ذكر وصف الجنة
من كتاب لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف - تأليف: الإمام الحافظ زين الدين أبي الفرج عبدالرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي الدمشقي (736-795هـ)(وقوله صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة حين سأله عن بناء الجنة فقال: لبنة من ذهب ولبنة من فضة، وملاطها المسك الأذفر وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت وتربتها الزعفران) وقد روي هذا عن النبي r من حديث ابن عمر مرفوعا أخرجه الطبراني، فهذه أربعة أشياء:
أحدها: بناء الجنة: ويحتمل أن المراد بنيان قصورها ودورها، ويحتمل أن يراد بناء حائطها وسورها المحيط بها وهو أشبه وقد روي من وجه آخر عن أبي هريرة مرفوعا وموقوفا وهو أشبه: حائط الجنة لبنة من فضة ولبنة من ذهب ودرجها الياقوت واللؤلؤ. قال: وكنا نتحدث: أن رضراض أنهارها اللؤلؤ وترابها الزعفران) وفي مسند البزار عن أبي سعيد مرفوعا: خلق الله الجنة لبنة من فضة ولبنة من ذهب وملاطها المسك فقال لها: تكلمي فقالت قد أفلح المؤمنون فقالت الملائكة: طوبى لك منزل الملوك) ومما يبين أن المراد ببناء الجنة في هذه الأحاديث بناء سورها المحيط بها ما في الصحيحين عن أبي موسى عن النبي r قال: جنتان من ذهب وآنيتهما وما فيهما وجنتان من فضة وآنيتهما وما فيهما) و (قد روي عن أبي موسى مرفوعا وموقوفا:(جنتان من ذهب للمقربين وجنتان من فضة لأصحاب اليمين) وفي الصحيح أيضا عن النبي r أنه قال: (إنها جنان كثيرة) وقد روي: (أن بناء بعضها من در وياقوت). وخرّج ابن لأبي الدنيا من حديث أنس مرفوعا: خلق الله جنة عدن بيده لبنة بيضاء ولبنة من ياقوتة حمراء ولبنة من زبرجد خضراء ملاطها المسك وحصباؤها اللؤلؤ وحشيشها الزعفران ثم قال لها: انطقي قالت: قد أفلح المؤمنون قال وعزتي لا يجاورني فيك بخيل).
وروى عطية عن أبي سعيد قال: إن الله خلق جنة عدن من ياقوتة حمراء ثم قال لها: تزيني فتزينت ثم قال لها: تكلمي فقالت: طوبى لمن رضيت عنه، ثم أطبقها وعلقها بالعرش، فهي تفتح في كل سحر فذلك برد السحر) وعن ابن عباس قال: كان عرش الله على الماء ثم اتخذ دونها أخرى وطبقهما بلؤلؤة واحدة لا تعلم الخلائق ما فيهما وهما اللتان لا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون. وذكر صفوان بن عمرو عن بعض مشايخه قال: الجنة مائة درجة أولها: درجة فضة أرضها فضة ومساكنها فضة وترابها المسك، والثانية: ذهب وأرضها ذهب وآنيتها ذهب وترابها المسك، والثالثة: لؤلؤ وأرضها لؤلؤ وآنيتها لؤلؤ وترابها المسك وسبع وتسعون بعد ذلك ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ثم تلا (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون).
وفي(صحيح مسلم) عن المغيرة بن شعبة يرفعه: سأل موسى ربه قال: يا رب ما أدنى أهل الجنة منزلة ؟ قال: هو رجل يجيء بعدما أدخل أهل الجنة الجنة، فيقال له: ادخل الجنة فيقول: يا رب كيف وقد أخذ الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم ؟ فيقال له: أترضى أن يكون لك مثل ملك من ملوك الدنيا ؟ فيقول رضيت يا رب، فيقول لك ذلك ومثله ومثله ومثله، فقال له في الخامسة: رضيت يا رب، فيقال: هذا لك وعشرة أمثاله ولك ما اشتهت نفسك ولذت عينك، فيقول: رضيت يا رب، قال: فأعلاهم منزلة ؟ قال: أولئك الذين أردت غرست كرامتهم بيدي، وختمت عليها، فلم تر عين، ولم تسمع أذن، ولم يخطر على قلب بشر، قال: ومصداقه في كتاب الله: (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين).
الثاني: ملاط الجنة: وأنه المسك الأذفر، وقد تقدم مثل ذلك في غير حديث، والملاط: هو الطين، ويقال: الطين الذي يبنى منه البنيان والأذفر الخالص.
