زراعة أشجار الحمضيات في سوريا
أصبحت زراعة الحمضيات في سوريا من الزراعات الاقتصادية الهامة فهي تغطي مساحة حوالي 25327 هكتار من أفضل الأراضي المروية في الساحل السوري إضافة إلى مساحات محدودة في حمص – درعا – حماه – دير الزور- إدلب وهذه المساحة موزعة كما يلي :
اللاذقية 18467.8 هكتار
طرطوس 5736.6 هكتار
حمص 525 هكتار
درعا 384.1 هكتار
إدلب 115.5 هكتار
دير الزور 42 هكتار
حماه 56 هكتار
المساحة الإجمالية 25327 هكتار
عدد الأشجار الكلية 9016323 شجرة
عدد الأشجار المثمرة 6356947 شجرة
الإنتاج 572000 طن
المساحة في طور الإثمار 71% من المساحة الكلية
وتعتبر زراعة الحمضيات في سوريا من الزراعات ذات المردودية الاقتصادية الجيدة حيث يعمل بهذه الزراعة أكثر من 25000 أسرة. هذا وإن إنتاج الحمضيات في سوريا لموسم 1995-1996 والبالغ 572000 طن موزعاً على أنواع الحمضيات المختلفة وفق مايلي :
- ليمون حامض 52000 طن
- برتقال 308000 طن
- يوسفي 197000 طن
- جريب فروت 15000 طن
---------
572000 طن
وهذه الكمية من الإنتاج تغطي الاستهلاك المحلي وتؤمن فائضاً للتصدير يساهم في دعم الاقتصاد الوطني ، وأهم مايميز إنتاج الحمضيات في سوريا هو نظافة للثمار من الأمراض والحشرات والأثر المتبقي من المبيدات والمواد السامة بعد تطبيق أسلوب المكافحة المتكاملة واعتماد أسلوب المكافحة الحيوية وتعتبر سوريا الدولة الوحيدة في العالم التي تنتج ثمار حمضيات بدون أي مكافحة كيماوية إطلاقاً وذلك منذ عام 1992.
الهدف من البرنامج الإرشادي للحمضيات :
هو تحقيق الاكتفاء الذاتي وتصدير الفائض من الإنتاج وذلك من خلال التركيز والعمل على مايلي:
1. رفع إنتاجية وحدة المساحة من 31.4 طن/هـ إلى 40 طن/هـ عن طريق تقديم العناية المثلى للبساتين وتقديم الخدمات الزراعية المختلفة بشكل صحيح.
2. زيادة رقعة المساحة المزروعة بالحمضيات بشكل علمي ومدروس للوصول إلى زراعة 50000 هكتار والتي هي المساحة القابلة للزراعة بالحمضيات بعد استكمال إقامة قنوات الري على السدود المقامة في مناطق الزراعة واستصلاح الأراضي الغدقة في مناطق زراعة الحمضيات.
ونظراً لأهمية هذه الشجرة من الناحية الاقتصادية والغذائية والتجارية ولمحدودية زراعتها بمناطق معينة والطلب الكبير على استهلاك الثمار في العالم فإننا سنضع هذه المعلومات بين أيدي المرشدين الزراعيين لتكون بمثابة دليل عمل لهم في بساتين الحمضيات بغية تحقيق الأهداف المنشودة.
الجزء الأول
العوامل البيئية التي تؤثر على نجاح زراعة الحمضيات
يقصد بالبيئة: الوسط الذي يعيش فيها النبات والذي يشمل العوامل الجوية المحيطة به والتربة المزروع بها، ومايحيط به من كائنات حية ويعتبر النمو محصلة التركيب الوراثي للنبات والبيئة وقد تكون العوامل البيئية المحيطة هي السبب ممنوعي في إمكانية زراعة أو عدم زراعة نبات ما في منطقة معينة ( عامل محدد).
