في ذم الحرص وطول الأمل
إن الحرص على الدنيا وعلى نعيمها الزائل وطول الأمل فيها من أشد المصائب التي تؤدي بصاحبها إلى الهلاك.
قال تعالى (ألهاكم التكاثر*حتى زرتم المقابر)سورة التكاثر(1, 2)
وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ (ألهاكم التكاثر*حتى زرتم المقابر) قال(يقول ابن آدم مالي وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت ولبست فأبليت وتصدقت فأمضيت)
وروى عروة بن الزبير عن عائشة رضى الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال( يا عائشة إن أردت اللحوق بي فليكفك من الدنيا كزاد الراكب وإياك ومجالسة الأغنياء ولا تستخلي ثوبا حتى ترقيعه)
وروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (صلاح أول هذه الأمة بالرشد واليقين وهلاك أخر هذه الأمة بالبخل والأمل)
وقيل الحرص ينقص من قدر الأنسان ولا يزيد في رزقه.
وما أحسن ما قال بعضهم:
إذا طاوعت حرصك كنت عبداً*** لكلِّ دنيئـــــــةٍ تدعى إليها
وقال أخر:
قد شاب رأسي ورأس الدهر لم يشب***إن الحريص على الدنيا لفي تعب
وقيل للإسكندر: ما سرور الدنيا؟ قال:الرضا بما رزقت منها. قيل فما غمها؟ قال:الحرص عليها.
وقال الحسن: لو رأيت الأجل ومروره لنسيت الأمل وغروره.
وقال أبو سعيد الخدري رضى الله عنهما:أشترى أسامة بن زيد وليدة بمائة دينار إلى شهر فسمعت رسول الله يقول :(ألا تعجبون من أسامة اشترى إلى شهر؟ إن أسامة لطويل الأمل)
وقيل لمحمد بن واسع:كيف تجدك؟ قال قصير الأجل, طويل الأمل, مسئ العمل.
وقيل:من جرى في عنان أمله كان عاثراً بأجله ,لو ظهرت الأجال لا فتضحت الآمال.
ولقد أحسن أبو العباس أحمد بن مروان في قوله:
وذي حرص تراه يلم وفراً *** لوارثه ويدفع عن حماهُ
ككلب الصيد يمسك وهو طاوٍ*** فريسته ليأكلها سواءُ
ومن كلام الحكماء:إياكم وطول الأمل فإن من ألهاه أمله أخزاه عمله.
قال الحسن:إياكم وهذه الأماني فإنه لم يعط أحد بالأمنية خيراً قط في الدنيا ولا في الآخرة.
وقال الشاعر:
ولا تتعلل بالأماني فإنها*** عطايا أحاديث النفوس الكواذب
وقال أخر:
الله أصدق والأمال كاذبةٌ**** وجلُّ هذي المنى في الصدر وسواس
أنظر المستطرف في كل فن مستظرف تأليف شهاب الدين أحمد أبي الفتح الأبشهي تحقيق الدكتور أحمد أحمد شتيوى. الطبعة الأولى 1424هـ -2003م -دار الغد الجديد- المنصوره - مصر- أمام جامعة الأزهر
إن الحرص على الدنيا وعلى نعيمها الزائل وطول الأمل فيها من أشد المصائب التي تؤدي بصاحبها إلى الهلاك.
قال تعالى (ألهاكم التكاثر*حتى زرتم المقابر)سورة التكاثر(1, 2)
وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ (ألهاكم التكاثر*حتى زرتم المقابر) قال(يقول ابن آدم مالي وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت ولبست فأبليت وتصدقت فأمضيت)
وروى عروة بن الزبير عن عائشة رضى الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال( يا عائشة إن أردت اللحوق بي فليكفك من الدنيا كزاد الراكب وإياك ومجالسة الأغنياء ولا تستخلي ثوبا حتى ترقيعه)
وروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (صلاح أول هذه الأمة بالرشد واليقين وهلاك أخر هذه الأمة بالبخل والأمل)
وقيل الحرص ينقص من قدر الأنسان ولا يزيد في رزقه.
وما أحسن ما قال بعضهم:
إذا طاوعت حرصك كنت عبداً*** لكلِّ دنيئـــــــةٍ تدعى إليها
وقال أخر:
قد شاب رأسي ورأس الدهر لم يشب***إن الحريص على الدنيا لفي تعب
وقيل للإسكندر: ما سرور الدنيا؟ قال:الرضا بما رزقت منها. قيل فما غمها؟ قال:الحرص عليها.
وقال الحسن: لو رأيت الأجل ومروره لنسيت الأمل وغروره.
وقال أبو سعيد الخدري رضى الله عنهما:أشترى أسامة بن زيد وليدة بمائة دينار إلى شهر فسمعت رسول الله يقول :(ألا تعجبون من أسامة اشترى إلى شهر؟ إن أسامة لطويل الأمل)
وقيل لمحمد بن واسع:كيف تجدك؟ قال قصير الأجل, طويل الأمل, مسئ العمل.
وقيل:من جرى في عنان أمله كان عاثراً بأجله ,لو ظهرت الأجال لا فتضحت الآمال.
ولقد أحسن أبو العباس أحمد بن مروان في قوله:
وذي حرص تراه يلم وفراً *** لوارثه ويدفع عن حماهُ
ككلب الصيد يمسك وهو طاوٍ*** فريسته ليأكلها سواءُ
ومن كلام الحكماء:إياكم وطول الأمل فإن من ألهاه أمله أخزاه عمله.
قال الحسن:إياكم وهذه الأماني فإنه لم يعط أحد بالأمنية خيراً قط في الدنيا ولا في الآخرة.
وقال الشاعر:
ولا تتعلل بالأماني فإنها*** عطايا أحاديث النفوس الكواذب
وقال أخر:
الله أصدق والأمال كاذبةٌ**** وجلُّ هذي المنى في الصدر وسواس
أنظر المستطرف في كل فن مستظرف تأليف شهاب الدين أحمد أبي الفتح الأبشهي تحقيق الدكتور أحمد أحمد شتيوى. الطبعة الأولى 1424هـ -2003م -دار الغد الجديد- المنصوره - مصر- أمام جامعة الأزهر