ففي الصحيحين عن أنس عن النبي r قال: دخلت الجنة فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ، وإذا ترابها المسك) والجنابذ: مثل القباب، وقد قيل: إنه أراد بترابها ما خالطه الماء، وهو طينها، كما في صحيح البخاري عن أنس عن النبي r أنه قال في الكوثر: طينه المسك الأذفر.
وقد قيل في تأويل قوله تعالى: (ختامه مسك): إن المراد بالختام: ما يبقى في سفل الشراب من التفل وهذا يدل على أن أنهارها تجري على المسك ولذلك يرسب منه في الإناء في آخر الشراب كما يرسب الطين في آنية الماء في الدنيا
الثالث: حصباء الجنة: وأنه اللؤلؤ والياقوت والحصباء: الحصى الصغار وهو الرضراض، وفي المسند عن أنس عن النبي r في ذكر الكوثر: أن رضراضه اللؤلؤ) وفي رواية: (حصباؤه اللؤلؤ)، وفي الترمذي من حديث ابن عمر عن النبي r: أن مجراه على الدر والياقوت) وفي الطبراني من حديث عبد الله بن عمرو عن النبي r قال: حاله المسك الأبيض ورضراضه الجوهر وحصباؤه اللؤلؤ) وفي المسند من حديث ابن مسعود عن النبي r قال: حاله المسك ورضراضه التوم) والتوم: الجوهر والحال: الطين قال أبوالعالية: قرأت في بعض الكتب: يا معشر الربانيين من أمة محمد انتدبوا لدار أرضها زبرجد أخضر تجري عليها أنهار الجنة فيها الدر واللؤلؤ والياقوت، وسورها زبرجد أخضر متدليا عليها أشجار الجنة بثمارها.
الرابع: تراب الجنة: وأنه الزعفران وقد سبق في رواية أخرى: (الزعفران والورس) وقد قيل: إن المراد بالتراب ههنا: تربة الأرض التي لا ماء عليها، فأما ما كان عليه ماء، فإنه مسك كما سبق.
وسبق أيضا في بعض الروايات حشيشها الزعفران، وهو نبات أرضها وترابها فأما حديث ترابها المسك: فقد قيل: إنه محمول على تراب يخالطه الماء، كما تقدم. وقيل: إن المراد: أن ريح ترابها ريح مسك، ولونه لون الزعفران. ويشهد لهذا حديث الكوثر: (إن حاله المسك الأبيض)، فريحه ريح المسك، ولونه مشرق لا يشبه لون مسك الدنيا بل هو أبيض، وقد يكون منه أبيض ومنه أصفر، والله أعلم.
وفي صحيح مسلم من حديث أبي سعيد: أن النبي r سأل ابن الصياد عن تربة الجنة: فقال: درمكة بيضاء مسك خالص فصدقه النبي r) وفي رواية: أن ابن صياد سأل النبي r وصدقه. وفي المسند والترمذي، عن البراء بن عازب أن النبي r قال:(تربة الجنة درمكة ثم سأل اليهود ؟ فقالوا: خبزة فقال: الخبز من الدرمك) والتي تجتمع به هذه الأحاديث كلها أن تربة الجنة في لونها بيضاء، ومنها ما يشبه لون الزعفران في بهجته وإشراقه، وريحها ريح المسك الأذفر الخالص وطعمها طعم الخبز الحواري الخالص، وقد يختص هذا بالأبيض منها، فقد اجتمعت لها الفضائل كلها لا حرمنا الله ذلك برحمته وكرمه.