وتنتشر زراعة الحمضيات بين خطي عرض 35 شمالاً وتعتبر النهاية الصغرى للحرارة المساندة في منطقة ما من أهم العوامل المحددة لنجاح زراعة الحمضيات في تلك المنطقة، حيث تتوقف هذه النهاية الصغرى على ( خط العرض – الارتفاع عن سطح البحر – القرب من أسطح مائية دافئة – تيارات الرياح...) حيث أدى ذلك إلى انتشار زراعة الحمضيات في حوض المتوسط حتى عرض 44 لوجود مياه البحر الدافئة التي لاتختلط بتيارات باردة من المحيط.
أولاً: تأثير العوامل المناخية على نمو أشجار الحمضيات:
1- تأثير درجة الحرارة:
أ- درجة الحرارة المنخفضة: يلزم الحمضيات مناخ خال من الصقيع حيث يمكن اعتبار درجة الصفر المئوي وماتحتها من الدرجات الضارة لأشجار الحمضيات إذا تعرضت لهذه الدرجات مدة طويلة وتعتبر طول الفترة التي تتعرض خلالها الأشجار لانخفاض درجة الحرارة عاملاً هاما في تحديد درجة الضرر التي تصيبها فدرجة -2 – 2 م° ضارة لمعظم أصناف الحمضيات خاصة إذا استمرت لعدة ساعات مؤدية إلى تجميد الثمار والأفرع الحديثة والبالغة فإذا كانت درجة الحرارة قد انخفضت إلى -5 م° في شهر شباط وسبق ذلك حرارة مرتفعة خلال شهر كانون الثاني مما يساعد على نمو خضري وإزهار مبكر فتكون الأضرار كبيرة، وبالعكس قد يحدث في بعض الأحيان أن تحدث برودة في شهر تشرين ثاني وحتى كانون ثاني وعلى الرغم من أن الحرارة كانت -7 م° إلا أن الأضرار كانت قليلة وقد عزي السبب إلى كون الأشجار خلال هذه الفترة في مرحلة سكون ، وتعتبر درجة -2، 2 م° وماتحتها من الدرجات المانعة لزراعة الحمضيات ويمكن ترتيب درجة احتمال أجناس وأنواع الحمضيات لدرجة الحرارة المنخفضة ترتيباً تنازلياً كالتالي : ثلاثي الأوراق، الكمكوات، اليوسف، النارنج ، البرتقال ، الكريب فروت، الأضاليا. وتكون مظاهر الضرر الناتجة عن الحرارة المنخفضة :
1- أضرار بالغة للأزهار الحديثة والثمار العاقدة حديثاً وتسبب سقوطها.
2- تسبب جفاف الأفرع الحديثة النمو وتشقق في قلف الأشجار
3- تسبب أضرار للأفرع الكبيرة وقد تموت الأشجار حتى سطح الأرض.
يقاوم الصقيع بزراعة مصدات الرياح وتضييق مسافات الزراعة وحماية الشجيرات والشتلات الصغيرة من البرودة بالتغطية وتدفئة الأشجار في الليالي الباردة بمواقد خاصة أو باستعمال مراوح لتحريك الهواء فوق مستوى الأشجار.
ب- درجة الحرارة المرتفعة: تبدأ الحمضيات نموها على درجة 13-18 م° وإن أقصى نمو يحدث للحمضيات هو على درجة 32-35 م° ويقل النمو تدريجياً كلما ارتفعت الحرارة حتى ينعدم النمو على درجة الحرارة 48 م° فما فوق وإن ذلك يؤدي لحدوث أضرار لكل من النمو الخضري والثمري ونادراً ما تصل مناطق زراعة الحمضيات لمثل هذه الدرجات من الحرارة العالية وتنجح زراعة الحمضيات على ارتفاع 750 م فوق سطح البحر كما يمكن أن تنجح في أراضي الغاب حيث لاتنخفض درجة الحرارة تحت الصفر.
