ملوك المملكة اليمانية المتوكلية
الإمام يحيى حميد الدين: (1286 ـ 1367هـ)
ملك اليمن، الإمام المتوكل على الله ابن المنصور بالله، من أئمة الزيدية.
هو الإمام يحي بن حميد الدين، ولد في صنعاء، وتفقه وتأدب بها. وخرج منها مع
أبيه إلى صعده سنه 1307هـ، وولى الإمامة بعد وفاة أبيه سنة 1322هـ، وكانت
صنعاء في أيدي الأتراك (العثمانيين) فهاجمها وحاصرها، فاستسلمت حاميتها،
ودخلها، فهاجم الأتراك، وانسحب منها رأفة بأهلها. وواصل القتال إلى عام
1326هـ شمالي صنعاء وبلاد ذمار، وكان الوالي التركي أحمد فيضي باشا، عنيفاً
وقاسياً، فَعُزِلَ أحمد فيضي، وعين والي آخر هو حسن تحسين باشا، وكان
عاقلاً فاتفق مع الإمام يحيى على أن لا يعتدي أحدهما على الآخر، وهدأت
المعارك، وفي عام 1328هـ عُزِلَ حسن تحسين، وعُيّنَ والي جديد اسمه محمد
علي باشا، وكان لا يقل قسوة عن أحمد فيضي، فعادت الثورة، وحوصر الأتراك في
صنعاء. فأرسلت حكومة الأستانة وفداً برئاسة عزت باشا، واتفق مع الأمام
يحيى، ووقعا شروطاً للصلح، وانتهى الأمر بجلاء الترك عن البلاد اليمنية عام
1336هـ. ودخل الأمام يحيى صنعاء، وخلص له ملك اليمن استقلالاً، وأصبح
مسيطراً على كل شيء. وقال أحد الكتاب في وصفه أنه هو (كل شيء في اليمن،
ومرجع كل أمر، دق أو جل، وما عداه من موظفين وعمال وعسكريين وحكام، أشباح
وشخوص لا سلطان لها ولا رأى، وكان يرى الاستبداد في الحكم خيراً من
الشورى). وضاقت صدور بعض أبنائه وخاصته وفيهم الطامع بالعرش، والمتذمر من
سياسة القمع، والراغب بالإصلاح، فتألفت جماعات في السر، تظهر له الإخلاص
وتبطن له نقيضه. وعلى رأس هؤلاء أقرب الناس إلي عبدالله بن أحمد، المعروف
بابن الوزير.
وكان للإمام يحيى ولد يدعى إبراهيم خرج عن طاعته، ولجأ إلى عدن وجعل يندد
بأبيه، وبمساوئ الحكم في عهده وكان هذا الابن على اتصال بعبد الله بن أحمد
(المعروف بابن الوزير). وعندما مرض الأمام يحيى، وصل خبر لابنه إبراهيم بأن
والده مات، وكان الإمام يحيى مازال حياً فتعجل إبراهيم وأرسل لأنصاره بمصر
يذكر لهم موت أبيه، وأن الحكم أصبح (دستورياً)، وذكر لهم أسماء رجال
الدولة الجديدة وهم ابن الوزير وجماعته. وشفى الإمام يحيى من مرضه، وانكشفت
له صلتهم بابنه. فخافوا بطشه، فأتمروا به، وعندما خرج الإمام يحيى بسيارته
ليتفقد مزرعته التي تبعد عن صنعاء 8 كيلو مترات في طريق الحُدَيّدَة،
فاجأه بعض أتباع ابن الوزير بسيارة وانهالوا عليه برصاصهم، فقتلوه ومعه
رئيس وزرائه، القاضي العمري، ودفن في مقبرة كان أعدها لنفسه، وخلف الإمام
يحيى 14 ولداً يلقبون بسيوف الإسلام.
كان شديد الحذر من الأجانب فآثر الهدوء في حدود بلاده. وكان من كلامه
المأثور عنه قوله (لأن تبقى بلادي خربة وهي تحكم نفسها، أولى من أن تكون
عامرة ويحكمها أجنبي)، وكان له اشتغال بالأدب، ونظم كثيرا من الشعر.
الإمام أحمد بن يحي: (المتوفى عام 1322هـ)
ملك اليمن، الإمام الناصر لدين الله، من أئمة الزيدية.
