نصائح من عالم صادق لخليفة عادل
كتب الحسن بن أبي الحسن البصري إلى الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز رضى الله عنه:
اعلم يا أمير المؤمنين أن الله أنزل الحدود ليزجر بها الخبائث والفواحش, فكيف إذا أتاها من يليها؟ وأنَّ الله أنزل القصاص حياةً لعباده, فكيف إذا قتلهم من يقتص منهم؟ واذكر يا أمير المؤمنين الموت وما بعده وقلت أشياعك عنده وأنصارك عليه فتزود له ولما بعده من الفزع.
واعلم يا أمير المؤمنين, أن لك منزلاً غير منزلك الذي أنت فيه, يطول فيه ثواؤك, وتفارقك أحبَّاؤك,يسلمونك في قعره فريداً وحيداً, فتزود له ما يصحبك, يوم يفرُّ المرء من أخيه وأمِّه وأبيه,وصاحبته وبنية- واذكر يا أمير المؤمنين إذا بعثر ما في القبور وحُصِّل ما في الصدور,فالأسرار الصغيرة ظاهرة, والكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها,فالآن يا أمير المؤمنين, وأنت في مهل قبل حلول الأجل, وانقطاع الأمل- لا تحكم يا أمير المؤمنين في عباد الله بحكم الجاهلين ولا تسلك بهم سبيل الظالمين, ولا تسلط المستكبرين على المستظعفين,فإنهم لا يرقبون في مؤمن إلاّ ولا ذمّة, فتبوءَ بأوزارك وأوزار مع أوزارك, وتحمل أثقالك وأثقالاً مع أثقالك, ولا يغرنك الذين يتنعمون بما فيه يؤسك, ويأكلون الطيبات في دنياهم بإذهاب طيِّباتك في آخرتك, ةلا تنظر إلى قدرتك اليوم, ولكن انظر إلى قدرتك غداً, وأنت مأسورٌ في حبائل الموت,وموقوف بين يدي الله في مجمع من الملائكة والنبيين والمرسلين, وقد عنت الوجوه للحي القيوم.
إني يا أمير المؤمنين, وإن لم أبلغ بعظتي ما بلغهُ أولوا النُّهى من قبلي فلم آلُكَ شفقةً ونُصحاً, فأنزل كتابي إليك كمداوي حبيبه,يسقيه الأدوية الكريهة لما يرجو له في ذلك من العافية والصحة.
المرجع: كتاب جواهر الأدب تأليف المرحوم السيد أحمد الهاشمي
كتب الحسن بن أبي الحسن البصري إلى الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز رضى الله عنه:
اعلم يا أمير المؤمنين أن الله أنزل الحدود ليزجر بها الخبائث والفواحش, فكيف إذا أتاها من يليها؟ وأنَّ الله أنزل القصاص حياةً لعباده, فكيف إذا قتلهم من يقتص منهم؟ واذكر يا أمير المؤمنين الموت وما بعده وقلت أشياعك عنده وأنصارك عليه فتزود له ولما بعده من الفزع.
واعلم يا أمير المؤمنين, أن لك منزلاً غير منزلك الذي أنت فيه, يطول فيه ثواؤك, وتفارقك أحبَّاؤك,يسلمونك في قعره فريداً وحيداً, فتزود له ما يصحبك, يوم يفرُّ المرء من أخيه وأمِّه وأبيه,وصاحبته وبنية- واذكر يا أمير المؤمنين إذا بعثر ما في القبور وحُصِّل ما في الصدور,فالأسرار الصغيرة ظاهرة, والكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها,فالآن يا أمير المؤمنين, وأنت في مهل قبل حلول الأجل, وانقطاع الأمل- لا تحكم يا أمير المؤمنين في عباد الله بحكم الجاهلين ولا تسلك بهم سبيل الظالمين, ولا تسلط المستكبرين على المستظعفين,فإنهم لا يرقبون في مؤمن إلاّ ولا ذمّة, فتبوءَ بأوزارك وأوزار مع أوزارك, وتحمل أثقالك وأثقالاً مع أثقالك, ولا يغرنك الذين يتنعمون بما فيه يؤسك, ويأكلون الطيبات في دنياهم بإذهاب طيِّباتك في آخرتك, ةلا تنظر إلى قدرتك اليوم, ولكن انظر إلى قدرتك غداً, وأنت مأسورٌ في حبائل الموت,وموقوف بين يدي الله في مجمع من الملائكة والنبيين والمرسلين, وقد عنت الوجوه للحي القيوم.
إني يا أمير المؤمنين, وإن لم أبلغ بعظتي ما بلغهُ أولوا النُّهى من قبلي فلم آلُكَ شفقةً ونُصحاً, فأنزل كتابي إليك كمداوي حبيبه,يسقيه الأدوية الكريهة لما يرجو له في ذلك من العافية والصحة.
المرجع: كتاب جواهر الأدب تأليف المرحوم السيد أحمد الهاشمي