منتديات فرسان المعرفة

أهلا وسهلا زائرنا الكريم ومرحبا بك في منتديات فرسان المعرفة منتديات التميز والابداع ونتمنى أن تكون زيارتك الأولى مفتاحا للعودة إليه مرة أخرى والانضمام إلى أسرة المنتدى وأن تستفيد إن كنت باحثا وتفيد غيرك إن كنت محترفا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات فرسان المعرفة

أهلا وسهلا زائرنا الكريم ومرحبا بك في منتديات فرسان المعرفة منتديات التميز والابداع ونتمنى أن تكون زيارتك الأولى مفتاحا للعودة إليه مرة أخرى والانضمام إلى أسرة المنتدى وأن تستفيد إن كنت باحثا وتفيد غيرك إن كنت محترفا

منتديات فرسان المعرفة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الشمول والتنوع والتميز والإبداع

قال تعالى ( يا أيها الذين أمنوا اذكروا الله كثيراً وسبحوه بكرة وأصيلا)أ
عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(من قال صبيحة يوم الجمعة قبل صلاة الغداة , أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاث مرات غفرالله ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر)
عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه كان يدعو بهذا الدعاء "اللهم! اغفر لي خطيئتي وجهلي. وإسرافي في أمري. وما أنت أعلم به مني. اللهم! اغفر لي جدي وهزلي. وخطئي وعمدي. وكل ذلك عندي. اللهم! اغفر لي ما قدمت وما أخرت. وما أسررت وما أعلنت. وما أنت أعلم به مني. أنت المقدم وأنت المؤخر. وأنت على كل شيء قدير". رواه مسلم في صحيحه برقم (2719)
عن عقبة بن عامر رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ويصلي ركعتين يقبل بقلبه ووجهه عليهما إلا وجبت له الجنة)رواه مسلم وأبو داود وابن ماجة وابن خزيمة في صحيحة
عن أبي هريرة رضى الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "اللهم! أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري. وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي. وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي. واجعل الحياة زيادة لي في كل خير. واجعل الموت راحة لي من كل شر". رواه مسلم في صحيحه برقم (2720)
عن أبي الأحوص، عن عبدالله رضى الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه كان يقول "اللهم! إني أسألك الهدى والتقى، والعفاف والغنى". رواه مسلم في صحيحه برقم(2721)
عن زيد بن أرقم رضى الله عنه. قال: لا أقول لكم إلا كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كان يقول "اللهم! إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والبخل، والهرم وعذاب القبر. اللهم! آت نفسي تقواها. وزكها أنت خير من زكاها. أنت وليها ومولاها. اللهم! إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها". رواه مسلم في صحيحه برقم(2722)
عن عبدالله رضى الله عنه قال: كان نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا أمسى قال "أمسينا وأمسى الملك لله. والحمد لله. لا إله إلا الله وحده لا شريك له". قال: أراه قال فيهن "له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. رب! أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها. وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها. رب! أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر. رب! أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر". وإذا أصبح قال ذلك أيضا "أصبحنا وأصبح الملك لله". رواه مسلم في صحيحه برقم(2723)
عن عبدالرحمن بن يزيد، عن عبدالله رضى الله عنه . قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمسى قال "أمسينا وأمسى الملك لله. والحمد لله. لا إله إلا الله وحده. لا شريك له. اللهم! إني أسألك من خير هذه الليلة وخير ما فيها. وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها. اللهم! إني أعوذ بك من الكسل والهرم وسوء الكبر. وفتنة الدنيا وعذاب القبر". رواه مسلم في صحيحه برقم(2723)
عن أبي موسى رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره مثل الحي والميت) رواه البخاري.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله, ورجل قلبه معلق بالمساجد إذا خرج منه حتى يعود إليه, ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه, ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه, ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله , ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه) متفق عليه
عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ) روه الشيخان والترمذي.
عن أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعري رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(الطهور شطر الإيمان والحمدلله تملأ الميزان وسبحان الله والحمدلله تملأ أو تملآن ما بين السماء والأرض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه أو موبقها) رواه مسلم. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من قال سبحان الله وبحمده في يومه مائة مرة حُطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر)رواه البخاري ومسلم.
عن أبي سعيد رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( استكثروا من الباقيات الصالحات ) قيل وما هن يارسول الله؟ قال ( التكبير والتهليل والتسبيح والحمدلله ولا حول ولاقوة إلابالله ) رواه النسائي والحاكم وقال صحيح الاسناد.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أحب الكلام إلى الله أربع- لا يضرك بأيهن بدأت: سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر ). رواه مسلم

4 مشترك

    موجز اعـتـقـاد أهـل السـنـة و الجـماعـة ومستلزمـاته

    avatar
    yasiribrahim
    فارس جديد
    فارس جديد


    الجنس : ذكر
    الابراج : القوس
    عدد المساهمات : 44
    نقاط : 5611
    السٌّمعَة : 10
    تاريخ التسجيل : 24/02/2012
    العمر : 36

    موجز اعـتـقـاد أهـل السـنـة و الجـماعـة ومستلزمـاته Empty موجز اعـتـقـاد أهـل السـنـة و الجـماعـة ومستلزمـاته

    مُساهمة من طرف yasiribrahim السبت 25 أغسطس 2012 - 19:17

    موجز اعـتـقـاد أهـل السـنـة و الجـماعـة ومستلزمـاته







    ويشمل :





    1 – موجـز اعتـقـاد أهل السنة والجـماعـة .





    2 – الاعتصام بعـقيدة أهل السنة أمـر متعيـن .





    3 – حـقيـقة الانتماء إلى أهل السنة والجماعة ومستلزماته .





    4 – أمثلة لواقع الدعوات المعاصرة حيال عقيدة أهل السنة .





    5 – بين أهل السنة والأشاعرة .





    6 – من أهـم المسائل التي خالف فيها الأشاعرة أهل السنة .





    7 – أيـن أهـل السنة ؟ .















    ( 1 )





    موجـز اعتـقـاد أهل السنة والجـماعـة











    أولاً : قـواعـد عامة :





    1- مصادر عـقيدة أهل السنة والجماعة
    :



    نظراً لأن عقيدة أهل السنة والجماعة توقيفية ، فهي تقوم على التسليم بما
    جاء عن الله وعن رسوله - صلى الله عليه وسلم - دون تحريف ، ولا تأويل ، ولا تعطيل
    ، ولا تمثيل .



    ولها مصدران أساسيان ، هما :


    أ – القرآن الكريم .


    ب – ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .


    والإجماع المعتبر في تقرير العقيدة مبنى على الكتاب والسنة أو أحدهما .





    والفطرة والعقل السليم : رافدان مؤيدان لا يستقلان بتقرير تفصيلات العقيدة
    وأصول الدين ، فهما يوافقان الكتاب والسنة ولا يعارضهما .



    وإذا ورد ما يوهم التعارض بين النقل والعقل ، اتهمنا عقولنا ، فإن النقل
    الثابت مقدم ومُحَـكـّم في الدين ، فتقديم عقول الناس وأرآئهم الناقصة على كلام
    الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
    ، ضلال وتعسف .






    2- ما صح عن رسول الله - صلى الله
    عليه وسلم - ، وإن كان من خبر الآحاد ، وجب قبوله
    .






    3- ما اختلف فيه في أمور الدين
    فمردّه إلى الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - ، ( الكتاب والسنة ) كما فهمها الصحابة والتابعون ، والتابعون لهم
    من أئمة الهدى المتبعين .



    فالمرجع في فهم نصوص العقيدة الواردة في الكتاب والسنة هم الصحابة
    والتابعون ، ومن اقتفى أثرهم من أئمة الهدى والدين ، ولا عبرة بمن خالفهم ، لأنه
    متبع غير سبيل المؤمنين .






    4 - أصول الدين والعقيدة توقيفية ( قد بينها رسول الله - صلى الله عليه
    وسلم - بالقرآن والسنة ) :



    - فإن كل محدثة في الدين بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، كما صح عن الرسول - صلى
    الله عليه وسلم .



    - فليس لأحد أن يحدث أمراً من أمور الدين ، زاعماً أنه يجب التزامه أو
    اعتقاده ، فإن الله - تعالى - أكمل الدين ، وانقطع الوحي ، وختمت النبوة ، لقوله -
    تعالى :



    { الْيَوْمَ
    أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ }
    [ سورة المائدة ، الآية : 3 ] .


    وقوله - صلى الله عليه وسلم- : " من أحدث من أمرنا هذا ما ليس منه فهو
    ردّ " ، وهذا الحديث قاعدة من قواعد
    الدين ، وأصل من أصول العقيدة .



    - ومن اعتقد أنه يسعه الخروج عما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - من
    شرع



    ودين ، فـقد خلع ربقة الإسلام من عنقه .





    5 - يجـب التـزام الألفـاظ الواردة
    من الكتـاب والسنـَّة في العـقـيدة ، واجتـناب الألفــاظ



    المحدثة التي ابتدعها المتكلمون والفلاسفة وسواهم ، لأن
    العقيدة توقيفية، فهي مما لا يعلمه إلا الله - سبحانه .






    6 - أمور العـقيدة غـيب ، ومبناها على التسليم بما جاء عن الله تعالى، وعن
    رسوله - صلى الله عليه وسلم - ظاهراً وباطناً ، ما عـقلناه منها وما لم نعـقله
    . فمن لم يُسلّم فيها لله - تعالى-
    ولرسوله - صلى الله عليه وسلم - ، لم يَسْـلـَم دينه .



    - والتسليم لله وللرسول - صلى الله عليه وسلم- يتمثل في التسليم بالكتاب
    والسنة .






    7 - لا يجوز الخوض والجدل والمراء في العقيدة ونصوصها لأنها غيب ، إلا بقدر
    البيان وإقامة الحجة مع التزام منهج السلف في ذلك
    .






    8 - لايجوز تأويل نصوص العقيدة ،
    ولا صرفها عن ظاهرها بغير دليل شرعي ثابت عن المعصوم - صلى الله عليه وسلم .






    9 - من لوازم العقيدة العمل بالشريعة :


    فالحكم بغير ما أنزل الله - تعالى - ينافي التوحيد والتسليم لله - تعالى -
    وللرسول - صلى الله عليه وسلم ، فالتزام غير شرع الله - تعالى - والعدول المطلق
    عنه أو تجويز الحكم بغير ما أنزل الله - تعالى - كفر أكبر ، أما العدول عن شرع
    الله في واقعة معينة لهوى أو إكراه مع
    التزام بشرع الله فهو كفر أصغر أو ظلم أو فسق !!