تأثير الرطوبة:
إن انخفاض الرطوبة النسبية والتي هي عبارة عن مقدار بخار الماء الموجودة في حيز من الهواء منسوباً إلى مقدار بخار الماء الذي يشبع هذا الحيز في نفس درجة الحرارة ، ويساعد على زيادة الضرر الناتج عن ارتفاع الحرارة مؤدياً إلى زيادة النتح وعدم مقدرة الجذور على امتصاص الماء مما ينتج عنه اختلال التوازن المائي ويبدأ عندها النبات بالتخلص من بعض الأعضاء للإبقاء على حياته فيحدث تساقط للأزهار والثمار الصغيرة وجفاف الأفرع القمية والأوراق والنموات الحديثة واحتراق المناطق المعرضة من قشرة الثمرة وينتج عنه انخفاض في قيمتها الاقتصادية وخسارة كبيرة في المحصول ويمكن تقليل الضرر الناشئ عن انخفاض الرطوبة بالوسائل المتبعة لمقاومة ارتفاع الحرارة بالإضافة لاتباع طريقة الري بالرش وزراعة المحاصيل البيئية التي تساعد على رفع الرطوبة النسبية أما زيادة الرطوبة فتؤدي إلى انتشار الأمراض الفطرية المختلفة والحشرية وتؤدي إلى انخفاض السكريات والحموضة في الثمار ورداءة الطعم .
3- تأثير الضوء:
تعتبر الحمضيات من نباتات النهار القصير ولكن يمكن أن تصبح من نباتات النهار الطويل إذا قدمت لها العناية اللازمة من ري وتسميد ويعتبر الضوء من أقل العوامل الجوية تأثيراً على مدى نجاح زراعة الحمضيات. وبشكل عام تحتاج شجرة الحمضيات لشدة إضاءة معتدلة وأن لاتقل عن 70% ودرجة حرارة يومية متوسطة من 15-16 م° في فترة النمو الشديد للطرود والثمار، حيث يتأثر النمو والإثمار كلما زادت شدة الإضاءة وإن قلة الضوء التي تنتج عن تكاثف الأشجار وعدم تقليمها وعدم وصول الضوء إلى قلب الشجرة يمنع الإزهار داخل الشجرة. إذاً لابد من تأمين الضوء لقلب الشجرة بالتقليم وإزالة الأفرع المتشابكة والمزدحمة لتكوين الأزهار على كافة أفرع الشجرة.
4- تأثير الرياح:
تعتبر الرياح من العوامل الهامة في نجاح زراعة الحمضيات وخاصة في المناطق التي تتعرض لرياح الخماسين كمنطقة المتوسط والرياح التي ترتفع فيها الرطوبة النسبية أقل ضرراً من الرياح الجافة والساخنة وينعكس ضررها بعدة صور:
- أضرار ميكانيكية: مؤدية لسقوط الأوراق والأزهار الثمار وتكسير الأفرع وقد تؤدي على اقتلاع الأشجار في المناطق ذات التربة الخفيفة ويزداد ضررها إذا ماهبت الرياح عقب الري مباشرة .
- أضرار فيزيولوجية : يعود الاختلال التوازن المائي للأشجار يسبب زيادة النتح الناتج عن سرعة مرور الرياح على الأسطح المبخرة /الأوراق – الثمار- السوق الغضة/ وعن مقدرة الجذور على امتصاص الماء ويزداد هذا الضرر كلما كانت الرياح جافة وساخنة مما يؤدي إلى امتصاص الأشجار للماء من الثمار وبالتالي تكوين طبقة انفصال في الثمرة ويظهر على الشجرة علائم العطش وذبول الأفرع الطرفية والخضرية والأزهار والثمار مما ينتهي إلى تساقطها أو تشويه مظهرها.
- أضرار أخرى: تعيق عمليات التلقيح بالحشرات وبذلك يقل عدد الثمار العاقدة كما تتعارض أحياناً مع عمليات الرش والخدمة.
