فما هو مصير الشعب السوري ومصير البلاد؟ وما هي نهاية هذه الأزمة والصراع السياسي؟
والحقيقة أنني من خلال ما قرأته من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أهل الشام وما يتميزون به من خير وحكمة وإيمان صادق وصلاح فأنني أمل أن تنتهي أزمتهم وصراعهم مثلما أنتهى الصراع والأزمة في يمن الإيمان والحكمة وسوف تحل بعقل وحكمة وبأقل الخسائر إن شاء الله تعالى رغم المؤامرة التي تحيك للشعب السوري وحكومته..
وفيما يلي الصفات التي يتميز بها الشام وأهل الشام كما أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم:
1- إن الرسول صلى الله عليه وسلم قد خص اليمن والشام بالدعاء لهما بالبركة دون غيرهما من بلدان المسلمين:
روى البخاري عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا). قال: قالوا: وفي نجدنا؟ قال: قال: (اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا). قال: قالوا: وفي نجدنا.؟ قال: قال: (هناك الزلازل والفتن، وبها يطلع قرن الشيطان). وفي رواية أخرى عن ابن عمر قال: ذكر النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم بارك لنا في شأمنا، اللهم بارك لنا في يمننا). قالوا: يا رسول الله، وفي نجدنا؟ قال: (اللهم بارك لنا في شأمنا، اللهم بارك لنا في يمننا). قالوا: يا رسول الله، وفي نجدنا؟ فأظنه قال في الثالثة: (هناك الزلازل والفتن، وبها يطلع قرن الشيطان).
وروى الترمذي عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:- "اللهم بارك لنا في شامنا. اللهم بارك لنا في يماننا. قالوا وفي نجدنا. فقال اللهم بارك لنا في شامنا وبارك لنا في يماننا. قالوا وفي نجدنا قال هنالك الزلازل والفتن وبها. أو قال: منها يخرج قرن الشيطان". هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث ابن عون. وقد روي هذا الحديث أيضا عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وروى إبن حبان ايضا عن نافع عن بن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا قالوا وفي نجدنا قال اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا قالوا وفي نجدنا قال هنالك الزلازل والفتن وبها أو قال منها يخرج قرن الشيطان.
ورواه أحمد أيضاً عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال-اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا مرتين فقال رجل وفي مشرقنا يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من هنالك يطلع قرن الشيطان ولها تسعة أعشار الشر.
2- إن العلم والإيمان بالشام إذا وقعت الفتن:
أخبرنا رسولنا المصطفى صلى الله عليه وسلم عن صفتين من الصفات التي يتميز بها أهل الشام عند وقوع الفتن , وهما صفة العلم وصفة الإيمان.
خرج الإمام أحمد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص وأبي الدرداء وخرج الحاكم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي r قال: رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي فأتبعته بصري فإذا هو عمود ساطع عمد به إلى الشام ألا وإن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام).
قال بعض السلف: ما بعث الله نبيا إلا من الشام فإن لم يبعثه منها هاجر إليها وفي آخر الزمان يستقر العلم والإيمان بالشام فيكون نور النبوة فيها أظهر منه في سائر بلاد الإسلام.
وهذه هي من صفات أهل اليمن التي جعلتهم قادرين على حل الأزمة والصراع السياسي الذي عاشته خلال عام كامل بعقل وحكمة وتمكنوا من تجنيب البلاد ويلات الحرب الطاحنة التي كانت ستأكل الأخضر واليابس.
وإن شاء الله سيكون الحال في سوريا وسوف تحل أزمتهم وصراعهم عن طريق العقل والحكمة لانها الطريق الوحيد لإخراج البلاد من هذه الحرب الأهلية الطاحنة التي يسقط ضحيتها الأبرياء من الأطفال والنساء والشباب والشيوخ والرجال من الأخوة في المعارضة والسلطة.
فبجب على الطرفين الجلوس إلى طاولة الحوار والبحث عن الحلول الجادة لإخراج البلاد وتجنيبها المزيد من الخسائر في الأرواح والأموال.
3- أن سكان الشام هم خير سكان الأرض حتى تقوم الساعة وستكون هجرة الأِِِشرار منها إلى العراق وهجرة الأخيار إليها.
قال رسول الله r: (عليكم بالشام فإنها خيرة الله من أرضه، يجتبي إليها خيرته من عباده) خرجه الإمام أحمد وأبو داود وابن حبان والحاكم في صحيحهما.