    ثانـياً : قواعـد تفـصيلية :





    1 - عقيدتهم في أسماء الله وصفاته :


    إثبات ما أثبته الله لنفسه ، وما أثبته له رسوله - صلى الله عليه وسلم -
    ونفي ما نفاه الله عن نفسه ، وما نفاه رسوله - صلى الله عليه وسلم- من غير تمثيل
    ولا تكليف، ( و لا تشبيه ) ، ولا تحريف ، ( ولا تأويل ) ، ولا تعطيل . كما قال -
    تعالى :






    { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ
    الْبَصِيرُ }
    [
    سورة الشورى ، الآية : 11 ] .



    والله - تعالى - وصف نفسه ووصفه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأنه :


    سميع، بصير، عالم ، متكلم ، حيّ ، قدير، مريد ، وأنه مستوعلى عرشه ، فوق
    عباده ، وأنه - تعالى : يرضى ويسخط ، ويغضب ويحب ويكره ، ويجئ وينزل ، ويضحك ويعجب
    ، كما يليق بجلاله وعظمته ( مع الجزم بنفي التشبيه ) ، كما وصف نفسه - تعالى ووصفه
    رسوله - صلى الله عليه وسلم : بالنفس ،
    والوجه ، واليد ، والعين ، وغير ذلك مما جاء في القرآن وصحيح السنة ، فأهل السنة
    يصفونه بما وصـف نفسه ووصفـه به رسوله - صلى الله عـليه وسلم - من غـير تشبـيه ولا
    تمثيل ولا تكييف ولا تعطيل ولا تأويل .






    2- عـقيدتهم في مسائل الإيمان وسائر المغـيبات :


    ومن ذلك :


    أولاً : من أصول أهل السنة أن الإيمان قول وعمل ، يزيد وينقص ، ويشمل الإيمان بكل ما أخبر الله به في كتابه
    ، أو أخبر عنه رسوله صلى الله عليه وسلم -
    من أمور الغيب والشهادة جملة وتفصيلا ، ومن ذلك :



    ( أ ) الإيمان بالله تعالى وتوحيده بالربوبية والألوهية والأسماء
    والصفات .






    ( ب) الإيمان بالملائكة وأنهم عباد مُكرّمون ، لا يعصون الله ما أمرهم ،
    ويفعلون ما






    يُؤمرون، وأنهم موكلون بعبادة الله
    تعالى ، ومنهم من له وظائف وأعمال أخرى ، من إنزال الوحي، وكتابة الأعمال،
    والمقادير، وقبض الأرواح ، ونصر المؤمنين ، وتسيير



    السحاب ، وإنزال المطر ، ومنهم
    حملة العرش . ... إلخ .






    ( جـ ) الإيمان بالكتب المنزلة من الله تعالى إلى رسله هداية للعباد ،
    ومنها :



    الزبور ، والتوراة ، والإنجيل ،
    والقرآن الكريم ، وهو أكملها وناسخها .






    ( د ) الإيمان بالأنبياء والمرسلين جميعاً ، ومن جاء ذكره منهم في القرآن
    الكريم وصحيح السنة
    ; وجب الإيمان به على وجه الخصوص ، وأنهم كلهم بلَغوا
    رسالات الله ودعوا إلى توحيده ، وحذروا من الشرك
    .



    { أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ } [ سورة النحل ، الآية : 36 ] .


    وأن محمداً - صلى الله عليه وسلم - هو أفضل الخلق وخاتم النبيين بعثه الله
    إلى الناس جميعاً ، وبموته - صلى الله عليه وسلم - انقطع الوحي وأكمل الله
    الدين .






    ( هـ ) الإيمان باليوم الآخر وأن الموت حق ، وبنعيم القبر وعذابه ، والبعث
    والنفخ في الصور ، والنشور والعرض ، والحساب والجزاء ، والصحف والميزان ، والصراط
    والحوض ، والجنة ونعيمها ، والنار وعذابها
    . ... إلخ .



    ويُؤمنون بالساعة وأشراطها ، ومنها : خروج الدجال ، ونزول عيسى- عليه
    السلام - وخروج المهدي ، ويأجوج ومأجوج ، وطلوع الشمس من مغربها ، وخروج
    الدابة ، وغير ذلك مما ثبت في الأخبار .






    ( و ) الإيمان بالقـدر خيره وشره من الله - تعالى- وأن الله علم كل شيئ قبل
    أن يكون ، وكتب ذلك في اللوح المحفوظ ، وأنه - تعالى – ما شاء كان وما لم يشأ لم
    يكن ، وأنه خالق كل شيئ ، وقد قدر الأرزاق والآجال ، والسعادة والشقاء ، والهداية
    والضلال ، وأنه - تعالى - فعـّـال لما يريد
    ، وأنه - تعالى - أخذ الميثاق على بني آدم وأشهدهم



    على أنفسهم أنه ربهم .





    ثانـياً القـرآن : من أصول أهل السنة : أن القرآن الكريم كلام الله مُنزل غير
    مخلوق ،



    وأن من زعم أنه مخلوق فقد كفر .





    ثالثـاً : الـرؤيـة ، وأن المؤمنون يرون ربهم يوم القيامة بأبصارهم من غير
    كيف ولا إحاطة .






    رابعاً : الشفاعـة ، ويؤمنون بسائر الشفاعات التي ثبتت في القرآن والسنة
    بشروطها يوم القيامة ، وأعظمها شفاعة محمد - صلى الله عليه وسلم - العظمى لخلائق
    يوم القيامة ، وشفاعته - صلى الله عليه وسلم - لأهل الكبائر من أمته ، وغير ذلك من
    الشفاعات له - صلى الله عليه وسلم - ولغيره من الملائكة والنبيين والمؤمنين وغيرهم
    ، كما جاءت بذلك الآثار الصحيحة .






    خامساً : الإسراء والمعراج - الإسراء إلى بيت المقدس ، والمعراج إلى السماء
    السابعة - وسدرة المنتهى ، ثابت للنبي محمد - صلى الله عليه وسلم - كما جاءت بذلك
    الآيات والأحاديث الثابتة .






    3 – عقيدتهم في بقيـة الأصول والأحكام الاعتقادية :





    أولاً : من أصول الدين عند أهل السنة : حبّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم
    - حتى يكون أحبّ للمرء من نفسه و ولده ، والناس أجمعين ، ثم حب أصحاب رسول الله -
    صلى الله عليه وسلم- وزوجاته أمهات المؤمنين ، والترضي عنهم، وأنهم أفضل الأمة،
    والكف عما شجر بينهم ، وأن بغضهم أو الطعن في أحد منهم ضلال ونفاق .



    وأفضلهم - رضي الله عنهم جميعاً - أبو بكر ، ثم عمر ، ثم عثمان ، ثم عليّ ،
    والعشرة



    المبشرون بالجنة .





    كما يدين أهل السنة بحب آل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويستوصون
    بهم



    خيراً ، ويرعون لهم حقوقهم ، كما أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم .





    ثانيـاً : مجانبـة أهل البدع والنفاق ، والأهواء ، وأهل الكلام ، وبغضهم ،
    والتحذير منهم ، كالرافضة ، والجهمية ، والخوارج ، والقدرية ، وغلاة المرجئة ،
    وغلاة الصوفية ، والفلاسفة ، وسائر الفرق والطوائف ، التي جانبت السنة والجماعة .






    ثالثـاً : لزوم الجماعـة ،
    الاجتماع والاعتصام بحبل الله ، ( القرآن والسنة ) ، فإن الفرقة عن أهل الحق شذوذ
    وهلكة وضلال .



    قال تعالى : { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ
    جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا }
    [ سورة آل عمران ، الآية : 103] .






    رابعـاً : وجوب السمع والطاعة لولاة الأمور بالمعروف ، ما لم يأمروا بمعصية
    ، ولا يجوز الخروج عليهم ، وإن جاروا ، إلا أن يرى منهم كفرٌ بواحٌ عليه من الله
    برهان .






    خامساً : وجوب النصيحة لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم- ثم لأئمة
    المسلمين ،( و هم ولاة الأمور من الأمراء والعلماء ) وعامتهم .






    سادساً : الجهاد مع الإمام - براً كان أو فاجراً ، وهو ( أي الجهاد ) من
    شعائر الدين وذروة سنام الإسلام ، وأنه قائم إلى يوم القيامة .






    سابعاً : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أصل من أصول الدين ، ومن أعظم
    شعائر الإسلام ، وهو واجب على الاستطاعة .






    ثامناً : أحكام المسلمين وحقوقهم :





    1- من شهد أن لا إله إلا الله وأن
    محمداً رسول الله ، وصلى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأظه شعائر الإسلام ، فهو مسلم
    له ما للمسلمين ، وعليه ما عليهم ، حرام الدم والمال والعرض ، وحسابه على
    الله ، واختبار مجهول الحال ، وإساءة الظن
    به ، أو التوقف في إسلامه بدعة وتنطع في الدين .






    2 - لايجوز تكفير أحد من أهل القبلة بذنب يرتكبه ، إلا من جاء تكفيره بالكتاب والسنة ، وقامت
    عليه الحجة، وانتفت في حقه عوارض الإكراه ، أو الجهل ، أوالتأول . كما لا يجوز
    الشك في كفر من حكم الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - بكفره ، من المشركين
    واليهود والنصارى وغيرهم .






    3 - لانجزم لأحد بجنةٍ أو نار إلاّ من شهد له رسول الله صلى الله عليه
    وسلم .






    4 - ومرتكب الكبيرة في الدنيا فاسق وعاص ، وفي الآخرة تحت مشيئة الله ، إن
    شاء عذبه، وإن شاء غفر له ، ولا يُخلد في النار، ونرجو للمحسن، ونخاف على المسئ .






    5 - الصلاة خلف أئمة المسلمين - برهم وفاجرهم - والجهاد معهم ، والصلاة على
    من مات على الإسلام من أهل القبلة برهم وفاجرهم .






    6 - وجوب الحب في الله، والبغض في الله، ومن ذلك الولاء للمؤمنين الصالحين
    ، والبراء من المشركين والكافرين والمنافقين، وكل مسلم له من الولاية بقدرما لديه
    من الإيمان والاتباع للرسول- صلى الله عليه وسلم-
    ، ومن البرآءة بقـدر ما فيه من فسـق ومعصية .



