قصة الخليل إبراهيم عليه السلام
المصدر : كتاب المدهش لابن الجوزي
كان الكهنة قد حذرت نمرود وجود محارب غالب، ففرق بين الرجال والنساء، فحمل به على رغم أنف اجتهاده، فلما خاض المخاض في خضم أم إبراهيم وجعلت بين خيف الخوف وحيز التحيز تهيم، فوضعته في نهر قد يبس، وسترته بالحلفاء ليلتبس، وكانت تختلف لرضاعه، وقد سبقها رضاع "ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل" فلما بلغ سبع سنين، رأى قومه في هزل "وجدنا آباءنا" فجادلهم فجدّلهم فجدلهم وأبرز نور الهدى في حجة "ربي الذي يحيي ويميت" فقابله نمرود، بسهى السهو في ظلام "أنا أحيي" فألقاه كاللقا، على عجز العجز، بآفات "فأت بها، فبهت" ثم دخل دار الفراغ "فراغ عليهم" فجردوه من بُرد بَرد العدل، إلى حر "حرِّقوه" فبنوا لسفح دمه بنياناً إلى سفح جبل، فاحتطبوا له على عجل العجل، فوضعوه في كفة المنجنيق، فاعترضه جبريل، في عرض الطريق فناداه وهو يهوي في ذلك الفلا: ألك حاجة? قال: أما إليك فلا، فسبق بريد الوحي إلى النار، بلسان التفهيم "كوني برداً وسلاماً على إبراهيم".
قصة الذبيح عليه السلام
لما ابتلي الخليل بالنمرود فسلم، وبالنار فسلم، امتد ساعد البلاء إلى الولد المساعد، فظهرت عند المشاورة نجابة "افعل ما تؤمر" وآب يوصي الأب: اشدد باطي ليمتنع ظاهري من التزلزل، كما سكن قلبي مسكن السكون، واكفف ثيابك عن دمي لئلا يصبغها عندمي فتحزن لرؤيته أمي، واقرأ السلام عليها مني، فقال: نعم العون أنت يا بني ثم أمر السكين على مريئي المرء فما مرت، غير أن حسرات الفراق للعيش أمرت، فطعن بها في الحلق مرات، فنبت، لكن حب حب الرضا في حبة القلب نبت، يا إبراهيم من عادة السكين أن تقطع، ومن عادة الصبي أن يجزع، فلما نسخ الذبيح نسخة الصبر، ومحا سطور الجزع، قلبنا عادة الحديد، فما مر ولا قطع، وليس المراد من الابتلاء أن نعذب، ولكن نبتلي لنهذب.
أين المعتبرون بقصتهما في غصتهما، لقد حصحص الأجر في حصتهما، لما جعلا الطاعة إلى الرضا سُلّماً، سل ما يؤذي فسلما، وكلما كلما حاجب كلم كل ما به تذبحان، فصد ما به صدما، بينا هما على تل "وتلَّه" جاء بشير "قد صدَّقتَ الرؤيا" فارتد أعمى الحزن بصيراً بقميص "وفديناه". ليس العجيب أمر الخليل بذبح ولده، وإنما العجب مباشرة الذبح بيده، ولولا استغراق حب الأمر لما هان مثل هذا المأمور.
المصدر : كتاب المدهش لابن الجوزي
كان الكهنة قد حذرت نمرود وجود محارب غالب، ففرق بين الرجال والنساء، فحمل به على رغم أنف اجتهاده، فلما خاض المخاض في خضم أم إبراهيم وجعلت بين خيف الخوف وحيز التحيز تهيم، فوضعته في نهر قد يبس، وسترته بالحلفاء ليلتبس، وكانت تختلف لرضاعه، وقد سبقها رضاع "ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل" فلما بلغ سبع سنين، رأى قومه في هزل "وجدنا آباءنا" فجادلهم فجدّلهم فجدلهم وأبرز نور الهدى في حجة "ربي الذي يحيي ويميت" فقابله نمرود، بسهى السهو في ظلام "أنا أحيي" فألقاه كاللقا، على عجز العجز، بآفات "فأت بها، فبهت" ثم دخل دار الفراغ "فراغ عليهم" فجردوه من بُرد بَرد العدل، إلى حر "حرِّقوه" فبنوا لسفح دمه بنياناً إلى سفح جبل، فاحتطبوا له على عجل العجل، فوضعوه في كفة المنجنيق، فاعترضه جبريل، في عرض الطريق فناداه وهو يهوي في ذلك الفلا: ألك حاجة? قال: أما إليك فلا، فسبق بريد الوحي إلى النار، بلسان التفهيم "كوني برداً وسلاماً على إبراهيم".
قصة الذبيح عليه السلام
لما ابتلي الخليل بالنمرود فسلم، وبالنار فسلم، امتد ساعد البلاء إلى الولد المساعد، فظهرت عند المشاورة نجابة "افعل ما تؤمر" وآب يوصي الأب: اشدد باطي ليمتنع ظاهري من التزلزل، كما سكن قلبي مسكن السكون، واكفف ثيابك عن دمي لئلا يصبغها عندمي فتحزن لرؤيته أمي، واقرأ السلام عليها مني، فقال: نعم العون أنت يا بني ثم أمر السكين على مريئي المرء فما مرت، غير أن حسرات الفراق للعيش أمرت، فطعن بها في الحلق مرات، فنبت، لكن حب حب الرضا في حبة القلب نبت، يا إبراهيم من عادة السكين أن تقطع، ومن عادة الصبي أن يجزع، فلما نسخ الذبيح نسخة الصبر، ومحا سطور الجزع، قلبنا عادة الحديد، فما مر ولا قطع، وليس المراد من الابتلاء أن نعذب، ولكن نبتلي لنهذب.
أين المعتبرون بقصتهما في غصتهما، لقد حصحص الأجر في حصتهما، لما جعلا الطاعة إلى الرضا سُلّماً، سل ما يؤذي فسلما، وكلما كلما حاجب كلم كل ما به تذبحان، فصد ما به صدما، بينا هما على تل "وتلَّه" جاء بشير "قد صدَّقتَ الرؤيا" فارتد أعمى الحزن بصيراً بقميص "وفديناه". ليس العجيب أمر الخليل بذبح ولده، وإنما العجب مباشرة الذبح بيده، ولولا استغراق حب الأمر لما هان مثل هذا المأمور.