بسم الله الرحمن الرحيم
معنى التقوى ومراتبها
q المعنى اللغوى : قال فى المصباح : وقاه الله السوء وقاية : حفظه
والوقاء مثل كتاب كل ما وقيت به شيئاً ، وروى أبو عبيد عن الكسائى الفتح فى ( الوقاية ) و (الوقاء) أيضاً و ( اتقيت ) الله ( اتقاءً ) و ( التقية ) و (التقوى ) اسم منه والتاء مبدله
من واو والأصل (وقى) أهـ. (1)
q المعنى الشرعى : اختلفت تعبيرات العلماء فى تعريف التقوى مع أن الجميع يدور حول مفهوم واحد ، وهو أن يأخذ العبد وقايته من سخط الله عز وجل وعذابه ، وذلك بامتثال المأمور واجتناب المحظور .
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله :
وأصل التقوى أن يجعل العبد بينه وبين ما يخافه ويحذره وقاية تقيه منه
فتقوى العبد لربه أن يجعل بينه وبين ما يخشاه من ربه من غضبه وسخطه وعقابه وقاية تقيه من ذلك ، وهو فعل طاعته واجتناب معاصيه ، وتاره تضاف التقوى إلى اسم الله عز وجل ، كقوله تعالى :] وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِيَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ [ .......... ( المائده : 96 )
] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [
..... (الحشر : 18)
فإذا اضيفت التقوى إليه سبحانه وتعالى فالمعنى اتقوا سخطه وغضبه وهو أعظم ما يتقى ، وعن ذلك ينشأ عقابة الدنيوى والاخروى ، قال تعالى ] وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ [ ........ ( آل عمران : 28 )
وقال تعالى ] هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ [ .......... ( المدثر : 56 )
فهو سبحانه أهل ان يخشى ويهاب ويجل ويعظم فى صدور عباده ، حتى يعبدوه ويطيعوه ،
لما يستحقه من الإجلال والإكرام ، وصفات الكبرياء والعظمة وقوة البطش .
وفى الترمذى عن انس عن النبى صلى الله عليه وسلم فى هذه الاية :
] هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى ......... [ قال الله تعالى : ( أنا أهل التقوى فمن اتقانى فلم يجعل معى إلهاً أخر فأنا أهل أن أغفر له) (2)
وتارة تضاف التقوى إلى عقاب الله ، أو إلى مكانه كالنار ، أو إلى زمانه كيوم القيامة
كما قال تعالى : ] وَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ [.......... ( آل عمران : 131 )
وقال تعالى : ] فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ [ ...... ( البقره : 24 )
وقال تعالى : ] وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ [ .......... ( البقره : 281 )
وقال تعالى : ] وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً [ .......... ( البقره : 48 )
ويدخل فى التقوى الكاملة فعل الواجبات وترك المحرمات والشبهات وربما دخل فيها بعد ذلك فعل المندوبات وترك المكروهات.
قال تعالى : ] الـم~ (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ [ (3) .......... (البقره : 1 – 4 )
وقال ابن القيم رحمه الله :
وأما التقوى فحقيقتها العمل بطاعة الله إيماناً واحتسابا ، أمراً ونهياً ، فيفعل ما أمر الله به إيماناً بالأمر وتصديقاً بوعده ، ويترك ما نهى الله عنه إيماناً بالنهى وخوفا من وعيده ،
كما قال طلق بن حبيب : “ إذا وقعت الفتنة فأطفئوها بالتقوى . قالوا : وما التقوى ؟ قال : أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله ، وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله “ .
وهذا من أحسن ما قيل فى حد التقوى ، فإن كل عمل لا بد له من مبدأ وغاية ، فلا يكون العمل طاعة وقربة حتى يكون مصدره عن الإيمان فيكون الباعث عليه هو الإيمان المحض لا العاده ولا الهوى ولا طلب المحمدة والجاه وغير ذلك ، بل لابد أن يكون مبدأه محض الإيمان
وغايته ثواب الله وابتغاء مرضاته وهو الإحتساب .