    7 - كرامات الأولياء حق ، وليس كل كرامة دليلاً على التوفيق والصلاح ، إلاّ
    لمن كان على هدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ظاهراً وباطناً .



    وقد تكون الكرامة ابتلاء ، وليس كل خارق يكون كرامة . والله أعلم .






    ( 2 ) الاعتصام بعـقيدة أهل السنة
    والجماعة أمر متعـين





    لئن كانت عقيدة أهل السنة والجماعة مستمدة من كتاب الله ورسوله - صلى الله
    عليه وسلم - فهذا يعني أنها الأسلم والأعلم والأحكم ، وهذا يعني - أيضاً - أنها
    بالضرورة هي الأولى بالاتباع ، وأن التزامها متعين ، لأنها الحق ، والحق أحق أن
    يُتبع ، فهي العروة الوثقى والدين الخالص ، والصراط المستقيم ، وهي وصية رسول الله
    - صلى الله عليه وسلم - ، وهي سبيل المؤمنين ، والله تعالى توعد من خالف الرسول -
    صلى الله عليه وسلم - ، واتبع غير سبيلهم ، فقال الله تعالى :






    { وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا
    تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا
    تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا }
    [ سورة النساء ، الآية : 115 ] .





    وسبيل المؤمنين لاشك أنه سبيل الصحابة والتابعين ، والقرون الفاضلة في
    الدين ، الذين أثنى الله عليهم ، وأثنى عليهم المعصوم - صلى الله عليه وسلم-
    وأمرنا باتباعهم .



    كما أن مخالفة غير سبيل المؤمنين مشاقة لله تعالى ، ولرسوله - صلى الله
    عليه وسلم - كما ورد في الآية نفسها .






    وإذا كان الأمر كذلك ، فإن التمسك بهذه العقيدة الحق ، عقيدة أهل السنة
    والجماعة ، أمر متعين شرعاً ، بأمر من الله تعالى ، وأمر رسوله - صلى الله عليه
    وسلم - ، قال الله تعالى :






    { اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ } [ سورة الأعراف ، الآية : 3 ] .





    وقد بيّن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه سيكون بعده اختلاف وافتراق
    كثير، وأن الحق مع المتمسكين بسنته ، وسنة الخلفاء الراشدين ، حيث قال - صلى الله
    عليه وسلم - في حديث العرباض : " اتقوا الله وعليكم بالسمع والطاعة وإن عبداً
    حبشياً ، وإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء
    الراشدين المهديين ،



    عضّوا عليها بالنواجذ ، وإياكم
    ومحدثات الأمور ، فإن كل بدعة ضلالة "
    .



    ولا ريب أن الذين تمسكوا بسنته - صلى الله عليه وسلم - والخلفاء الراشدين ،
    واجتنبوا البدع هو أهل السنة والجماعة .



    وقال - صلى الله عليه وسلم : " لقد جئتكم بها بيضاء نقية فلا تختلفوا
    بعدي " .






    وقال - صلى الله
    عليه وسلم : " لقد تركتم على مثل البيضاء ، ليلها كنهارها ، لا يزيغ عنها
    بعدي إلا هالك " .






    والبيضاء هي عقيدة أهل السنة والجماعة ، وسائر ما جاء به الرسول - صلى الله
    عليه وسلم - من الشرع والدين ، حيث لم تتغير ولم تتبدل منذ عهد السلف في القرون
    الفاضلة حتى اليوم ، بألفاظها وأسانيدها ، كما جاءت في القرآن والسنة ، وكما تلفظ
    بها أئمة الهدى .



    بخلاف معتقدات المتكلمين من
    المعتزلة ثم الأشاعرة والماتريدية والكلابية ، ونحوهم ، فإنك تجد الكثير من
    ألفاظهم ومعتقداتهم لا يطابق في لفظه
    ومعناه ما جاء عن أئمة السلف في القرون الفاضلة - إلا القليل - ولا تجد - كثيراً
    مما يعتقدونه مسنداً إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه والتابعين ،
    وبخاصة في مسألة الصفات والقدر ، بل لا تجدهم - في الغالب - متفقين على لفظ ولا
    معنى في المسائل التي ابتدعوها .



    فلتراجع كتبهم ، ففيها البرهان على ذلك ، والله المستعان .









    ( 3 ) حـقيـقـة
    انتساب الجمــاعات المعــاصرة



    إلى أهل السنة والجماعة ومستلزماته








    إن المتأمل لواقع الدعوات والحركات الإسلامية القائمة اليوم يجد أن غالبها
    يدعي الانتماء إلى أهل السنة والجماعة .



    وهذه الدعوى ( ترويجية ) قد يدعيها الصادق والكاذب ، ويدعيها من لا يعي
    معناها وهو الأغلب ، فمثلها كمثل ادعاء الإسلام من قبل سائر الفرق التي نشات في
    الإسلام حديثاً وقديماً ، فكما أن الرافضة تدعي الإسلام - والإسلام منها براء -
    وكذلك الجهمية والخوارج و الباطنية ، وغلاة الصوفية ، وغلاة الفلاسفة ... وكذلك
    القاديانية ، والبهائية ، والبريلوية ، والبهرة ، و النصيرية ، والإسماعيلية ،
    وغيرهم كثير ، كل هؤلاء يدعي الإسلام ، وربما بعضهم يدعي أنه وحده الجدير بالإسلام
    .



    فكما توجد هذه الدعوى ; كذلك توجد دعوى الانتساب إلى أهل السنة والجماعة من
    الكثيرين من الدعاة والحركات والدعوات المعاصرة ، مع الفارق في نوع الدعوى .



    ولا شك أن منها - أعني الدعوات والحركات المعاصرة - ما هوجدير بالانتماء
    لأهل السنة، ومنها ما هو بعيد منها كل البعدعن أهل السنة ، ومنها من يعني بأهل
    السنة ، الأشاعرة أو الماتريدية، ونحوهم من الفرق التي هي أقرب إلى أهل السنة في
    الجملة ، ومنها من لايدري ما يعني تماماً
    ، ومنها من لا يهمه إلى أي عقيدة ينتمي .






    هذا وسأذكر - بإيجاز - أهم ما يحضرني من المستلزمات التي تترتب على
    الانتماء لأهل السنة والجماعة ، فمن ذلك :






    1 - من أهم ما يلزم لمن انتمى إلى أهل السنة - لا سيما إن كان داعية - أن
    يتعلم عقيدتهم ، وأن يتشبع بها ، ويكون ملماً بأصولها في الجملة، وأن يطلب العلم
    الشرعي ، ويتفقه في الدين على العلماء والمشايخ ، ليدعو على بصيرة وهدى ، وأن يوجه
    أتباعه إلى أخد العلم الشرعي عن المشايخ .






    2 - وبعد ذلك ، لابد أن يدعو إليها ويبينها للناس ويذود عنها ، لأنها الحق
    .



    3 - كما يتحتم على من انتمى لعقيدة
    أهل السنة والجماعة وهو داعية ، أن يُظهر أثرها على أفكاره وأهدافه ، وأقواله
    وكتاباته ، بل وعلى سلوكه وأعماله ، بحيث يكون ملماً بتفصيلاتها في العموم ( في
    الأصول) ، كالإيمان ، والتوحيد ، والأسماء ، والصفات ، والقدر، وحقوق الصحابة ،
    وأن يكون متمسكاً بالسنن والأخلاق الفاضلة ، والهدى النبوي ، وعليه سمة السلف
    مخبراً ومظهراً .






    4 - ويجب على الداعي أن يقتفي منج أهل السنة في الدعوة ، والأمر بالمعروف
    والنهي عن المنكر ، والنصيحة لأئمة المسلمين وعامتهم ، وتربية الدعاة والمنتسبين
    للدعوة على ذلك بكل حزم وقوة .






    5 - ولابد للمنتسب لأهل السنة أن يوالي دعوتهم ودعاتهم وأئمتهم الماضين و
    المعاصرين ، وذلك مثل : دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ، ومن سار على نهجها من
    جماعات وأفراد ، فهي أطهر الدعوات المعاصرة التي سلكت سبيل أهل السنة والجماعة ،
    مُعـتـقَداً وسلوكاًً في العصر الحاضر ، لذلك تنبغي موالاتها من قِــَبل كل من
    ينتسب لأهل السنة .













    ( 4 ) أمثلة لواقـع الدعـوات
    المعـاصرة



    حيال عـقيدة أهل السنة








    وحيث أن هذه المستلزمات تحتاج إلى تطبيق على الواقع لتبيين الماراد منها ،
    فإني أبيّن شيئاً من الأمثلة بما عليه كثير من الدعوات والحركات على وجه العموم ،
    من مخالفات بينة لعقيدة أهل السنة اعتقاداً ومنهجاً وسلوكاً .



    وخوفي من مغبـّة التشهير، ومظنة الشماتة بالآخرين ، يجعلني أعرض شيئاً من
    الأخطاء ، دون ذكر للأسماء أو العناوين ، انطلاقاً من قاعدة ( ما بال أقوام ) .



    وسأطرح بعض التساؤلات حول واقع الدعوات ومواقفها حيال هذا الأمر العظيم ،
    فأقول :



    * كيف ينتمي لأهل السنة من يؤَول صفات الله ، ويقول على الله بغير علم ،
    ويقع فيما حذر منه السلف من تقديم العقل على كلام الله وكلام رسوله - صلى الله
    عليه وسلم - في صفات الله والقدر وسائر أمور الغيب ؟!



    إن بعض الدعوات القائمة ، تقوم على هذا الأساس ، وتدعي أنها هي أهل
    السنة .






    * ثم كيف ينتسب لأهل السنة من يرى أن الطرق الصوفـية المبتدعة منهجاً
    سليماً للدعوة ؟!






    * والعجب كل العجب .. أن يدعي الانتساب لأهل السنة من الدعاة من يدافع عن
    البدع أو يروج لها أو يرضى بها ، أو يرى أن أمرها يسير ، وانها ليست من مسائل
    الدين المهمة ، مثل بدع الموالد ، والاحتفالات الدينية البدعية ، وأين هذا من
    عقيدة السلف ، لإن من الدعاة من يعمل هذه البدع ، ومنهم من يستهين بأمرها ويهون من
    خطرها .