الجزء الثاني
تأسيس بساتين الحمضيات وعمليات الخدمة المقدمة لشجرة الحمضيات
أولاً: تأسيس بساتين الحمضيات:
إن غاية أي زراعة تحقيق أكبر دخل ممكن وبأقل كلفة ممكنة وحيث أن شجرة الحمضيات من أشجار الفاكهة المكلفة جداً مقارنة مع أشجار الفاكهة الأخرى، فهي تحتاج لنفقات تأسيس كبيرة من جهة وتتطلب عدة سنوات كي تثمر وتعطي إنتاجاً اقتصادياً من جهة أخرى، لذلك وانطلاقاً مما سبق على من يود القيام بزراعة هذه الشجرة أن يكون متفهماً لمجموعة العوامل المناخية والبيئية الملائمة لزراعتها كما يتوجب عليها أن يكون متفهماً لمجموعة من النقاط الأساسية قبل زراعتها لأنه قد يكون واحد منها أو أكثر سبباً رئيسياً في نجاح أو فشل هذه الزراعة في منطقة ما من المناطق ، ومن النقاط الواجب مراعاتها قبل الزراعة نذكر مايلي:
1- اختيار الأرض الصالحة لزراعة الحمضيات: تزرع الحمضيات في أنواع متعددة من الأراضي ، بدءاً من الأراضي الرملية مروراً بالأراضي الخفيفة والمتوسطة وحتى الأراضي الطينية الثقيلة ولكل نوع من هذه الأنواع حسناته وسلبياته، وبصورة عامة لكي تعتبر التربة صالحة لزراعة الحمضيات فلابد من أن تحتوي على المواصفات التالية:
أ- أن تكون التربة المراد زراعتها بشجرة الحمضيات مفككة عميقة خصبة ومحتواها من المادة العضوية مرتفعاً كما يجب أن تكون خالية من النباتات المعمرة والحجارة الكبيرة التي تعيق نمو وانتشار جذور الأشجار داخلها.
ب- أن تكون التربة جيدة الصرف ولاتتجمع مياه الأمطار فوق سطحها لمدة تزيد عن 24 ساعة خلال فصل الشتاء كما يجب أن لايزيد ارتفاع مستوى الماء الأرضي في التربة عن 120 سم من سطحها لأن ارتفاع مستوى الماء الأرضي فيها عن هذا الحد وتجمع مياه الأمطار فوق سطحها لفترة طويلة يؤديان إلى ملء كامل مسامات التربة في الماء وبالتالي انعدام الأكسجين داخلها وفي هذه الحالة فإن جذور الأشجار لاتجد حاجتها من الأكسجين اللازم للتنفس من أجل القيام بوظيفتها الأساسية والتي هي امتصاص الماء والغذاء فتختنق وتتعفن ويرافق ذلك ذبول النموات الغضة الحديثة وفي حال استمرار هذه الظروف فترة طويلة فإن ذلك يؤدي إلى موت الأشجار بالكامل ( أراضي طينية ثقيلة) وأكثر مما نلاحظ هذه الظواهر في أواخر الربيع وبداية الخريف بعد سقوط أمطار غزيرة ومن ثم ارتفاع مفاجئ وكبير في درجة الحرارة (شهر نيسان هبوب رياح خماسينية شديدة) حيث نلاحظ تبخر كبير للماء عن طريق الأوراق وعدم مقدرة جذور الأشجار هذا وكثيراً ما تشاهد على ساق مثل هذه الأشجار ظهور الصمغ ( إصابة الأشجار بمرض التصمغ) نتيجة دخول القطر المسبب لهذا المرض عن طريق الجذور المتعفنة ونموه داخل الأوعية الناقلة حيث يسدها وهذا مايفسر سبب موت الأشجار المزروعة في مثل هذه الأراضي ولتلاقي هذه الأضرار وخصوصاً إذا كان لابد من الزراعة في مثل هذه الأراضي فإنه يتوجب علينا إقامة خنادق لتصريف المياه الزائدة وهذه الخنادق يجب أن تكون من نوعين:
النوع الأول: عبارة عن خنادق رئيسية تحفر على المحيط الخارجي للأرض وبعمق لايقل عن 80-10 سم.
النوع الثاني: عبارة عن خنادق ثانوية تحفر في وسط الأرض المزروعة أو المراد زراعتها بالحمضيات ويراعى عند حفر هذه الخنادق أن تكون عمودية على الخنادق الرئيسية كما يجب أن لايقل عمقها عن 60-80 سم هذا ويراعى عند حفر الخنادق ممنوعية والثانوية أن يكون سطحها السفلي مائلاً 1-3% باتجاه نقاط تصريف المياه إلى خارج الأرض.