ولهذا كثيراً ما يقرن بين هذين الاصلين فى مثل قول النبى صلى الله عليه وسلم :
( من صام رمضان إيماناً واحتساباً ) (4)، ( ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً ) (5)
ونظائره . فقوله : ( على نور من الله ) إشارة إلى الأصل الأول وهو مصدر العمل والسبب الباعث عليه . وقوله ( ترجو ثواب الله ) إشارة إلى الأصل الثانى وهو الإحتساب ،
وهو الغاية التى لأجلها توقع العمل ويقصد به (6)
وقال العلامة نعمان بن محمود الألوسى رحمه الله :
وفى تحفة الإخوان : التقوى إمتثال الاوامر واجتناب النواهى ولها ثلاث مراتب :
الاولى : التوقى من العذاب المخلد بالتبرى من الشرك وعليه قوله تعالى : ] وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى [ .......... ( الفتح : 26 )
والثانية : التجنب عن كل ما يؤثم من فعل أو ترك حتى الصغائر عند قوم ، وهو المتعارف بالتقوى فى الشرع وهو المعنى بقوله تعالى : ] وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ [ ......
(الاعراف : 96 ) وعلى هذا قول عمر بن عبد العزيز رضى الله تعالى عنه :
التقوى ترك ما حرم الله وأداء ما افترض الله ، فما رزق الله بعد ذلك فهو خير إلى خير .
والثالثة : أن يتنزه عما يشتغل سره عن الله تعالى ، وهذه هى التقوى الحقيقية المطلوبة بقوله تعالى : ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ [ ....... ( أل عمران: 102 )
وقال ابن عمر : الا ترى نفسك خيراً من أحد . (7)
وقال الغزالى رحمة الله :
اعلم أولاً - بارك الله فى دينك وزاد فى يقينك - أن التقوى فى قول شيوخنا رحمهم الله هى تنزيه القلب عن ذنب لم يسبق عنك مثله ، حتى تحصل لك من القوة والعزم على تركه وقاية بينك وبين المعاصى .
فإذن لما حصلت وقاية بين العبد وبين المعاصى من قوة عزمه على تركها ، وتوطين قلبه على ذلك ، فيوصف حينئذ بأنه متق ، ويقال لذلك التنزيه والعزم والتوطين : التقوى .
والتقوى فى القرأن : تطلق على ثلاثة اشياء : أحداهما بمعنى الخشية والهيبة .
قال تعالى: ] وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ [ ....... ( البقرة : 41 ) وقال تعالى : ] وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ [....... ( البقرة : 281 ) ، والثانى بمعنى الطاعة والعبادة قال الله تعالى :
] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ [ ....... ( أل عمران : 102 )
قال ابن العباس رضى اله عنهما : اطيعوا الله حق طاعته.
وقال مجاهد : هو أن يطاع فلا يعصى وأن يذكر فلا ينسى وأن يشكر فلا يكفر
والثالث : بمعنى تنزيه القلب عن الذنوب ، فهذه هى الحقيقة عن التقوى دون الأولين ألا ترى أن الله يقول ] وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ [ …..( النور : 52 ) ذكر الطاعة والخشية ثم ذكر التقوى ، فعلمت أن حقيقة التقوى معنى سوى الطاعة والخشية ، وهى تنزيه القلب عما ذكرناه ،
ثم قالوا : منازل التقوى ثلاثة :
تقوى عن الشرك وتقوى عن البدعة ، وتقوى عن المعاصى الفرعية ، ولقد ذكرها الله تعالى فى أية واحدة وهى قوله جل من قائل :
] لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ إِذَا مَا اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّأَحْسَنُواْ … [ … .( المائده : 93)
فالتقوى الأولى عن الشرك ، والإيمان الذى فى مقابلتها التوحيد ، والتقوى الثانية من البدعة ، والإيمان الذى ذكر معها إقرار عقود السنة والجماعة ، والتقوى الثالثة عن المعاصى الفرعية ، ولا إقرار فى هذه المنزلة فقابلها بالإحسان وهو الطاعة والاستقامة عليها ، فتكون منزلة السنة ، ومنزلة استقامة الطاعة .