    * والأدهي من ذلك أن يوجد من الدعاة الكبار الذي ينتمون إلى حركات إسلامية
    مشهورة من يتمسّح بالقبور والأولياء من
    الأموات والأحياء ، ويطلب منهم كشف الضرّ ، وجلب النفع ، ويلجأ إليهم في السراء
    والضراء ! .






    * وكيف يدعي رفع شعار أهل السنة من يتصدّر للدعوة وهو لا يعرف عقيدة السلف
    ، وربما سُئل أحدهم عن بدهيات العقيدة فلا يُجيب ، وإن أجاب خلط ! .






    * وهل يكون من أهل السنة من لم يكف لسانه ولا قلمه عن التعرض بالنقيصة
    واللمز أو السباب لبعض الصحابة ، والتابعين وأئمة الهدى المعتبرين وسلف الأمة
    الماضيين ، خاصة علماء السنة والحديث ؟!! .






    * وهناك - مع كل أسف - من كبار الدعاة أو ممن يزعمون أنهم دعاة من يُؤخر الصلاة الفريضة عن وقتها دون ضرورة ،
    أو لا يهتم بصلاة الجماعة ، ومن يستحل أكل الربا ، ومن يستحل سماع الأغاني
    والموسيقى ، أو يقتني الصور المجسّمة ، أو يدخّـن ، ومنهم من يحلق لحيته ( دون
    ضرورة ) . أو يتشبه بالكفار في لباسه
    ومظهره وسائر تصرفاته المعاشية ، ومنهم من لا يهتم بالحجاب الشرعي للنساء ، أو يقرّ
    الاختلاط المحرم ويرضى به.. إلخ من الأمور التي تخل بالدين، أو تجرح العدالة ، أو
    تنافي الفضيلة ، ولا ُتقبل ممن يتصدر الدعوة ويكون قدوة .






    * وهل يجوز أن ينتسب لأهل السنة من لا يجعل من أهدافه وأهداف دعوته تعلم
    وتعليم عقيدة أهل السنة ، ورفع لوائها ، والدعوة إليها ، والدفاع عنها ؟!



    لأنها هي النهج السليم والصحيح للإسلام .





    * بل كيف يكون من أهل السنة من
    يجعل من أهدافه تحاشي التظاهر باعتقاد أصول أهل السنة ، وتحاشي الرد على الفرق
    المخالفة ، وبدع المبتدعين بدعوى تفادي إثارة الخلافات بين المسلمين .






    * ومن الدعاة من يسعى إلى جمع المسلمين على غير كلمة سواء ، إنما على
    ما افترقوا به من اختلاف المعتقدات
    والضلالات والبدع ، كحاطب ليل !



    ولا شك أن جمع كلمة المسلمين هدف عظيم ، بل هو من أعظم أصول الدين ، ولا
    ينكره إلا ضال أو جاهل ، لكن جمع المسلمين يجب أن يكون على الحق ، وعلى الكتاب
    والسنة ، والاعتصام بالله ، لا على مجرد الشعارات الإسلامية الفارغة من الاعتقاد
    الحق .






    * ومنهم من يستهين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومناصحة ولاة الأمور
    ، ويزعم أن هذا من القشـور والتوافه ، وهذا مخالف لمنهج أهل السنة والجماعة
    وأصولهم ، كما أسلفت .









    وأخيراً ...


    فإن هذه الأمور التي أشرت إلي شيئ منها ليست في واقع الدعوة اليوم مجرد
    ظواهر أو تصرفات فردية ، بل هي سمات ومواقف ومناهج وأهداف ، وسلوك عام لدى بعض
    الجماعات والدعوات والدعاة .






    وأشعر أن واجب النصح يتطلب مني أن أفصّـل في الأمر أكثر من ذلك ، وأن أبرهن
    على ما أدعيه ، لكن هذا لم يتأت لي في هذه العجالة ، ولكني عازم - بإذن الله - على
    أن أفعل - إن تمكنت - ، كما إني متيقن أن هناك من هو أقدر مني وأجدر مني بذلك ،
    لكني أشعر أن هذا لا يمنع أن أسهم بما أستطيعه وما يسعني . والله الموفق .
    avatar
    yasiribrahim
    فارس جديد
    فارس جديد


    الجنس : ذكر
    الابراج : القوس
    عدد المساهمات : 44
    نقاط : 5611
    السٌّمعَة : 10
    تاريخ التسجيل : 24/02/2012
    العمر : 36

    موجز اعـتـقـاد أهـل السـنـة و الجـماعـة ومستلزمـاته Empty رد: موجز اعـتـقـاد أهـل السـنـة و الجـماعـة ومستلزمـاته

    مُساهمة من طرف yasiribrahim السبت 25 أغسطس 2012 - 19:44

    ( 5 ) بيـن أهل السنة والأشاعـرة





    هناك لبس كبير يقع فيه بعض الناس قديماً وحديثاً ، ذلكم هو دعوى الأشاعرة
    بأنهم أهل السنة ، ووصفهم بذلك من غيرهم - أحياناً - وهذه دعوى عريضة فيها الكثير
    من الإيهام والخلط ، وبيان هذا - على سبيل التفصيل - يحتاج إلى بحث طويل ، لكني سأحاول
    بيان ما أعرفه حيال ذلك بإيجاز بالغ على النحو التالي :






    أولاً : أن أهل السنة والجماعة : سُموا بذلك لأنهم هم الذين على سنة رسول
    الله - صلى الله عليه وسلم - ، وهم الجماعة الذين ذكرهم رسول الله - صلى الله عليه
    وسلم - .



    وعليه ، فأهل السنة : الصحابة والتابعون ومن تبعهم واقتفى أثرهم إلى يوم
    الدين ، ولم يبتدع ولم يغيّر . ومن غـيّر أو بدل أو أحدث في الدين ما ليس منه وما
    لم يكونوا عليه في الاعتقاد والسنة فليس منهم فيما غـيّر أو بدّل .






    ثانياً : أما الأشاعـرة : فإنهم فرقة كلامية طارئة ، نشأت بعد القرون
    الفاضلة ، فهي تنتسب إلى الإمام أبي الحسن علي بن
    اسماعـيل الأشعري المتوفى سنة (324هـ) رحمه الله - وكان معتزلياً ، ثم تحول عن
    المعتزلة عام ( 300 هـ ) تقريباً ، وصار
    يرد عليهم بأساليبهم الكلامية من جانب ، وبنصوص الكتاب والسنـّة من جانب آخر ،
    وبهذا وقف للمعتزلة وتصدى لهم ، هو ومن
    نهج منهجه حتى أفحمهم ، وهذا عمل جليل يُحمد عليه .






    * وفي هذا الجو نشأ مذهب عقدي تلفيقي مخضرم ، لا هو سنـّي خالص ، ولا كلامي
    عقلاني خالص ، حتى هدأت العاصفة وانجلى غبار المعركة ضد المعتزلة ، وقد أبلى فيها
    الإمام أبو الحسن الأشعري بلاءاً حسناً ، وخرج منتصراً على المعتزلة والجهمية ،
    ومن سلك سبيلهم . وهنا استبصر الأشعري
    الحق وعرف أنه إنما انتصر بتعويله على كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم
    - ونصره للسنة وأهلها ، ووقفه مع أئمة السلف الآخرين .



    ثم تراجع عن مقولاته في الصفات وغيرها التي سلك فيها مسلك التأويل والتعويل
    على العقل ، والكلام في أمور الغيب والصفات والقدر فقرر أن يلحق بركب أهل السنة
    والجماعة ، فأبان عن ذلك في كتابه " الإبانة " ، ووفقه الله للتخلص من التلفيق العقديّ فقال :



    " ... وقولنا الذي نقول به ، وديانتنا التي ندين بها : التمسك بكتاب
    ربنا عز وجل ، وسنة نبينا محمد صلى الله
    عليه وعلى آله وسلم ، وما روي عن الصحابة والتابعين ، وأئمة الحديث ، ونحن بذلك
    معتصمون ، بما كان يقول به أبو عبدالله أحمد بن محمد بن حنبل - نضر الله وجهه ورفع
    درجته وأجزل مثوبته - قائلون ، ولمن خالف قوله مجانبون ... " .



    لكن مذهبه الثاني : النقلة من الاعتزال إلى طريقة ابن كلاّب الكلامية بقي
    مذهباً يُحتذى إلى اليوم ، لأنه يشبع رغبات الفلاسفة والمتكلمين وأهل التأويل .



    فالأشاعرة تنتسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري قبل عودته إلى أهل السنة .
    وبعد فراره من الاعتزال ، وبالرغم من أنه تخلى عن هذا المذهب ، وكتب خلافه في
    " الإبانة " والمقالات ، إلا أن الأشاعرة لا يزالون يُحمّـلونه تبعته .



    هذا عن نشأ مذهبهم ، فالأشاعرة مذهب طارئ ملفق بين أهل السنة وأهل الكلام ،
    لذلك صاروا أقرب الفرق الكلامية إلى أهل السنة .






    ومن جانب آخر فالأشعرية مرت بأطوار تاريخية ، في كل طور تزداد الشقة بينهم
    وبين أهل السنة ، لا سيما ما أدخل فيها زعماؤهم اللاحقون تلك الأسس والمعتقدات
    الدخيلة من الفلسفة ، والتصوف ، والمنطق ، والكلام ، والجدل ، حتى صارت عقيدة
    الأشاعرة مزيجاً من تلك الأخلاط .



    ومن أبرز أولئـك : الباقلاني ، المتوفى سنة (403 هـ) ، والقشيري ، المتوفى
    سنة (465 هـ) ، وأبو المعالي الجويني ، المتوفى سنة (478 هـ) ، وابن العربي ،
    المتوفى سنة ( 543 هـ) ، والغزالي ، المتوفى سنة ( 505 هـ ) ، والفخر ، الرازي ،
    المتوفى سنة (606 هـ) ، والآمدي ، المتوفى سنة (682 هـ) ، ونحوهم ، غفر الله لنا
    ولهم .






    فأصبحت الأشاعرة اليوم مزيجاً من المشارب والمعتقدات بين أهل السنة
    والفلسفة والتصوف وعلم الكلام ، لذلك نجدهم أكثر من ينتسبون للسنة وقعاً في
    المخالفات العقيدة والعبادية ( أي بدع العقائد والعبادات ) وهذا بخلاف أهل السنة في
    كل زمان . كما نجد أن كثيراً من الأشاعرة ( حالياً ) منضوون تحت الطرق الصوفية
    البدعية ، وتكثر فيهم بدع القبور والتبرك البدعي بالأشخاص والأشياء ، وبدع
    العبادات والأذكار والموالد ونحوها ، وهذه البدع هي التي تميّزهم - حالياً - عن
    أهل السنة بوضوح .