هو الإمام أحمد بن يحيى، ولد في الأهنوم، وعاش طفولته في كنف جده
المنصور بالله محمد بن يحي المتوفى في 1322هـ. درس وتتلمذ على يد علماء
مشهورين في شهارة وغيرها التي تولى أمرها حتى انسحب الأتراك من اليمن عقب
الحرب العالمية الأولى وقامت المملكة المتوكلية اليمنية، اعتمد عليه أبوه
في بعض حروبه لبسط سيطرة اليمن الجديدة وحكمها المركزي، فحارب في حجة
والمشرق وفي برط في الشمال والزرانيق في تهامة حتى اشتهر باسم (أحمد يا
جناه أو أحمد الجني) واتخذ حجة مقراً له حتى عينه أبوه أميراً على لواء تعز
عندما بدأ الإعتماد على أبنائه الذين عرفوا بلقب (سيوف الإسلام) في حكم
البلاد من بعد عام 1357هـ، وبات السيف أحمد يحمل لقب ولي العهد، الأمر الذي
يتعارض مع فكرة الإمامة عند الزيدية، وأثار جدلاً ومعارضة كثيرين، وحين
انطلقت ثورة الغدر عام 1948م، كان مخطَّطاً أن يُقتل خارج تعز في الوقت
نفسه الذي يقتل فيه أبوه في حزيز جنوب صنعاء ولكنه خادع الكمين، وخرج سراً
إلى حجة حيث أعلن الحرب على الثورة وقضى عليها وأعدم زعماءها وسجن الباقين
في حجة، وتولى حكم البلاد متخداً لنفسه لقب الناصر لدين الله.
ورغم سياسة الحذر التي استمرت في ظل حكمه فقد أقام علاقات دبلوماسية وتم
توقيع اتفاقات مع الاتحاد السوفيتي والكتلة الاشتراكية، ومنها الصين
الشعبية أواسط الخمسينيات يوليو 1957م والتقى في جدة مع الرئيس جمال
عبدالناصر والملك سعود فوقعوا (ميثاق جدة) في عام 1956م كحلف ثلاثي ضد
(حلف بغداد).
وفي ربيع عام 1958م التحق بالوحدة المصرية - السورية حين وقع ابنه البدر في
دمشق ميثاق الاتحاد الثلاثي الذي لم يلبث أن حل في 1961م إثر أرجوزة
الإمام أحمد الشهيرة ضد الاشتراكية، وكنتيجة لسلبية ذلك الاتحاد، كما تم
التعاون مع مصر في إنشاء الكليات العسكرية التي تخرج منها ضباط
الثورة.
اتسعت حركة المعارضة بزعامة القاضي محمد محمود الزبيري والأستاذ أحمد محمد
نعمان في الخارج كما اشتدت في الداخل، فقامت ضده ثورة بقيادة العقيد أحمد
الثلايا في عام 1955م شارك فيها أخوا الإمام أحمد: عبدالله وعباس، لكنها
فشلت فكان مصيرهما مع عدد آخر من العلماء والمشايخ الإعدام، وحاول ثلاثة من
صغار ضباط الجيش وهم محمد العلفي وعبدالله اللقية ومحسن الهندوانة اغتياله
في مستشفى الحديدة في عام 1961م، ولكنه نجا بأعجوبة، وظل متأثراً بجراحه
حتى وفاته في 1962م، ثم تولى ابنه محمد البدر حكم البلاد لمدة أسبوع
واحد فقط، حيث أنه في صباح يوم 26سبتمبر قامت الثورة غدرا، وأعلن النظام
الجمهوري بعد أسبوع واحد من وفاة أبيه.
الإمام محمد بن أحمد: (المتوفى عام 1417هـ)
ملك اليمن، الإمام البدر، من أئمة الزيدية.
هو الإمام محمد بن أحمد، آخر حكام المملكة المتوكلية اليمنية أطيح به على
يد الثوار غدرا في السادس والعشرون من سبتمبر للعام 1962م، بعد توليه
السلطة بأسبوع خلفاً لأبيه الأمام أحمد بن يحيى حميد الدين، وانتهى بذلك
عهد الأمامية العهد المشرق في تاريخ اليمن الحديث, توفي في العام 1996م.