وقال أبو أمامة: لا تقوم الساعة حتى ينتقل خيار أهل العراق إلى الشام وشرار أهل الشام إلى العراق. وخرجه الإمام أحمد.
4- أن الشام هو المكان الذي سوف ينزل فيه عيسى بن مريم عليه السلام أخر الزمان ليحكم بالدين الإسلامي.
أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بهاتين الصفتين وهاتين العلامتين في الحديث الذي رواه والترمذي وغيرهما عن النبي r قال: ستكون هجرة بعد هجرة فخيار أهل الأرض ألزمهم مهاجر إبراهيم، يعني الشام، وبالشام ينزل عيسى بن مريم عليه السلام في آخر الزمان، وهو المبشر بمحمد r ويحكم به ولا يقبل من أحد غير دينه، فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويصلي خلف إمام المسلمين، ويقول: إن هذه الأمة أئمة بعضهم لبعض). إشارة إلى أنه متبع لدينهم غير ناسخ له.
5- إن الشام في آخر الزمان هي أرض المحشر والمنشر:
فيحشر الناس إليهم قبل القيامة من أقطار الأرض، فيهاجر خيار أهل الأرض إلى مهاجر إبراهيم، وهي أرض الشام طوعا وكما تقدم أن خيار أهل الأرض ألزمهم مهاجر إبراهيم .
وقد ثبت في الصحيحين عن النبي r أنه قال: لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز فتضيء لها أعناق الإبل ببصرى) وقد خرجت هذه النار بالحجاز بقرب المدينة، ورؤيت أعناق الإبل من ضوءها ببصرى في سنة أربع وخمسين وستمائة، وعقيبها جرت واقعة بغداد، وقتل بها الخليفة وعامة من كان ببغداد، وتكامل خراب أهل العراق على أيدي التتار، وهاجر خيار أهلها إلى الشام من حينئذ، فأما شرار الناس فتخرج نار في آخر الزمان تسوقهم إلى الشام قهرا، حتى تجتمع الناس كلها بالشام قبل قيام الساعة.
6- إن بالشام توجد فسطاط المسلمين يوم الملحمة إلى جوار مدينة دمشق وفيها خير منازل المسلمين:
فقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن فسطاط المسلمين يوم الملحمة ويوم يشتد قتال المسلمين مع النصارى أخر الزمان في سوريا.
جاء في سنن أبي داود عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي r قال: إن فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة إلى جانب مدينة يقال لها دمشق من خير مدائن الشام) وخرجه الحاكم ولفظه: (خير منازل المسلمين يومئذ)
7- ابتغاء الفضل والصلاح لمستوطن الشام لانه إذا عم الفساد في الشام فأن ذلك سيعم في سائر المدن:
عن معاوية بن قرة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم ) رواه إبن حبان
8- بسط الملائكة اجنحتها على الشام لساكنيها :
عن زيد بن ثابت يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ونحن عنده (طوبى للشام قال ان ملائكة الرحمن لباسطة أجنحتها عليه) رواه إبن حبان
9- إستحباب سكنى الشام عند ظهور الفتن بالمسلمين وفي آخر الزمان :
عن أبي إدريس الخولاني عن عبد الله بن حوالة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (انكم ستجندون اجنادا جندا بالشام وجندا بالعراق وجندا باليمن قال قلت يا رسول الله خر لي قال عليك بالشام فمن أبى فليلحق بيمنه وليسق من غدره فان الله تكفل لي بالشام وأهله ) رواه إبن حبان
وعن سالم بن عبد الله عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ستخرج عليكم نار في آخر الزمان من حضرموت تحشر الناس قال قلنا بما تأمرنا يا رسول الله قال عليكم بالشام قال أبو حاتم أول الشام بالس وآخره عريش مصر ) رواه إبن حبان
10- أن الشام هي عقر دار المؤمنين في آخر الزمان :
عن النواس بن سمعان قال فتح على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح فأتيته فقلت يا رسول الله سيبت الخيل ووضعوا السلاح فقد وضعت الحرب اوزارها وقالوا لا قتال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذبوا الآن جاء القتال الآن جاء القتال ان الله جل وعلا يزيغ قلوب أقوام يقاتلونهم ويرزقهم الله منهم حتى يأتى أمر الله على ذلك وعقر دار المؤمنين الشام) رواه إبن حبان