تولت حكومة وفاق وطني مهامها السبت لادارة مرحلة انتقالية صعبة في اليمن حيث الجيش منقسم والقاعدة منتشرة بشكل كبير والاقتصاد على وشك الانهيار بعد اكثر من عشرة اشهر من الاحتجاجات ضد نظام الرئيس علي عبد الله صالح.
وفي اوسلو تسلمت توكل كرمان احد رموز الثورة اليمنية، جائزة نوبل للسلام التي منحت لها في 7 تشرين الاول/اكتوبر.
واعربت بالمناسبة عن الاسف للتجاهل النسبي للعالم للثورة اليمنية. وقالت "يجب ان يؤرق ذلك الضمير العالمي لانه يثير مسالة المساواة والعدالة".
واقسمت حكومة الوفاق الوطني التي شكلها زعيم المعارضة محمد باسندوة السبت اليمين في صنعاء لتولي مهامها في المرحلة الانتقالية في اليمن وحتى رحيل الرئيس علي عبد الله صالح عن السلطة المقرر في شباط/فبراير 2012.
وقالت وكالة الانباء اليمنية (سبأ) ان "محمد سالم باسندوة رئيس مجلس الوزراء واعضاء حكومته ادوا اليمين الدستورية امام عبد ربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية اليوم بالقصر الجمهوري بصنعاء".
وتضم الحكومة التي شكلت الاربعاء 34 عضوا يمثلون مناصفة المعارضة والمؤتمر الشعبي العام الذي كان يحكم في اليمن. وشكلت بموجب اتفاق ابرم في الرياض في 23 تشرين الثاني/نوفمبر بين المعارضة ونظام صالح.
وقال هادي لدى ترؤسه اول اجتماع للحكومة ان "اليمن كلها تنتظر من هذه الحكومة توفير كل الظروف لتمكين المواطنين من العيش بسلام وان تخرجنا إلى بر الأمان، فما نحن فيه ليس سوى مرحلة اكتنفتها المآسي والاحزان وقد حان الوقت لتجاوزها وحكومة الوفاق هي وسيلتنا في العبور من حالة الفوضى والاضطراب الى حالة الامن والاستقرار".
من جانبه قال رئيس الحكومة باسندوة "نحن هنا لسنا فريقين وانما اخوة مسؤوليتنا الرئيسية هي اخراج الوطن من حالة الانهيار الاقتصادي والامني وتحسين حالة الناس المعيشية والانسانية".
كما رحب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون السبت بتشكيل حكومة وفاق وطني في اليمن، داعيا الاطراف كافة الى البدء بعملية سياسية يشترك فيها جميع اليمنيين.
وقال بان في تصريح نقله المتحدث باسمه مارتن نيسيركي ان "الامين العام يدعو الافرقاء كافة الى العمل بهدف البدء بعملية تشاركية تعطي جميع اليمنيين بمن فيهم النساء والشباب موقعا في مستقبل البلاد".
واضاف "هذا الامر سيكون ضروريا لوضع البلاد على طريق اعادة السلام والاستقرار ولبناء اسس انتعاش اقتصادي".
وتقع على هذه الحكومة مهمة ضخمة تتمثل في اعادة الاستقرار خصوصا مع استمرار انقسام الجيش بعد انشقاق اللواء محسن الاحمر قائد الفرقة المدرعة الاولى الذي انضم الى الحركة الاحتجاجية منذ آذار/مارس 2011.
ووقعت مواجهات في الايام الاخيرة في شمال صنعاء بين عسكريين وعناصر قبلية مسلحة وكذلك في تعز ثاني اكبر مدن البلاد حيث خلفت مواجهات اكثر من 30 قتيلا في بداية الاسبوع.
كما سيتعين على الحكومة التعامل مع احتجاجات الشبان الذين يواصلون اعتصامهم منذ شباط/فبراير مطالبين بمحاكمة صالح ويحتجون على الحصانة التي منحه اياها اتفاق الرياض.
وهتف آلاف المتظاهرين السبت في تعز والجمعة في صنعاء "لا حصانة ولا ضمانة" و "يجب محاكمة صالح واعوانه".
وقال معين الضالعي احد المتظاهرين الشباب في صنعاء لوكالة فرانس برس "نحن ندعم الحكومة (الجديدة) لان الشعب تعب (..) بعد سنوات من المعاناة" موضحا انه تم الابقاء على الاعتصامات "لاسقاط الحكومة اذا لم تعمل على اقامة دولة حديثة".
ويعاني اليمنيون من اقتصاد على حافة الانهيار وسط ندرة في المواد النفطية والغاز المنزلي وانقطاعات متواترة للكهرباء وماء الشرب.
وقال طه الفضيل المستشار بوزارة الصناعة "لقد فقد البلد هذا العام ما بين 10 و12 مليار دولار، اي حوالي ثلث اجمالي الناتج المحلي المتوقع في 2011".
واضاف ان اليمن وسكانه ال 24 مليونا يعيشون "ازمة انسانية خطيرة جدا" مشيرا الى ان نسبة الفقر التي كانت 47 بالمئة في 2009 اصبحت "تقدر بما بين 65 و75 بالمئة".
وعلاوة على ذلك فان ضعف الدولة شجع انتشار القاعدة التي سيطرت على العديد من مدن الجنوب وتحاول اقامة "هلال تطرف" يمتد الى شمال اليمن.
وقتل جنديان و12 عنصرا مفترضا من القاعدة في معارك الجمعة والسبت في جنوب اليمن، بحسب مصادر عسكرية محلية.