نداء إلى حوّاء
عمر ابو عبد النور الجزائري
نظرالاستفحال ظاهرة الطلاق في المجتمع الاسلامي وتنكّد الأُسَرْ بالمشاكل الوهمية التي سببها الشُّره والرِّياء وعدم القناعة ، والتي تتسبب فيها المرأة في الغالب اهدي هذه القصيدة الى حواء التي اثّرت فيها الدّعاية
اليهودية بإعلامها الموجّه المسلّط ، فصارت تعتقد انّ السّبيل الوحيد الى السّعادة الأسرية هو الاستكثار من المادة والتّفاخر بها ، والعبِّ من الشّهوات والمقتنيات ناسية او متناسية دور القيم الرّوحية والخلقية من بقين
وصبر وعفّة ومودّة ورحمة ورضا بما قدّر الله ... في اضفاء السّعادة الحقيقية لا المُتوهَّمة على الاسرة المسلمة
***
أزِفَ الفِراقُ وأوشكتْ حسراتُه = فغدى الحبيبُ مُحيَّرًا يتلهَّفُ
جرتِ الدُّموع ُمن الصِّغار غزيرة ً= حُزناً وأدْمَتْ فالمآقي تنزفُ
أسفاً على زمَنِ الصَّفاءِ وأنسهِ = فلكَمْ مكثنا من حياضه نرشفُ
أَوَ يا زمان الأنس بِتَّ مُهدَّدا = صرنا عليك من الشقا نتخوَّفُ
أضحى الحبيبُ لودِّنا متنكِّرا = متحاملا ومعاندا يتأفَّفُ
أفلَوْ تذكَّر أنسنا وهناءنا = كيما يرقُّ فؤادهُ أو يُنصفُ
حوَّاء إنَّك قد لجَجْتِ فأيقني = أنَّ الحقائق بعد حينٍ تُعرفُ
فستندمين إذا شعرت بأنَّني = زوجٌ ودودٌ ناصحٌ أتعفَّفُ
وستندمين اذا رأيت صغارَنا = مثل الفراخ لعشِّها تتشوَّفُ
وستندمين اذا سمعت أنينهم = لا من يُميط دموعَهم ويُكفكف ُ
وستندمين اذا تجرَّأ شامتٌ = يبني المقال لطعنهم ويُزيِّفُ
وستندمين اذا تشوّه عرضُهم = واتوك يوما سائلين ليعرفوا
وستندمين اذا دهاك ضياعُهم = شرُّ الحمى للبائسين سيجرفُ
وستعلمين اذا كَرَعت على القذى = أنَّ الضَّنا في ظلِّ عُشِّك أنظفُ
وستعلمين اذا وقعت على الثَّرى = أنَّ العنا في جنب زوجك أشرفُ
وستعلمين إذا أرِقتِ وحيدة ً = أنَّ الهموم الى المزالق تصرفُ
وستعلمين اذا وعيت نصائحي = أنِّي حبيبٌ صادقٌ أتلطَّفُ
فلقد أردتُك في الوجود يمامة ً = نحو المكارم والكمال تُرفرفُ
فأبيت إلاَّ أن تُداس مواعظي = وأطعتِ حُمْقا ًمن غوَتْ وتُخرِّفُ
فهل الحنادسُ كالضِّياء وقد سجت؟ = وهل الجواهر بالتّراب تُصرَّفُ ؟
وهل السَّعادةُ يا غريرةَ هالةٌ ؟ = وهل الدّنيَّةُ بالمظاهر تشرُفُ ؟
حوَّاءُ إنَّك قد حملتِ رسالة ً= أولى وأسمى من هواكِ وأشرفُ
أو تسمعين لمن سَفَتْ لتهوُّدٍ = توهي الشّريعة بالهوى وتُحرِّفُ
أو تقتدين بمن تُهانُ كلعبة ٍ= وحياتها خلف التَّوافه تُصرفُ
إنَّ السَّعادةَ والكرامة في الهدى = من فيض قلبك بالتَّبتُّلِ تُغرَفُ
والعيشُ كدحٌ والمراتب قسمة ٌ = والذِّكر نورٌ في المضايق يُسعفُ
دنياكِ أرضٌ للزِّراعة والعنا = والسَّعي زرعٌ في القيامة يُقطَفُ
فإذا أردتِ جَنا السَّعادة فازرعي = تقوى الإله فجوُّ بيتِك يَلطُفُ
ولقد علمتِ بأنَّ ربَّك عالم ٌ = وبأنَّ ربَّك عادلٌ وسينصفُ
المصدر : زنقتنا ...منتديات شباب ليبيا الاحرار: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]