قال : وأنا وجدت التقوى بمعنى اجتناب فضول الحلال ، وهو ما روى فى الخبر المشهور عن النبى صلى الله علية وسلم أنه قال إنما سمى المتقون متقين لتركهم ما لا بأس به حذراً عما به بأس ) (8)
فهذه أقوال العلماء فى معنى التقوى وأقسامها ولا شك أن اسم التقوى يسع ما ذكر ، وأحوال الناس معها لا تعارض ذلك ، فمن الناس من يقى نفسه الخلود فى النار ، وذلك بالإقرار بالتوحيد وتصديق الرسول صلى الله عليه وسلم ولكنه لا يقى نفسه خلود النار بالكلية ،
فيفرط فى الواجبات ويتلبس بالمخالفات ، فهذا نوع من التقوى وإن كان فى أدنى درجاتها ،
ولا يستحق صاحبها إسم المتقى بإطلاق ، لأنه متعرض للعذاب مستحق للعقاب ،
إن لم تتداركه رحمة الله فإنه تعالى لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ،
ومن الناس من يتقى الكفر وكبائر الذنوب إلا إنه لا يتورع عن الصغائر ولا يكثر من النوافل .
فلا شك أنه أقرب للنجاة لقول الله عز وجل : ] إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا [ .....( النساء : 31 ) وقوله صلى الله علية وسلم : ( الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر ). (9)
إلا أن لم يأخذ الجنة الكاملة من النار ، فلابد أن يكون هناك من التقصير فى الفرائض والوقوع فى الصغائر التى يخشى من المداومة عليها التجرؤ على الكبائر ، وليس له من نوافل الطاعات واجتناب الشبهات والمكروهات ما يكمل به تقوى العبد ،
لذا قال الله عز وجل :] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ [ ....... ( أل عمران : 102 )
فالتقوى الحقيقية هى أن يجتهد العبد فى ترك الذنوب كلها صغارها وكبارها ، ويجتهد فى الطاعات كلها الواجبات والنوافل ما استطاع ،
لعل كثرة النوافل تعوض ما قد يعرض من تقصير وإجتناب الصغائر يجعل بين العبد وبين الكبائر جنة حصينة كما قال عز وجل : ] فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [ ……( التغابن : 16 )
فمثل هذا يستحق اسم المتقى ، واجتهاده فى الطاعات كلها من الواجبات والنوافل وترك المعاصى ما استطاع من كبائر وصغائر وترك ما لا بأس به حذراً مما به بأس
هو التقوى التى دارت عليها أقوال السلف .
قال ابو الدرداء : تمام التقوى أن يتقى الله العبد حتى يتقيه من مثقال ذرة ، وحتى يترك بعض ما يرى أنه حلال خشية أن يكون حراماً ، يكون حجاباً بينه وبين الحرام ، فإن الله قد بين للعباد الذى يصيرهم إليه فقال :
] فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ [ ......( الزلزله : 7-8 )
فلا تحقرن شيئاً من الخير أن تفعله ولا شيئاً من الشر أن تتقيه .
قال الحسن : ما زالت التقوى بالمتقين حتى تركوا كثيراً من الحلال مخافة الحرام .
وقال الثورى : إنما سموا متقين لأنهم اتقوا مالا يتقى .
وقال موسى بن أعين : المتقون تنزهوا عن أشياء من الحلال مخافة أن يقعوا فى الحرام فسماهم الله متقين .
وقال ميمون بن مهران : المتقى أشد محاسبة لنفسه من الشريك الشحيح لشريكه .