    فمن خلال الواقع اليوم ، يندر أن ترى أحداً من الأشاعرة إلا ولديه شيئ من
    البدع ، أو الميل لذلك ، أو التساهل وعدم الاكتراث بهذه المسالة الخطيرة ، بينما
    العكس فيمن ينتسبون - حقاً - لأهل السنة ، فإنه يندر أن تجد فيهم من يتعلق بشئ من
    البدع ، إلا عن جهل ، وهذا قليل جداً بحمد الله .






    لذا يطلق الأشاعرة المعاصرون - تبعاً للرافضة وسائر الطوائف غير السنة -
    على أهل السنة في سائر بلاد المسلمين اليوم ( وهابية ) ، نسبة إلى الداعي المصلح
    محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - ، كما أنهم قديماً كانوا يطلقون على أهل السنة (
    الحنابلة ) نسبة لإمام السنة أحمد بن حنبل - رحمه الله - وما علموا أن نبذهم باسم
    هذين الإمامين - أحمد بن حنبل ومحمد بن عبدالوهاب- تزكية لهم وهو شرف وشهادة لهم
    بأنهم مقتدون بأئمة الهدى .






    وبالجملة : فالأشاعرة يوافـقون أهل السنة في أمور من العـقيدة ، ويخالفونهم
    في أمورأخرى ، فهم فيما يوافـقون أهل السنة فيه يجوز أن نطلق عليهم في هذا الأمر
    أهل سنة ، من حيث اتباعهم للسنة في ذلك الأمر ، لكنهم في الجملة حيث خالفوا أهل
    السنة في أصول أخرى ليست قليلة
    ; ليسوا هم أهل السنة عند الإطلاق والعموم ، وهذا
    الأمر قد يلتبس على كثير من الناس اليوم لقلة اطلاعهم على كلام أهل العلم في ذلك .






















    ( 6 ) من أهم
    المسائل



    التي خالف فيها
    الأشاعرة أهل السنة








    كأني بالقارئ يطالبني بالإشارة إلى ما خالف فيه الأشاعرة أهل السنة ، من
    أصول ومعتقدات ، فأقول - بإيجاز - وبالله التوفيق :






    1 - من أخطر ما خالف به الأشاعرة أهل السنة خوضهم في صفات الله - عز وجل -
    بالتأويل الذي نهى عنه السلف ، خاصة الصفات الخبرية التي وصف الله بها نفسه ، أو
    وصفه بها رسوله - صلى الله عليه وسلم - مثل صفات : اليد ، والعين ، والنفس ،
    والبغض ، ونحوها من الصفات الخبرية التي ذكرها الله - تعالى - في كتابه ، أو صحت
    عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإنهم لم يُؤمنوا بها كما جاءت ، وكما فعل
    السلف ، فـقد أولوها وصرفوا ألفاظها إلى غير ظاهرها ، هروباًُ من شبهة التجسيم
    والتمثيل، وغـفلوا عما يترتب على فعلهم هذا من تحريفهم لكلام الله ، وتعطيل
    لمعانيه ، والقول على الله بغير علم ، وغير ذلك من المستـلزمات التي يقتضيها
    التأويل وتنافي التسليم لله - تعالى - ، إذ كيف يليق أن يقول الله عن نفسه ، ويقول
    عنه رسوله - صلى الله عليه وسلم - بصفات لا تليق ، أو تقتضي التشبيه والتجسيم ، ثم
    لا يكتشف هذه المسألة إلا المتكلمون بعد القرن الثالث الهجري ؟!



    ثم كيف فات هذا الفهم على الصحابة والتابعين وسلف الأمة ثم يدركه المتكلمون
    ؟!



    هذا مما لا يليق تجاه كلام الله - تعالى - وكلام رسوله - صلى الله عليه
    وسلم - و الصحابة والتابعين ، وأئمة الهدى الأوائل ممن هم أعلم منهم وأتقى لله .
    فإن الله سبحانه حين وصف نفسه بتلك الصفات: كاليدين ، والوجه ، والنفس ، والرضا ،
    والغضب ، والمجئ ، والاستواء ، والعلو ... إلخ من الصفات ، فقد سد باب شبهة
    التمثيل بقوله سبحانه :



    { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ } [ سورة الشورى : الآية 11 ] .


    فهل الذين أولوا تلك الصفات أعلم بالله من الله ؟! .


    وهل هم أشد تنزيهاً لله من رسوله - صلى الله عليه وسلم - ؟!.


    وهل هم أعلم بمراد الله من صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسلف
    الأمة من التابعين وتابعيهم وأئمة الهدى والسنة في القرون الفاضلة ؟! الذين
    أمرَّوا هذه الصفات ، وغيرها من أمورالغيب كما جاءت عن الله وعن رسول الله
    لفظاً ومعنى على مراد الله ورسوله ، من
    غير تشبيه ولا تعطيل ، ولا تأويل .



    وقد ابتلى المتكلمون - ومنهم الأشاعرة - بسبب التأويل في صفات الله ، وبعض
    مسائل العقيدة ، بأن أدخلوا في عقائدهم من المصطلحات والألفاظ والظنيات العقلية ما
    لا يليق القول به في حق الباري - سبحانه - لا نفياً ولا إثباتاً .



    وأقل ما يقال فيه إنه كلام مبتدع لم يرد عن الله ولا عن رسوله - صلى الله
    عليه وسلم - فالكف عنه أسلم ، والخوض فيه قول على الله بلا علم ، مثل : الحدود ،
    والغايات ، والجهات ، والماهية ، والحركة ، والحيز ، والعرض ، والجوهر ، والحدوث ،
    والقدم .



    ودعوى قطعية العقل ، وظنية النقل ... ومثل كلامهم في : التركيب والتبعيض ،
    وقولهم عن الباري - سبحانه - لا داخل العالم ولا خارجه ... إلخ ، ومما ابتدعوه من الكلام عن الله -
    تعالى - نفياً أو إثباتاً . وذلك انسياقاً مع التزامات المعتزلة والجهمية
    والفلاسفة العقلية الجدلية .



    وكلامهم في هذه الأمور قد يشتمل على بعض الحق أحياناً ، لكن الله - تعالى -
    نهانا عنه ، وأقل ما يُـقال فيه أنه قول على الله بغير علم ، والله - تعالى - يقول
    :



    { وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ } [ سورة الإسراء ، الآية : 36 ] .


    ويقول : { وَلِلَّهِ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى
    فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ }
    [ سورة
    الأعراف ، الآية : 180 ] .






    فأهل السنة لا يتكلمون في هذه الأمور - على سبيل التأصيل و الإقرار والتقرير
    - إلا من باب الرد وإلزام الحجة وبقدر الحاجة ، فمخالفة الأشاعرة لأهل السنة في
    هذا الباب ( الصفات ) ليست فرعية ، إذ هي متعلقة بأصل من أعظم أصول الدين ، وهو
    توحيد الصفات المتعلقة بالباري - سبحانه جل شأنه .



    ومع ذلك يبقى الأشاعرة هم أقرب الفرق الكلامية إلى أهل السنة ، لأن مقصدهم
    بالتأويل التنزيه ، لكن على غير هدى ولا اقتداء ، بل وقعوا فيما حذر منه أهل السنة
    من تحريم التأويل والجدل ، وضرب الأمثال لله - تعالى - ، ونحو ذلك مما ينافي وجوب
    التسليم بالنصوص الشرعية .






    2 – ومن الأصول التي خالف فيها الأشاعرة أهل السنة ، تعويلهم على العقل
    والجدل وعلم الكلام ( النظر ) في صفات الله ، ومسائل القدر والغيب ، وتقديمهم
    العقل - ما يسمونه القواطع العقلية - على النقل ( الكتاب والسنة ) ، في أمور الغيب
    ومسائل الاعتقاد ، بل في مسائل صفات الله - تعالى - .



    فالقاعدة عندهم - كما قررها الرازي والجويني وغيرهما - ( أن الدلائل
    النقلية لا تفيد اليقين ).



    و( أن الدلائل النقلية ظنية، وأن
    العقلية قطعية، والظن لا يُعارض القطع ) .
    - سبحان الله - !!






    3 - ومن أصولهم المخالفة لأهل
    السنة : تفسيرهم التوحيد بما يحصره في توحيد الربوبية ، وغفلتهم عن توحيد الألوهية
    والعبادة لله - تعالى - وحده ، مع أنه التوحيد الذي أرسلت به الرسل ، قال الله -
    تعالى - { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ
    رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُون ِ}

    [ سورة الأنبياء : الآية : 25 ] .



    وهو التوحيد الذي من أجله خلق الله الخق ، قال - تعالى - : { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ } [
    سورة الذاريات ، الآية : 56 ] .



    لذلك نجد التلبس بالبدع في العبادات ، والوقوع في بعض الشركيات كثيرة فيمن
    ينتسبون إلى الأشاعرة المتأخرين ، لتساهلهم في توحيد العبادة .



    وهذا لا يعني أن أهل السنة يستهينون بأمر توحيد الربوبية ... كلا والله ! ،
    لكنهم يبدأون بما بدأ الله به ، وما بدأ به رسوله - صلى الله عليه وسلم - لأن
    توحيد الربوبية فطري ، لا يكاد ينكر بالكلية إلا نادراً ، وغالب الآيات التي جاءت
    في تقريره جاءت في سياق الإلزام بتوحيد العبادة والطاعة ، لذلك لا يعرف أن أمة من
    الأمم أنكرت توحيد الربوبية ، بل لا توجد طائفة أجمعت على هذا الأمر على الحقيقة ،
    ولو حصل هذا لذكره الله - تعالى - في قصص الأنبياء .



    وبعكسه توحيد الألوهية ، فهو الذي ضلت فيه الأمم والفرق والطوائف حتى اليوم
    .



