صدقة التطوع وفضلها وآدابها
المصدر : كتاب مختصر منهاج القاصدين – إبن قدامة المقدسي
المصدر : كتاب مختصر منهاج القاصدين – إبن قدامة المقدسي
أما فضائل الصدقة فهي كثيرة مشهورة:
منها: ماروى البخاري من حديث ابن مسعود رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله؟ قالوا : يا رسول الله ما منا أحد إلا ماله أحب إليه، قال: فإن ماله ما قدم ، ومال وارثه ما أخر".
وفى الصحيحين "من رواية أبى هريرة رضى الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال” من تصدق بعدل " ولا يصعد إلى الله إلا الطيب فإن الله يتقبلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبها كما يربى أحدكم فلوه ((أي المهر الصغير. وقيل : الصغير من أولاد ذوات الحافر))" " حتى تكون مثل الجبل".
وفى حديث آخر :" إن الصدقة لتطفئ غضب الرب، وتقى ميتة السوء".
وفى حديث آخر: " تصدقوا فإن الصدقة فكاككم من النار"
وعن بريدة رضى الله عنه قال : قال : رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " ما يخرج أحد شيئاً من الصدقة حتى يفك عنه لحى سبعين شيطاناً".
وروى أن راهباً تعبد في صومعة ستين سنة، ثم نزل يوماً ومعه رغيف، فعرضت له امرأة فتكشفت له ، فوقع عليها، فأدركه الموت وهو على تلك الحال، وجاء سائل فأعطاه الرغيف ومات ، فجئ بعمل ستين سنة ، فوضع في كفة وخطيئته في كفة، فرجحت بعمله، حتى جئ بالرغيف فوضع مع عمله ، فرجح بخطيئته.
وفى أفراد مسلم، من حديث أبى هريرة رضى الله عنه، عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : " ما نقصت صدقة من مال ".
وروى عن عائشة رضى الله عنها أنهم ذبحوا شاة فقال النبى صلى الله عليه وآلة وسلم : " ما بقى منها؟ فقالت : ما بقى منها إلا كتفها، فقال : " بقى كلها إلا كتفها".
وأما آدابها ، فنحو ما تقدم في الزكاة.
واختلفوا: أيما أفضل للفقير، أن يأخذ من الزكاة ، أو من الصدقة . فقال قوم: من الزكاة أفضل ،وقال آخرون من الصدقة أفضل.
وأما أفضل الصدقة فعن أبى هريرة رضى الله عنه قال: " سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، أي الصدقة أفضل؟ قال: " أن تصدق وأنت صحيح شحيح، تخشى الفقر، وتأمل الغنى ، ولا تهمل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا ، ولفلان كذا ، وقد كان لفلان" أخرجاه في " الصحيحين".