وقال بن مسعود فى قوله تعالى : ] اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ [ ..... ( أل عمران : 102 )
قال : أن يطاع فلا يعصى ، ويذكر فلا ينسى ، ويشكر فلا يكفر . (10)
قال ابن رجب رحمه الله :
وشكره يدخل فيه جميع فعل الطاعات ومعنى ذكره فلا ينسى : ذكر العبد بقلبه لأوامر الله فى حركاته وسكناته وكلماته فيتمثلها ، ولنواهيه فى ذلك كله فيجتنبها ، وقد يغلب استعمال التقوى على اجتناب المحرمات ، كما قال أبو هريره وسئل عن التقوى فقال :
هل أخذت طريقاً ذا شوك ؟ قال : نعم ، قال : فكيف صنعت ؟ قال : إذا رايت الشوك عزلت عنه أو جاوزته أو قصرت عنه : قال ذاك التقوى .
وأخذ هذا ابن المعتمر وقال :
وأصل التقوى أن يعلم العبد ما يتقى ثم يتقى .
ذكر معروف الكرخى عن بكر بن خنيس قال : كيف يكون متقياً من لا يدرى ما يتقى ؟ ثم قال معروف الكرخى : إذا كنت لا تحسن تتقى أكلت الربا ، وإذا كنت لا تحسن تتقى لقيتك امرأة فلم تغض بصرك ، وإذا كنت لا تحسن تتقى وضعت سيفك على عاتقك . (11)
وروى الحافظ ابن عساكر فى ترجمة سعيد بن مسلم . قال سعيد :
لقد حدثنى سليمان بن المغيره أنه عمل ذنباً فاستصغره فأتاه أت فى منامه فقال له يا سليمان:
لا تحقرن من الذنوب صغيراً إن الصغير غداً يعود كبيراً
إن الصغير ولو تقادم عهده عند الإله مسطراً تسطيرا
فازجر هواك عن البطالة لا تكن صعب القياد وشـمّرن تشميراً
إن المحب إذا أحب إلهـه طار الفؤاد وألهم التفكيرا
فاسأل هدايتك الإله فتتئد فكفى بربكم هاديا ونصيرا
وقال الإمام أحمد رحمة الله : التقوى هى ترك ما تهوى لما تخشى .
وقيل : هى الخوف من الجليل ، والرضا بالتنزيل ، والإستعداد ليوم الرحيل .
وقيل : هى أن لا يراك الله حيث نهاك ، ولا يفقدك حيث أمرك .
وقيل : هى علم القلب بقرب الرب .
نسأل الله أن يهدينا سواء السبيل ، وأن يغفر لنا ما بدا من تقصير ، وأن يدخلنا برحمته فى شفاعة البشير النذير فقد بان بما ذكرنا عن التقوى فقرنا من أقسامها ومعانيها وإفلاسنا من أعلامها ومبانيها.
------------------
معنى التقوى ومراتبها
منقول من كتاب التقوى – تأليف الشيخ أحمد فريد
q المعنى اللغوى : قال فى المصباح : وقاه الله السوء وقاية : حفظه
والوقاء مثل كتاب كل ما وقيت به شيئاً ، وروى أبو عبيد عن الكسائى الفتح فى ( الوقاية ) و (الوقاء) أيضاً و ( اتقيت ) الله ( اتقاءً ) و ( التقية ) و (التقوى ) اسم منه والتاء مبدله
من واو والأصل (وقى) أهـ. (1)
q المعنى الشرعى : اختلفت تعبيرات العلماء فى تعريف التقوى مع أن الجميع يدور حول مفهوم واحد ، وهو أن يأخذ العبد وقايته من سخط الله عز وجل وعذابه ، وذلك بامتثال المأمور واجتناب المحظور .