    لذا نجد أن نظّـار الأشاعرة وأئمتهم يبدأون مؤلفاتهم في الاعتقاد بالعقليات
    والنظريات ، والتصديقـات والتصورات ، والمصطلحات الكلاميـة والفلسفـيـة ، وأن
    الدلائـل النقـليـــة ( السمعية ) لا تفيد اليقين، وأن العقليات قطعية يقينية، ثم
    حدوث العالم وإثبات الصانع و



    غير ذلك من الفلسفة وعلم الكلام ، وينتهون في ذلك إلى تقرير توحيد
    الربوبية ، و هذا خلاف ما درج عليه أهل
    السنة ، بل خلاف منهج القرآن الكريم ، فالآيات التي جاءت لتقرير توحيد الربوبية
    قليلة بإزاء الآيات التي جاءت لتقرير توحيد العبادة والطاعة ، ثم إن كثيراً من
    الآيات في توحيد الربوبية جاءت لتقرير عبادة الله وحده كما أسلفت .






    4 - كما أنهم خالفوا أهل السنة في أصول أخرى، مثل: قولهم في القرآن وكلام
    الله ،



    والإيمان ، والقدر، والنبوات ، حيث
    تأثروا بالأصول الكلامية والفلسفية في نظرتهم لهذه الأمور ، فجاءت عقيدتهم فيها
    خليطاً من الحق والباطل بين أهل السنة والمعتزلة والفلاسفة ، لذا تجدهم كثيراً ما
    يستخدمون مصطلحات فلسفية وكلامية محتملة للحق والصواب ضدها ، وتختلف عن ألفاظ
    الكتاب والسنة .



    وهكذا ... فإن هذه الأمور التي خالف الأشاعرة فيها أهل السنة ، وهي من أصول
    الاعتقاد وفروعه تقتضي من الباحث المنصف - عند التدقيق والتحقيق - أن يحكم كما هو
    رأي المحققين من أئمة السنة - بأن مذهب
    الأشاعرة في العقيدة ، مذهب مستقل في بعض الجوانب عن أهل السنة بأصوله ومناهجه ،
    وتصوراته واحكامه ، بخاصة في مسائل الصفات والإيمان والوحي والنبوات والقرآن وكلام
    الله ، والقدر .



    فالأشاعرة في هذه المسائل وغيرها يوافقون أهل السنة في أمور ، ويخالفونهم
    في أخرى .



    كما أنه لا يجوز أن نحمل السلف - أهل السنة والجماعة - مقولات
    الأشاعرة فيما ابتدعوه من علم الكلام
    والفلسفة ، وإنه من الإجحاف والتجني أن ننسب تلك المقولات للصحابة والتابعين وأئمة
    الهدى في القرون الفاضلة ، وهذه المقولات هي الغالبة في معتقدات في معتقدات
    الأشاعرة - كما أشرت في الفصل السابق .



    أما أهل السنة ، فهم الذين لم يحيدوا ولم يزيدوا على مذهب السلف حتى اليوم
    ، فالذي ينتمي وينتسب لأهل السنة يلزمه أن يعتقد ما اعتقدوه في هذه الأصول ، وأن
    يتـّبع ما قالوه أو قرروه ، لا أن يقول ويعتقد حسب قواعده العقلية الكلامية والفلسفية ، ، ثم ينسب قوله وعقيدته إلى السلف
    ، كما فعل كثير من نظار الأشاعرة .



    وإذا عرضنا الكثير من معتقدات الأشاعرة على ما أثر ونقل عن السلف في القرون
    الفاضلة وجدنا البون بينهما شاسعاً، ووجدنا أنهم- أي الأشاعرة – ابتدعوا وأحدثوا
    من المقولات ما كان ينهي عنه السلف من الكلام في الصفات والغيبيات بالظنون
    والمبتدعات الكلامية ، وقد عرضت شواهد ذلك
    .






    ومن الحق والإنصاف أن نقول :


    إن الأشاعرة - في العموم - هم أقرب
    الفرق الكلامية إلى أهل السنة ، وأن منهم من هو إلى السنة أقرب من سائرهم ، وأن من
    الأشاعرة وممن انتسب إليهم : أئمة في الحديث ، وعلماء أجلاء في التفسير ، والفقه
    والعربية وغيرها ، ممن لهم قدرهم وفضلهم في العلم والدين ، بل إنه من الملاحظ أن
    من أئمة الحديث ممن انتسب أو ُنسب إلى الأشاعرة
    ; تجدهم من أهل
    السنة في جملة الاعتقاد ، وتحتاج نسبتهم إلى الأشاعرة إلى شيئ من التثبت والتحقيق
    ، من أمثال :



    القاضي عياض ، وابن عساكر ، والنووي ، وابن حجر العسقلاني .


    ونحوهم من أئمة السنة والحديث ، إذ
    هم إلى أهل الحديث أقرب منهم إلى المتكلمين .



    فالعالم من الأشاعرة كلما زاد علمه في السنة والحديث والأثر وجدناه في
    الاعتقاد إلى أهل السنة أقرب - في الغالب - .






    وأمر آخر تجدر الإشارة إليه هنا ، وفيه البرهان الأقوى على أن الأشاعرة
    جانبوا أهل السنة في بعض مسائل الاعتقاد الكبرى ، وعلى أنهم عند التحقيق والتروّي
    والتجرد يرجعون عن مقولاتهم إلى عقيدة أهل السنة ، وهذا البرهان : هو رجوع كثير من
    أئمتهم ونظارهم الكبار إلى عقيدة السلف ، والتسليم بها في آخر الأمر ، أو آخر
    العمر ، كما حصل من الإمام أبي الحسن الأشعـري نفسه ، حينما استقـر على عقيدة
    السلف في ( الإبانة ) ، وكما حصل من أبي المعالي الجويني ، وأبي محمد الجويني ،
    والرازي ، والشهرستاني ، والغزالي ، وابن العربي ، وغيرهم . فمنهم من رجع إلى قول أهل السنة، وترك علم
    الكلام ، وبين ذلك من خلال كتابة ما استقر عليه اعتقاده ، ومنهم من أعلن تسليمه
    لعقيدة أهل السنة على الإطلاق قبيل الوفاة ، ولم يتمكن من الكتابة .






    وأختم قولي في هذا الفصل :





    أنه ظهر لي أن أشاعرة اليوم (
    المعاصرين ) بعدوا عن أهل السنة أكثر من أسلافهم لقلة فقههم بعقيدة السلف ، ولما
    تلبسوا به من الفلسفة وعلم الكلام والبدع والخرافات ، والانضواء - من الكثير منهم
    - تحت الطرق الصوفية ونحوها . هداهم الله
    ، وبصّرنا وإياهم بالحق والصراط المستقيم .






    كما تجدر الإشارة إلى أن ما ذكرته من مفارقة الأشاعرة لأهل السنة في بعض
    أصول الاعتقاد لا يعني أني أرى تكفيرهم ولا تضليلهم ، بل لم أتعرض لهذا الأمر ،
    وأرى أنه جد خطير ، ويحتاج إلى تفصيل ليس هذا مقامه .













    ( 7 ) أيـن
    أهـل السنة ؟








    عرضت في فصول سابقة إلى التعريف بأهل السنة ، وسمات عقيدتهم ، وخصائصها ،
    وذكرت أن الأشاعرة - ومذهبهم منتشر في غالب البلاد الإسلامية - ليسوا هم أهل السنة
    عند الإطلاق ، بعد ذلك يحق للمرء أن يتساءل :



    أين أهل السنة ؟ وكيف نعرفهم بين المسلمين اليوم ؟


    فأقول بإيجاز ، وحسب ما يظهر لي :


    إن أهل السنة قد وصفهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، وعينهم تعييناً
    يجعلهم كالشمس لمن وفقه الله وسلم من الهوى والعصبية والتقليد الأعمى ، فمن صفاتهم
    المأثورة :



    1- أنهم الذين على
    هدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مظهراً ومخبراً ، عقيدة وسلوكاً وعبادة ،
    وهدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيّنته السنة أوضح بيان .



    فهم - أي أهل السنة - أعلام بارزون ظاهرون جيلاً بعد جيل منذ عصر الصحابة
    إلى يومنا ، معروفون بالاتباع والاقتداء والاهتداء .






    2- وأنهم المتمسكون بعقيدة السلف ،
    الصحابة والتابعون ، وأئمة الهدى في القرون الثلاثة الفاضلة ، وعقيدة السلف مأثورة
    معروفة مسطرة - بحمد الله - من خلال ما صنفه أئمة الهدى كالأمام أحمد ، والبخاري ،
    وابن أبي عاصم ، والدارمي، وعبدالله بن أحمد ، وابن خزيمة ، وابن بطة ، وابن منده
    ، والخلال ، والأشعري بعد إبانته ،
    وإسماعيل الصابوني ، والطحاوي ، وابن تيمية ، وغيرهم كثيرون جداً ، يعرفهم أهل
    العلم وكل من أراد التعرف عليهم .






    3 - سلامتهم من التلبس بالبدع والشركيات والطرق ، فأهل السنة أيّـاً كانوا
    لا تراهم يتمسحون بالقبور والأحجار والآثار والصخور ، ولا يدعون غير الله ، ولا
    يستغيثون بالأموات ، ولا يقيمون المشاهد والقباب على القبور ، ولا يقيمون الموالد
    والاحتفالات البدعية ، وقل أن تجد منهم من ينضوي تحت الطرق الصوفية ، إلا عن جهل
    وغفلة أو تقليد على غير بصيرة كبعض العوام .






    4 - تمسكهم بشعائر الدين ، الظاهرة والباطنة ، كما أمر الله وبيّن رسوله -
    صلى الله



    عليه وسلم- ، فهم يقيمون الفرائض والسنن ، ويأمرون بها ، ويتركون
    الآثام والمنكرات والمحرمات والبدع ،
    وينهون عنها .






    5 – أنهم ظاهرون في مجتمعاتهم بالصدع بالحق ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن
    المنكر ، ومحاربة البدع ، لا تأخذهم في الله لومة لائم ، وهذه الصفة قد تختلف من
    بلد إلى آخر ، فإن من بلاد المسلمين ما لا يستطيع المسلمون فيه إظهار شعائرهم ،
    ولا إعلان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .






    وفي العموم : فأهل السنة - والله أعلم - لا يحصرهم مكان ولا زمان ، فهم -
    بحمد الله - يوجدون في أكثر من مكان وأكثر من بلد ، يقلون في بلد ، ويكثرون في آخر
    ، فهم في أرض الله الواسعة منتشرون بحسب حالهم .



