وصل الانفلات الأمني في المجتمع اليمني ذروته حتى أصبح الشخص لا يأمن على نفسه من رجال الأمن أنفسهم, فهناك العديد من التقطعات من قبل القبائل والمجرمين هنا وهناك بقصد النهب والسرقة والاستيلاء على أموال وممتلكات المسافرين أو بقصد الثأر وتصفية الحسابات والانتقام بين القبائل أو بين أبناء المديريات والمحافظات حتى في الطرقات الرئيسية التي تربط عواصم المحافظات بأمانة العاصمة صنعاء, وأخذ الحقوق والاموال والممتلكات بطرق غير شرعية, أو لأجل الضغط على الغير للحصول على شئ أو إجباره وارغامه على عمل شيء, وليس هذا فحسب فجرائم الاختطاف أصبحت منتشرةً بشكل كبير داخل أمانة العاصمة ليس بين المواطنين بعضهم البعض وأنما من قبل رجال الأمن أنفسهم حتى أصبح المواطن لا يأمن على نفسه ممن يدعى أنه سوف يمنحه الأمن والأمان والسلام والاطمئنان .
فقد قام جندي الأمن المدعو سامي حسين مجلي من أهالي الحداء في تاريخ 21/ 10/ 2012م بإختطاف الطفل نور الدين أحمد البدوي من أبناء مديرية بعدان محافظة إب الذي يقيم مع أسرته في أمانة العاصمة صنعاء, وذلك من أمام مدرسة ظفار بيت بوس أمانة العاصمة صنعاء بسبب نزاع على الأرض لإجبار والد الطفل المخطوف على التنازل للخاطف بالأرضية المتنازع عليها بينهما المحكوم بها من القضاء لوالد الطفل المخطوف..
حيث حدث خلاف بين جندي الأمن الخاطف سامي حسين مجلي وبين والد الطفل المخطوف قبل سنوات حول أرضية في صنعاء ورفع النزاع أمام القضاء وحكمت المحاكم درجة بعد أخرى بملكية الأرضية المتنازع عليها لوالد الطفل المخطوف, ولما وجد الجندي المذكور أنه قد عجز عن الاستيلاء على تلك الأرضية لكونه ليس له حق, وصدرت الأحكام من جميع درجات التقاضي لصالح والد الطفل المخطوف ولم يبقى أمامه أي باب للدخول منه للاستيلاء على الأرضية المتنازع عليها , لم يكن أمامه إلا القيام باختطاف الطفل البدوي من الحارة التي يسكن فيها أمام مرئ ومسمع الجميع مستغلا الانفلات الأمني الذي تعيشه البلاد منذ قيام الثورة أو الصراع السياسي , قاصدا من ذلك اجبار والد الطفل المخطوف على التنازل عن الأرضية المتنازع عليها للجندي الخاطف بدون نقود وأنما مقابل اعادة الطفل المخطوف إلى اسرته وابقاءه على قيد الحياة , وأتصل الجندي الخاطف بوالد الطفل المخطوف قائلاً له أنه لن يتم ارجاع ابنه إليه إلا بعد أن يقوم بالتنازل له عن الأرضية ..
إلا أن والد الطفل المخطوف رفض ذلك وأصر على عدم التنازل عن الأرضية ليس طمعاً منه بالأرضية وأنما لكون تلك الأرضية قد استمر الخلاف بينهما عليها أمام القضاء لسنوات عديدة وليس من السهولة التنازل عنها لغريمه بهذه الطريقة الدنيئة والساقطة وليس بهذا الاسلوب الغير إنساني, وحينما وجد ذلك الخاطف تعنت والد الطفل المخطوف وعدم رضوخه وتلبيته لمطالب غريمه رجل الأمن الخاطف لم يكن منه إلا أن اتبع أساليب التعذيب والتجويع والتعطيش للطفل المخطوف واعطائه التلفون للتحدث مع والده ووالدته واخبارهما بأنه يعاني من الجوع والعطش والتوسل إليهما بإرجاعه إلى المنزل..