ملاحظة: في حال كون التربة موجودة في وسط أراضي زراعية مستوية فإن المياه بعد تجمعها في هذه الخنادق سوف تعود للتربة من جديد عن طريق الخاصة الشعرية لذلك فإننا ننصح في هذه الحالة تركيب محرك لضخ المياه من هذه الخنادق بعد تجمعها فيها إلى منطقة بعيدة وذلك تحقيقاً للغاية من إقامتها.
ج- أن يكون PH التربة ملائماً لهذه الزراعة حيث وجد أن PH التربة الملائم لزراعة الحمضيات هو ذلك الرقم الايدروجيني الذي تتراوح قيمته بين 5.5-8.5 وإن ارتفاع هذا الرقم أو انخفاضه عن القيمة المذكورة سابقاً يؤدي إلى مشاكل عديدة لهذه الزراعة نوجزها في الآتي:
- إن انخفاض الـPH عن 5.5 يقود إلى جعل وسط التربة شديد الحموضة وفي هذه الحالة فإن عدداً كبيراً من العناصر الغذائية يكون على صورة محاليل ذاتية في التربة مثل النحاس والمنغنيز...الخ. وفي حال كانت التربة جيدة الصرف فإن هذه العناصر سوف تغسل مع مياه الأمطار أو مع ماء الري إلى أسفل منطقة جذور الأشجار (جذور الحمضيات سطحية الانتشار) وبالتالي تظهر أعراض نقص هذه العناصر على الأشجار علماً بأنها كانت موجودة فيها.
- في حال ارتفاع PH التربة عن 7.5 فإن هذا يقود إلى جعل وسط التربة أكثر قلوية وفي مثل هذه الظروف فإن كثير من العناصر الغذائية تتأكسد وتصبح غير قابلة للامتصاص من قبل جذور الأشجار ومن الأمثلة على ذلك عنصر الحديد حيث يتحول في مثل هذه الظروف من أكاسيد ثنائية F++ أو ثلاثية F+++ وعند ذلك تظهر أعراض نقصه على الأشجار علماً بأنه موجود في التربة ولذلك فإننا ننصح بعدم زراعة أشجار الحمضيات في أراضي مرتفعة القلوية تجنباً للمشاكل والأضرار التي تلحق بهذه الشجرة.
د- أن يكون محتوى التربة من الكلس الكلي والفعال غير مرتفع ولاتزيد قيمته عن 25-35% على التوالي لأن ارتفاع نسبة الكلس في التربة عن هذه الحدود يؤدي إلى رفع قلوية التربة ويزاحم العناصر الغذائية الأخرى على الامتصاص من قبل جذور الأشجار فتظهر أعراض نقص هذه العناصر على الأشجار وبالتالي يقل نمو وإنتاج الأشجار المزروعة.
ه- أن تكون الناقلية الكهربائية غير مرتفعة حيث تعرف الناقلية الكهربائية بأنها تمثل مجموع الأملاح الذائبة في التربة وتقاس بالمليموز وهذه القيمة يجب أن لاتزيد عن +2.4 مليموز/سم ، لأن زيادة الملوحة في التربة تؤدي إلى زيادة تركيز محلول التربة بشكل أكبر من تركيز العصارة النباتية وتحت هذه الظروف فإن جذور الأشجار تكون عاجزة عن امتصاص الماء والغذاء من التربة وبالتالي بقاء الأشجار متقزمة وضعيفة النمو هذا للتأكد من احتواء التربة على الصفات المذكورة سابقاً لابد من إجراء تحليل لها ويتم ذلك عن طريق أخذ عينات من التربة المراد زراعتها بالحمضيات وتحليلها في مخابر مصالح الأراضي التابعة لمديريات الزراعة في المحافظات وفي حال توفر الصفات السابقة في العينات الترابية فإن التربة تعتبر صالحة لهذه الزراعة ، ويراعى عند أخذ العينات الترابية مايلي:
1- أن تؤخذ العينات الترابية من مواقع متعددة من أجل أن تمثل هذه العينة الواقع الفعلي للتربة.
2- أن نتجنب عند أخذ العينة الترابية الاقتراب من الأسيجة أو أماكن تجمع المادة العضوية .