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله :
وأصل التقوى أن يجعل العبد بينه وبين ما يخافه ويحذره وقاية تقيه منه
فتقوى العبد لربه أن يجعل بينه وبين ما يخشاه من ربه من غضبه وسخطه وعقابه وقاية تقيه من ذلك ، وهو فعل طاعته واجتناب معاصيه ، وتاره تضاف التقوى إلى اسم الله عز وجل ، كقوله تعالى :] وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِيَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ [ .......... ( المائده : 96 )
] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [
..... (الحشر : 18)
فإذا اضيفت التقوى إليه سبحانه وتعالى فالمعنى اتقوا سخطه وغضبه وهو أعظم ما يتقى ، وعن ذلك ينشأ عقابة الدنيوى والاخروى ، قال تعالى ] وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ [ ........ ( آل عمران : 28 )
وقال تعالى ] هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ [ .......... ( المدثر : 56 )
فهو سبحانه أهل ان يخشى ويهاب ويجل ويعظم فى صدور عباده ، حتى يعبدوه ويطيعوه ،
لما يستحقه من الإجلال والإكرام ، وصفات الكبرياء والعظمة وقوة البطش .
وفى الترمذى عن انس عن النبى صلى الله عليه وسلم فى هذه الاية :
] هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى ......... [ قال الله تعالى : ( أنا أهل التقوى فمن اتقانى فلم يجعل معى إلهاً أخر فأنا أهل أن أغفر له) (2)
وتارة تضاف التقوى إلى عقاب الله ، أو إلى مكانه كالنار ، أو إلى زمانه كيوم القيامة
كما قال تعالى : ] وَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ [.......... ( آل عمران : 131 )
وقال تعالى : ] فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ [ ...... ( البقره : 24 )
وقال تعالى : ] وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ [ .......... ( البقره : 281 )
وقال تعالى : ] وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً [ .......... ( البقره : 48 )
ويدخل فى التقوى الكاملة فعل الواجبات وترك المحرمات والشبهات وربما دخل فيها بعد ذلك فعل المندوبات وترك المكروهات.
قال تعالى : ] الـم~ (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ [ (3) .......... (البقره : 1 – 4 )
وقال ابن القيم رحمه الله :
وأما التقوى فحقيقتها العمل بطاعة الله إيماناً واحتسابا ، أمراً ونهياً ، فيفعل ما أمر الله به إيماناً بالأمر وتصديقاً بوعده ، ويترك ما نهى الله عنه إيماناً بالنهى وخوفا من وعيده ،
كما قال طلق بن حبيب : “ إذا وقعت الفتنة فأطفئوها بالتقوى . قالوا : وما التقوى ؟ قال : أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله ، وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله “ .
وهذا من أحسن ما قيل فى حد التقوى ، فإن كل عمل لا بد له من مبدأ وغاية ، فلا يكون العمل طاعة وقربة حتى يكون مصدره عن الإيمان فيكون الباعث عليه هو الإيمان المحض لا العاده ولا الهوى ولا طلب المحمدة والجاه وغير ذلك ، بل لابد أن يكون مبدأه محض الإيمان
وغايته ثواب الله وابتغاء مرضاته وهو الإحتساب .
ولهذا كثيراً ما يقرن بين هذين الاصلين فى مثل قول النبى صلى الله عليه وسلم :
( من صام رمضان إيماناً واحتساباً ) (4)، ( ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً ) (5)
ونظائره . فقوله : ( على نور من الله ) إشارة إلى الأصل الأول وهو مصدر العمل والسبب الباعث عليه . وقوله ( ترجو ثواب الله ) إشارة إلى الأصل الثانى وهو الإحتساب ،
وهو الغاية التى لأجلها توقع العمل ويقصد به (6)
وقال العلامة نعمان بن محمود الألوسى رحمه الله :
وفى تحفة الإخوان : التقوى إمتثال الاوامر واجتناب النواهى ولها ثلاث مراتب :
الاولى : التوقى من العذاب المخلد بالتبرى من الشرك وعليه قوله تعالى : ] وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى [ .......... ( الفتح : 26 )
والثانية : التجنب عن كل ما يؤثم من فعل أو ترك حتى الصغائر عند قوم ، وهو المتعارف بالتقوى فى الشرع وهو المعنى بقوله تعالى : ] وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ [ ......