    ولو تأملت حال المسلمين اليوم، لوجدت أهل السنة منهم متميزين في كل بحسب
    حاله ، كثرة أو قلة ، قوة أو ضعفاً ، فقد تجدهم في مصر والسودان أكثر ما يكونون
    بين أنصار السنة المحمدية ، وفي غيرهم قليل ، وفي الشام في أهل الحديث والأثر أكثر
    من غيرهم ، وفي الهند والباكستان وأفغانستان يكثرون في أهل الحديث والجماعات
    والجمعيات السلفية أكثر من غيرها .



    وقد أشرت من قبل أن من أبرز سمات أهل السنة في البلاد الني لا تكثر فيها
    البدع والطرق الصوفية وصفهم بـ ( الوهابية ) نسبة لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ،
    أو بـ ( الحنابلة ) نسبة إلى الإمام أحمد بن حنبل .



    ودعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب هي المثال الحي الواضح لأهل السنة والجماعة
    معتقداً وسلوكاً ، وقد تحقق بها قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : " لا
    تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة " ، فهي حتى الآن ظاهرة بحمد الله .



    هذا مع العلم أن عامة المسلمين الذين يقيمون شعائر الدين وهم سالمون من
    الشركيات ، إنما هم على الفطرة ، ويدخلون في سواد الأمة وأهل السنة في أي بلد
    ومكان كانوا .



    .. وأهل السنة ( والله أعلم ) في آخر الزمان ليسوا أكثرية ، لأن الرسول -
    صلى الله عليه وسلم - وصفهم بأنهم طائفة ، وأنهم الغرباء ، وأنهم عصابة ، وأنهم
    فرقة واحدة من ثلاث وسبعين فرقة .



    وهذا يسقط دعوى بعـض الأشاعـرة والماتريدية المعاصرين ، بأنهم أهل السنـة ،
    لأنهـم



    الأكثرون في بلاد المسلمين ،
    فالأكثرية ليست دليلاً كافياً على الصواب ، إنما العبرة باتباع الرسول - صلى الله
    عليه وسلم - ، والتمسك بكتاب الله ، وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم ، واتباع هدي
    الصحابة والتابعين وأئمة الهدى الأعلام في العصور الثلاثة الفاضلة ، والذين
    اتبعوهم واقتفوا آثارهم ، ولم يغيروا ولم يبدلوا إلى يوم الدين مهما قـلّوا .






    هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى فإن الأكثرية من المسلمين اليوم هم من
    العامة الذين يغلب عليهم الجهل ، وعدم الإلمام بتفصيلات العقائد ، وهؤلاء جمهورهم
    على الفطرة ، والأصل فيهم البرآءة وسلامة الاعتقاد ، ومن كان هذا وصفه فهو داخل في
    سواد المسلمين أهل السنة ، ما لم تجتلهم شياطين البدع والخرافات ، وشياطين الفرق
    والطرق والأهواء ودعاة الضلالة . والله أعلم














    المصدر:


    مباحث في


    عقيدة أهل السنة والجماعة


    وموقف الحركات الإسلامية المعاصرة منها


    الشيخ د. ناصر بن عبدالكريم العقل


    الأستاذ المشارك بقسم العـقيدة والمذاهب المعاصرة


    في كلية أصول الدين بالرياض


    الطبعة الأولى 12 / 9 / 1412 هـ


    دار الوطن للنشر


    _________________

    *******************************************
    موجز اعـتـقـاد أهـل السـنـة و الجـماعـة ومستلزمـاته 308fyb10
    avatar
    yasiribrahim
    فارس جديد
    فارس جديد


    الجنس : ذكر
    الابراج : القوس
    عدد المساهمات : 44
    نقاط : 5611
    السٌّمعَة : 10
    تاريخ التسجيل : 24/02/2012
    العمر : 36

    موجز اعـتـقـاد أهـل السـنـة و الجـماعـة ومستلزمـاته Empty رد: موجز اعـتـقـاد أهـل السـنـة و الجـماعـة ومستلزمـاته

    مُساهمة من طرف yasiribrahim السبت 25 أغسطس 2012 - 19:47

    الآثار الناجمة



    عن ضعـف تمسك
    بعض الحركات بهدي السلف








    من نتائج تساهل بعض الحركات الإسلامية في أمر العقيدة ، أو مجانبتها لعقيدة
    أهل السنة والجماعة ، أنها وقعت في كثير من التجاورزات والأخطاء .



    وأقصد بها تلك الأخطاء العامة والشائعة بين الدعوات والدعاة - على سبيل
    الإجمال والعموم - أذكر منها :






    1 – من أعظم وأخطر الأخطاء التي تقع فيها الكثير من الدعوات والدعاة :
    إهمال جانب التوحيد ، أو ضعف الاهتمام به ، علماً واعتقاداً وعملاً ، وبخاصة توحيد
    الألوهية والعبادة .



    وهذا الجانب من التوحيد له من الأهمية في الكتاب والسنة وأصول الدين ودعوة
    الأنبياء والمصلحين ما يُوجب كونه الهدف الأول والغاية الكبرى لأي داعية أو دعوة
    مهما كانت مبررات قيامها في أي زمان وأي مكان ، وقد أشرت في مبحث سابق إلى منزلة
    دعوة التوحيد عموماً ، وتوحيد العبادة والألوهية على الخصوص ، ولا غرو ، فإن هذا التوحيد - توحيد الألوهية
    والعبادة - هو الغاية الأولى من خلق الجن والإنس ، قال الله - تعالى : { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ}
    [ سورة الذاريات ، الآية : 56 ] .



    وهذا التوحيد هو أول ما يتوجه إليه أمر الله وقضاؤه . قال الله - تعالى - :
    { وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبـُدُوا اللَّهَ
    مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ
    وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}
    [ سورة البيّـنة ، الآية : 5 ] .



    وقال - تعالى - : { وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ
    تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ }
    [ سورة الإسراء ، الآية : 23 ] .



    وقال الله - تعالى : { إِيَّاكَ نَعْبُدُ
    وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}
    [ سورة الفاتحة ، الآية : 5 ] .



    والله - تعالى - ذكر أنه بعث جميع رسله بهذا التوحيد ، فقال - تعالى : { وَلَقَدْ بَعَثـنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ
    اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}
    [ سورة النحل ، الآية : 36 ]
    .



    ويتفرع عن هذه المسألة أمر آخر جد خطير ، وقد غفلت عنه أكثر الدعوات اليوم
    ، ألا وهو وقوع كثير من المسلمين اليوم فيما يناقض هذا التوحيد أو ينقصه أو يخل به
    .



    فمما يناقضه من أعمال واعتقادات بعض المنتسبين للإسلام : دعاء غير الله
    والاستعانة



    بغير الله ، والذبح والنذر لغير
    الله ، وتصديق الكهّـان ، وما يفعلون عند
    القبور ، وعند



    شيوخ الصوفية ، وغير ذلك مما لا يخفى على الدعاة ولا غيرهم .


    ومما يناقض التوحيد ويخدشه : شيوع البدع والخرافات كالموالد والتمسح
    بالقبور والأشخاص والأحجار والأشجار وغيرها، ومن الحلف بغير الله ، ونحو ذلك .



    كل هذا وغيره مما هو خلل في التوحيد ; من الأمراض المستشرية في جسم الأمة الإسلامية ، ولا
    بد من علاجه أولاً قبل غيره من الأمراض الخلقية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية
    والفكرية ... إلخ . لأن مرض الاعتقاد هو مرض القلوب ، وهو الداء العضال والمرض
    الأول الذي نتجت عنه جميع الأمراض والانحرافات الخلقية وغيرها ، وهذا هو داء الأمم
    قديماً وحديثاً .



    فهذا المرض على الرغم من خطره وانتشاره ووضوحه لم يلق من كثير من الدعوات
    الإصلاحية ما يستحقه .



    تنبيه :


    حينما أقول : إنه يجب العناية أولاً بالتوحيد ومحاربة البدع والشركيات ; فهذا لا يعني أن يغفل الدعاة الجوانب الأخرى من
    تحقيق المصالح ، ودرء المفاسد وعلاج الانحرافات الاجتماعية والخلقية والفكرية
    والسياسية والاقتصادية ، وما أثقلها وأعظمها وأعقدها ، إنما أقول : إن الداعية يجب
    عليه أن يهتم بكل شيئ يهم الإسلام والمسلمين مهما صغير أو قل ، ولو قصر في شيئ كان
    ملمواً بقدر تقصيره فيما يقدر عليه ، وهذا هو مقتضى الأمر بالمعروف، والنهي عن
    المنكر، والإصلاح الذي أمر الله به ، وأمر
    به رسوله - صلى الله عليه وسلم - ،
    فاهتمام الداعي المصلح لا سيما الدعوات والحركات الجماعية لا بد أن يأخذ
    صفة الشمول في الإصلاح ، إنما يكون للأولويات اعتبار ، بحيث يبدأ بما بدأ الله به
    وبدأ به رسله الكرام جميعاً ، وما بدأ به رسولنا - صلى الله عليه وسلم - على وجه
    الخصوص ، وهو التوحيد ، فيبدأ بالأخطر والأعظم ظلماً وهو الشرك والبدع وفساد
    العقائد ، وفي الوقت نفسه يسعى إلى الإصلاح وينهى عن الفساد .



    وهناك أمر يغفل عنه الكثيرون ، ألا وهو أن صلاح أحوال الناس في معاشهم
    وأخلاقهم مرتبط بسلامة توحيدهم وعقيدتهم ، قال الله – تعالى - : { وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا
    لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ }
    [ سورة الأعراف ، الآية : 96 ] .



    والإيمان والتقوى لا يتحققان إلا بصحة الاعتقاد وسلامة العبادة ، إذ قبول
    الأعمال الصالحة المفروضة منها والمسنونة كالصلاة والزكاة والصيام والحج والدعاء
    والإحسان إلى الناس ، والبر والصدق والعفاف والصلة ، كل ذلك وغيره مرتبط بصحة
    الاعتقاد ، وصحة الاتباع ، وبالإخلاص لله تعالى وحده ، وأن يكون العمل صواباً على
    مقتضى أمر الله - تعالى - ورسوله - صلى الله عليه وسلم .



