الثمار الطيبة لتعليم المرأة</SPAN></SPAN>
أهتم ديننا الإسلامي الحنيف منذ ظهوره في جزيرة العرب إهتماماً كبيراً بالمرأة ومنح لها كامل حقوقها كأنسانة, ومن ذلك حقها في التعليم الإسلامي الصحيح مثلها مثل الرجل, نظراً لأهمية ذلك وضروريته في حياة الفرد والأسرة والمجتمع, لأن المرأة نصف المجتمع وأحد أركانه التي يقوم عليها, فلا يمكن تجاهل أو اغفال الدور الذي يمكن للمرأة المتعلمة تعليماً إسلامياً صحيحاً أداؤه في أسرتها ومجتمعها, ولا يمكن إنكار حاجة المجتمع الإسلامي للمرأة المتعلمعة للقيام بدورها في العديد من المجالات الهامة, التي يحتاج اليها مجتعها, كالتفقه في الدين ونشر تعاليمه بين النساء المسلمات,والتربية والتعليم والصحة والتمريض والخياطة والتطريز وغيرها, إلى جانب قيامها بوظيفتها الأساسية المتمثلة بالزوجة المطيعة والأم الصالحة والمربية الفاضلة.
وليس هذا فحسب, بل إن التعليم الإسلامي الصحيح للمرأة, يعتبر بحد ذاته حصن حصين لها وكنزعظيم, مثلها مثل الرجل سواء بسواء, ولا يمكن لها الإستغناء عنه, ولكن مع هذا يجب على المرأة أن لا تتعلم من أجل الدنيا والشهرة وجني المال أومن أجل تولي وظيفة حكومية أو مختلطة أو العمل في إحدى الشركات والمؤسسات الخاصة فحسب, وأنما من أجل أن تكون امرأة صالحة وزوجة ناجحة وأماً ومربية فاضلة, وأن تقوم بدورها في المجتمع بالعمل في المجال الذي تصلح له والذي يحتاج إليها فيه المجتمع في حدود تعاليم الإسلام القيمة والعادات والتقاليد المحافظة , بعيداً عن المحرمات والكبائر والمحظورات وبعيداً عن كل فعل يمس شرفها وكرامتها وعفتها بسوء أو يؤدي بها إلى التعري والسفور, فيجب على المرأة أن لا يكون تعليمها سبباً في خروجها عن التعاليم الإسلامية الحنيفة والعادات والتقاليد الحميدة, أوطريقاً لإرتكاب المعاصي والذنوب والسفور والتعري والإختلاط المحرم والفتنة, أوسبباً في غضب العزيز الجبار ودخولها النار...
إن الثمارالطيبة التي تجنيها الفتاة المتعلمة تعليماً إسلامياً صحيحاً في حياتها الأسرية والاجتماعية كثيرة, وأكثر منها الثمار الطيبة التي تجنيها في أخرتها منها :
1- تحصينها وحمايتها من وسائل الضياع وأساليب الغزو الفكري الصليبي التي يوجهها الأعداء, نحو شباب وفتيات الأمة الإسلامية في عصرنا الحاضر.
2- تربيتها وتنشأتها على الفضيلة والتقى والعفاف والاستقامة والتخلق بالأخلاق العالية والتحلي بالأداب الرفيعة والقيم الإسلامية والمحافظة على العادات والتقاليد الإجتماعية العربية.
3- المقدرة على تلاوة القرآن الكريم تلاوة صحيحة آناء الليل وأطراف النهار, عملاً بقوله تعالى((اقرأ بإسم ربك الذي خلق,خلق الإنسان من علق,اقرأ وربك الأكرم, الذي علم بالقلم, علم الإنسان ما لم يعلم) سورة العلق, ومعرفة أحكامه وتفسير أياته من أجل الحصول على الأجر والثواب في الأخرة, واتباع أوامره واجتناب نواهيه.
4- أداء الفرائض والسنن والنوافل بالوجه الذي أمر به المولى عزوجل والمصطفى صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة, دون زيادة أو نقصان أوإبتداع أو تقصير, والاقتداء بالحبيب محمد صلى الله عليه وسلم وأله وأصحابه والتابعين لهم وعلماء المسلمين الأفاضل في كل وقت وحين, والسير على خطاهم في القول والعمل بالسر والعلن دون التعصب أو الأنحياز إلى مذهب أو جماعة أو فئة.
5- تعلمها للعقيدة والسنة النبوية الشريفة, والتفقه في الدين ومعرفة أحكام الشريعة الإسلامية الصحيحة, والحلال والحرام, والاوامر والنواهي فيما يتعلق بأمور الدين والدنيا والبحث في الكتب الفقهية والشرعية عن حكم الإسلام في كل مسألة تواجهها في حياتها.