وقوله r: من يدخلها ينعم لا يبأس ويخلد لا يموت لا تبلى ثيابهم ولا يفنى شبابهم) إشارة إلى بقاء الجنة وبقاء جميع ما فيها من النعيم، وإن صفات أهلها الكاملة من الشباب لا تتغير أبدا، وملابسهم التي عليهم من الثياب لا تبلى أبدا، وقد دل القرآن على مثل هذا في مواضع كثيرة،كقوله:(وجنات لهم فيها نعيم مقيم) وقوله تعالى: (أكلها دائم وظلها)، وقوله تعالى: (خالدين فيها أبدا) في مواضع كثيرة، وفي (صحيح مسلم) عن أبي هريرة عن النبي r قال:من يدخل الجنة ينعم، لا يبأس، لا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه)، وفيه أيضا عن النبي r قال: (إذا دخل أهل الجنة الجنة، نادى مناد: أن لكم أن تنعموا ولا تبأسوا أبدا، وأن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا، وأن لكم أن تشبوا ولا تهرموا أبدا (ونودوا أن تلكم الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون) وفي رواية لغيره زيادة: (وأن تحيوا فلا تموتوا أبدا) وفي الترمذي مرفوعا: (أهل الجنة جرد مرد كحل لا يفنى شبابهم ولا تبلى ثيابهم)، وعن أبي سعيد مرفوعا: (يدخل أهل الجنة أبناء ثلاثين لا يزيدون عليها أبدا)، ومن حديث علي مرفوعا: (إن في الجنة مجتمعا للحور العين يرفعن بأصوات لم يسمع الخلائق مثلها يقلن: نحن الخالدات فلا نبيد، ونحن الناعمات فلا نبأس، ونحن الراضيات فلا نسخط، طوبى لمن كان لنا وكنا له) وخرج الطبراني من حديث ابن عمر مرفوعا: (إن مما يتغنين به الحور العين: نحن الخالدات فلا نمتنه نحن الآمنات فلا نخفنه نحن المقيمات فلا نظعنه) ومن حديث أم سلمة مرفوعا: (أن نساء أهل الجنة يقلن: نحن الخالدات فلا نموت أبدا، ونحن الناعمات فلا نبأس أبدا، ونحن المقيمات فلا نظعن أبدا، ونحن الراضيات فلا نسخط أبدا، طوبى لمن كنا له وكان لنا) وفيما ذكره r في صفة من يدخل الجنة تعريض بذم الدنيا الفانية، فإنه من يدخلها وإن نعم فيها فإنه يبأس، ومن أقام فيها فإنه يموت ولا يخلدو ويفنى شبابهم وتبلى ثيابهم وتبلى أجسامهم.
وفي القرآن نظير هذا وهذا التعريض بذم الدنيا وفنائها مع مدح الآخرة وذكر كمالها وبقائها، كما قال تعالى: (زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب * قل أؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد) وقال الله تعالى: (إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها) الآية ثم قال: (والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم * للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون) وقال الله تعالى: (وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب وإن الدار الآخرة) الآية، وقال الله تعالى: (واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا * المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا)، وقال الله تعالى: (وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب وأن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون)، وقال الله تعالى: (اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته) إلى قوله: (سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله) وقال الله تعالى: (بل تؤثرون الحياة الدنيا * والآخرة خير وأبقى) وقال الله تعالى: (أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل)، وقال الله تعالى عن مؤمن آل فرعون أنه قال لقومه: (يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار) والمتاع: هو ما يتمتع به صاحبه برهة ثم ينقطع ويفنى، فما عيبت الدنيا بأكثر من ذكر فنائها وتقلب أحوالها،وهو أدل دليل على انقضائها وزوالها، فتتبدل صحتها بالسقم ووجودها بالعدم وشبيبتها بالهرم، ونعيمها بالبؤس، وحياتها بالموت، فتفارق الأجسام النفوس، وعمارتها بالخراب، واجتماعها بفرقة الأحباب، وكل ما فوق التراب تراب، قال بعض السلف في يوم عيد وقد نظر إلى كثرة الناس وزينة لباسهم: هل ترون إلا خرقا تبلى أو لحما يأكله الدود غدا؟. كان الإمام أحمد رضي الله عنه يقول: يا دار تخربين ويموت سكانك وفي الحديث: (عجبا لمن رأى الدنيا وسرعة تقلبها بأهلها كيف يطمئن إليها). قال الحسن: إن الموت قد فضح الدنيا فلم يدع لذي لب بها فرحا. وقال مطرف: إن هذا الموت قد أفسد على أهل النعيم نعيمهم، فالتمسوا نعيما لا موت فيه. وقال يونس بن عبيد: ما ترك ذكر الموت لنا قرة عين في أهل ولا مال. وقال يزيد الهاشمي: أمن أهل الجنة الموت فطاب لهم العيش وأمنوا الأسقام، فهنيئا لهم في جوار الله طول المقام.
عيوب الدنيا بادية وهي بعبرها ومواعظها منادية، لكن حبها يعمي ويصم فلا يسمع محبها نداءها، ولا يرى كشفها للغير وإيذاءها.