3- أن تؤخذ العينة من مستويين الأول من عمق .-30 سم والثاني من 30-60 سم ثم يؤخذ من كل مستوى كمية 1 كغ من التربة بعد مزج كميات كل مستوى مع بعضها البعض وتوضع هذه الكمية في كيس من النايلون مع بطاقة مكتوب عليها اسم المزارع – التاريخ – المنطقة – عمق المستوى الذي أخذت منه العينة وهكذا بالنسبة للمستوى 30-60 سم وبعد تحليلها وفي حال توفر الشروط السابقة فإن هذه التربة صالحة للزراعة.
2- نقب التربة وتسويتها: تعتبر عملية نقب التربة مهمة بالنسبة لزراعة الحمضيات نظراً للفوائد العديدة لهذه العملية والتي نوجزها بمايلي:
1- إن نقب التربة يحسن من نفاذية الماء داخلها
2- تفيد هذه العملية في تفتيت الطبقة تحت السطحية المتراصة الناتجة بفعل الضغط المتكرر لآلات الحراثة موسم بعد موسم وسنة بعد أخرى.
3- يفيد نقب التربة في التخلص من النباتات المعمرة والحجارة الموجودة داخلها والذي يؤدي بقاؤها في التربة إلى الحد من نمو وانتشار جذور الأشجار بداخلها وتجري هذه العملية بواسطة آلات خاصة وهذه الآلات هي بلدوزرات مزودة بسكك حراثة من 3-5 سكك طولها بين 60-80 سم ثم تحرث التربة بهذه الآلات حراثتين متعامدتين وبعد ذلك يتم تعزيل الحجارة وتسوية سطح التربة مع مراعاة أن يبقى مائلاً قليلاً بحدود 1-3% وذلك من أجل تسهيل تصريف مياه الأمطار ومنعها من التجمع فوق سطح التربة لفترة طويلة تلافياً للمشاكل التي تنجم عن ذلك بعد زراعة الأشجار.
3- تأمين مصدر ري دائم صالح للسقاية: إن شجرة الحمضيات من الأشجار المستديمة الخضرة فهي وإن توقف نموها ظاهرياً فإن هناك نوعاً من النمو يسمى بالنمو الفيزيولوجي وهذا مايفسر سبب بقاؤها دائمة الخضرة لذلك فيه بحاجة إلى تأمين مصدر ري دائم لأنها تحتاج للري بشكل دوري ومستمر ومهما كان نوع مصدر مياه الري ( سدود – أنهار – آبار ارتوازية) فإن يجب أن يكون خالياً من الأملاح الضارة بهذه الشجرة وهذه الأملاح هي أملاح كلوريد الصوديوم وأكاسيد المغنزيوم – أملاح البورون ونسبة هذه الأملاح في مياه الري يجب أن لاتزيد عن 0.5غ /لتر بالنسبة لكلوريد الصوديوم وعن 0.05غ/لتر لأكسيد المغنزيوم و 0.25 ملغ/لتر لأملاح البورون وحتى نتأكد من صلاحية الماء لري الحمضيات تجري له عملية تحليل فإذا كانت هذه العناصر ضمن النسب المذكورة سابقاً فإن المياه صالحة لري الحمضيات وإلا في حال ارتفاع نسب هذه الأملاح عن الحدود السابقة كثيراً فإنه يفضل الإقلاع عن زراعة الحمضيات أو التفكير بتأمين مصدر ري آخر صالح للسقاية.
4- إقامة مصدات الرياح: تعتبر الرياح العدو الأول لشجرة الحمضيات ولذا فهي من أهم العوامل المحددة لهذه الزراعة نظراً لما تسببه من أضرار بالغة لهذه الشجرة سواء كانت هذه الأضرار مكيانيكية كجرح الأوراق والأفرع وتكسير الأغصان وأحياناً قلع الغراس المزروعة حديثاً (رياح قوية) أو أضرار فيزيولوجية كزيادة سرعة تبخر الماء من الأوراق وجفاف البراعم الزهرية وأيضاً تساقط الأزهار والعقد الصغير (هبوب رياح خماسينية).
وانطلاقاً مما سبق ولتلافي أضرار الرياح يتوجب علينا القيام بزراعة مصدات الرياح قبل فترة زمنية كافية ( سنتين على الأقل) من زراعة الحمضيات ومتابعة الرياح بعد زراعتها بالري والتسميد حتى تنمو وتكبر وتستطيع حماية الأشجار بعد زراعتها في الأرض.