(الاعراف : 96 ) وعلى هذا قول عمر بن عبد العزيز رضى الله تعالى عنه :
التقوى ترك ما حرم الله وأداء ما افترض الله ، فما رزق الله بعد ذلك فهو خير إلى خير .
والثالثة : أن يتنزه عما يشتغل سره عن الله تعالى ، وهذه هى التقوى الحقيقية المطلوبة بقوله تعالى : ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ [ ....... ( أل عمران: 102 )
وقال ابن عمر : الا ترى نفسك خيراً من أحد . (7)
وقال الغزالى رحمة الله :
اعلم أولاً - بارك الله فى دينك وزاد فى يقينك - أن التقوى فى قول شيوخنا رحمهم الله هى تنزيه القلب عن ذنب لم يسبق عنك مثله ، حتى تحصل لك من القوة والعزم على تركه وقاية بينك وبين المعاصى .
فإذن لما حصلت وقاية بين العبد وبين المعاصى من قوة عزمه على تركها ، وتوطين قلبه على ذلك ، فيوصف حينئذ بأنه متق ، ويقال لذلك التنزيه والعزم والتوطين : التقوى .
والتقوى فى القرأن : تطلق على ثلاثة اشياء : أحداهما بمعنى الخشية والهيبة .
قال تعالى: ] وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ [ ....... ( البقرة : 41 ) وقال تعالى : ] وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ [....... ( البقرة : 281 ) ، والثانى بمعنى الطاعة والعبادة قال الله تعالى :
] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ [ ....... ( أل عمران : 102 )
قال ابن العباس رضى اله عنهما : اطيعوا الله حق طاعته.
وقال مجاهد : هو أن يطاع فلا يعصى وأن يذكر فلا ينسى وأن يشكر فلا يكفر
والثالث : بمعنى تنزيه القلب عن الذنوب ، فهذه هى الحقيقة عن التقوى دون الأولين ألا ترى أن الله يقول ] وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ [ …..( النور : 52 ) ذكر الطاعة والخشية ثم ذكر التقوى ، فعلمت أن حقيقة التقوى معنى سوى الطاعة والخشية ، وهى تنزيه القلب عما ذكرناه ،
ثم قالوا : منازل التقوى ثلاثة :
تقوى عن الشرك وتقوى عن البدعة ، وتقوى عن المعاصى الفرعية ، ولقد ذكرها الله تعالى فى أية واحدة وهى قوله جل من قائل :
] لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ إِذَا مَا اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّأَحْسَنُواْ … [ … .( المائده : 93)
فالتقوى الأولى عن الشرك ، والإيمان الذى فى مقابلتها التوحيد ، والتقوى الثانية من البدعة ، والإيمان الذى ذكر معها إقرار عقود السنة والجماعة ، والتقوى الثالثة عن المعاصى الفرعية ، ولا إقرار فى هذه المنزلة فقابلها بالإحسان وهو الطاعة والاستقامة عليها ، فتكون منزلة السنة ، ومنزلة استقامة الطاعة .
قال : وأنا وجدت التقوى بمعنى اجتناب فضول الحلال ، وهو ما روى فى الخبر المشهور عن النبى صلى الله علية وسلم أنه قال إنما سمى المتقون متقين لتركهم ما لا بأس به حذراً عما به بأس ) (8)
فهذه أقوال العلماء فى معنى التقوى وأقسامها ولا شك أن اسم التقوى يسع ما ذكر ، وأحوال الناس معها لا تعارض ذلك ، فمن الناس من يقى نفسه الخلود فى النار ، وذلك بالإقرار بالتوحيد وتصديق الرسول صلى الله عليه وسلم ولكنه لا يقى نفسه خلود النار بالكلية ،
فيفرط فى الواجبات ويتلبس بالمخالفات ، فهذا نوع من التقوى وإن كان فى أدنى درجاتها ،
ولا يستحق صاحبها إسم المتقى بإطلاق ، لأنه متعرض للعذاب مستحق للعقاب ،
إن لم تتداركه رحمة الله فإنه تعالى لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ،
ومن الناس من يتقى الكفر وكبائر الذنوب إلا إنه لا يتورع عن الصغائر ولا يكثر من النوافل .