قد نادت الدنيا على نفسها | | لوكان في العالم من يسمع |
كم واثق بالعمر أفنيته | | وجامع بددت ما يجمع |
دخلت أم جعفر بن يحيى البرمكي على قوم في عيد أضحى تطلب جلد كبش تلبسه وقالت: هجم علي مثل هذا العيد وعلى رأسي أربعمائة وصيفة قائمة، وأنا أزعم أن ابني جعفرا عاق لي.
كانت أخت أحمد بن طولون صاحب مصر كثيرة السرف في إنفاق المال حتى أنها زوجت بعض لعبها فأنفقت على وليمة عرسها مائة ألف دينار، فما مضى إلا قليل حتى رئيت في سوق من أسواق بغداد وهي تسأل الناس. اجتاز بعض الصالحين بدار فيها فرح وقائلة تقول في غنائها:
ألا يا دار لا يدخلك حزن | | ولا يزري بصاحبك الزمان |
معاشر الحساد موتوا كمدا | | كذا نكون ما بقينا أبدا |
حمل إلى سليمان بن عبد الملك في خلافته من خراسان ستة أحمال مسك إلى الشام، فأدخلت على ابنه أيوب وهو ولي عهده، فدخل عليه الرسول بها في داره، فدخل إلى دار بيضاء، وفيها غلمان عليهم ثياب بياض، وحليتهم فضة، ثم دخل إلى دار صفراء، فيها غلمان عليهم ثياب صفر، وحليتهم الذهب، ثم دخل إلى دار خضراء، فيها غلمان عليهم ثياب خضر وحليتهم الزمرد، ثم دخل على أيوب، وهو وجاريته على سرير، فلم يعرف أحدهما من الآخر لقرب شبههما، فوضع المسك بين يديه، فانتهبه كله الغلمان، ثم خرج الرسول فغاب بضعة عشر يوما، ثم رجع فمر بدار أيوب، وهي بلاقع، فسأل عنهم ؟ فقيل له: أصابهم الطاعون فماتوا .
كان يزيد بن عبد الملك ـ وهو الذي انتهت إليه الخلافة بعد عمر بن عبد العزيز ـ له جارية تسمى حبابة، وكان شديد الشغف بها، ولم يقدر على تحصيلها إلا بعد جهد شديد، فلما وصلت إليه، خلى بها يوما في بستان وقد طار عقله فرحا بها، فبينما هو يلاعبها ويضاحكها، إذ رماها بحبة رمان، أو حبة عنب وهي تضحك، فدخلت في فيها فشرقت بها فماتت، فما سمحت نفسه بدفنها حتى أراحت، فعوتب على ذلك فدفنها، ويقال: إنه نبشها بعد دفنها، ويروى: إنه دخل بعد موتها إلى خزائنها ومقاصيرها ومعها جارية لها فتمثلت الجارية ببيت:
كفى حزنا بالواله الصب أن يرى | | منازل من يهوى معطلة قفرا |
قال بعض السلف: ما من حبرة إلا يتبعها عبرة * وما كان ضحك في الدنيا إلا كان بعده بكاء ، من عرف الدنيا حق معرفتها حقرها وأبغضها، كما قيل
أما لوبيعت الدنيا بفلس | | أنفت لعاقل أن يشتريها |
قال عون بن عبد الله بن عتبة: بنى ملك ممن كان قبلنا مدينة فتنوق في بنائها ثم صنع طعاما ودعا الناس إليه، وأقعد على أبوابها ناسا يسألون كل من خرج هل رأيتم عيبا ؟ فيقولون لا، حتى جاء في آخر الناس قوم عليهم أكسية فسألوهم: هل رأيتم عيبا ؟ فقالوا: عيبين فأدخلوهم على الملك فقال: هل رأيتم عيبا ؟ فقالوا عيبين قال: وما هما ؟ قالوا: تخرب ويموت صاحبها، قال: فتعلمون دار لا تخرب ولا يموت صاحبها ؟ قالوا نعم، فدعوه، فاستجاب لهم وانخلع من ملكه وتعبد معهم، فحدث عون بهذا الحديث عمر بن عبد العزيز فوقع منه موقعا حتى هم أن يخلع نفسه من الملك، فأتاه ابن عمه مسلمة فقال: اتق الله يا أمير المؤمنين في أمة محمد فوالله لئن فعلت ليقتتلن بأسيافهم قال: ويحك يا مسلمة حملت ما لا أطيق وجعل يرددها ومسلمة يناشده حتى سكن.