صراع اللصوص
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
عبدالله الحضرمي
الخميس الدامي في عدن، لا يمكن للنوايا
الطيبة أن تدخل في تبريراته، ولا يستطيع عاقل أن يدرجه إلاّ في خانة واحدة
هي "الحرب على اليمن ووحدته"، ونسف فرص اليمن في الخروج من أزمته عبر
الحوار.
ما يدور في الجنوب من سفك للدماء ليس
صراعاً من أجل الوحدة، ولا من أجل أبناء الجنوب وقضاياهم، لكنه صراع أطراف
تتربح باسم الوحدة والجنوب، واتفقت بخلافها على قتل أبناء الجنوب والشمال،
وتمزيق اليمن والقضاء على وحدته التي ناضل قرونا لتحقيقها.
عام 90م فشل الإخوان في الحيلولة دون تحقيق
الوحدة، وفشل البيض في إعادة التشطير عام 94م. خسر كلاهما أمام إرادة
الجماهير في الجنوب والشمال، وهما اليوم يديران على رؤوس الجماهير حرباً
انتقامية لتحقيق ما فشلا فيه سابقاً.
لم يكن الإخوان دعاة للوحدة حتى نصدق أنهم
يريدون اليوم حمايتها واشتراكهم مع الجماهير في الحرب ضد الانفصال في عام
94، كان داعيه الفيد والغنائم، وهو ما قاد إلى ما هو قائم. ولم يكن البيض
ممثلاً للإرادة الجنوبية منذ أعلن الانفصال، وإلاّ لما غادر الجنوب، ولو
كان مهتماً بأبناء الجنوب لما سكت عقداً ونصف على فيد الإصلاح، حتى إذا علا
صوت الحراك الجنوبي أتى ليركب الموجة باكياً مطالباً بمملكته في الجنوب،
كما ركب الإصلاح احتجاجات الشباب للوصول إلى السلطة، ويركب اليوم القلق
الداخلي والخارجي على الوحدة، لينصب نفسه حامياً لها بالقمع والتنكيل
واستفزاز أبناء الجنوب وسحلهم، مذكياً بالفعل وباسم الوحدة، ما يذكيه البيض
بالقول وباسم الانفصال من شحناء وأحقاد وكراهية بين أبناء الوطن الواحد،
إنهما يحملان معاً معولاً واحداً لهدم مداميك الوحدة وتقويض استقرار اليمن.
الإصلاح ليس وصياً على الوحدة، ولا مفوضاً
بتمثيلها ولا يدافع عنها، وإنما يدافع عن غنائم مشائخه الملتحين،
والمعسبين، والأراضي والممتلكات التي تفيدوها وبسطوا عليها في الجنوب.
والبيض لا يدافع عن أبناء الجنوب، وإنما عن سلطنته الخاصة التي يعتقد أنه خسرها بالوحدة.
الجنوب لدى البيض إرثاً خاصاً، ولدى
الإصلاح غنيمة حرب، ولكن الجنوب والشمال ليس إرثاً شخصياً ولا غنيمة أو
فيداً، وإنما وطن لأولئك الذين يسقطون يومياً ضحايا هذه الانتهازية التي
اتفقت من حيث اختلفت، ومهمة اليمنيين جميعاً الانتصار لإرادتهم، والوقوف
للمرة الثالثة مع وطنهم، وحماية بعضهم من صراع اللصوص..
-----------------------
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
عبدالله الحضرمي
الخميس الدامي في عدن، لا يمكن للنوايا
الطيبة أن تدخل في تبريراته، ولا يستطيع عاقل أن يدرجه إلاّ في خانة واحدة
هي "الحرب على اليمن ووحدته"، ونسف فرص اليمن في الخروج من أزمته عبر
الحوار.
ما يدور في الجنوب من سفك للدماء ليس
صراعاً من أجل الوحدة، ولا من أجل أبناء الجنوب وقضاياهم، لكنه صراع أطراف
تتربح باسم الوحدة والجنوب، واتفقت بخلافها على قتل أبناء الجنوب والشمال،
وتمزيق اليمن والقضاء على وحدته التي ناضل قرونا لتحقيقها.
عام 90م فشل الإخوان في الحيلولة دون تحقيق
الوحدة، وفشل البيض في إعادة التشطير عام 94م. خسر كلاهما أمام إرادة
الجماهير في الجنوب والشمال، وهما اليوم يديران على رؤوس الجماهير حرباً
انتقامية لتحقيق ما فشلا فيه سابقاً.
لم يكن الإخوان دعاة للوحدة حتى نصدق أنهم
يريدون اليوم حمايتها واشتراكهم مع الجماهير في الحرب ضد الانفصال في عام
94، كان داعيه الفيد والغنائم، وهو ما قاد إلى ما هو قائم. ولم يكن البيض
ممثلاً للإرادة الجنوبية منذ أعلن الانفصال، وإلاّ لما غادر الجنوب، ولو
كان مهتماً بأبناء الجنوب لما سكت عقداً ونصف على فيد الإصلاح، حتى إذا علا
صوت الحراك الجنوبي أتى ليركب الموجة باكياً مطالباً بمملكته في الجنوب،
كما ركب الإصلاح احتجاجات الشباب للوصول إلى السلطة، ويركب اليوم القلق
الداخلي والخارجي على الوحدة، لينصب نفسه حامياً لها بالقمع والتنكيل
واستفزاز أبناء الجنوب وسحلهم، مذكياً بالفعل وباسم الوحدة، ما يذكيه البيض
بالقول وباسم الانفصال من شحناء وأحقاد وكراهية بين أبناء الوطن الواحد،
إنهما يحملان معاً معولاً واحداً لهدم مداميك الوحدة وتقويض استقرار اليمن.
الإصلاح ليس وصياً على الوحدة، ولا مفوضاً
بتمثيلها ولا يدافع عنها، وإنما يدافع عن غنائم مشائخه الملتحين،
والمعسبين، والأراضي والممتلكات التي تفيدوها وبسطوا عليها في الجنوب.
والبيض لا يدافع عن أبناء الجنوب، وإنما عن سلطنته الخاصة التي يعتقد أنه خسرها بالوحدة.
الجنوب لدى البيض إرثاً خاصاً، ولدى
الإصلاح غنيمة حرب، ولكن الجنوب والشمال ليس إرثاً شخصياً ولا غنيمة أو
فيداً، وإنما وطن لأولئك الذين يسقطون يومياً ضحايا هذه الانتهازية التي
اتفقت من حيث اختلفت، ومهمة اليمنيين جميعاً الانتصار لإرادتهم، والوقوف
للمرة الثالثة مع وطنهم، وحماية بعضهم من صراع اللصوص..
-----------------------
*المصدر
صحيفة اليمن اليوم
صحيفة اليمن اليوم