فلا شك أنه أقرب للنجاة لقول الله عز وجل : ] إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا [ .....( النساء : 31 ) وقوله صلى الله علية وسلم : ( الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر ). (9)
إلا أن لم يأخذ الجنة الكاملة من النار ، فلابد أن يكون هناك من التقصير فى الفرائض والوقوع فى الصغائر التى يخشى من المداومة عليها التجرؤ على الكبائر ، وليس له من نوافل الطاعات واجتناب الشبهات والمكروهات ما يكمل به تقوى العبد ،
لذا قال الله عز وجل :] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ [ ....... ( أل عمران : 102 )
فالتقوى الحقيقية هى أن يجتهد العبد فى ترك الذنوب كلها صغارها وكبارها ، ويجتهد فى الطاعات كلها الواجبات والنوافل ما استطاع ،
لعل كثرة النوافل تعوض ما قد يعرض من تقصير وإجتناب الصغائر يجعل بين العبد وبين الكبائر جنة حصينة كما قال عز وجل : ] فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [ ……( التغابن : 16 )
فمثل هذا يستحق اسم المتقى ، واجتهاده فى الطاعات كلها من الواجبات والنوافل وترك المعاصى ما استطاع من كبائر وصغائر وترك ما لا بأس به حذراً مما به بأس
هو التقوى التى دارت عليها أقوال السلف .
قال ابو الدرداء : تمام التقوى أن يتقى الله العبد حتى يتقيه من مثقال ذرة ، وحتى يترك بعض ما يرى أنه حلال خشية أن يكون حراماً ، يكون حجاباً بينه وبين الحرام ، فإن الله قد بين للعباد الذى يصيرهم إليه فقال :
] فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ [ ......( الزلزله : 7-8 )
فلا تحقرن شيئاً من الخير أن تفعله ولا شيئاً من الشر أن تتقيه .
قال الحسن : ما زالت التقوى بالمتقين حتى تركوا كثيراً من الحلال مخافة الحرام .
وقال الثورى : إنما سموا متقين لأنهم اتقوا مالا يتقى .
وقال موسى بن أعين : المتقون تنزهوا عن أشياء من الحلال مخافة أن يقعوا فى الحرام فسماهم الله متقين .
وقال ميمون بن مهران : المتقى أشد محاسبة لنفسه من الشريك الشحيح لشريكه .
وقال بن مسعود فى قوله تعالى : ] اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ [ ..... ( أل عمران : 102 )
قال : أن يطاع فلا يعصى ، ويذكر فلا ينسى ، ويشكر فلا يكفر . (10)
قال ابن رجب رحمه الله :
وشكره يدخل فيه جميع فعل الطاعات ومعنى ذكره فلا ينسى : ذكر العبد بقلبه لأوامر الله فى حركاته وسكناته وكلماته فيتمثلها ، ولنواهيه فى ذلك كله فيجتنبها ، وقد يغلب استعمال التقوى على اجتناب المحرمات ، كما قال أبو هريره وسئل عن التقوى فقال :
هل أخذت طريقاً ذا شوك ؟ قال : نعم ، قال : فكيف صنعت ؟ قال : إذا رايت الشوك عزلت عنه أو جاوزته أو قصرت عنه : قال ذاك التقوى .
وأخذ هذا ابن المعتمر وقال :
خل الذنوب صغيرها وكبيرها فهو التقى
واصنع كماش فوق أرض الشوك يحذر ما يرى
ولا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى
وأصل التقوى أن يعلم العبد ما يتقى ثم يتقى .
