بهم حول صنعاء يطمسون بهم*** حقاً يضيقُ به الطاغي ويخشاهُ
وطوفوهــم جميعــــاً ضمن سلســـلة*** من الحديد يهــول الناس مـرآهُ
يكب بعضهـــم بعضـــــــاً بمنكبـــــــه*** وتلتقي أرجل منهم وأفــــــواهُ
إذا تحرك فيهـــم واحدٌ صرحـــــــوا *** واستحفلت فيهم الآلام والآهُ
كل امريءٍ منهم خطبٌ لصاحبـــــــه *** يؤذيه وهو بريءٌ حين آذاهُ
ضاقت رقابهم في الغل واحترقـــــت *** أقدامهم من رحيلٍ طال منــاه
فنٌّ من البطْشِ والتعذيب مبتكـــــــــــرٌ *** خليفة الله للأجيــــال أهـــداه
وقوله أيضاَ:
وأسمح فقد أوتيت بالعدل المنى *** وسواك يسعى للنجاح فيخفق
وملكت شعباً لا يحطـــــم أنفه *** رمي يصيب ولا قذائف ترشقُ
قل للألى سلبوا الشعوب حقوقها ***إن لم تردوا حقنا فتصدقــــــوا
ما أكثر الأســـــلاب في أيديكــــم *** لو كان يغنى سارقاً ما يسرقُ
جعتم وملك الأرض تحت نفوذكم *** إن الغني من التلصص مُمْلِقُ