الشروط الواجب توفرها في مصدات الرياح:
1- أن تكون سريعة النمو وتصل إلى ارتفاع عال بعد اكتمال نموها.
2- أن تكون دائمة الخضرة وسهلة التكاثر وجذورها تنمو بشكل عمودي حتى لاتزاحم أشجار الحمضيات على الماء والغذاء ( الصف الأول القريب من المصد).
3- أن لاتكون من الأشجار التي تتعرض للإصابة بالأمراض المختلفة التي تصيب شجرة الحمضيات وبالتالي تشكل مصدر عدوى دائم لهذه الأشجار.
4- إن أفضل أنواع مصدات الرياح التي ينصح باستخدامها ( السرو، الكازورينا).
زراعة مصدات الرياح:
يتم زراعة مصدات الرياح على الأطراف الخارجية والداخلية للأرض المراد زراعتها بالحمضيات بعد مراعاة النقاط التالية:
1- زراعة صف واحد من المصدات على الأطراف الداخلية للحقول بحيث يكون البعد بين الغرسة والأخرى بحدود 50-70 سم .
2- زراعة صفين من المصدات على الأطراف الخارجية للأرض بحيث يكون البعد بين الصف والآخر 1 متر وبين الغرسة والغرسة على نفس الصف 1 متر على أن تكون الغراس متبادلة مع بعضها البعض.
3- عند تقسيم الأرض إلى حقول ( مساحة المزرعة كبيرة) يراعى أن لاتكون مصدات الرياح قريبة من بعضها البعض وتقسم الأرض إلى أقسام وحقول مربعة أو مستطيلة ومساحة كل منها بحدود 5-8 دونمات هذا ويفضل الحقول المستطيلة بأبعاد 100× 50 م حسب اتجاه الرياح وشدتها.
4- فتح خندق مواز لمصد الرياح من الداخل وبعمق 1 متر على الأقل من أجل منع جذور المصدات من الانتشار جانبياً وتقطيعها لتلافي مزاحمتها لجذور الأشجار على الماء والغذاء.
5- تتطلب مصدات الرياح تقديم عمليات الخدمة المتكررة ( سقاية – تسميد) بغية الإسراع في نموها.
5- تخطيط الأرض: قبل زراعة غراس الحمضيات في الأرض الدائمة، يتم وضع مخطط تفصيلي لكامل المساحة المراد زراعتها مبيناً عليه: أماكن الحقول – مصدات الرياح – الطرقات ممنوعية والثانوية – أماكن المستودعات والأبنية مع مراعاة ألا تزيد مساحة هذه المنشآت عن 10-15% من مساحة المزرعة لأن زيادة هذه المساحة عن هذا الحد يؤدي إلى تقليل عدد الأشجار في وحدة المساحة وبالتالي تقليل الإنتاج.
6- طرق الزراعة – مسافات الزراعة – زراعة الغراس: تزرع الحمضيات بطرق مختلفة منها المستطيلة والمربعة والمثلثة ... الخ إلا أن أفضل هذه الطرق هي الطريقة المستطيلة لأنها تسمح لنا باستخدام الآلة بشكل أفضل من أجل القيام بعمليات الخدمة المختلفة ( حراثة – مكافحة – جني – تسميد ..الخ) وفي هذه الطريقة يكون البعد بين الغرسة والأخرى مغاير للبعد بين الصف والآخر وأما بالنسبة للمسافات التي ننصح بها فهي:
- الطريقة المستطيلة 3× 4 م
- الطريقة المربعة 4 × 4 م
وعلاوة على أن الطريقة المستعصية تسمح لنا باستخدام الآلة بشكل أمثل وكذلك تسمح لنا بزيادة عدد الأشجار في وحدة المساحة وبالتالي زيادة الإنتاج حتى سن معينة 15-20 سنة وهذه الطريقة ممتازة إلا أنه يفضل إزالة صف من الصفوف كلما تقدمت الأشجار في العمر وذلك لمنعها من التشابك مع