ذكر معروف الكرخى عن بكر بن خنيس قال : كيف يكون متقياً من لا يدرى ما يتقى ؟ ثم قال معروف الكرخى : إذا كنت لا تحسن تتقى أكلت الربا ، وإذا كنت لا تحسن تتقى لقيتك امرأة فلم تغض بصرك ، وإذا كنت لا تحسن تتقى وضعت سيفك على عاتقك . (11)
وروى الحافظ ابن عساكر فى ترجمة سعيد بن مسلم . قال سعيد :
لقد حدثنى سليمان بن المغيره أنه عمل ذنباً فاستصغره فأتاه أت فى منامه فقال له يا سليمان:
لا تحقرن من الذنوب صغيراً إن الصغير غداً يعود كبيراً
إن الصغير ولو تقادم عهده عند الإله مسطراً تسطيرا
فازجر هواك عن البطالة لا تكن صعب القياد وشـمّرن تشميراً
إن المحب إذا أحب إلهـه طار الفؤاد وألهم التفكيرا
فاسأل هدايتك الإله فتتئد فكفى بربكم هاديا ونصيرا
وقال الإمام أحمد رحمة الله : التقوى هى ترك ما تهوى لما تخشى .
وقيل : هى الخوف من الجليل ، والرضا بالتنزيل ، والإستعداد ليوم الرحيل .
وقيل : هى أن لا يراك الله حيث نهاك ، ولا يفقدك حيث أمرك .
وقيل : هى علم القلب بقرب الرب .
نسأل الله أن يهدينا سواء السبيل ، وأن يغفر لنا ما بدا من تقصير ، وأن يدخلنا برحمته فى شفاعة البشير النذير فقد بان بما ذكرنا عن التقوى فقرنا من أقسامها ومعانيها وإفلاسنا من أعلامها ومبانيها.
------------------
1) المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير للرافعى (669) – دار المعارف .
2) رواه أحمد ( 3 / 142 ، 243 ) وابن ماجه ( 4299 ) الزهد ، والدرامى ( 2 / 303 ) الرقاق ، وضعفه الألبانى
3) جامع العلوم والحكم ( 148 – 149 ) بأختصار
4) رواه البخارى ( 4 / 115 ) الصوم
5) رواه البخارى ( 4 / 255 ) فضل ليلة القدر ، ومسلم ( 6 / 40 ، 41 ) صلاة المسافرين
6) الرساله التبوكيه بتحقيق أشرف عبد المقصود ونشر مكتبة التوعيه الأسلاميه ( 15 - 17)
7) غالية المواعظ ومصباح المتعظ وقبس الواعظ ( 2 / 48 ) دار المعرفه . وقول ابن عمر رضى الله عنهما يشير إلي نوع من التقوى وليست التقوى الكامله ، وأصح من ذلك أن يقال هو نوع من الزهد ، وهو الزهد فى النفس ، والزهد فى النفس أقصى غاية الزهد .
منهاج العابدين ( 74 ، 75 ) بتصرف مكتبة الجندى . والحديث رواه الترمذى ( 9 / 278 ) ، القيامه وقال : هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، وابن ماجه ( 4215 ) الزهد ، والحاكم ( 4 / 319 ) الرقاق وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبى وقال الألبانى : هذا عجب منه فإن عبد الله بن يزيد لم يوثقه أحد وضعفه فى بلوغ المرام ( 871 ) وضعيف ابن ماجه ( 924 )
9) رواه مسلم ( 118 , 117 / 3 ) الطهاره ، والترمذى ( 15 – 14 / 2 ) الصلاه
10) رواه الحاكم ( 2 / 294 ) التفسير ، دون قوله : " وأن يشكر فلا يكفر " وقال على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبى
11) باختصار من جامع العلوم والحكم ( 140 – 150 )