6- معرفتها للكبائر والمحرمات والمحظورات والشركيات الفعلية والقولية التي نهى ديننا الإسلامي الحنيف عن إرتكابها, فلا تقع في إحداها وهي جاهلة بتحريمها,لأن الكثير من النساء الأميات في مجتمعنا الإسلامي, يقعن في بعض المحظورات والمحرمات والشركيات اللفظية والفعلية نتيجة جهلهن بأحكام الشريعة الإسلامية فيها, كاللجوء الى السحرة والمشعوذين والمنجمين, بهدف العلاج أو معرفة الأمور الغيبية أو نيل محبة الزوج أو عمل كراهية بين زوجها وضرتها وغير ذلك, والقيام بناءً على طلب المشعوذين والسحرة والدجالين والمنجمين بإرتكاب بعض الأعمال الشركية التي حرمها ديننا الإسلامي الحنيف ,كالذبح لغير الله وحمل التمائم وغيرها.
7- معرفتها لواجباتها تجاه زوجها فتقوم بادائها من تلقاء نفسها دون أن يطلب منها زوجها ذلك, فتكون الزوجة الصالحة التي قال عنها الرسول صلى الله عليه وسلم بأنها خير متاع الدنيا.
8- مقدرتها على تربية أولادها التربية الإسلامية الصحيحة من خلال توجيههم وإرشادهم بأداء الشعائر الدينية أداءاً صحيحاً, والمواظبة عليها,واتباع أوامر الإسلام وإجتناب نواهيه, والتخلق بالأخلاق الإسلامية الحميدة, وتـأديبهم بالوسائل والطرق الصحيحة اذا أخطأوا, وحل مشاكلهم ومناقشة همومهم دون أن تشغل الأب بشئ منها.
9- حمايتهم من وسائل الضياع والفساد والإنحطاط الأخلاقي المنتشرة اليوم بشكل كبير في جميع المجتعات, كمصاحبة ومجالسة السفهاء في النوادي والمنتزهات, أومشاهدة بعض القنوات الماجنة والأفلام القذرة, أو سماع بعض الاغاني الهابطة, أو الإطلاع على المواقع الجنسية الماجنة والمنتديات الفاسدة, ومراقبة تصرفاتهم وسلوكهم بإستمرار, ومنع خروجهم من المنزل دون سبب,أو الغياب عن المنزل لوقت طويل دون سبب, أو إرتداء الملابس الضيقة منها أو الواسعة, أو قص شعرهم بالقصات الغريبة التي نشاهدها اليوم بين شباب المسلمين.
10- مقدرتها على القيام بدورها تجاه تعليم أولادها لكي يكونوا متفوقين في دراستهم , من خلال قيامها بتعليمهم القراءة والكتابة منذ الصغروتحفيظهم القرآن الكريم ومراجعة دروسهم وتوجيههم بأداء فروضهم المدرسية والمذاكرة والجد والاجتهاد, خصوصاً عند غياب الأب أو أنشغاله في أموره الدنيوية وكسب الرزق, قال الشاعر محمد حافظ إبراهيم:
الأم مدرسة , إذا أعددتها *** أعددت شعباً طيب الأعراق
الأم روض إن تعهده الحيا *** بالري, أورق أيَّمــــا إبراق
الأم أستاذ الأساتذة الألى *** شغلت مآثرهم مدى الآفاق
11- قدرتها على أن تكون ربة بيت ناجحة, من خلال إدارتها لمنزلها إدارة صحيحة بحسب حالة زوجها المالية, دون بخل وتقتير ودون تبذير و إسراف في مال زوجها,وكذا المساهمة بعقل وحكمة في حل المشاكل الأسرية, بطرح الحلول المناسبة.
12- تنمية عقلها وقدراتها الذهنية والفكرية وتثقيفها بالثقافة الإسلامية الصحيحة, من خلال قراءتها للكتب والمجلات الإسلامية, فتصبح في بيتها أم فقيهة وزوجة حكيمة ومربية صالحة, تعرف ما يضرها وماينفعها, وتساهم في بناء أسرة قوية الإسس والبنيان, وتنشئ أجيالاً إيمانية نافعة للمجتمع والأمة الإسلامية.
13- قدرتها على المساهمة الفاعلة في مناقشة هموم وقضايا الأسرة المسلمة والمجتمع الإسلامي, من خلال كتابة المقالات في الصحف والمجلات والمنتديات الإسلامية والقاء الدروس والمحاضرات الدينية.
بقلم المحامي/ محمد قايد محمد الصايدي – الجمهورية اليمنية – محافظة إب – بيت الصايدي