ملك اليمن، الإمام المتوكل على الله ابن المنصور بالله، من أئمة الزيدية.
هو الإمام يحي بن حميد الدين، ولد في صنعاء، وتفقه وتأدب بها. وخرج منها مع
أبيه إلى صعده سنه 1307هـ، وولى الإمامة بعد وفاة أبيه سنة 1322هـ، وكانت
صنعاء في أيدي الأتراك (العثمانيين) فهاجمها وحاصرها، فاستسلمت حاميتها،
ودخلها، فهاجم الأتراك، وانسحب منها رأفة بأهلها. وواصل القتال إلى عام
1326هـ شمالي صنعاء وبلاد ذمار، وكان الوالي التركي أحمد فيضي باشا، عنيفاً
وقاسياً، فَعُزِلَ أحمد فيضي، وعين والي آخر هو حسن تحسين باشا، وكان
عاقلاً فاتفق مع الإمام يحيى على أن لا يعتدي أحدهما على الآخر، وهدأت
المعارك، وفي عام 1328هـ عُزِلَ حسن تحسين، وعُيّنَ والي جديد اسمه محمد
علي باشا، وكان لا يقل قسوة عن أحمد فيضي، فعادت الثورة، وحوصر الأتراك في
صنعاء. فأرسلت حكومة الأستانة وفداً برئاسة عزت باشا، واتفق مع الأمام
يحيى، ووقعا شروطاً للصلح، وانتهى الأمر بجلاء الترك عن البلاد اليمنية عام
1336هـ. ودخل الأمام يحيى صنعاء، وخلص له ملك اليمن استقلالاً، وأصبح
مسيطراً على كل شيء. وقال أحد الكتاب في وصفه أنه هو (كل شيء في اليمن،
ومرجع كل أمر، دق أو جل، وما عداه من موظفين وعمال وعسكريين وحكام، أشباح
وشخوص لا سلطان لها ولا رأى، وكان يرى الاستبداد في الحكم خيراً من
الشورى). وضاقت صدور بعض أبنائه وخاصته وفيهم الطامع بالعرش، والمتذمر من
سياسة القمع، والراغب بالإصلاح، فتألفت جماعات في السر، تظهر له الإخلاص
وتبطن له نقيضه. وعلى رأس هؤلاء أقرب الناس إلي عبدالله بن أحمد، المعروف
بابن الوزير.
وكان للإمام يحيى ولد يدعى إبراهيم خرج عن طاعته، ولجأ إلى عدن وجعل يندد
بأبيه، وبمساوئ الحكم في عهده وكان هذا الابن على اتصال بعبد الله بن أحمد
(المعروف بابن الوزير). وعندما مرض الأمام يحيى، وصل خبر لابنه إبراهيم بأن
والده مات، وكان الإمام يحيى مازال حياً فتعجل إبراهيم وأرسل لأنصاره بمصر
يذكر لهم موت أبيه، وأن الحكم أصبح (دستورياً)، وذكر لهم أسماء رجال
الدولة الجديدة وهم ابن الوزير وجماعته. وشفى الإمام يحيى من مرضه، وانكشفت
له صلتهم بابنه. فخافوا بطشه، فأتمروا به، وعندما خرج الإمام يحيى بسيارته
ليتفقد مزرعته التي تبعد عن صنعاء 8 كيلو مترات في طريق الحُدَيّدَة،
فاجأه بعض أتباع ابن الوزير بسيارة وانهالوا عليه برصاصهم، فقتلوه ومعه
رئيس وزرائه، القاضي العمري، ودفن في مقبرة كان أعدها لنفسه، وخلف الإمام
يحيى 14 ولداً يلقبون بسيوف الإسلام.
كان شديد الحذر من الأجانب فآثر الهدوء في حدود بلاده. وكان من كلامه
المأثور عنه قوله (لأن تبقى بلادي خربة وهي تحكم نفسها، أولى من أن تكون
عامرة ويحكمها أجنبي)، وكان له اشتغال بالأدب، ونظم كثيرا من الشعر.
الإمام أحمد بن يحي: (المتوفى عام 1322هـ)
ملك اليمن، الإمام الناصر لدين الله، من أئمة الزيدية.