    ومما يُؤسف له أن بعض الحركات لا تكتفي بالاستهانة بهذا الواجب العظيم
    والتخلي عنه ، وهو تطهير عقائد المسلمين وعباداتهم ، بل تلمز من يقوم بذلك ، وترى
    أن هذا المنهج عقيم ناتج عن قصور التفكير وضيق الأفق ، وأحياناً تدعي أن ذلك
    اهتمام بالقشور، ويتمثل هذا في الذين يأخذون على الدعوات السنة - كأنصارالسنة
    والسلفيين و أهل الحديث- اهتمامهم بتخليص الأمة من البدع والخرافات وعنايتهم
    بتصحيح العقائد . نعم قد يكون لدى هذه الجماعات شيئ من القصور والأخطاء في
    الأساليب ، أما اهتمامهم بالعقيدة والعبادة ومحاربتهم البدع فهي منقبة كبرى ُتحمد
    لهم، ويُمدحون بها ، بل إن اهتمام هذه الدعوات بالعقيدة ومحاربة الشركيات والبدع
    يُؤيد القول بأنها من الدعوات التي تنسب إلى أهل السنة والجماعة ، والطائفة
    المنصورة ، والفرقة الناجية ، لتوافر أكثر صفاتهم فيها أكثر من غيرهم .






    2 – ومن الأخطاء التي وقعت فيها غالب الحركات والجماعات بسبب ضعف صلتها
    بمنهج السلف الصالح : ضعف الاهتمام بالعلوم الشرعية ، تعلماً وتعليماً . وهذا
    الخلل يوجد لدى أغلب الحركات الإسلامية المعاصرة غير السلفية ، فهي لا تولي هذا
    الجانب عناية كافية على العموم ، كما أنه قل أن تجد فيها ومن أتباعها علماء
    متضلعين في العلوم الشرعية ، وأحياناً يوجد بين الحركات والدعوات الإسلامية وبين
    أفراد من العلماء المتمكنين في علوم الكتاب والسنة بعض الجفوة ، وربما يكون سبب
    هذه الجفوة أن هؤلاء العلماء - خاصة علماء السنة - متفوقون في العلوم الشرعية ،
    وأتباع الحركات دونهم ، ولم تهتد الدعوات إلى الأسلوب الأمثل للإفادة من علم أولئك
    .






    ومما يُؤلم أن فكرة التحرر من بعض العلوم الأصولية ، وغير الأصولية ، من
    العلوم الشرعية ، كعلوم الحديث والعقيدة وأصول الفقه والفقه ، بدعوى ضرورة التجديد
    ، قد سرت وأثرت أثرها السلبي في كثير من الدعاة اليوم ، لا سيما مع الجهل بقيمة
    هذه العلوم التي يرتكز عليها الدين .



    وأنه ليحزنني كما يحزن كل مسلم أن يقول أو يعلن هذه الحقيقة، لكنه واجب
    النصيحة ، وهي : أننا لو تأملنا واقع أكثر الدعوات والدعاة لوجدناهم من المصابين
    بالضحالة في العلوم الشرعية ، وقلة البضاعة من نصوص الكتاب والسنة ، وتراث سلفنا
    الصالح ، قرآءة وحفظاً وتدبراً وعلماً وعملاً . مما نجم عنه التخبط في العقيدة
    والأصول والأحكام والمواقف ، وضعف التمسك بهدي القرآن والسنة ، ولو أنهم امتثلوا
    قول الله تعالى : { وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ
    لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ
    لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا
    إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ }
    [ سورة التوبة ، الآية : 122 ] .



    أقول : لو أن تلك الدعوات المعاصرة جندت طوائف منها للتخصص في علوم الدين
    والعمق فيها
    ; لكان لذلك الأثر العظيم .


    والرسول- صلى الله عليه وسلم - يقول : " من يُرد الله به خيراً يفقه
    في الدين "






    3 – ومن تلك الأخطاء : التعصب والحزبية والغرور :


    وهذه السمة - مع الأسف - سمة غالبة في أكثر الجماعات والحركات الإسلامية
    الإصلاحية ، فكل حزب بما لديهم فرحون، وكل فريق يرى أنه الجدير بالاتباع ، والجدير
    بقيادة الأمة ! ، وأنه الذي يملك القدرة على حل مشكلاتها .



    ومن الحركات من ينظر إلى غير منسوبي جماعته من عامة المسلمين أو من الدعوات
    والدعاة الآخرين ، على أنهم بدرجة أقل من الجدارة والتفكير والإدراك للمصالح ، أو
    على الأقل أنهم ( مساكين ) ينظر إليهم نظرة إشفاق وإهمال .



    وربما تدّعي بعض الحركات أنها ( جماعة المسلمين ) ، أوأنها الأجدر بهذا
    الوصف !.



    وقد أدى الغرور لدى بعض الحركات الإسلامية بأن جعلها تستهين بالعلوم
    الشرعية ، وبالعلماء المتمكنين في علوم الشريعة الذين لا ينتمون إليها ، ورمى
    بعضهم بالتغفيل وقصور التفكير وضيق الأفق لأنهم لم يواكبوا هذه الدعوة والحركة أو
    تلك ، أو أنهم ربما اهتموا بإنكار المنكرات بطريقة بدائية ، بل ربما ذهبوا للحكام
    والسلاطين لمناصحتهم أو نحو ذلك .



    أليس هذا هو الغرور القاتل ، والجهل بمنهج السلف الصالح ؟.





    4 - ومن تلك الأخطار التي ترتبت على الجهل بمنهج السلف : التفرق والاختلاف
    ، وهذا - مع الأسف - من أبرز سمات الحركات الإسلامية القائمة .



    وهذه السمة قد ذمّها الله - تعالى - ونهى عنها رسول الله - صلى الله عليه
    وسلم - ، فقال الله - تعالى- :{ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ
    اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا}
    [ سورة آل عمران ، الآية : 103 ] .



    وقال - تعالى - : { وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ
    تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ }
    [
    سورة آل عمران ، الآية : 105 ] .



    وقال الله - تعالى - { إِنَّ الَّذِينَ
    فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ }
    [ سورة الأنعام ، الآية : 159 ] .



    وقال النبي- صلى الله عليه وسلم- : " ولا تختلفوا فإن من كان قبلكم
    اختلفوا فهلكوا " .






    ومع شدة النهي عنها في الدين ; فقد وقعت فيها بعض الحركات الإسلامية والدعاة
    المعاصرون ، على الرغم من إلحاح الحاجة إلى الاجتماع على الحق وعلى الكتاب والسنة
    ، فالدعوات المعاصرة لا تزال متفـرقة في مناهجها وأهدافهـا وأساليبهـا وأعمالها ،
    وتعلن هذا الخلاف وتصعّده . بل حتى تلك الدعوات المتشابهة في المنهج ، أو بعضه ،
    تنزع إلى الاستقلالية والتفرق واصطناع الاختلاف في واقع أمرها ، مما يدل على أن
    المشكلة في رؤوس الأشخاص أنفسهم ، وأهوائهم ، والسبب الرئيسي لذلك ضعف الصلة
    بالكتاب والسنة والأثر ، وبمنهج السلف الصالح ( لدى الغالبية ) ، والتعصب والحزبية
    والغرور ، ثم عدم الالتزام بعقيدة أهل السنة والجماعة التي تقضي بوجوب الاجتماع
    على الحق ، والاعتصام بحبل الله المتين ، وتزول بها أسباب الاختلاف في الدين .



    وأنا لا أطلب من الحركات والدعاة أن يجتمعوا على ما هم عليه من مخالفات
    عقدية وسلوكية لمنهج السلف ، فهذا تلفيق أبرأ إلى الله أن أدعو إليه ، إنما
    المطلوب من الجميع الإجتماع على الحق ، والحق واضح من خلال كتاب الله ، وسنة رسوله
    - صلى الله عليه وسلم - ، وتراث سلفنا الصالح .


    _________________

    *******************************************
    موجز اعـتـقـاد أهـل السـنـة و الجـماعـة ومستلزمـاته 308fyb10
    أبو تمام
    أبو تمام
    مشرف
    مشرف


    الجنس : ذكر
    الابراج : الجوزاء
    عدد المساهمات : 238
    نقاط : 9035
    السٌّمعَة : 13
    تاريخ التسجيل : 24/07/2011
    العمر : 40

    موجز اعـتـقـاد أهـل السـنـة و الجـماعـة ومستلزمـاته Empty رد: موجز اعـتـقـاد أهـل السـنـة و الجـماعـة ومستلزمـاته

    مُساهمة من طرف أبو تمام الأحد 26 أغسطس 2012 - 0:19

    جزاك الله خير


    _________________

    *******************************************
    موجز اعـتـقـاد أهـل السـنـة و الجـماعـة ومستلزمـاته 14769618951089002862


    موجز اعـتـقـاد أهـل السـنـة و الجـماعـة ومستلزمـاته 2043871743497399936
    أ. إيمان الطيب
    أ. إيمان الطيب
    إداري
    إداري


    الجنس : انثى
    الابراج : السمك
    عدد المساهمات : 1256
    نقاط : 27197
    السٌّمعَة : 215
    تاريخ التسجيل : 17/04/2010
    العمر : 44
    الموقع : اليمن السعيده
    أوسمه : موجز اعـتـقـاد أهـل السـنـة و الجـماعـة ومستلزمـاته Ououo_12

    موجز اعـتـقـاد أهـل السـنـة و الجـماعـة ومستلزمـاته Empty رد: موجز اعـتـقـاد أهـل السـنـة و الجـماعـة ومستلزمـاته

    مُساهمة من طرف أ. إيمان الطيب الخميس 20 سبتمبر 2012 - 1:30

    موجز اعـتـقـاد أهـل السـنـة و الجـماعـة ومستلزمـاته 80524838


    _________________

    *******************************************
    موجز اعـتـقـاد أهـل السـنـة و الجـماعـة ومستلزمـاته 10-f10
    avatar
    د.سامي الشريف
    المشرف العام
    المشرف العام


    الجنس : ذكر
    الابراج : الجدي
    عدد المساهمات : 469
    نقاط : 15124
    السٌّمعَة : 1214
    تاريخ التسجيل : 24/07/2011
    العمر : 58
    أوسمه : موجز اعـتـقـاد أهـل السـنـة و الجـماعـة ومستلزمـاته Ououo_26

    موجز اعـتـقـاد أهـل السـنـة و الجـماعـة ومستلزمـاته Empty رد: موجز اعـتـقـاد أهـل السـنـة و الجـماعـة ومستلزمـاته

    مُساهمة من طرف د.سامي الشريف الخميس 20 سبتمبر 2012 - 20:39

    جزاك الله خير


    _________________

    *******************************************
    موجز اعـتـقـاد أهـل السـنـة و الجـماعـة ومستلزمـاته 476007128551819654

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 21 نوفمبر 2024 - 14:00