هو الإمام أحمد بن يحيى، ولد في الأهنوم، وعاش طفولته في كنف جده
المنصور بالله محمد بن يحي المتوفى في 1322هـ. درس وتتلمذ على يد علماء
مشهورين في شهارة وغيرها التي تولى أمرها حتى انسحب الأتراك من اليمن عقب
الحرب العالمية الأولى وقامت المملكة المتوكلية اليمنية، اعتمد عليه أبوه
في بعض حروبه لبسط سيطرة اليمن الجديدة وحكمها المركزي، فحارب في حجة
والمشرق وفي برط في الشمال والزرانيق في تهامة حتى اشتهر باسم (أحمد يا
جناه أو أحمد الجني) واتخذ حجة مقراً له حتى عينه أبوه أميراً على لواء تعز
عندما بدأ الإعتماد على أبنائه الذين عرفوا بلقب (سيوف الإسلام) في حكم
البلاد من بعد عام 1357هـ، وبات السيف أحمد يحمل لقب ولي العهد، الأمر الذي
يتعارض مع فكرة الإمامة عند الزيدية، وأثار جدلاً ومعارضة كثيرين، وحين
انطلقت ثورة الغدر عام 1948م، كان مخطَّطاً أن يُقتل خارج تعز في الوقت
نفسه الذي يقتل فيه أبوه في حزيز جنوب صنعاء ولكنه خادع الكمين، وخرج سراً
إلى حجة حيث أعلن الحرب على الثورة وقضى عليها وأعدم زعماءها وسجن الباقين
في حجة، وتولى حكم البلاد متخداً لنفسه لقب الناصر لدين الله.
ورغم سياسة الحذر التي استمرت في ظل حكمه فقد أقام علاقات دبلوماسية وتم
توقيع اتفاقات مع الاتحاد السوفيتي والكتلة الاشتراكية، ومنها الصين
الشعبية أواسط الخمسينيات يوليو 1957م والتقى في جدة مع الرئيس جمال
عبدالناصر والملك سعود فوقعوا (ميثاق جدة) في عام 1956م كحلف ثلاثي ضد
(حلف بغداد).
وفي ربيع عام 1958م التحق بالوحدة المصرية - السورية حين وقع ابنه البدر في
دمشق ميثاق الاتحاد الثلاثي الذي لم يلبث أن حل في 1961م إثر أرجوزة
الإمام أحمد الشهيرة ضد الاشتراكية، وكنتيجة لسلبية ذلك الاتحاد، كما تم
التعاون مع مصر في إنشاء الكليات العسكرية التي تخرج منها ضباط
الثورة.
اتسعت حركة المعارضة بزعامة القاضي محمد محمود الزبيري والأستاذ أحمد محمد
نعمان في الخارج كما اشتدت في الداخل، فقامت ضده ثورة بقيادة العقيد أحمد
الثلايا في عام 1955م شارك فيها أخوا الإمام أحمد: عبدالله وعباس، لكنها
فشلت فكان مصيرهما مع عدد آخر من العلماء والمشايخ الإعدام، وحاول ثلاثة من
صغار ضباط الجيش وهم محمد العلفي وعبدالله اللقية ومحسن الهندوانة اغتياله
في مستشفى الحديدة في عام 1961م، ولكنه نجا بأعجوبة، وظل متأثراً بجراحه
حتى وفاته في 1962م، ثم تولى ابنه محمد البدر حكم البلاد لمدة أسبوع
واحد فقط، حيث أنه في صباح يوم 26سبتمبر قامت الثورة غدرا، وأعلن النظام
الجمهوري بعد أسبوع واحد من وفاة أبيه.
الإمام محمد بن أحمد: (المتوفى عام 1417هـ)
ملك اليمن، الإمام البدر، من أئمة الزيدية.
هو الإمام محمد بن أحمد، آخر حكام المملكة المتوكلية اليمنية أطيح به على
يد الثوار غدرا في السادس والعشرون من سبتمبر للعام 1962م، بعد توليه
السلطة بأسبوع خلفاً لأبيه الأمام أحمد بن يحيى حميد الدين، وانتهى بذلك
عهد الأمامية العهد المشرق في تاريخ اليمن الحديث, توفي في العام 1996م.